بايدن يؤكد دعمه أوكرانيا قبل اجتماعات «السبع»

تصلب مواقف موسكو وكييف وواشنطن يعرقل فرص التوصل إلى مفاوضات سلام

الرئيس الأميركي جو بايدن (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي جو بايدن (أ.ف.ب)
TT

بايدن يؤكد دعمه أوكرانيا قبل اجتماعات «السبع»

الرئيس الأميركي جو بايدن (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي جو بايدن (أ.ف.ب)

وسط زخم من المساعي الدبلوماسية، تحدث الرئيس الأميركي جو بايدن، مساء الأحد، مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي للتأكيد على الدعم الأميركي المستمر للدفاع الأوكراني بينما تواصل روسيا هجماتها على البنية التحتية لأوكرانيا. وتأتي المحادثة الهاتفية قبل اجتماعات «مجموعة السبع» و«الاتحاد الأوروبي» المقرر عقدها عبر الإنترنت، والتي قد تصدر مزيداً من العقوبات ضد روسيا، كما تعقد قمة أخرى في باريس، الثلاثاء، لمناقشة المساعدات التي يمكن تقديمها لأوكرانيا، خصوصاً في قطاعات: الصحة، والغذاء، والنقل، والمياه.
قال البيت الأبيض إن الرئيس بايدن أبلغ زيلينسكي أن واشنطن تعطي الأولوية لجهود تعزيز الدفاعات الجوية الأوكرانية. وسلط بيان البيت الأبيض الضوء على مساعدات بقيمة 275 مليون دولار من الأسلحة والذخيرة وغيرها من المعدات التي أعلن عنها البنتاغون لأوكرانيا. وتحدث بايدن عن استثمار بقيمة 53 مليار دولار لدعم نظام الطاقة في أوكرانيا حيث تستهدف روسيا شبكة الكهرباء. وقال البيان إن الرئيس بايدن «أعاد تأكيد التزام الولايات المتحدة بمواصلة تزويد أوكرانيا بالمساعدات الأمنية والاقتصادية والإنسانية، ومحاسبة روسيا على جرائم الحرب والفظائع التي ارتكبتها، وفرض تكاليف على روسيا لعدوانها».
ورحب بايدن بانفتاح زيلينسكي «على سلام عادل قائم على المبادئ الأساسية المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة، وما أعلنه زيلينسكي حول الخطوات العشر للتوصل إلى صيغة سلام».
وقال زيلينسكي إنه شكر بايدن على المساعدة «الدفاعية والمالية غير المسبوقة» التي قدمتها الولايات المتحدة، وقال عبر حسابه على «تلغرام»: «أجريت مكالمة هاتفية مع الرئيس الأميركي جوزيف بايدن، وشكرته على المساعدة الدفاعية والمالية غير المسبوقة التي تقدمها الولايات المتحدة لأوكرانيا». وأضاف: «هذا لا يساعد فقط على النجاح في ساحة المعركة، ولكن أيضاً يحافظ على استقرار الاقتصاد الأوكراني». وحول احتمالات التفاوض حول السلام، قال زيلينسكي: «كنت سعيداً لأنني شعرت في المحادثة بأن صيغة السلام الخاصة بنا يُنظر إليها بشكل إيجابي. وهذا يضيف تفاؤلاً. وكلما تم تنفيذ نقاط الصيغة بشكل أسرع، كانت الضمانات الأمنية لأوكرانيا والجميع في أوروبا أقوى».
وقد تحدث زيلينسكي مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، يوم الأحد، لأكثر من ساعة، وتناولت المحادثات الدفاع والطاقة والاقتصاد والدبلوماسية. كما تحدث مع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان حول ضمانات صادرات الحبوب الأوكرانية.
وقال زيلينسكي في خطابه: «الأسبوع المقبل سيكون مهماً»، مشيراً إلى أن قمة «مجموعة السبع» ومؤتمراً في فرنسا سيركزان الانتباه على «تعافي ومرونة أوكرانيا في الشتاء». وأضاف: «نحن نستعد للمشاركة، ونتوقع نتائج مهمة».

مفاوضات غير محتملة

ولا يتوقع المحللون انفراجه دبلوماسية على المدى القريب، ولا توجد محادثات سلام ولا نهاية تلوح في الأفق لأكثر النزاعات دموية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، والذي تصفه موسكو بأنه «عملية عسكرية خاصة»، وتصفه أوكرانيا وحلفاؤها بأنه عمل عدواني غير مبرر. ونقلت «وكالة الإعلام» عن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الأسبوع الماضي، أن موسكو فقدت الثقة بالغرب؛ «مما يجعل الوصول إلى تسوية نهائية بشأن أوكرانيا أكثر صعوبة»، وحذر من حرب طويلة الأمد. وقال نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي فيرشينين، إن روسيا لا ترى بعد نهجاً «بناءً» من جانب الولايات المتحدة بشأن الصراع في أوكرانيا. وتتمسك موسكو وكييف وواشنطن، بمواقف لا يمكن التوفيق بينها، بينما تسعى إلى تحقيق أهداف غير قابلة للتحقيق.

الموقف الروسي

يصر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، رغم النكسات التكتيكية في ساحة المعركة، على الحصول على اعتراف الغرب بشبه جزيرة القرم، التي غزتها روسيا في عام 2014، و4 مناطق أخرى ضمتها مؤخراً في شرق أوكرانيا، بوصفها روسية. وترفض الولايات المتحدة وأوروبا هذا الأمر؛ لأن مثل هذا الامتياز من شأنه أن يرقى إلى منح النصر لبوتين.
ويراهن بوتين على أنه من خلال تعريض الأوكرانيين لمعاناة شديدة، وحرمانهم من التدفئة والكهرباء ومياه الشرب بينما تقصف القوات الروسية البنية التحتية الحيوية لأوكرانيا، يمكنه إجبار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على قبول مطالب روسيا.

الموقف الأوكراني

يواصل زيلينسكي أيضاً السعي وراء أهداف حرب غير واقعية. ففي أوائل نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وضع شروطاً لـ«محادثات سلام حقيقية» مع روسيا. تسعى كييف إلى استعادة وحدة أراضي أوكرانيا من خلال «طرد الروس من البلاد بأكملها؛ بما في ذلك شبه جزيرة القرم، والحصول على تعويض عن تدمير الأمة من قبل روسيا، ومحاكمة المسؤولين الروس الرئيسيين وبعض الجنود أمام المحكمة الجنائية الدولية».
وقد نجح زيلينسكي في إقناع الحكومات الأميركية والأوروبية بالتخلي عن مبالغ كبيرة من الأموال من خزائن بلادهم للمساعدة في الدفاع عن بلاده ضد الروس، لكن من غير المحتمل أن يجد نداء زيلينسكي الأخير للحصول على 55 مليار دولار أخرى لتغطية العجز في الميزانية وإعادة الإعمار كثيراً من المؤيدين.

الموقف الأميركي

في حين قلصت واشنطن أهدافها لهذه الحرب بالوكالة مع روسيا، وتتبني نهج تمنيات بأن استنزاف القدرات الروسية سيؤدي إلى تراجع بوتين عن الاستمرار في الحرب، يقول المحللون إن دعوات بايدن لإقالة بوتين كشفت عن مدى ابتعاد ساسة واشنطن عن الواقع؛ «لأن التفكير في تغيير النظام في بلد يمتلك أكبر ترسانة نووية في العالم ويتمتع رئيسه بنسبة تأييد تبلغ 75 في المائة، هو تمنيات غير واقعية، كذلك الهدف الذي أوضحه وزير الدفاع لويد أوستن في أبريل الماضي حول (إضعاف) الجيش الروسي لدرجة أنه لا يستطيع الاستمرار في غزو أوكرانيا».
وخلال الأسبوع الماضي، صاغ وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، أجندة أكثر تواضعاً تتضمن إعادة الروس إلى خطوط ما قبل الغزو، والسماح لبوتين بالاحتفاظ بشبه جزيرة القرم الاستراتيجية وأجزاء من دونباس. وتنطوي مسألة طرد الروس من الأراضي التي جرى الاستيلاء عليها على مخاطر استخدام روسيا أسلحة الدمار الشامل. وقد أصدر بوتين يوم الأربعاء تهديداً نووياً آخر مبطّناً بينما يدرس هو ومجلسه الأمني الرد على الضربة الأوكرانية على حاملات الصواريخ النووية الروسية المتمركزة في قاعدة جوية استراتيجية للطيران في روسيا. تسمح «الفقرة 19» من «العقيدة النووية الروسية» للكرملين بالضغط على «الزر الأحمر» لشن ضربة انتقامية عند مهاجمة منشآته للأسلحة الاستراتيجية.
وتدرك إدارة بايدن أن هناك تهديداً موثوقاً به بأن يأذن بوتين بضربة نووية برأس حربي تكتيكي منخفض القوة في أوكرانيا. وهذا هو السبب وراء تعديل البنتاغون سراً منصات إطلاق صواريخ «هيمارس (HIMARS)» بعيدة المدى قبل شحنها إلى كييف لمنع الأوكرانيين من إطلاق الصواريخ في عمق الأراضي الروسية، ولهذا السبب أيضاً، أصر بلينكن على أن الولايات المتحدة لم تشجع الأوكرانيين أو تساعدهم في تنفيذ ضربات داخل روسيا.
ويقول المحللون إنه ما لم تتدخل واشنطن وتجبر زيلينسكي على التفاوض لإنهاء هذا الجمود المدمّر، فإن بوتين سيقاتل حتى آخر مواطن أوكراني.



اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
TT

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)

وجهت الشرطة الفيدرالية الأسترالية اتهاماً لرجل يبلغ من العمر 36 عاماً بعرض رمز منظمة مصنفة «إرهابية» علناً، وذلك خلال مظاهرة في منطقة الأعمال المركزية بمدينة ملبورن في سبتمبر (أيلول) الماضي.

الرجل، المقيم في منطقة فيرنتري غولي، سيمثل أمام محكمة ملبورن الابتدائية في 6 مارس (آذار) المقبل؛ حيث يواجه عقوبة قد تصل إلى 12 شهراً من السجن إذا ثبتت إدانته، وفقاً لصحيفة «الغارديان».

جاءت المظاهرة ضمن فعاليات يوم وطني للعمل من أجل قطاع غزة، الذي نظمته شبكة الدعوة الفلسطينية الأسترالية في 29 سبتمبر الماضي، وشهد تنظيم مسيرات مماثلة في مختلف أنحاء البلاد احتجاجاً على التصعيد المتزايد للعنف في الشرق الأوسط.

وأطلقت الشرطة الفيدرالية الأسترالية بولاية فيكتوريا عملية تحقيق تحت اسم «أردفارنا»، عقب احتجاج ملبورن؛ حيث تلقت 9 شكاوى تتعلق بعرض رموز محظورة خلال المظاهرة.

ووفقاً للشرطة، تم التحقيق مع 13 شخصاً آخرين، مع توقع توجيه اتهامات إضافية قريباً. وصرح نيك ريد، قائد مكافحة الإرهاب، بأن أكثر من 1100 ساعة قُضيت في التحقيق، شملت مراجعة أدلة من كاميرات المراقبة وكاميرات الشرطة المحمولة، إضافة إلى مصادرة هواتف محمولة وقطعة ملابس تحتوي على رمز المنظمة المحظورة.

تأتي هذه الإجراءات بعد قرار الحكومة الفيدرالية الأسترالية في ديسمبر (كانون الأول) 2021 بتصنيف «حزب الله» منظمة إرهابية، ومع التشريعات الفيدرالية الجديدة التي دخلت حيز التنفيذ في يناير (كانون الثاني) 2024، التي تحظر عرض رموز النازيين وبعض المنظمات.

وقالت نائبة مفوض الأمن القومي، كريسي باريت، إن الادعاء يحتاج إلى إثبات أن الرمز المعروض مرتبط بمنظمة إرهابية وأنه قد يحرض على العنف أو الترهيب.

المظاهرة، التي استمرت في معظمها سلمية، جاءت بعد إعلان مقتل قائد «حزب الله» حسن نصر الله في غارة جوية إسرائيلية، وهو ما اعتبره العديد تصعيداً كبيراً في الصراع المستمر في الشرق الأوسط.

وفي وقت لاحق، نُظمت مظاهرات أخرى في سيدني وملبورن وبريزبين، وسط تحذيرات للمتظاهرين بعدم عرض رموز محظورة.