منتدى «حوارات أطلسية» يبحث في مراكش تحديات الأمن الغذائي

سياسيون ودبلوماسيون من 60 دولة يناقشون تداعيات أزمة أوكرانيا

جانب من أولى جلسات «حوارات أطلسية» في مراكش (الشرق الأوسط)
جانب من أولى جلسات «حوارات أطلسية» في مراكش (الشرق الأوسط)
TT

منتدى «حوارات أطلسية» يبحث في مراكش تحديات الأمن الغذائي

جانب من أولى جلسات «حوارات أطلسية» في مراكش (الشرق الأوسط)
جانب من أولى جلسات «حوارات أطلسية» في مراكش (الشرق الأوسط)

انطلقت في مدينة مراكش المغربية، أمس، فعاليات الدورة الـ11 من منتدى «حوارات أطلسية» حول موضوع «التعاون الدولي في عالم متحور: الفرص المتاحة في المحيط الأطلسي الموسع»، وذلك على إيقاع تبعات الأزمة الصحية العالمية، والحرب في أوكرانيا، ووقعها على دول الشمال والجنوب، على حد سواء، فضلاً عن إشكالية الأمن الغذائي.
وتشهد الدورة الـ11 مشاركة أكثر من 350 ضيفاً من 60 جنسية حول العالم، يتقدمهم رؤساء دول وحكومات سابقون، بينهم 3 رؤساء سابقين من أميركا اللاتينية، فضلاً عن وزراء حاليين، وعدد من وزراء الخارجية السابقين، معظمهم من الأعضاء المنتظمين في فعاليات «الحوارات الأطلسية». وتتمحور أشغالها حول موضوعات على علاقة بدبلوماسية المناخ وثورة الطاقة، مروراً بالابتكارات في مجال الزراعة والبنية التحتية والحكامة، من خلال 11 جلسة عامة.
وانطلقت الدورة بجلسة تناولت إطلاق الإصدار التاسع من تقرير «التيارات الأطلسية» السنوي، حول «التعاون في عالم متغير: فرص الأطلسي الأوسع»، مع التركيز على تحليل مختلف التطورات؛ التي تعيد تشكيل المجتمعات والعلاقات في حوض الأطلسي. بالإضافة إلى الفرص التي تقدمها لمزيد من التعاون والاستراتيجيات المشتركة. وركزت الجلسة، التي أدارها محمد لوليشكي، مندوب المغرب الدائم السابق لدى الأمم المتحدة، والباحث في «مركز السياسات من أجل الجنوب»، على تداعيات الأزمة الصحية العالمية، والحرب في أوكرانيا.
وقال لوليشكي إن «حلف شمال الأطلسي (ناتو)» عاد إلى دائرة الضوء جراء الحرب الجارية في أوكرانيا، «في سياق يسائل الوضعية الراهنة حول قدرة الاتحاد الأوروبي على مواصلة سياسات الدفاع، كما يسائل دول الجنوب حول طرق تعاملها مع الحرب في أوكرانيا وتداعياتها، مع الخوض في وضعية البلدان غير المنحازة، ضمن مسعى تعاطي عدد من دول الجنوب بخصوص الطرف الذي يمكن أن تنحاز إليه، كما هي الحال بخصوص التصويت على بعض القرارات المتعلقة بالحرب الجارية في أوكرانيا».
وتحدث خورخي كاستانييدا؛ الأستاذ المبرز في العلوم السياسية ودراسات أميركا اللاتينية بجامعة نيويورك (المكسيك)، عن «تباين في المواقف بخصوص الحرب في أوكرانيا»، مشيراً إلى أنه «بقدر ما يوجد هناك تعاطف، وتشابه في وجهات النظر داخل حلف (الناتو)، وبلدان الشمال على مستوى دعم المقاومة الأوكرانية، هناك تردد بعدد من بلدان الجنوب لدعم هذا الحلف، في وقت تتمسك فيه دول أخرى، كالهند، بحيادها، مع دعم الوساطة لحل النزاع في أوكرانيا». كما تحدث كاستانييدا عن تفهم لموقف روسيا في بعض البلدان، فيما لا يلمس التفهم نفسه إزاء أوكرانيا. وقال إن الحرب المشتعلة في أوكرانيا «جاءت في خضم الإصلاحات؛ التي ستوضع جانباً للانشغال بمستجدات الصراع»، منتقداً أطماع روسيا.
من جهتها، استعرضت فاطمة الزهراء المنقوب، الباحثة في الاقتصاد بـ«مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد» (المغرب)، تعريفاً للأمن المائي، موضحة أنه يعني «قدرة الشعوب على الولوج إلى الماء الطافي بجودة مقبولة، لتحقيق الرفاه والحماية من التلوث، وحماية البيئة، في ارتباط بالأمن والاستقرار الاجتماعي».
وتطرقت المنقوب إلى مسألة شح المياه وجودتها، وطريقة التعامل مع الأوضاع، مشيرة إلى أن «ربع سكان العالم يعاني من شح المياه، وإن اختلفت الوضعية من بلد إلى آخر، في ظل تحديات متشابهة. فضلاً عن اختلاف في تبعات التغيرات المناخية، تتراوح بين الجفاف والفيضانات».
ورأت المنقوب أن «العالم صار يعيش في عهد مفعم بعدم اليقين، وسبل تدبير مسألة الموارد الحيوية في الوقت الراهن، والنسبة للأجيال المقبلة».
بدوره؛ ركز أحمد رشيد الخطابي، الخبير الاقتصادي في «وكالة حماية البيئة الأميركية» (المغرب)، على «وجود مشكلتين لهما علاقة بكمية وجودة المياه». وتحدث عن الحلول المفترضة؛ في علاقة بطريقة الاستهلاك الحالي، وسبل التخفيض من الهدر. وقال إنه «علينا أن نكون حذرين من الإجراءات التي قد تؤدي إلى إضرابات واحتجاجات».
في سياق ذلك، ربط حمزة رخا شهام، المؤسس المشارك في «سويت» (المغرب)، بين المجال الزراعي والتكنولوجيا، وسبل توظيف هذه الأخيرة في عملية توزيع المياه، ممثلاً بتجربة رواندا في هذا المجال، ومشيراً إلى «ما يمكن تحقيقه باستعمال التكنولوجيا، بما يسمح بأخذ القياسات، ويجعلنا أصدقاء للطبيعة».
ويأتي موضوع دورة هذه السنة من المنتدى، الذي ينظمه «مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد»، تحت رعاية العاهل المغربي الملك محمد السادس، امتداداً للموضوعات التي دأب المنتدى على تناولها. ويسعى المؤتمر، منذ إطلاقه، إلى دمج جنوب المحيط الأطلسي في النقاش الجيوسياسي العالمي.


مقالات ذات صلة

القاهرة لإطلاع حفتر وصالح على نتائج زيارة شكري لتركيا

العالم العربي القاهرة لإطلاع حفتر وصالح على نتائج زيارة شكري لتركيا

القاهرة لإطلاع حفتر وصالح على نتائج زيارة شكري لتركيا

كشفت مصادر ليبية ومصرية متطابقة لـ«الشرق الأوسط» عن سلسلة اتصالات، ستجريها القاهرة مع السلطات في شرق ليبيا، بما في ذلك مجلس النواب و«الجيش الوطني»، لإطلاع المعنيين فيهما على نتائج زيارة وزير الخارجية المصري سامح شكري إلى تركيا أخيراً. وأدرجت المصادر هذه الاتصالات «في إطار التنسيق والتشاور بين السلطات المصرية والسلطات في المنطقة الشرقية». ولم تحدد المصادر توقيت هذه الاتصالات، لكنها أوضحت أنها تشمل زيارة متوقعة إلى القاهرة، سيقوم بها عقيلة صالح رئيس مجلس النواب، والمشير خليفة حفتر القائد العام لـ«الجيش الوطني». وكان خالد المشري رئيس المجلس الأعلى الدولة الليبي، ناقش مساء السبت مع وزير الخارجية ا

خالد محمود (القاهرة)
العالم العربي خطة حكومية عاجلة لوقف هجرة الأطباء الجزائريين إلى أوروبا

خطة حكومية عاجلة لوقف هجرة الأطباء الجزائريين إلى أوروبا

أعلنت الحكومة الجزائرية عن «خطة عاجلة» لوقف نزيف الأطباء الذين يهاجرون بكثرة، كل عام، إلى أوروبا وبخاصة فرنسا، بحثاً عن أجور عالية وعن ظروف جيدة لممارسة المهنة. وتفيد إحصاءات «مجلس أخلاقيات الطب»، بأن 15 ألف طبيب يشتغلون في المصحات الفرنسية حالياً، وقد درسوا الطب في مختلف التخصصات في الجزائر. ونزل موضوع «نزيف الأطباء» إلى البرلمان، من خلال مساءلة لوزير الصحة وإصلاح المستشفيات عبد الحق سايحي، حول ما إذا كانت الحكومة تبحث عن حل لهذه المشكلة التي تتعاظم من سنة لأخرى.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
العالم العربي تونس تتهيأ لاستقبال وزير الخارجية السوري تتويجاً لإعادة العلاقات

تونس تتهيأ لاستقبال وزير الخارجية السوري تتويجاً لإعادة العلاقات

يبدأ وزير الخارجية السوري فيصل المقداد اليوم زيارة إلى تونس تستمر حتى الأربعاء بدعوة من نظيره التونسي نبيل عمار، لإعلان استكمال المراحل المؤدية إلى إعادة العلاقات الثنائية بين البلدين، والبحث في كثير من الملفات الشائكة والعالقة على رأسها ملف الإرهاب، واستقبال الساحة السورية لآلاف من الشباب التونسيين المنضوين في صفوف التنظيمات الإرهابية. وأوردت مختلف وسائل الإعلام التونسي أخباراً حول الزيارة، وبقراءات عدة، من بينها التأكيد على أنها «ترجمة للتوازنات الجيوسياسية الإقليمية التي تعرفها المنطقة العربية، ومن بينها السعي نحو عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية». وكانت مؤسسة الرئاسة التونسية صورت عودة ا

المنجي السعيداني (تونس)
العالم العربي المغرب: دعوة لإسقاط مشروع قانون «اللجنة المؤقتة» لتسيير مجلس الصحافة

المغرب: دعوة لإسقاط مشروع قانون «اللجنة المؤقتة» لتسيير مجلس الصحافة

دعت «الفيدرالية المغربية لناشري الصحف بالمغرب» -أحد ممثلي ناشري الصحف في البلاد- أعضاء البرلمان بغرفتيه (مجلس النواب ومجلس المستشارين)، إلى إسقاط مشروع قانون صادقت عليه الحكومة، يقضي بإنشاء لجنة مؤقتة لتسيير «المجلس الوطني للصحافة» المنتهية ولايته، بدل إجراء انتخابات. وجاءت هذه الدعوة في وقت ينتظر فيه أن يشرع مجلس النواب في مناقشة المشروع قريباً. وذكر بيان لـ«الفيدرالية» مساء السبت، أنه تلقى «بارتياح، التصدي القوي والتلقائي لهذا المشروع من طرف الرأي العام المهني، والمجتمع المدني، وفاعلين جمعويين وسياسيين، وشخصيات مشهود لها بالنزاهة والكفاءة»، معتبراً: «إن هذا الموضوع لا يهم باستهداف منظمات مهن

«الشرق الأوسط» (الرباط)
العالم العربي باشاغا: ترشحي للرئاسة الليبية سيتحدد بعد صدور القوانين المنظمة للانتخابات

باشاغا: ترشحي للرئاسة الليبية سيتحدد بعد صدور القوانين المنظمة للانتخابات

قال فتحي باشاغا، رئيس حكومة «الاستقرار» الليبية، إنه باقٍ في منصبه «إلى أن تتفق الأطراف الليبية كافة على قوانين انتخابية يُرحب بها دولياً، والبدء في الإعلان عن مواعيد محددة للاستحقاق الانتخابي...

جاكلين زاهر (القاهرة)

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».