عزيز بودربالة: فرنسا أفضل منتخب في العالم… نعرفهم جيداً ويعرفوننا

قال إن للمغرب أسلوباً مميزاً بالمراوغات ويجيد اللعب العمودي

عزيز بو درباله نجم منتخب المغرب يرى ان المهمة صعبة حين يواجهون فرنسا حامل اللقب (أ.ف.ب)
عزيز بو درباله نجم منتخب المغرب يرى ان المهمة صعبة حين يواجهون فرنسا حامل اللقب (أ.ف.ب)
TT
20

عزيز بودربالة: فرنسا أفضل منتخب في العالم… نعرفهم جيداً ويعرفوننا

عزيز بو درباله نجم منتخب المغرب يرى ان المهمة صعبة حين يواجهون فرنسا حامل اللقب (أ.ف.ب)
عزيز بو درباله نجم منتخب المغرب يرى ان المهمة صعبة حين يواجهون فرنسا حامل اللقب (أ.ف.ب)

عبر عزيز بودربالة نجم المغرب السابق عن سعادته لخوض «أسود الأطلس» نصف نهائي مونديال قطر 2022 في كرة القدم الأربعاء ضد فرنسا للمرة الأولى في التاريخ، متفوقين على جيل 1986 الذي قاده لبلوغ ثمن النهائي.
وأشار إلى أن ما يحدث لهم استثنائي مضيفا «هذا تأهل تاريخي، ليس فقط للمغرب، بل للبلاد العربية وخصوصاً القارة الأفريقية. تحدث أشياء هنا في مونديال قطر لم نشهدها سابقاً، مع تأهل المغرب إلى نصف النهائي. ولم تنته الأمور عند هذا الحد، نطمح لبلوغ النهائي. نحن بين أفضل أربعة منتخبات في العالم، هذا رائع، إنه هذيان!».
وحول مشاعره بأي ندم للتوقف عند دور الـ16 في مونديال المكسيك 1986 حينما كان لاعبا في صفوف المغرب قال: «نعم، نعم (يضحك)! طرحنا دوماً هذا السؤال، فريقنا في 1986 كان بمقدوره الذهاب أبعد، لكن لسوء الحظ وقعنا على ألمانيا الغربية التي بلغت النهائي. ضد فريق آخر، وبنوعية اللاعبين التي امتلكنا وقتها، كان باستطاعتنا بلوغ ربع النهائي».
وحول إذا لديه أخبار من المغرب؟ شدد على أن ما يحصل هناك جنوني! الجميع خرج منذ ثلاث مباريات. ما حصل في مدن البلاد كافة كان خيالياً يوم السبت. ليس فقط في المغرب، إنما في كافة الدول العربية. هذا رائع».
وبشأن العمل الذي يقدمه المدرب وليد الركراكي؟ أكد بودربالة أن الركراكي نجح بتوحيد الجميع. لعب على الوتر الذهني للاعبين، لأنه نفس فريق وحيد خليلودجيتش (المدرب البوسني المقال قبل أشهر قليلة). غير الأسلوب تماماً، إلى خطة 4 - 1 - 4 - 1 التي تعمل بشكل جيد حتى الآن. الفريق لم يستقبل سوى هدف وحيد وجاء عن طريق الخطأ. وفر الركراكي الثقة، خلق الأجواء وقال لهم (تخلوا عن عقدة القول بأننا نواجه أفضل المنتخبات العالمية، مع أفضل اللاعبين في العالم، وأنهم من الفئة الأولى فيما نحن من الفئة الثالثة. أبداً، أنتم رجال مثلهم، تلعبون في أندية كبيرة مثلهم)».
ورأى أن للمغرب أسلوبا مميزا، بالمراوغات. هو الفريق الأكثر مراوغة في النهائيات. يترك الخصم يستحوذ، لكنه يخرج الكرة بتمريرات قصيرة وتغيير في طريقة اللعب. وتابع: «وجدت أن المغرب استخدم كثيراً اللعب العمودي. في تمريتين أو ثلاث يصلون إلى منطقة الـ16 للفريق الخصم».
وعن خشية الإرهاق والغيابات ضد فرنسا؟ قال: «ربما من قبل، لكن بعد دخول أمثال (بدر) بانون، (أشرف) داري أو (جواد) الياميق، فقد تعاملوا بشكل جيد مع الظروف. أعتقد أن (القائد رومان) سايس سيتواجد. (نايف) أكرد، كلا. لكن بديل (نصير) مزراوي، (يحيى) عطية الله كان من بين الأفضل ضد البرتغال على الجهة اليسرى، وهو من مرر كرة الهدف. هذا الفريق رائع. جرى كثيراً، تعب كثيراً، مع لاعبين مصابين مثل (أشرف) حكيمي، وحتى (حكيم) زياش اللذين يزوران العيادة بعد كل مباراة، كما يعاني (سفيان) أمرابط من آلام... في كل مرة نقول أنهم سينهارون. لكن لا، يلعبون دوماً بنفس الإيقاع وبنفس رغبة الفوز».
وحول توقعاته لنصف النهائي؟ أوضح بودربالة أن فرنسا هي أفضل منتخب في العالم راهناً كونها حاملة اللقب. «بصراحة، أعتقد أن جميع المغاربة كانوا يتمنون ملاقاة فرنسا، لأننا نعرف جيداً الكرة الفرنسية، ونحب اللاعبين. فضلنا فرنسا على إنجلترا، البلدان يعرفان بعضهما البعض جيداً».


مقالات ذات صلة

سلوت بعد فوز يفطر القلب على سان جيرمان: كان أفضل منا

رياضة عالمية أرنه سلوت (رويترز)

سلوت بعد فوز يفطر القلب على سان جيرمان: كان أفضل منا

أقر أرنه سلوت مدرب ليفربول بأن باريس سان جيرمان تفوق على فريقه في دوري أبطال أوروبا لكرة القدم أمس الأربعاء، رغم انتصار النادي الإنجليزي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية باولو فونسيكا مدرب أولمبيك ليون لحظة الاعتداء على الحكم ميلو (أ.ف.ب)

بعد مواجهته الحكم... رابطة الدوري الفرنسي توقف فونسيكا 9 أشهر

قالت رابطة الدوري الفرنسي للمحترفين لكرة القدم في بيان، الأربعاء، إن باولو فونسيكا، مدرب أولمبيك ليون، تم إيقافه حتى 30 نوفمبر المقبل.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية أرني سلوت مدرب ليفربول (أ.ف.ب)

سلوت: ليفربول سيخوض تحدياً هائلاً أمام أحد أقوى الفرق

وصف أرني سلوت مدرب ليفربول منافسه باريس سان جيرمان بأنه أحد أقوى الفرق في أوروبا.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية دورتموند وليل اكتفيا بالتعادل 1/1 (أ.ف.ب)

«أبطال أوروبا»: ليل يفرض التعادل على مضيفه دورتموند

عاد ليل الفرنسي بتعادل جيد من عقر دار بوروسيا دورتموند الالماني وصيف الموسم الماضي 1-1 في ذهاب ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا.

«الشرق الأوسط» (دورتموند)
رياضة عالمية باولو فونسيكا (أ.ف.ب)

فونسيكا يواجه «عقوبة شديدة» بعد تصرفه العنيف تجاه الحَكم

يواجه مدرب ليون، البرتغالي باولو فونسيكا، احتمال التعرض لعقوبة كبيرة، بعد أن استدعته لجنة الانضباط، التابعة لرابطة الدوري الفرنسي لكرة القدم، للحضور الأربعاء.

«الشرق الأوسط» (باريس)

من الشغف إلى الاحتراف... الألعاب الإلكترونية في المغرب تلفت الانتباه

الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
TT
20

من الشغف إلى الاحتراف... الألعاب الإلكترونية في المغرب تلفت الانتباه

الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)

 

انتشرت الألعاب الإلكترونية في المغرب، لا سيما بين الشبان، كوسيلة للترفيه، وقضاء الوقت، لكن سرعة تطور هذه الألعاب شكلت لدى الدولة والمؤسسات المعنية رؤية أوسع بشأن أهمية هذا القطاع، وسبل الاستفادة منه، وتحويله لقطاع جاذب للاستثمار.

ومن بين النماذج الواعدة التي حققت خطوات ملموسة في هذا المجال أنس موسى (21 عاماً) ابن مدينة الحسيمة الساحلية الذي بدأ هاوياً قبل سنوات قليلة حتى استطاع أن يصل إلى نهائي كأس العالم لكرة القدم الإلكترونية 2024 في الرياض.

كذلك نجحت ابتسام فرحان، التي نشأت في حي شعبي بالدار البيضاء، في تحقيق منجز مغربي بمجال الألعاب الإلكترونية حين فازت بالمركز الأول في بطولة البحر المتوسط للرياضات الإلكترونية التي أقيمت في ليبيا شهر أغسطس (آب) الماضي.

وقالت ابتسام لوكالة (رويترز) للأنباء: «قرار الاحتراف جاء بشكل طبيعي بعدما لاحظت أنني قادرة على المنافسة في مستويات عالية، كنت دائماً أبحث عن التحديات، وعندما بدأت في تحقيق نتائج جيدة في البطولات، شعرت بأن هذا المجال يمكن أن يكون أكثر من مجرد هواية».

هذا الشغف المتزايد تردد صداه في أروقة المؤسسات والوزارات المعنية التي شرعت في وضع القواعد التنظيمية، وإقامة البطولات المحلية، وتأسيس منتخبات وطنية، مع الانفتاح على الاستثمار في البنى التحتية لتحويل المغرب إلى مركز إقليمي وعالمي للألعاب الإلكترونية، ليس على مستوى الممارسة فحسب، بل في مجال الابتكار، والبرمجة.

وفي هذا الصدد، تقول نسرين السويسي، المسؤولة عن تطوير صناعة الألعاب الإلكترونية بوزارة الشباب والثقافة والتواصل: «هذا الشغف ليس مجرد ظاهرة مؤقتة كما يعتقد البعض، بل هو تعبير عن جيل يبحث عن هوية رقمية خاصة به، سواء من خلال اللعب التنافسي الذي يجمع الملايين، أو من خلال الإبداع في تطوير الألعاب». وأضافت: «دورنا هو تحويل هذا الحماس إلى فرص عمل، وإنجازات ملموسة من خلال توفير البنية التحتية، والتدريب اللازم لهم ليصبحوا جزءاً من هذه الصناعة».

مبادرات حكومية

وتشيد نسرين بالمبادرات التي أطلقتها الدولة لدعم القطاع الناشئ، ومنها مشروع (مدينة الألعاب الإلكترونية) في الرباط الذي بدأ في الآونة الأخيرة بالشراكة مع فرنسا بهدف توفير منصات تدريبية وإبداعية حديثة، وخلق بيئة متكاملة لدعم صناعة وتطوير الألعاب.

وتستطرد قائلة: «نحن لا نبني مدينة الألعاب على أنه مجرد مبنى، أو مشروع عقاري، بل إنه جزء من استراتيجية متكاملة لتحويل المغرب إلى مركز إقليمي وعالمي في صناعة الألعاب الإلكترونية، حيث ستكون هذه المدينة فضاء شاملاً يضم استوديوهات تطوير متطورة، ومساحات عمل مشتركة للمبرمجين، وورش عمل لمصممي الغرافيكس، وكتاب السيناريوهات، بهدف خلق 6000 فرصة عمل بحلول 2030، وإنتاج ألعاب بجودة عالمية تنافس في الأسواق الدولية، وتضع المغرب على الخريطة العالمية».

وتشرف نسرين أيضاً على (معرض المغرب لصناعة الألعاب الإلكترونية) الذي انطلق لأول مرة العام الماضي وجذب 250 مشاركاً في نسخته الأولى، لكن هذا العدد ارتفع إلى أربعة أمثال في النسخة الثانية، مما عكس اهتماماً متزايداً من المطورين المحليين والشركات الدولية.

قاعدة أوسع

تعمل الجامعة الملكية المغربية للألعاب الإلكترونية على تعزيز الجانب التنافسي بقيادة حسناء الزومي التي تقول إن «الاهتمام بالرياضات الإلكترونية في المغرب شهد تطوراً ملحوظاً في السنوات الأخيرة، حيث لاحظنا زيادة كبيرة في عدد اللاعبين، والمسابقات، والجمهور الذي يتابع هذه الفعاليات، سواء بشكل مباشر، أو عبر الإنترنت».

وأوضحت أن بطولات مثل «البطولة» و«الدوري» نمت بشكل كبير، حيث ارتفع عدد المشاركين في «الدوري» من 180 لاعباً و21 جمعية إلى أكثر من 1200 لاعب و51 جمعية، مع زيادة الألعاب من اثنتين إلى سبع.

كما ترى اللاعبة ابتسام فرحان أن الألعاب الإلكترونية تتيح الفرصة للفتيات لإبراز إمكاناتهن، إذ تقول إن «مستقبل الرياضات الإلكترونية للنساء في المغرب واعد جداً، خاصة مع تزايد عدد اللاعبات المشاركات في البطولات المحلية والدولية».

وتعتبر أن فوزها ببطولة البحر المتوسط للرياضات الإلكترونية لم يكن مجرد إنجاز شخصي، بل بداية لتحفيز جيل جديد من اللاعبات إذ تسعى إلى تغيير الصورة النمطية للمرأة في الألعاب وتصبح نموذجاً يلهم الفتيات الأخريات لاقتحام هذا المجال.

الجانب الثقافي للألعاب

ولا تجذب الألعاب الإلكترونية اللاعبات في المغرب فحسب، بل اقتحمت الفتيات مجال البرمجة، والتصميم، ومنهن سلمى محضر التي تحلم بصنع ألعاب تعكس الروح والهوية المغربية.

وقالت سلمى: «لدينا اهتمام العديد من الشبان المغاربة الذين يريدون تحويل شغفهم إلى مهنة في تطوير الألعاب، أو ببساطة تعلم مهارات إنشاء ألعاب الفيديو، مما دفعهم للانضمام إلى مجتمعات تطوير الألعاب المخصصة، مثل مجموعة (مطوري الألعاب المغاربة)، مما أظهر أن المزيد من الشبان مهتمون بصناعة الألعاب، وليس فقط لعبها». وأضافت: «من تجربتي الشخصية، تمكنت من التعرف أكثر على جغرافية وتاريخ العديد من الدول، وأرى كيف يمكن للألعاب المغربية أن تتناسب مع هذه الصورة باستخدام ثقافتنا الجميلة، وتاريخنا الغني، وجمالنا المحلي في الألعاب».

وتابعت قائلة: «لماذا لا ننشئ لعبة عن عمارتنا في المدن القديمة مثل مراكش وفاس المعروفة بتصاميمها التفصيلية، والأسواق الملونة، والمعالم التاريخية، حيث يتبع اللاعب قصة جيدة بينما يزور أماكن تاريخية مثل مسجد الكتبية، ساحة جامع الفنا، قصر الباهية في مراكش، وجامعة القرويين، المدينة، والمدرسة البوعنانية في فاس».

وختمت بالقول: «لضمان نجاح عالمي للعبة... يجب أن تتابع اتجاهات الألعاب الحديثة، ما هو جديد في الصناعة، وتستمع إلى آراء اللاعبين في كل مراجعة للعبة لفهم ما حدث من خطأ، أو ما حدث بشكل صحيح... ببساطة، يجب أن تكون شخصاً مبدعاً، تحليلياً، صبوراً ومتفهماً».

سوق واعد

وبحسب التقديرات الرسمية تبلغ قيمة سوق الألعاب المغربية 2.24 مليار درهم (نحو 230 مليون دولار)، مع التطلع لمضاعفة هذه القيمة إلى خمسة مليارات درهم بحلول 2023.

ورغم التطور السريع، والانتشار الواسع للألعاب الإلكترونية في المغرب، فإن ثمة تحديات تواجه القطاع الواعد من وجهة نظر المتخصصين.

ويقول الإعلامي المتخصص في الألعاب والرياضات الإلكترونية الطيب جبوج إن البنية التحتية للإنترنت في المغرب شهدت تطوراً كبيراً في السنوات القليلة الماضية، لا سيما في المدن الكبرى، مثل الدار البيضاء، والرباط، ومراكش، لكن لا تزال هناك تفاوتات في المناطق الريفية، أو الأقل تطوراً.

وأضاف أنه من أجل تحقيق نتائج أفضل مستقبلاً يحتاج الأمر إلى تعزيز البنية التحتية الرقمية، وتشجيع تدريب المواهب، والاستثمار في التدريب، والبحث، وإقامة أحداث رياضية إلكترونية منظمة تسمح بتوحيد مجتمع يتزايد عدده باستمرار.