العالم يواجه «أصعب شتاء» بعد رفع قيود «كورونا»

أميركا تعيد الاختبارات المنزلية... والصين تتوسع في مرافق العناية المركزة

لافتة كُتب عليها «نقطة تفتيش وبائية» في الصين (أ.ب)
لافتة كُتب عليها «نقطة تفتيش وبائية» في الصين (أ.ب)
TT

العالم يواجه «أصعب شتاء» بعد رفع قيود «كورونا»

لافتة كُتب عليها «نقطة تفتيش وبائية» في الصين (أ.ب)
لافتة كُتب عليها «نقطة تفتيش وبائية» في الصين (أ.ب)

بعد عامين من الإغلاقات التي فرضتها جائحة «كوفيد - 19»، يواجه العالم ما وصفه خبراء بأنه «أصعب شتاء»، إذا تحققت توقعاتهم التي كانت تشير قبل حلول شتاء هذا العام، بأنه سيشهد زيادة كبيرة في أعداد الإصابات، التي يسببها فيروس «كورونا المستجد»، وغيره من الفيروسات التنفسية الأخرى.
وشتاء هذا العام، هو الأول الذي يتخلى خلاله العالم عن القيود التي فرضتها الجائحة، مما أدى إلى ارتفاع كبير في أعداد الإصابات دفع الكثير من دول العالم إلى اتخاذ إجراءات استثنائية.
ومن بين هذه الإجراءات الاستثنائية في أميركا، إعادة الاختبارات المنزلية، وذلك بعد فترة توقف قصيرة.
وبدأت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، إرسال اختبارات مجانية إلى المنازل في يناير (كانون الثاني) من عام 2022، حيث يمكن طلبها عبر موقع الحكومة الإلكتروني (CovidTests.gov)، لكنها توقفت في سبتمبر (أيلول) الماضي، وبعد الارتفاع الملحوظ في أعداد الإصابات، تم الإعلان أمس (الخميس) عن استئناف البرنامج، وذلك وفق تقرير نشرته أمس، شبكة «سي بس إس» الأميركية.
ووفقاً لآخر الإحصائيات الرسمية التي تصدرها جامعة «جونز هوبكنز» الأميركية، فقد ارتفعت أعداد الإصابات أمس، لتصل إلى أكثر من 135 ألف إصابة، وذلك في ارتفاع ملحوظ عن الأيام السابقة من نفس الأسبوع.
ومن أميركا إلى الصين، التي اضطرت إلى التخلي التدريجي عن سياسة «صفر كوفيد» التي انتهجتها في إدارة الجائحة، وذلك بعد احتجاجات «نادرة» على تلك السياسة، التي عدّها المحتجون مقيدة لحركتهم وحريتهم. وتوقع خبراء أن يؤدي هذا التخلي عن تلك السياسة إلى ارتفاع كبير في أعداد الإصابات، لا سيما أن ذلك يأتي متزامناً مع فصل الشتاء، وهو ما حدث بالفعل.
وليس من الواضح مقدار الزيادة في أعداد الإصابات منذ أن أنهت بكين الأسبوع الماضي الاختبار الإلزامي بمعدل مرة واحدة يومياً في الكثير من المناطق، لكنّ حسابات وسائل التواصل الاجتماعي تُشير إلى تفشي المرض.
وقالت حكومة حي «رنفينغ شيوشينغ» في بكين، السبت الماضي على حسابها بوسائل التواصل الاجتماعي، إن موقع اختبار الفيروسات في الحي أُغلق بسبب إصابة جميع موظفيه، وطالبوا المواطنين بالتحلي بالصبر.
وفي محاولة للتعامل مع أعداد المصابين المتزايدة، دعا اجتماع لمجلس الوزراء الصيني أمس، إلى «التعبئة الكاملة» للمستشفيات والتوسع في مرافق العناية المركزة، وإضافة موظفين لضمان «فاعلية المستشفيات القتالية» وزيادة إمدادات الأدوية، وذلك وفقاً لوسائل الإعلام الحكومية.
ولا يبدو الوصع أفضل حالاً في إنجلترا، حيث كشف أحدث الأرقام أن عدد الأشخاص في المستشفيات المصابين بـ(كوفيد - 19) في إنجلترا ارتفع بنسبة 22% خلال أسبوع، وفقاً للبيانات الصادرة عن خدمة الصحة الوطنية بإنجلترا.
وأعلنت خدمة الصحة الوطنية بإنجلترا في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، الاستعداد بغرف حربية تعتمد على البيانات لما وصفته بـ«أصعب شتاء في التاريخ».
وقالت خدمة الصحة الوطنية إن هذه الغرف ستعمل على مدار 24 ساعة في جميع أنحاء إنجلترا لاتخاذ قرارات سريعة، بحيث يمكن للمستشفيات الاستفادة من المساعدة المتبادلة، أو تحويل سيارات الإسعاف إلى مكان قريب آخر.
وبينما أعلنت الحكومات من جانبها عن إجراءات ستتخذها، توصي رنا الحجة، مديرة إدارة البرامج بمكتب شرق المتوسط في «منظمة الصحة العالمية»، المواطنين بالعودة إلى إجراءات «كورونا» الاحترازية «لا سيما ارتداء الكمامات، وذلك لمواجهة الزيادة المتوقعة في أعداد الإصابات شتاءً». موصيةً بـ«الحصول على الجرعات الثلاث من لقاحات (كوفيد – 19)، وكذلك لقاح الإنفلونزا، لأن أعداد إصابات فيروس الإنفلونزا في تزايد أيضاً».
وقالت الحجة في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «ارتفاع أعداد الإصابات شتاءً أمر متوقع، لا سيما بعد تخلي الدول عن قيود (كورونا)، وزيادة التجمعات داخل المنازل خلال الشتاء لقضاء العطلات، مع غياب التهوية».


مقالات ذات صلة

الأحياء المزدحمة تشجع السكان على المشي

صحتك الأحياء الحضرية تشجع السكان على المشي (جامعة ويسترن أونتاريو)

الأحياء المزدحمة تشجع السكان على المشي

أفادت دراسة أميركية بأن تصميم الأحياء السكنية يُمكن أن يؤثر بشكل كبير على مستوى النشاط البدني للأفراد، خصوصاً المشي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك التقرير يوضح أنه من الأقل احتمالاً أن يكون أمام الأطفال في وسط المدن فرصة للحصول على خيارات غذائية صحية وبتكلفة مقبولة (رويترز)

بريطانيا: الأطفال يعيشون حياة أقصر بسبب الوجبات السريعة

كشف كبير المسؤولين الطبيين في إنجلترا عن أن «الصحاري الغذائية» في المدن إلى جانب إعلانات الوجبات السريعة تتسببان في عيش الأطفال حياة «أقصر وغير صحية».

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك دراسة جديدة تشير إلى إمكانية علاج مرض قصور القلب (ميديكال إكسبرس)

علاج ثوري جديد لقصور القلب... والتعافي غير مسبوق

تاريخياً، عُدَّت الإصابةُ بقصور القلب غير قابل للعكس، لكن نتائج دراسة جديدة تشير إلى أن هذا قد يتغير يوماً ما.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق التثاؤب يحدث عندما يكون الناس في حالة انتقالية مثلاً بين النوم والاستيقاظ (رويترز)

التثاؤب... هل يعني أن أدمغتنا لا تحصل على الأكسجين الكافي؟

يشعر معظمنا بقرب عملية التثاؤب. تبدأ عضلات الفك بالتقلص، وقد تتسع فتحتا الأنف، وقد تذرف أعيننا الدموع عندما ينفتح فمنا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق الدعم المُرتكز على التعاطف مع المريض يعادل تناول الدواء (جامعة تكساس)

المكالمات الهاتفية المُرتكزة على التعاطف تُحسّن السيطرة على السكري

المكالمات الهاتفية المُرتكزة على التعاطف مع مرضى السكري من أفراد مدرّبين على القيام بذلك، أدَّت إلى تحسينات كبيرة في قدرتهم على التحكُّم في نسبة السكر بالدم.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

روته: يجب تعزيز دفاعات حلف «الناتو» لمنع الحرب على أراضيه

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
TT

روته: يجب تعزيز دفاعات حلف «الناتو» لمنع الحرب على أراضيه

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، اليوم (الخميس)، تحذيرا قويا بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية بحاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».