بينها تناول الدهون الصحية... أكثر الطرق فاعلية لخفض الكوليسترول

بينها تناول الدهون الصحية... أكثر الطرق فاعلية لخفض الكوليسترول
TT

بينها تناول الدهون الصحية... أكثر الطرق فاعلية لخفض الكوليسترول

بينها تناول الدهون الصحية... أكثر الطرق فاعلية لخفض الكوليسترول

يعتبر ارتفاع الكوليسترول مصدر قلق صحي خطير يعرف بالقاتل الصامت، لأنه لا توجد أعراض له في كثير من الأحيان. وإذا تُرك ارتفاع الكوليسترول دون علاج يمكن أن يؤدي إلى تصلب الشرايين وفي النهاية إلى نوبة قلبية أو قصور في القلب أو سكتة دماغية أو مرض الشريان المحيطي (PAD)، وفق الدكتور إريك ستال اختصاصي القلب بمستشفى جامعة ستاتن آيلاند. الذي يقول «إن ارتفاع الكوليسترول ليس فقط يمكن التحكم فيه، ولكن يمكن الوقاية منه. فمن خلال التحكم في صحتك وإدارة مستويات الكوليسترول لديك، يمكنك التحكم في الحالة».
وحسب «مركز السيطرة على الأمراض» «من خلال العيش بأسلوب حياة صحي، يمكنك المساعدة في الحفاظ على الكوليسترول في نطاق صحي وتقليل خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية. يصنع جسمك كل الكوليسترول الذي يحتاجه، لذلك لا تحتاج إلى الحصول على الكوليسترول من خلال الأطعمة. إن تناول الكثير من الأطعمة الغنية بالدهون المشبعة والدهون المتحولة قد يساهم في ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم والحالات ذات الصلة مثل أمراض القلب، فيما يعد اختبار الدم البسيط هو الطريقة الوحيدة للكشف عن مستويات الكوليسترول الدقيقة. لذلك من المهم عدم تخطي زيارات الطبيب الروتينية»، وذلك وفق ما نشر موقع «eat this not that» الطبي المتخصص.

ماذا تعرف عن الكوليسترول؟

يقول الدكتور ستال «عندما ينتشر الكوليسترول الزائد في الدم، يزداد خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية كالنوبات القلبية والسكتة الدماغية. وفي حين أن بعض الكوليسترول ضروري لعملية التمثيل الغذائي والصحة الجيدة، يمكن أن يتطور الكوليسترول الزائد من سوء التغذية والجينات والتدخين ونمط الحياة المستقر والسمنة. فهناك أنواع مختلفة من الكوليسترول. علما ان البروتين الدهني منخفض الكثافة (LDL) هو الكوليسترول الضار يرتبط بالدهون ويتراكم في جدران الشرايين مسبباً تصلب الشرايين. أما البروتين الدهني عالي الكثافة (HDL) فهو الكوليسترول الجيد ويزيل LDL من مجرى الدم. والدهون الثلاثية ليست نوعًا من الكوليسترول، ولكنها دهون تخزن الطاقة الزائدة. وغالبًا ما يتم الإبلاغ عن مستويات الدهون الثلاثية في اختبار الدم على لوحة الكوليسترول».
من جانبها، تقول أخصائية التغذية بياتا ريدجر «الكوليسترول مكون أساسي في الجسم. وهو مادة شبيهة بالدهون وهي جزء لا يتجزأ من كل غشاء خلية وتشارك في العديد من الخلايا. والكوليسترول هو أيضا مقدمة للصفراء (يستخدم لتفتيت الدهون وتحسين القدرة على الامتصاص في القناة الهضمية)، وهو العمود الفقري للعديد من هرمونات الستيرويد وفيتامين (د)، ويستخدم في إصلاح الأنسجة ويعمل كمضاد للأكسدة. حيث يتم إنتاج 75 % من الكوليسترول في الجسم بينما يأتي 25 % فقط من مصادر غذائية. ويمكن أن تكون أنواع معينة من الكوليسترول خطرة على الصحة عندما تتأكسد بمحفزات التهابية، لذا فإن ضمان انخفاض الكوليسترول في الدم يمكن أن يكون وقائيًا».

المفاهيم الخاطئة حول الكوليسترول

يشدد الدكتور ستال «لا داعي للقلق بشأن ارتفاع الكوليسترول لدى الأشخاص النحيفين أو الذين يتمتعون بمؤشر كتلة جسم صحي. حتى أولئك الذين لديهم مؤشر كتلة جسم صحي وأنماط حياة صحية يمكن أن يعانوا من ارتفاع نسبة الكوليسترول. لذا لا داعي للقلق من ارتفاع الكوليسترول عند الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 35 عامًا. وفي حين أن ارتفاع الكوليسترول في الدم قد لا يكون له تأثير كبير إلا في وقت لاحق من العمر، تبدأ عملية تصلب الشرايين في العقد الثاني والثالث من العمر. ويؤدي علاج هذه العملية مبكرًا إلى تقليل خطر الإصابة بمرض تصلب الشرايين القلبي الوعائي في وقت لاحق الى الحد الأدنى. قد يرث بعض الأطفال أيضًا اضطرابات الكوليسترول الوراثية التي تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب. لذلك تكفي تعديلات نمط الحياة لعلاج ارتفاع الكوليسترول. يمكن لبعض الأشخاص علاج ارتفاع الكوليسترول لديهم من خلال تعديلات نمط الحياة مثل النظام الغذائي وخسارة الوزن وممارسة التمارين الرياضية. ومع ذلك، فإن الكثيرين غير قادرين على خفض الكوليسترول بشكل فعال مع تعديلات نمط الحياة وحدها فيلجأون الى العقاقير المخفضة للكوليسترول وهي فعالة وآمنة. وبالنسبة لأولئك الذين لا يستطيعون خفض الكوليسترول بشكل كافٍ بمفردهم، فإن فوائد خفض الكوليسترول مع الستاتين تفوق بكثير الحد الأدنى من مخاطر هذه الأدوية».
ووفق الدكتور باري سيرز رئيس «مؤسسة أبحاث الالتهابات» غير الربحية «الكوليسترول أمر بالغ الأهمية للصحة السليمة ولوظيفة الخلية ولبنة بناء للعديد من الهرمونات».

هذا هو الوقت الذي يمكن أن يظهر فيه ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم!

وفقًا للدكتور ستال «مع مرور الوقت، يؤدي ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم إلى تصلب الشرايين وتراكم اللويحات في الشرايين. وعندما يتطور تصلب الشرايين يتم انسدادها ويمكن أن يحد من تدفق الدم إلى مختلف الأعضاء. وبمجرد أن يصبح الانسداد كبيرًا سيعاني المرضى من الأعراض اعتمادًا على العضو المصاب. وإن علاج ارتفاع الكوليسترول إما عن طريق تعديلات نمط الحياة أو الأدوية (غالبًا الستاتين)؛ فهي أفضل طريقة لعكس وإبطاء تقدم تصلب الشرايين».
ويضيف سيرز «ان تطور آفات تصلب الشرايين الناتجة عن التفاعلات الالتهابية هي السبب الأساسي لأمراض القلب. فهل فات الأوان للتعامل معها في هذه المرحلة؟ والجواب هو (لا)، لأن اتباع نظام غذائي مضاد للالتهابات يمكن أن يبدأ بعكس هذه الآفات».

طرق فعالة لخفض نسبة الكوليسترول:

يؤكد الدكتور ستال «يجب على كل شخص يعاني من ارتفاع الكوليسترول في الدم أن يعمل على خفض مستوياته من خلال تحسين النظام الغذائي وزيادة النشاط البدني وفقدان الوزن. وان نظام البحر الأبيض المتوسط الغذائي هو نظام غذائي صحي للقلب يجب اتباعه. لذا توصي جمعية القلب الأميركية باتباع 150 دقيقة على الأقل في الأسبوع من التمارين الهوائية معتدلة الشدة أو 75 دقيقة على الأقل أسبوعيًا من التمارين الهوائية القوية. وعندما تكون هذه الإجراءات غير كافية، يجب البدء بتناول أدوية خفض الكوليسترول مثل الستاتين».
من جانبها توضح الدكتورة تريستا بيست «ان الكوليسترول مادة طبيعية وضرورية في الجسم تُستخدم في تكوين الخلايا والهرمونات المنتظمة، من بين مهام أخرى. ومع ذلك، فإن الكثير من الكوليسترول المنتشر في الجسم يمكن أن يكون خطيرًا ويضع المعرضين له تحت خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية؛ إذ تُعرف هذه الحالة باسم فرط شحميات الدم أو اضطراب شحميات الدم. نحن نكتشف المزيد حول ما يؤثر على مستويات الكوليسترول لدى الشخص من العوامل الوراثية إلى النظام الغذائي وعادات نمط الحياة. وقد أصبح من الواضح أن الجينات تلعب دورًا أكبر بكيفية معالجة الجسم للكوليسترول وخطر ارتفاع الكوليسترول. ومع ذلك، هناك بعض العادات الغذائية التي يمكن أن تؤدي إلى تفاقم أو ارتفاع الكوليسترول؛ فالمشروبات السكرية هي من بين المشروبات الرئيسية التي تساهم في ارتفاع الكوليسترول».
ووفق ريدجر «لحسن الحظ، من الممكن خفض الكوليسترول عن طريق إجراء تغييرات في النظام الغذائي ونمط الحياة؛ إذ يعد التدخين وقلة النشاط البدني عاملين رئيسيين في ارتفاع نسبة الكوليسترول، لذا فإن تجنب كليهما يمكن أن يكون مفيدًا، مع اتباع نظام غذائي غني بالألياف لتعزيز الدورة الدموية وتناول الأطعمة الغنية بأحماض أوميغا 3 الدهنية التي أظهرت زيادة HDL وتقليل تراكم الصفائح الدموية والالتهابات».


مقالات ذات صلة

3 أطعمة عليك تناولها عند إصابتك بنزلة برد أو إنفلونزا

صحتك تزداد في هذه الفترة من العام فرص الإصابة بنزلات البرد والإنفلونزا (د.ب.أ)

3 أطعمة عليك تناولها عند إصابتك بنزلة برد أو إنفلونزا

تزداد في هذه الفترة من العام فرص الإصابة بنزلات البرد والإنفلونزا وغيرهما من الفيروسات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك يُعدّ اكتئاب ما بعد الولادة من المشكلات النفسية المزعجة التي تعاني منها الأمهات (رويترز)

كيف تتخطين «اكتئاب ما بعد الولادة»؟

يُعدّ اكتئاب ما بعد الولادة من المشكلات النفسية المزعجة التي تعاني منها الأمهات، وقد تستمر معهن لأشهر طويلة، وتتطور لدى بعضهن إلى حد التفكير في الانتحار.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك أمراض القلب قد تسرع خطر إصابة الرجال بالخرف (رويترز)

أمراض القلب قد تسرع خطر إصابة الرجال بالخرف

كشفت دراسة جديدة أن أمراض القلب قد تسرع خطر إصابة الرجال بالخرف.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك ينصح الخبراء بأن حتى المشي السريع يعمل على تعزيز الدورة الدموية ودعم الطاقة بشكل أفضل خلال الشتاء (أرشيفية - أ.ف.ب)

5 نصائح لتجنب الشعور بالتعب والإرهاق وسط برودة الطقس

ينصح خبراء التغذية بنصائح عدة لزيادة النشاط وتجنب التعب في الشتاء.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك هل يمكننا قياس مدى سرعة شيخوخة أجسادنا؟

هل يمكننا قياس مدى سرعة شيخوخة أجسادنا؟

لتطوير علاجات مضادة للهرم

د. أنتوني كوماروف (كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية))

5 فوائد سحرية لعادات النوم الصحية

النساء اللاتي يقضين وقتاً أطول في النوم العميق أكثر عرضة لانخفاض ضغط الدم (رويترز)
النساء اللاتي يقضين وقتاً أطول في النوم العميق أكثر عرضة لانخفاض ضغط الدم (رويترز)
TT

5 فوائد سحرية لعادات النوم الصحية

النساء اللاتي يقضين وقتاً أطول في النوم العميق أكثر عرضة لانخفاض ضغط الدم (رويترز)
النساء اللاتي يقضين وقتاً أطول في النوم العميق أكثر عرضة لانخفاض ضغط الدم (رويترز)

ربما سمعتَ من قبل عن أن النوم يوصف بأنه «حبة سحرية للجسم السليم»؛ فمع الكمية المناسبة والتوقيت والجودة، يمكن أن يفعل العجائب: تقوية جهاز المناعة، وتحسين نسبة السكر في الدم، وحتى تقليل خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية. وقد توصلت دراسة جديدة أجراها فريق من الباحثين من المعاهد الوطنية للصحة وجامعة نورث وسترن بالولايات المتحدة، إلى فائدة خامسة للنوم من حيث تأثيره على مستويات ضغط الدم لدى الرجال والنساء.

وجدت نتائج الدراسة المنشورة في دورية «سليب (Sleep)» أن النساء اللاتي قضين وقتاً أطول في النوم العميق - المرحلة الثالثة والأعمق من النوم - كنّ أكثر عرضة لانخفاض ضغط الدم إلى المستويات الطبيعية مقارنة بالنساء اللاتي قضين وقتاً أقل في هذه المرحلة. وفي الوقت نفسه، كان لدى الرجال الذين يستيقظون كثيراً بعد النوم ضغط دم أعلى من الرجال الذين استيقظوا بشكل أقل.

قالت الدكتورة ماريشكا براون، مديرة المركز الوطني لأبحاث اضطرابات النوم في المعهد الوطني للقلب والرئة والدم التابع للمعاهد الوطنية للصحة: «النوم أمر بالغ الأهمية للصحة العامة والرفاهية».

وأضافت في بيان صادر الثلاثاء: «بدأت الأبحاث في الكشف عن كيفية مساهمة خصائص النوم، مثل الوقت الذي يقضيه الشخص في كل مرحلة من مراحل النوم أو عدد مرات استيقاظه ليلاً، في التحكُّم بضغط الدم، وكيف يمكن أن يؤثر الجنس والنوع على هذه النتائج، ولكن لا تزال لدينا أسئلة لا إجابات عنها».

استخدم الباحثون بيانات النوم في المنزل لأكثر من 1100 بالغ في البرازيل لم يكن لديهم انقطاع النفس النومي المعتدل إلى الشديد، وهي حالات معروفة بالفعل بأنها مرتبطة بارتفاع ضغط الدم، على الرغم من أن بعض المشاركين كانوا يعانون من انقطاع النفس النومي الخفيف.

تراوحت أعمار المشاركين في البحث بين 18 و91 عاماً، و64 في المائة منهم نساء.

سجل الباحثون ليلة نوم واحدة باستخدام تخطيط النوم، وهو اختبار تشخيصي يقيس وظائف الجسم المختلفة، مثل موجات المخ ومعدل ضربات القلب أثناء النوم، باستخدام أجهزة استشعار موضوعة في جميع أنحاء الجسم.

وفي صباح اليوم التالي، أخذوا قراءات ضغط الدم وعينات الدم الصائم لقياس مستويات الدهون، تحديداً الكوليسترول الكلي، وكوليسترول البروتين الدهني عالي الكثافة، وكوليسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة، والدهون الثلاثية. وحلّلوا البيانات معاً، وأيضاً وفق الجنس.

ووثقت دراسات عدّة على مدى عقود من الزمان دوراً حاسماً للنوم في معدلات ضغط الدم، وبالتالي صحة القلب. ووجدت دراسة أجريت عام 2018 أن الأشخاص الذين ناموا أقل من 7 ساعات كان لديهم ضغط دم أعلى مقارنة بمن ناموا 7 ساعات على الأقل.

من جانبها، قالت كريستين كنوتسون، الأستاذة المساعدة في علم الأعصاب والطب الوقائي في كلية فاينبرغ للطب بجامعة نورث وسترن الأميركية الباحثة المساعدة في الدراسة: «نعلم أن النوم مهم جداً لصحة القلب. لذا، نحاول معرفة المزيد عن هذا الارتباط، وكيف يمكن ربط النوم بالاختلافات بين الجنسين التي نراها في أمراض القلب والأوعية الدموية»؛ فعلى سبيل المثال، يرتبط ارتفاع ضغط الدم بشكل أقوى بالنوبة القلبية لدى النساء مقارنة بالرجال.

قالت كنوتسون إن نتائج الدراسة الحالية يمكن أن توجه العمل المستقبلي الذي يستكشف الآليات الأساسية التي قد تجعل النوم العميق على وجه الخصوص أكثر قيمة للنساء. وهذا بدوره قد يؤدي إلى علاجات جديدة تعمل على تعزيز مرحلة النوم هذه لدى النساء.

وأوضحت أن الدراسات التجريبية قد تختبر ما إذا كانت بعض التعديلات في عادات النوم يمكن أن تؤدي إلى تحسينات في ضغط الدم، وهو ما شدّدت عليه براون، قائلة: «مثل هذه الدراسات تؤكد على الطبيعة الحاسمة للنوم في الإدارة السريرية لارتفاع ضغط الدم».