وزارة الدفاع العراقية: قواتنا تحاصر الفلوجة والرمادي بانتظار ساعة الصفر

تدمير مركز للبث الإذاعي تابع لـ«داعش» في القائم على الحدود مع سوريا

جنود عراقيون يطلقون صواريخ على أهداف لتنظيم داعش في الصقلاوية قرب الفلوجة (أ.ب)
جنود عراقيون يطلقون صواريخ على أهداف لتنظيم داعش في الصقلاوية قرب الفلوجة (أ.ب)
TT

وزارة الدفاع العراقية: قواتنا تحاصر الفلوجة والرمادي بانتظار ساعة الصفر

جنود عراقيون يطلقون صواريخ على أهداف لتنظيم داعش في الصقلاوية قرب الفلوجة (أ.ب)
جنود عراقيون يطلقون صواريخ على أهداف لتنظيم داعش في الصقلاوية قرب الفلوجة (أ.ب)

أعلن العميد يحيى رسول الناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع العراقية وقيادة العمليات المشتركة، عن «إطباق الحصار على مسلحي تنظيم داعش في مدينتي الفلوجة والرمادي من قبل القطعات العسكرية الموجودة في محيط المدينتين بانتظار ساعة الصفر التي ستعلن قريبًا لتحريرهما».
وقال رسول في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن «قطعاتنا العسكرية مستعدة بشكل كامل للانقضاض على مسلحي تنظيم داعش وتحرير مدينتي الفلوجة والرمادي اللتين تحاصرهما قواتنا بانتظار الإذن ببدء العمليات العسكرية لتحرير المدينتين والانطلاق نحو تحرير كامل مدن الأنبار من دنس مسلحي تنظيم داعش». وأضاف عبد الله أن «القوات المسلحة مهتمة جدًا بموضوع سلامة وأمن المواطنين الأبرياء المحاصرين بالآلاف في المدينتين، الذين يعانون من سطوة التنظيم الإرهابي، وقد حرصت القوات الأمنية على فتح الكثير من المعابر، ومنها معبر الفلاحات غرب الفلوجة من أجل خروج العائلات وضمان سلامتها، وهذا الأمر هو سبب رئيسي في تأخير دخول قواتنا لتحرير المدن التي تخضع لسيطرة المسلحين».
وأشار إلى «استمرار العمليات النوعية والاستباقية والعمليات التعرضية التي تنفذها القوات البرية التابعة للجيش العراقي، وكذلك سلسلة الطلعات الجوية لطيران الجيش في إلحاق الضربات والهزائم في صفوف تنظيم داعش سواء في الفلوجة أو الرمادي وباقي مدن الأنبار».
في السياق نفسه، أعلن علي داوود رئيس مجلس قضاء الخالدية بمحافظة الأنبار، عن تحرير منطقة أبو فليس من سيطرة مسلحي تنظيم داعش، فيما لفت إلى سيطرة القوات الأمنية والعشائر على الخالدية بالكامل. وقال داوود في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن «القوات الأمنية من الجيش والشرطة المحلية والاتحادية والرد السريع وجهاز مكافحة الإرهاب وبمساندة مقاتلي العشائر، تمكنوا من فرض سيطرتهم بالكامل على منطقة أبو فليس (شرق الرمادي) وطرد مسلحي تنظيم داعش الإرهابي بعد ساعات من دخولهم إلى المنطقة».
وأضاف داوود أن «تلك القوات استطاعت قتل 25 عنصرا من التنظيم وتدمير أكثر من 23 مركبة كان يستخدمها المسلحون أثناء هجومهم على المنطقة»، لافتا إلى أن «القوات الأمنية والعشائر تفرض سيطرتها الكاملة على قضاء الخالدية». وأشار داود إلى «قيام تنظيم داعش بقصف مدينة الخالدية والمناطق المحيطة بها بأكثر من 50 قذيفة هاون تسببت في مقتل 11 مدنيًا وإصابة 15 آخرين، وتم نقل المصابين إلى مستشفى المدينة».
من جانب آخر، قال الدكتور ليث الدليمي أحد الأطباء المقيمين في مستشفى الفلوجة، إن «مستشفى الفلوجة العام استقبل جثث 25 شخصا من بينهم أربع نساء وثلاثة أطفال، و23 جريحا نتيجة قصف استهدف منازلهم». وأضاف الدليمي أن «الجثث نقلت إلى الطب العدلي، والجرحى يتلقون العلاج في طوارئ المستشفى وكانت إصاباتهم متوسطة وحرجة».
وفي سياق متصل، أعلن مجلس محافظة الأنبار عن وصول تعزيزات عسكرية إلى قاعدة الحبانية، 30 كلم شرق مدينة الرمادي، مشيرا إلى توجه قسم من تلك القطعات إلى قضاء الخالدية. كما أعلن المجلس عن فتح قيادة عمليات الأنبار معبر «الفلاحات» لإخراج الأسر النازحة من الفلوجة، بعدما كان «داعش» يمنع خروج تلك الأسر لاستخدامهم دروعًا بشرية.
من جهة أخرى، أعلن الناطق باسم عمليات بغداد، العميد سعد معن، تدمير مركز إعلامي وبث إذاعي لتنظيم داعش في عملية نفذها طيران الجيش العراقي بالتنسيق مع قيادة العمليات المشتركة وخلية الصقور في مدينة القائم على الحدود مع سوريا. وقال معن في حديث لـ«الشرق الأوسط»، إن «طيران الجيش العراقي نفذ العملية البطولية التي أسفرت عن تدمير المركز الإعلامي، ومقتل أكثر من 23 من عناصر (داعش) والكثير من الجرحى بينهم الإرهابي أبو عمار الكويتي، مسؤول الإعلام في ما يسمى بولاية الفرات، والإرهابي شاكر محمود العكيدي (أبو بكر) مسؤول نقل الأسلحة والوقود في القائم لدى التنظيم، والإرهابي أبو داود الشامي (تركي الجنسية)، والإرهابي أبو عثمان السويدي، وهما يعملان في مقر الإذاعة». وأضاف معن: «كما دمرت طائراتنا الكثير من الأرتال القادمة من سوريا التي تحمل تعزيزات للتنظيم وتدمير الكثير من المضافات وأماكن للتفخيخ التي تهدد العاصمة بغداد».



دفن جماعي لجثث مجهولة في معقل الحوثيين الرئيسي

عملية دفن جماعي لجثث في صعدة زَعَم الحوثيون أنها لمجهولي الهوية (إعلام حوثي)
عملية دفن جماعي لجثث في صعدة زَعَم الحوثيون أنها لمجهولي الهوية (إعلام حوثي)
TT

دفن جماعي لجثث مجهولة في معقل الحوثيين الرئيسي

عملية دفن جماعي لجثث في صعدة زَعَم الحوثيون أنها لمجهولي الهوية (إعلام حوثي)
عملية دفن جماعي لجثث في صعدة زَعَم الحوثيون أنها لمجهولي الهوية (إعلام حوثي)

مع تصاعد حملات الخطف والاعتقالات التي تقوم بها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في مناطق سيطرتها، أقرّت الجماعة بدفن دفعة جديدة من الجثث مجهولة الهوية في محافظة صعدة (معقلها الرئيسي)، وسط تجدد الشكوك حول حدوث تصفيات داخل المعتقلات بالمحافظة نفسها.

وذكرت وسائل إعلام الجماعة قبل يومين، أنه جرى دفن نحو 60 جثة مجهولة الهوية في محافظة صعدة، وأن النيابة الخاضعة لسيطرة الجماعة نسّقت عملية الدفن مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر، إذ إن هذه الجثث كانت موجودة في ثلاجة هيئة المستشفى الجمهوري بصعدة.

عمليات دفن سابقة لجثث مجهولة الهوية في الحديدة (فيسبوك)

ولم توضح الجماعة أي تفاصيل أخرى تتعلق بهوية الجثث التي جرى دفنها، سوى زعمها أن بعضها تعود لجنسيات أفريقية، في حين لم يستبعد ناشطون حقوقيون أن تكون الجثث لمدنيين مختطَفين لقوا حتفهم تحت التعذيب في سجون الجماعة.

وكانت الجماعة الحوثية قد أعلنت قبل عدة أشهر عن دفنها نحو 62 جثة مجهولة في معقلها الرئيسي، وادّعت حينها أنها كانت محفوظة منذ عدة سنوات في ثلاجات مستشفيات حكومية.

وتزامنت عملية الدفن الأخيرة للجثث المجهولة مع تأكيد عدد من الحقوقيين لـ«الشرق الأوسط»، أن معتقلات الجماعة الحوثية بالمحافظة نفسها وغيرها من المناطق الأخرى تحت سيطرتها، لا تزال تعج بآلاف المختطفين، وسط تعرض العشرات منهم للتعذيب.

وتتهم المصادر الجماعة بحفر قبور جماعية لدفن مَن قضوا تحت التعذيب في سجونها، وذلك ضمن مواصلتها إخفاء آثار جرائمها ضد المخفيين قسرياً.

وتحدّثت المصادر عن وجود أعداد أخرى من الجثث مجهولة الهوية في عدة مستشفيات بمحافظة صعدة، تعتزم الجماعة الحوثية في مقبل الأيام القيام بدفنها جماعياً.

وكانت الجماعة الحوثية قد أعلنت، مطلع ديسمبر (كانون الأول) العام الماضي، عن عملية دفن جماعي لنحو 62 جثة لمجهولي الهوية في محافظة صعدة (شمال اليمن).

أعمال خطف

وكشفت تقارير يمنية حكومية في أوقات سابقة، عن مقتل مئات المختطَفين والمخفيين قسراً تحت التعذيب في سجون الجماعة الحوثية طيلة السنوات الماضية من عمر الانقلاب والحرب.

وفي تقرير حديث لها، أقرّت الجماعة الحوثية باعتقال أجهزتها الأمنية والقمعية خلال الشهر قبل الماضي، أكثر من2081 شخصاً من العاصمة المختطفة صنعاء فقط، بذريعة أنهم كانوا من ضمن المطلوبين الأمنيين لدى أجهزتها.

قبور جماعية لمتوفين يمنيين يزعم الانقلابيون أنهم مجهولو الهوية (إعلام حوثي)

وجاء ذلك متوازياً مع تقدير مصادر أمنية وسياسية يمنية بارتفاع أعداد المعتقلين اليمنيين على ذمة الاحتفال بالذكرى السنوية لثورة «26 سبتمبر (أيلول)» إلى أكثر من 5 آلاف شخص، معظمهم في محافظة إب، متهمة في الوقت نفسه ما يُسمى بجهاز الاستخبارات الذي يقوده علي حسين الحوثي، نجل مؤسس الجماعة، بالوقوف وراء حملة الخطف والاعتقالات المستمرة حتى اللحظة.

واتهمت منظمة «إرادة لمناهضة التعذيب والإخفاء القسري» في وقت سابق الجماعة الحوثية بقتل المختطفين تحت التعذيب وإخفاء جثثهم. وطالبت بتحقيق دولي في دفن الجماعة مئات الجثث مجهولة الهوية، محملة إياها مسؤولية حياة جميع المخفيين قسراً.

واستنكرت المنظمة، في بيان، قيام الجماعة وقتها بإجراءات دفن 715 جثة، وأدانت قيام اللجنة الدولية للصليب الأحمر بالمشاركة في دفن تلك الجثث وغيرها، لافتة إلى أن دفنها بتلك الطريقة يساعد الجناة الحوثيين على الإفلات من العقاب، والاستمرار في عمليات القتل الممنهج الذي يقومون به.