السعودية تصدر أول شحنة عالمية من الأمونيا «الزرقاء» إلى كوريا الجنوبية

علامة فارقة جديدة في تطوير المملكة لحلول الحياد الكربوني

السعودية تصدِّر أول شحنة عالمية من الأمونيا «الزرقاء» تم تسلمها في المواني الكورية أمس (الشرق الأوسط)
السعودية تصدِّر أول شحنة عالمية من الأمونيا «الزرقاء» تم تسلمها في المواني الكورية أمس (الشرق الأوسط)
TT

السعودية تصدر أول شحنة عالمية من الأمونيا «الزرقاء» إلى كوريا الجنوبية

السعودية تصدِّر أول شحنة عالمية من الأمونيا «الزرقاء» تم تسلمها في المواني الكورية أمس (الشرق الأوسط)
السعودية تصدِّر أول شحنة عالمية من الأمونيا «الزرقاء» تم تسلمها في المواني الكورية أمس (الشرق الأوسط)

أعلنت السعودية أمس (الأربعاء) عن تسلم أول شحنة تجارية في العالم من الأمونيا النظيفة «الزرقاء»، قامت بتصديرها إلى كوريا الجنوبية، وحاصلة على اعتماد مستقل؛ حيث أرسلتها شركتا «سابك للمغذيات الزراعية» و«أرامكو السعودية»، إلى «لوت فاين كيميكال».
وتسلمت الشركة الكورية أول شحنة بعد أن أبحرت السفينة المُحمّلة من ميناء الملك فهد الصناعي بالجبيل (شرق السعودية)، في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، ورَسَت أمس في ميناء أولسان في كوريا الجنوبية، لتكون الأولى من نوعها، وعلامة فارقة جديدة في مسيرة تطوير حلول الحياد الكربوني؛ حيث تعد بديلاً منخفض الكربون للأمونيا الرمادية التقليدية.
وكشف الأمير عبد العزيز بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وزير الطاقة، مؤخراً، عن هدف المملكة من التعاون بين «سابك» و«أرامكو السعودية» في هذا المجال، إلى أن تصبح أكبر مُصدّر في العالم لمنتجات الهيدروجين النظيف بحلول 2030، مبيناً أن لدى البلاد احتياطيات ضخمة من الغاز الطبيعي ومصادر طاقة متجددة وفيرة، تعزز قدرتها على إنتاج الهيدروجين النظيف بتكلفة تنافسية، تُيسّر تحويله بعد ذلك إلى أمونيا.
وأكد المهندس عبد الرحمن شمس الدين، الرئيس التنفيذي لـ«سابك للمغذيات الزراعية» حرص الشركة على مواصلة البحث عن طرق مختلفة لتقديم القيمة للزبائن، من خلال توفير حلول منخفضة الكربون تواكب التحديات الراهنة للصناعة العالمية، المتعلقة بتغير المناخ وانبعاثات غازات الاحتباس الحراري، والتي تتطلب تسريع وتيرة الابتكار لتعزيز الالتزام بالاستدامة. وأشار إلى أن هذا الإنجاز المتمثل في تسليم شحنة الأمونيا النظيفة «الزرقاء» لـ«لوت فاين كيميكال»، يعكس التزام الشركة بجعل الاستدامة والابتكار محورين تقوم عليهما عملياتها دائماً.
من جانبه، لفت يونغ سوك كيم، الرئيس التنفيذي لشركة «لوت فاين كيميكال»، إلى أن الشحنة ستساعد في إرساء الأسس لمرحلة جديدة في إنتاج الأمونيا، مؤكّداً أن شركته ستواصل جهودها لجعل كوريا الجنوبية مركزاً للطاقة النظيفة في آسيا.
وكانت «سابك للمغذيات الزراعية» و«أرامكو السعودية»، قد حصلتا في وقت سابق من هذا العام على أولى الشهادات المستقلة في العالم التي تعترف بإنتاج الأمونيا والهيدروجين النظيف، من شركة «تي يو في راينلاند»، وهي مستقلة في خدمات اختبار الأنظمة والفحص وإصدار الشهادات، ومقرها ألمانيا.
الأمر الذي يمثل إنجازاً بارزاً على صعيد الجهود المبذولة لتطوير حلول الطاقة النظيفة، وتعزيز قدرات المملكة في تصدير الهيدروجين والأمونيا.
وحصول المنتج على شهادة الأمونيا النظيفة «الزرقاء» أو الهيدروجين النظيف «الأزرق»، مرهون بإثبات أن هناك نسبة كبيرة من ثاني أكسيد الكربون المرتبط بعملية التصنيع، قد تم جمعها واستخدامها في تطبيقات الصناعات التحويلية.


مقالات ذات صلة

السعودية الأولى عربياً والـ20 عالمياً في مؤشر «البنية التحتية للجودة للتنمية المستدامة»

الاقتصاد منظر عام للعاصمة السعودية الرياض (أ.ف.ب)

السعودية الأولى عربياً والـ20 عالمياً في مؤشر «البنية التحتية للجودة للتنمية المستدامة»

حققت السعودية المركز الأول على المستوى العربي ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والمركز الـ20 عالمياً، وفق مؤشر البنية التحتية للجودة للتنمية المستدامة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد خلال لقاء الوزير الخطيب عدداً من المستثمرين ورواد الأعمال في الأحساء (حساب الوزير على منصة إكس)

دعم السياحة في محافظة الأحساء السعودية بمشاريع تتجاوز 932 مليون دولار

أعلن وزير السياحة السعودي أحمد الخطيب دعم السياحة بمحافظة الأحساء، شرق المملكة، بـ17 مشروعاً تتجاوز قيمتها 3.5 مليار ريال وتوفر أكثر من 1800 غرفة فندقية.

«الشرق الأوسط» (الأحساء)
الاقتصاد جلسة سابقة لمجلس الوزراء السعودي (واس)

السعودية تعلن الميزانية العامة للدولة لعام 2025

يعقد مجلس الوزراء السعودي غداً جلسة مخصصة للميزانية العامة للدولة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد المهندس خالد الفالح خلال كلمته الافتتاحية بمؤتمر الاستثمار العالمي في نسخته الثامنة والعشرين المنعقد بالرياض (الشرق الأوسط) play-circle 01:10

الاستثمارات الأجنبية تتضاعف في السعودية... واستفادة 1200 مستثمر من «الإقامة المميزة»

تمكنت السعودية من مضاعفة حجم الاستثمارات 3 أضعاف والمستثمرين بواقع 10 مرات منذ إطلاق «رؤية 2030»

عبير حمدي (الرياض) زينب علي (الرياض)
الاقتصاد محمد يعقوب متحدثاً لـ«الشرق الأوسط» خلال المؤتمر السنوي العالمي الثامن والعشرين للاستثمار في الرياض (الشرق الأوسط) play-circle 00:56

مسؤول في «هيئة تشجيع الاستثمار الأجنبي»: 4 سنوات لربط الكويت بالسعودية سككياً

قال مساعد المدير العام لشؤون تطوير الأعمال في «هيئة تشجيع الاستثمار الأجنبي المباشر» بالكويت محمد يعقوب لـ«الشرق الأوسط»، إن بلاده تعمل على تعزيز الاستثمارات.

عبير حمدي (الرياض)

تقرير أممي يحذّر من تضخم الدين العام في المنطقة العربية

أبراج وشركات وبنوك على نيل القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)
أبراج وشركات وبنوك على نيل القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)
TT

تقرير أممي يحذّر من تضخم الدين العام في المنطقة العربية

أبراج وشركات وبنوك على نيل القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)
أبراج وشركات وبنوك على نيل القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)

حذّر تقرير أممي من زيادة نسبة خدمة الدين الخارجي في البلدان العربية، بعد أن تضخّم الدين العام المستحق من عام 2010 إلى 2023 بمقدار 880 مليار دولار في المنطقة العربية، في حين ارتفعت القيمة الحقيقية للناتج المحلي الإجمالي الإقليمي بنحو 791 مليار دولار.

وأوضح تقرير لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا)، بعنوان: «آفاق الدين والمالية العامة للمنطقة العربية»، أن تكلفة الاقتراض من السوق ظلّت أعلى من 5 في المائة، بالنسبة إلى الديون بالعملات المحلية والأجنبية في البلدان متوسطة الدخل، في حين ظلّ النمو الاقتصادي دون 3 في المائة.

وأظهر التقرير، الذي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، أن خدمة الدين الخارجي في البلدان العربية متوسطة الدخل، استحوذت على أكثر من 15 في المائة من الإيرادات العامة في عام 2023، مقارنةً بنحو 7 في المائة خلال عام 2010، وبلغت رقماً قياسياً هو 40 مليار دولار في عام 2024.

ويقدّم التقرير نظرة شاملة على مختلف التدفقات المالية، بما فيها الديون والموارد المحلية والأدوات التمويلية المبتكرة الجديدة، وأشار هنا إلى أن البلدان منخفضة الدخل تجاوزت خدمة الدين لديها المليار دولار خلال عامي 2023-2024.

وعلّقت الأمينة التنفيذية لـ«الإسكوا»، رولا دشتي، على التقرير قائلة، إن الاختلافات في أسعار الفائدة على ديون السوق تشير إلى وجود مجال كبير للتوفير، مضيفة أنه «في عام 2023، كان بإمكان البلدان العربية متوسطة الدخل الاحتفاظ بأكثر من 1.8 مليار دولار من مدفوعات الفائدة على ديون السوق إذا طُبِّق متوسط سعر الفائدة لاقتصادات الأسواق الناشئة على مستوى العالم».

الإيرادات العامة

ويَرد في التقرير أن إجمالي الإيرادات العامة في المنطقة في المتوسط بلغ 32 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2023، مقارنة بنسبة 26.5 في المائة في المتوسط لاقتصادات الأسواق الناشئة، و35.5 في المائة للاقتصادات المتقدمة.

وأوضحت رولا دشتي، أنه إذا زادت البلدان العربية متوسطة الدخل حصة ضرائب الدخل الشخصي وضرائب الشركات إلى 6 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، وهو المتوسط بالنسبة إلى البلدان متوسطة الدخل على مستوى العالم، يمكنها توليد 14 مليار دولار إضافية، وتوزيع الأعباء الضريبية بشكل أكثر إنصافاً.

بالإضافة إلى تحسين تحصيل الضرائب، أبرز التقرير أنه يمكن توفير أكثر من 120 مليار دولار سنوياً في الحيز المالي الإضافي في البلدان العربية من خلال: توفير 100 مليار دولار بواسطة زيادة كفاءة الإنفاق (بنسبة 3 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي الإقليمي)، فضلاً عن توفير 4 مليارات دولار في مدفوعات الفائدة في ديون السوق (على أساس حدٍّ أدنى لسعر الفائدة مع معاملة الأقران بالتساوي في عام 2023)، وتوفير 2.5 مليار دولار في خدمة الديون الناتجة عن مقايضتها (بنسبة 25 في المائة من خدمة الدين الثنائي في عام 2024)، فضلاً عن توفير 122 مليون دولار في مدفوعات الفائدة عن طريق زيادة حصة الديون الميسرة من الدائنين الرسميين، وتحقيق 127 مليون دولار علاوة خضراء من أدوات التمويل المبتكرة.

برنامج عمل

يطرح التقرير برنامج عمل قابلًا للتنفيذ، يتضمّن استراتيجيات ثلاث؛ هي: تحسين حافظات الديون، وتعزيز كفاءة أُطُر الإيرادات والنفقات العامة، وزيادة استخدام آليات التمويل المبتكرة وأُطُر التمويل المستدام.

واقترح التقرير برنامج عمل مكوناً من 7 نقاط، تمثّلت في:

- تحسين حافظات الديون من خلال الإدارة الحصيفة لها.

- تعزيز القدرة المؤسسية على إدارة الديون.

- تحسين السيولة والتمويل الميسر من خلال إصلاح النظام المالي الدولي.

- تشجيع أدوات التمويل المبتكرة من أجل التنمية المستدامة.

- تحسين الكفاءة في تعبئة الموارد المحلية لتحقيق أقصى قدر من الإيرادات.

- تحسين كفاءة الإنفاق العام لزيادة فاعلية الإنفاق.

- معالجة نقاط الضعف المتعلقة بالديون في البلدان العربية المتأثرة بالصراعات والبلدان منخفضة الدخل.