وزير العمل الأوغندي: نسعى لبناء علاقة استراتيجية مع السعودية واقتصادنا ينمو بنسبة 4 %

موكاسا لـ («الشرق الأوسط»): سنضخ عمالة للسوق السعودية أول العام الجديد

جانب من مراسم توقيع الاتفاقية بحضور وزيري العمل وسفيري البلدين («الشرق الأوسط»)
جانب من مراسم توقيع الاتفاقية بحضور وزيري العمل وسفيري البلدين («الشرق الأوسط»)
TT

وزير العمل الأوغندي: نسعى لبناء علاقة استراتيجية مع السعودية واقتصادنا ينمو بنسبة 4 %

جانب من مراسم توقيع الاتفاقية بحضور وزيري العمل وسفيري البلدين («الشرق الأوسط»)
جانب من مراسم توقيع الاتفاقية بحضور وزيري العمل وسفيري البلدين («الشرق الأوسط»)

قال لـ«الشرق الأوسط»، مورولي موكاسا، وزير العمل الأوغندي، إن بلاده تسعى لعلاقة استراتيجية مع السعودية، تشمل تعمق العلاقات الاقتصادية والاستثمارية والتجارية والعمالية.
وأكد موكاسا أن بلاده تشهد نهضة اقتصادية في شتى المجالات، منوها بأن اقتصادها حقق نسبة نمو بلغت 4 في المائة هذا العام، مشيرًا إلى أن أوغندا تتمتع بعمالة مؤهلة ومدربة، متطلعًا لتصدير عمالة أوغندية للسوق السعودية تشمل مختلف التخصصات مطلع العام الجديد.
وأوضح موكاسا، مباحثاته التي قادها حاليًا مع نظيره وزير العمل السعودي في الرياض أخيرًا، أثمرت عن اتفاقية لاستقدام العمالة المنزلية، مستبشرًا بها خيرًا لانفتاح موسع قادم يشمل كل المجالات خلال الأعوام المقبلة.
وأكد موكاسا جدية بلاده في تعميق تعاونها مع السعودية في شتى المجالات، كونها تمثل بلدًا محوريًا في منطقة الشرق الأوسط، ويتمتع اقتصادها بمتانة ونمو كافيين، مشيرًا إلى قدرة سوقها لاستيعاب عمالة متدربة مهرة، في ظل سعيها الدؤوب للاستمرار قدمًا في تنفيذ المزيد من مشاريع البنى التحتية واستدامة التنمية بشكل عام. في إطار المساعي لفتح أسواق جديدة لاستقدام العمالة المنزلية، وتوفير خيارات متعددة أمام المواطنين، وتمكين شركات ومكاتب الاستقدام من توفير الأيدي العاملة.
وفي غضون ذلك، وقعتْ وزارتا العمل السعودية والأوغندية – أخيرًا - في الرياض، اتفاقية ثنائية لتنظيم عملية الاستقدام مع أوغندا، وقعها من الجانب السعودي وزير العمل الدكتور مفرج الحقباني، ومن الطرف الثاني مورولي موكاسا وزير العمل الأوغندي.
من جهته، أكد الدكتور مفرج الحقباني وزير العمل السعودي، أن الاتفاقية مع أوغندا تعد التاسعة بعد التوقيع مع مجموعة من الدول الآسيوية والأفريقية، جاءتْ ضمن جهود وزارة العمل الحثيثة لفتح أسواق جديدة من الدول المصدرة للعمالة لتلبية الطلب المتزايد.
ولفت الحقباني، إلى أن هذه الاتفاقية الإطارية تهدف لتنظيم العلاقة بين الطرفين، لافتًا إلى أن هناك لجانًا مشتركة بين البلدين ستعقد اجتماعاتها لمتابعة بنود وتفاصيل الاتفاقية، مشيرًا إلى أن وزارة العمل مستمرة في الاتفاق مع دول جديدة لاستقدام العمالة المنزلية. ووفق وزير العمل السعودي، واستنادًا للاتفاقية، فإن إجمالي تكاليف الاستقدام من أوغندا ستكون بقيمة سبعة آلاف ريال (1.8 ألف دولار) وبأجر شهري يبلغ 750 ريالاً (200 دولار)، ومن المتوقع الإعلان عن بدء إدراجها في مساند قريبًا.
وأوضح أن الاتفاقية التي تنص على ضبط العلاقة التعاقدية بين العامل وصاحب العمل، جاءت لحفظ حقوق كل الأطراف. مضيفًا أنها اشتملت على الكثير من الضوابط والالتزامات التي يأتي في مقدمتها صيغة معتمدة لعقد العمل تمت الموافقة عليها مسبقًا من الطرفين.
من ناحيته، أكد مورولي موكاسا وزير العمل الأوغندي على ضرورة تأصيل التعاون خلال الفترة القادمة بعد توقيع الاتفاقية، وسن القوانين التي تتيح تنقل العمالة بين الدولتين بشكل يسير.
وأضاف موكاسا: «إن لهذه الاتفاقية بالغ الأثر في تعزيز العلاقات التي انتقلت اليوم من مستوى الحكومتين إلى مستوى الشعبين معًا»، مبينًا أنها «صفحة جديدة لتأصيل الفائدة بين الطرفين، لا سيما وأن الحكومة الأوغندية مهتمة بشكل كبير في الفترة الأخير بشأن التدريب والتعليم وتطوير المواطن الأوغندي، حيث سيتم إرسال عمالة إلى السعودية مدربة تفهم ثقافة المجتمع السعودي».
وتمتد الاتفاقية الموقعة بين البلدين الصديقين، لخمسة أعوام، حيث تضمنتْ تشكيل فريق عمل مشترك من كبار المسؤولين للطرفين السعودي والأوغندي، للاجتماع بشكل دوري ومناقشة المُستجدات التي قد تطرأ، وحلها بما يتناسب مع الأنظمة واللوائح والتعليمات المعمول بها في المملكة العربية السعودية.



السعودية... نظام جديد للبتروكيماويات لتعزيز كفاءة قطاع الطاقة وتحقيق الاستدامة

أحد مصانع «الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك)»... (واس)
أحد مصانع «الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك)»... (واس)
TT

السعودية... نظام جديد للبتروكيماويات لتعزيز كفاءة قطاع الطاقة وتحقيق الاستدامة

أحد مصانع «الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك)»... (واس)
أحد مصانع «الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك)»... (واس)

يمثل إقرار مجلس الوزراء السعودي «نظام الموارد البترولية والبتروكيماوية» خطوة استراتيجية على طريق تعزيز المنظومة التشريعية لقطاع الطاقة في البلاد، وتنفيذ مستهدفاتها الوطنية، وتحقيق أمن الطاقة، وضمان استدامة وموثوقية الإمدادات، ودعم توطين سلسلة القيمة في القطاع، وخلق فرص عمل جديدة، وفق ما صرح به مختصون لـ«الشرق الأوسط».

والسعودية من بين أكبر منتجي البتروكيماويات في العالم، وهو القطاع الذي توليه أهمية في إطار عملية التنويع الاقتصادي. من هنا، فإنه يمثل حصة كبيرة من صادراتها غير النفطية. ويبلغ الإنتاج السنوي من البتروكيماويات في السعودية نحو 118 مليون طن.

وكان الأمير عبد العزيز بن سلمان، وزير الطاقة، قال إن «نظام الموارد البترولية والبتروكيماوية يأتي ليحقق عدداً من المستهدفات، في مقدمتها؛ تنظيم العمليات البترولية والبتروكيماوية، بما يسهم في النمو الاقتصادي، ودعم جهود استقطاب الاستثمارات، وزيادة معدلات التوظيف، ورفع مستويات كفاءة استخدام الطاقة، ويُسهم في حماية المستهلكين والمرخص لهم، ويضمن جودة المنتجات، وإيجاد بيئة تنافسية تحقق العائد الاقتصادي العادل للمستثمرين».

زيادة التنافسية

يقول كبير مستشاري وزارة الطاقة السعودية سابقاً، الدكتور محمد سرور الصبان، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «(نظام الموارد البترولية والبتروكيماوية) سيلعب دوراً كبيراً في إعادة هيكلة وبناء المنظومة التشريعية لقطاع الطاقة، والاستفادة من التجارب العالمية الناجحة وأفضل الممارسات الدولية، بما يسهم في تحقيق الأهداف الوطنية في تطوير هذا القطاع الحيوي وتعظيم الاستفادة منه»، مضيفاً أنه «سيزيد من القدرة التنافسية بين شركات البتروكيماويات وسيدعم جهود السعودية لتعزيز أمن الطاقة؛ سواء للاستخدام المحلي ولتصدير بعض المنتجات والنفط الخام إلى الأسواق العالمية».

وأشار الصبان إلى أن النظام الجديد سيساهم في استقطاب الاستثمارات الأجنبية إلى السوق السعودية؛ «مما سيعزز معدلات التوظيف، ويرفع كفاءة استخدام الطاقة، ويساعد في ترشيد استهلاك الطاقة ومنتجات البتروكيماويات واقترابها من المعدل الفردي العالمي»، لافتاً إلى أن «تنظيم العمليات النفطية والبتروكيماوية يساهم في رفع معدلات النمو الاقتصادي وتحقيق المستهدفات السعودية في أمن الطاقة».

أحد مصانع «الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك)»... (واس)

تنظيم العمليات التشغيلية

من جهته، قال محمد حمدي عمر، الرئيس التنفيذي لشركة «جي وورلد» المختصة في تحليل بيانات قطاعات الاستثمارات البديلة، لـ«الشرق الأوسط»، إن النظام «يُسهم في تحقيق أهداف متعددة، تشمل رفع كفاءة الأداء في القطاع، وتحقيق المستهدفات الوطنية، وتنظيم العمليات النفطية والبتروكيماوية. كما تكمن أهمية النظام في تلبية احتياجات القطاع عبر تطوير الإطار القانوني بما يواكب أفضل الممارسات العالمية».

وأضاف أن النظام «يمثل نقلة نوعية، ويحل محل نظام التجارة بالمنتجات النفطية السابق، ويهدف إلى تنظيم العمليات التشغيلية، بما في ذلك أنشطة البيع، والشراء، والنقل، والتخزين، والاستيراد، والتصدير، كما يضمن الاستخدام الأمثل للموارد النفطية والبتروكيماوية، مما يعزز من حماية المستهلكين والمستثمرين، ويدعم توفير بيئة تنافسية عادلة».

وأشار حمدي إلى أن النظام يضمن حماية المستهلكين والمرخص لهم؛ «مما يعزز من ثقة السوق ويضمن جودة المنتجات، بالإضافة إلى دعم استقطاب الاستثمارات من خلال توفير بيئة تنظيمية واضحة وشفافة، تعزز ثقة المستثمرين المحليين والدوليين، كما يُسهم في تحقيق أمن الطاقة عبر ضمان استدامة وموثوقية الإمدادات، فضلاً عن دعم توطين سلسلة القيمة في القطاع، وخلق فرص عمل جديدة».

ويرى حمدي أن النظام يعكس التزام السعودية بتحقيق أهداف «رؤية 2030»، عبر «تعزيز كفاءة قطاع الطاقة، وتنظيم عملياته، وحماية حقوق المستهلكين والمستثمرين، مما يُسهم في تحقيق التنمية المستدامة ودعم الاقتصاد الوطني»، مشيراً إلى «أننا سنرى تحولاً كبيراً في القطاع بعد العمل بهذا النظام، ودخول استثمارات أجنبية جديدة أكثر مع وضوح الرؤية المستقبلية للاستثمار في هذا القطاع الحيوي».

مواكبة التحولات الكبيرة

أما المحلل الاقتصادي طارق العتيق، فقال لـ«الشرق الأوسط»، إن هذا النظام «خطوة استراتيجية في مواكبة التحولات الكبيرة التي يشهدها قطاعا الطاقة والبتروكيماويات عالمياً والقطاعات المرتبطة بهما. كما يسهم في دعم الصناعات التحويلية وتعزيز قيمتها وإضافتها إلى الاقتصاد المحلي والمنتج الوطني، بما يخدم مصلحة تعزيز الصناعات ذات القيمة المضافة والتنويع الاقتصادي وتحقيق أهداف (رؤية 2030) في هذا السياق».

وأشار العتيق إلى أن النظام ستكون له مساهمات مهمة في تحفيز وتنمية الصناعات المحلية بقطاع البتروكيماويات، «مثل صناعات البلاستيك والمطاط وقطع الغيار... وغيرها، وفي الاستفادة من الميزة التنافسية التي تمتلكها السعودية في إنتاج المواد الأولية، وأهمية استغلالها في تصنيع منتجات نهائية تلبي الطلب المحلي والإقليمي. كما أنه سيسهم في رفع التنافسية بالقطاع ويزيد مساهمته في خلق الوظائف والتوطين، ونقل المعرفة والخبرات إلى سوق العمل السعودية».