حفل تنكري بجامعة مصرية يثير الجدل بشأن حدود الإبداع

طلاب «فنون الأقصر» جسدوا شخصيات مرعبة برؤية مغايرة

صورة من الحفل التنكري (الصفحة الرسمية لكلية الفنون الجميلة بالأقصر على فيسبوك)
صورة من الحفل التنكري (الصفحة الرسمية لكلية الفنون الجميلة بالأقصر على فيسبوك)
TT

حفل تنكري بجامعة مصرية يثير الجدل بشأن حدود الإبداع

صورة من الحفل التنكري (الصفحة الرسمية لكلية الفنون الجميلة بالأقصر على فيسبوك)
صورة من الحفل التنكري (الصفحة الرسمية لكلية الفنون الجميلة بالأقصر على فيسبوك)

أثار حفل تنكري بجامعة مصرية جدلاً واسعاً حول حدود الإبداع، إذ ظهر طلاب كلية الفنون الجميلة بجامعة الأقصر (جنوب مصر) بأزياء تنكرية بعضها يمثل تجسيدا لمفهوم الرعب فنيا، وانتشرت الصور على مواقع التواصل الاجتماعي وقوبلت بردود فعل متباينة، وتساؤلات حول الفرق «بين الإبداع» من جهة، وإثارة حفيظة الجمهور من جهة ثانية.

وقالت كلية الفنون الجميلة بجامعة الأقصر، في بيان لها إن «الحفلة التنكرية» التي نظمتها مساء (الثلاثاء) شهدت «تنافساً بين الطلاب بإظهار طاقاتهم الفنية في تجسيد شخصيات سينمائية شعبية مصرية من سيناء ومن وجه بحري ومن الصعيد»، وتابعت: «كما تناولت بعض الشخصيات المصرية القديمة، تجسيداً لجميع ربوع مصر تاريخياً وجغرافياً وتأكيداً على فهم الهوية المصرية، في تصميم الأزياء والماكياج، كما تناول بعض الطلاب في زيهم بعض النماذج العالمية، تأكيداً على دورهم في فهم ورسم الشخصيات الإبداعية».

وعقب الهجوم الذي تعرض له الحفل من بعض رواد السوشيال ميديا أوضح الدكتور أحمد محيي حمزة، عميد كلية الفنون الجميلة بالأقصر، أن «هذا الفن انتشر بوضوح وأصبح نوعا من أنواع الترفيه، وهو حدث يعطي فرصة لأصحاب المواهب أن يصمموا أزياء تنكرية مستوحاة من أفلامهم وألعابهم المفضلة، ويضفي جواً من البهجة والسعادة داخل الكلية، ويشجع الطلاب ويحفزهم على اكتشاف مواهبهم المختلفة».


صورة أخرى من الحفل التنكري

وقال حمزة لـ«الشرق الأوسط» إن «الحفل جزء من النشاط الفني لطلاب شعبة الفنون التعبيرية وفنون المسرح بقسم الديكور، وفي صلب تخصصهم الدراسي، حيث يدرسون ديكور السينما والمسرح والماكياج»، مضيفاً: «الحفلة أقيمت كمعرض متحرك في فناء الكلية، وقام فيها الطلاب باستعراض مهاراتهم في الديكور والماكياج، وتناولوا موضوعات وأفكارا متنوعة، فظهر بعضهم بأزياء فرعونية، وآخرون بأزياء من التراث الريفي المصري، وكذلك ملابس صينية، وجسد آخرون شخصيات من أفلام رعب».

وقوبلت صور الأزياء التنكرية التي ارتداها الطلاب في الحفل والشخصيات المرعبة التي جسدوها، بانتقادات من بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي، الذين اعتبروها «خالية من الجمال».

صورة من الحفل التنكري (الصفحة الرسمية لكلية الفنون الجميلة بالأقصر على فيسبوك)

واعتبر حمزة الهجوم على الحفل «غير مبرر وضد التنوير»، لافتا إلى أن «هذا فن وإبداع في فن الماكياج وديكور السينما والمسرح، ولا يمكن تناوله خارج هذا السياق، ونسعى لتوجيه الطلاب لمحاربة الأفكار السلبية والمتطرفة، بحيث ترتكز الأعمال والأنشطة على نشر ثقافة التسامح و التعايش والسلام الاجتماعي داخل المجتمع وتدعيم قيم المواطنة وتكريس مبادئ الوسطية والاعتدال ومناهضة التطرف الفكري ومواجهة الأفكار الهدامة الرجعية».

فيما أشار الدكتور عمرو عبد العاطي، أستاذ الفنون التعبيرية، ورئيس قسم الديكور السابق بالكلية، إلى أن «هذه الفعالية الفنية تستهدف تنمية المهارات الفنية والإبداعية لدى طلاب الكلية»، وقال في تصريحات صحافية «يكتسب الطلاب فيها مهارة المساهمة في الأفلام المصرية والعالمية من خلال التدريب وتنمية مهاراتهم على تصميم الأزياء والمؤثرات البصرية المختلفة، مما يعزز من دور الفن في خدمة المجتمع».

صورة أخرى من الحفل التنكري 



حنان مطاوع: المنصات الرقمية خطفت الأضواء من السينما

تقمص الشخصية واستدعاء ملامحها في أدوار مختلفة (صفحة الفنانة حنان مطاوع على فيسبوك)
تقمص الشخصية واستدعاء ملامحها في أدوار مختلفة (صفحة الفنانة حنان مطاوع على فيسبوك)
TT

حنان مطاوع: المنصات الرقمية خطفت الأضواء من السينما

تقمص الشخصية واستدعاء ملامحها في أدوار مختلفة (صفحة الفنانة حنان مطاوع على فيسبوك)
تقمص الشخصية واستدعاء ملامحها في أدوار مختلفة (صفحة الفنانة حنان مطاوع على فيسبوك)

أبدت الفنانة المصرية حنان مطاوع رغبتها في تجسيد شخصية فرعونية، وأكدت أنها لم تتوقع أن يكون مشهدها ضيفة شرف في مسلسل «رقم سري» سيثير ضجة كبيرة على «السوشيال ميديا» كما حدث، وعَدّت المنصات الرقمية جاذبة للجماهير وتخطف الأضواء من السينما.

وقالت حنان في حوارها لـ«الشرق الأوسط»: «عشت إحساساً رائعاً لاكتشافي أن الشخصية التي قدمتها في مسلسل (صوت وصورة) ما زالت تعيش في وجدان الجمهور، وعندما طلب مني المخرج محمود عبد التواب الظهور لمدة دقائق في مسلسل (رقم سري) بشخصية رضوى التي قدمتها من قبل في (صوت وصورة) لم أتردد، ووافقت على الفور، ولم أتوقع عدد المكالمات التي وصلتني لتشيد بظهوري في العمل».

وكان مسلسل «صوت وصورة» قد عرض العام الماضي وحقق نجاحاً لافتاً، رغم عرضه في فترة حرجة جداً، في اليوم السابع من أحداث غزة، بحسب ما تتذكر حنان.

حنان مطاوع ظهرت ضيفة شرف في مسلسل «رقم سري» (صفحتها على فيسبوك)

وتعترف مطاوع بأنها «فاشلة جداً في التعامل مع (السوشيال ميديا)»، ورغم ذلك تجد صدى جيداً على وسائل التواصل الاجتماعي لأي عمل تقدمه، وتوضح: «أتذكر أن مسلسل (وعود سخية) الذي أعتز به كثيراً عرض من دون أي دعاية إلا أنني كنت (تريند) على (إكس) لمدة 4 أيام متواصلة».

وحول الأعمال التي ظهرت فيها ضيفة شرف قالت إنها قليلة جداً، وأضافت: «كان أحدثها مسلسل (جولة أخيرة) مع أحمد السقا وأشرف عبد الباقي، وجسدت فيه شخصية نهى زوجة السقا التي انفصل عنها في مرحلة من حياته رغم الحب الذي يجمعهما، كما ظهرت ضيفة شرف في مسلسل (طلعت روحي) بناء على طلب المنتج محمد مشيش».

وحول حرصها على تقديم شخصيات متنوعة، قالت إن «الفنان مثل الكاميرا... وإذا كانت الكاميرا تصور الوجوه، فوجدان الفنان وعقله يصوران الآلام والأحاسيس والمشاعر والنجاحات والإخفاقات للبشر حولنا، وعندما تعرض علي شخصية أنسج ملامحي بما يتفق مع الدور، مستدعية مخزون المشاعر الذي يناسب طبيعة الشخصية».

وتحدثت عن أحدث عمل انتهت من تصويره وهو بعنوان «صفحة بيضا»، وكان يحمل في البداية اسم «تقاطع طرق»، وأعربت عن سعادتها بالمشاركة فيه. وتجسد مطاوع في العمل شخصية «ضي»، وهي شخصية جديدة عليها. المسلسل من تأليف حاتم حافظ، الذي كتب السيناريو والحوار «بحرفية شديدة»، وفق قولها، وإخراج أحمد حسن، وإنتاج شركة أروما للمنتج تامر مرتضى، وتشارك في بطولته مها نصار وأحمد الرافعي وأحمد مجدي وحنان يوسف وحسن العدل وميمي جمال.

حنان مطاوع مع ميمي جمال في أحدث أعمالها الدرامية «صفحة بيضا» (فيسبوك)

وتصور حنان مطاوع مسلسلاً بعنوان «حياة أو موت»، وهو مكون من 15 حلقة، ومن المتوقع أن يعرض على إحدى المنصات الرقمية في شهر رمضان القادم، وهو من تأليف أحمد عبد الفتاح، وإخراج هاني حمدي، وتشارك في بطولته رنا رئيس، وأحمد الرافعي، ومحمد علي رزق، وسلوى عثمان، وعدد كبير من الوجوه الشابة الجديدة.

تقول عن دورها في «حياة أو موت»: «أجسد شخصية (حياة)، وهي شخصية ثرية في مشاعرها، وتعاني العديد من الصراعات الداخلية والمشاكل النفسية التي تؤثر على علاقاتها وقراراتها».

الفنانة حنان مطاوع قدمت أدواراً متنوعة في السينما والتلفزيون (صفحتها على فيسبوك)

وحول قدرتها على الجمع بين شخصيتين في عملين مختلفين في وقت واحد، أكدت أن «هذا مرهق جداً لأي ممثل، وقد خضت هذه التجربة القاسية في عملين هما (هذا المساء) مع المخرج تامر محسن، و(طاقة نور) مع المخرج رؤوف عبد العزيز، والعملان عرضا في رمضان».

أما بخصوص السينما، فأشارت مطاوع إلى أنها انتهت مؤخراً من تصوير دورها في فيلم بعنوان «هابي بيرث داي» مع المخرجة سارة جوهر، التي تراهن على نجاحها في أولى تجاربها الإخراجية، كما أعربت عن سعادتها بهذا العمل الذي كتبه محمد دياب بالمشاركة مع سارة، موضحة أنها تقدم فيه شخصية لم يتم تقديمها من قبل سواء في السينما أو الدراما التلفزيونية لطبقة موجودة في المجتمع لم يسلط عليها الضوء من قبل.

وتحدثت عن المعاناة التي عاشتها أثناء تصوير عدد كبير من مشاهد الفيلم الذي تشارك في بطولته مع نيللي كريم وشريف سلامة، وقالت: «كنا نصوّر في القناطر الخيرية أواخر شهر فبراير (شباط) الماضي، حيث كان الطقس شديد البرودة في الليل بعد تصوير استمر ست ساعات قبل شروق الشمس، وكدنا أن نتجمد من شدة البرودة».

أدوار متنوعة قدمتها حنان في الدراما (فيسبوك)

وكان أحدث أفلامها «قابل للكسر» من تأليف وإخراج أحمد رشوان، وجسدت فيه شخصية نانسي التي تستعد للهجرة لتلحق بأسرتها في كندا، ويستعرض الفيلم علاقتها بعدد من الشخصيات قبل سفرها، وتصف حنان شخصية نانسي التي جسدتها في الفيلم بأنها «صعبة في بساطتها»، مضيفة أن «الفيلم حقق نجاحات كثيرة في عدة مهرجانات، رغم أنه لم يعرض جماهيرياً».

جدير بالذكر أن حنان حصدت جائزة أفضل ممثلة عن دورها في هذا الفيلم من 5 مهرجانات، منها المهرجان المصري الأميركي للسينما والفنون بنيويورك، ومهرجان الأمل الدولي بالسويد، ومهرجان الداخلة السينمائي بالمغرب.

أما أكثر فيلم تعتز به في مشوارها، فتقول: «فيلم (قص ولصق) مع حنان ترك وشريف منير وسوسن بدر وفتحي عبد الوهاب وهو تأليف وإخراج هالة خليل».

وعما إذا كانت السينما ما زالت تمثل هاجساً للفنان، أكدت أن «المعادلة اختلفت في ظل وجود المنصات الرقمية والحلقات الدرامية القصيرة التي يتم تصويرها بالتكنيك السينمائي؛ مما جعل المنصات تخطف الأضواء نسبياً من السينما».

وعن الشخصية التي ما زالت تنتظرها في عمل فني، قالت: «لدي حنين كبير للتاريخ المصري القديم، وأحلم بتجسيد إحدى الشخصيات الفرعونية».

وبسؤالها عما إذا أتيحت لها الفرصة لتعيد أحد أعمال والدتها الفنانة القديرة سهير المرشدي، أكدت أنه من الاستحالة أن تصل لأدائها العبقري في أي عمل من أعمالها، وأنها ستضع نفسها في مقارنة لن تكون في صالحها، مضيفة أنها تعشق أدوار والدتها في فيلم «عودة الابن الضال» ومسلسلي «ليالي الحلمية» و«أرابيسك»، أما على خشبة المسرح فهي تعشق دورها في مسرحية «إيزيس»، التي تعتبرها علامة مهمة في تاريخ المسرح العربي.