دراسة: المُحليات الصناعية قد تسبب القلق

دراسة: المُحليات الصناعية قد تسبب القلق
TT
20

دراسة: المُحليات الصناعية قد تسبب القلق

دراسة: المُحليات الصناعية قد تسبب القلق

تشير دراسة حديثة نُشرت في «Proceedings of the National Academy of Science»، إلى أن المحليات الصناعية قد تترافق مع زيادة خطر القلق لدى الفئران. وإلى جانب القلق المتزايد، لوحظ أن التأثيرات استمرت لما يصل إلى جيلين من الذكور تعرضت للتحلية الصناعية. وتوقف القلق في جميع أجيال الفئران عندما تم إعطاؤها دواء الديازيبام؛ وهو دواء لعلاج القلق لدى البشر.
فقد أجرى الباحثون في كلية الطب بجامعة ولاية فلوريدا، الدراسة على فئران تعرضت للأسبارتام (مُحل صناعي).
أعطيت الفئران مياه الشرب التي تحتوي على الأسبارتام، ما يقرب من 15 % من الحد الأقصى المسموح به من الاستهلاك البشري اليومي. واستمرت الجرعة لمدة 12 أسبوعًا في البحث الذي امتد لأربع سنوات. وكانت الجرعة تعادل ستة إلى ثمانية أونصات من علب الصودا الدايت يوميًا للإنسان، وذلك وفق ما نشر موقع «onlymyhealth» الطبي المتخصص.
ويحقق الباحثون في كيفية تأثير النيكوتين على نفس النوع من النموذج، مثل ما يحدث للأطفال، إذا كان الأب يدخن.
وتشير نتائج الدراسة إلى أنه من أجل فهم ما يحدث اليوم، يجب على المرء أولاً أن يفكر في ما كان يحدث منذ جيلين وربما حتى قبل ذلك، وفق المؤلف المشارك في الدراسة براديب بايد.
فقد أدى استهلاك الأسبارتام في الفئران إلى القلق واستمرت آثاره لمدة تصل إلى جيلين من الذكور التي تعرضت للأسبارتام.
وعلى مدى عدة أجيال من الفئران التي تنحدر من الذكور المعرضة للأسبارتام، شوهد سلوك شبيه بالقلق مميز في مجموعة متنوعة من اختبارات المتاهة.
من جانبها، لاحظت سارة جونز، التي قادت البحث، أنهم لم يتوقعوا ملاحظة مثل هذه الميزة الشبيهة بالقلق. كانت الملاحظات مفاجئة للباحثين. وقالت «عادة ما ترى تغييرات طفيفة».
وقد توقف القلق في جميع أجيال الفئران عندما تم إعطاؤها الديازيبام (دواء يستخدم لعلاج اضطرابات القلق لدى البشر).
وفي هذا الاطار، لعبت الدراسات السابقة التي أجراها مختبر Bhide حول تأثيرات النيكوتين على الفئران عبر الأجيال دورًا في تطوير الدراسة الحالية. كما كشفت المشاريع السابقة عن تغييرات مؤقتة (جينية) في خلايا الحيوانات المنوية في الفئران. في حين أن التعديلات اللاجينية قابلة للعكس ولا تغير تسلسل الحمض النووي مثل التغيرات الجينية (الطفرات)، فإنها يمكن أن تغير كيف يفسر الجسم تسلسل الحمض النووي.
جدير بالذكر، تم ترخيص الأسبارتام كمُحل، من قبل إدارة الغذاء والدواء عام 1981. وفي الوقت الحاضر، ارتفع إنتاج هذا المُحلي الصناعي إلى ما يقرب من 5000 طن متري.
وتناول الأسبارتام يكسر فينيل ألانين وحمض الأسبارتيك والميثانول. والأهم من ذلك، أن هذه المكونات تؤثر بشكل كبير على الجهاز العصبي المركزي.
بالإضافة إلى ذلك، يخطط العلماء لإجراء المزيد من التجارب للتحقيق في آثار الأسبارتام على الذاكرة. حيث ستساعد الدراسات المستقبلية في تحديد العمليات الجزيئية التي تؤثر على كيفية انتقال تأثيرات الأسبارتام عبر الأجيال.


مقالات ذات صلة

نصائح لتقليل التعرض للجسيمات البلاستيكية في طعامك

صحتك الجسيمات البلاستيكية الدقيقة قد تتسبب في أضرار صحية خطيرة (رويترز)

نصائح لتقليل التعرض للجسيمات البلاستيكية في طعامك

هناك طرق لتقليل كمية الجسيمات البلاستيكية الدقيقة التي تدخل إلى الجسم من خلال الطعام والشراب

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق المشي يومياً يعزز فرص العيش بصحة أفضل (جامعة سيوكس فولز الأميركية)

المشي ساعة يومياً يحسن صحة الناجيات من السرطان

وجدت دراسة أميركية أن المشي لمدة ساعة يومياً يحسن الصحة ويقلل بشكل كبير من خطر الوفاة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك مضغ مادة صلبة مثل الخشب يمكن أن يعزز مستويات مضادات الأكسدة الطبيعية في الدماغ (رويترز)

يحسّن الذاكرة... تأثير مفاجئ لمضغ الخشب على الدماغ

قالت دراسة جديدة إن مضغ مادة صلبة مثل الخشب يمكن أن يعزز مستويات مضادات الأكسدة الطبيعية في الدماغ البشري، مما قد يحسِّن بدوره ذاكرة الشخص.

«الشرق الأوسط» (سيول)
صحتك أكدت عدة دراسات على التأثير السلبي للإفراط في استخدام الشاشات على الصحة (رويترز)

الإفراط في استخدام الهاتف قد يصيب هذه الفئة العمرية بالهوس

توصلت دراسة حديثة إلى أن الأطفال الذين تبلغ أعمارهم 10 و11 عاماً والذين يفرطون في استخدام الهاتف والشاشات قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بأعراض الهوس.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك فصيلة الدم يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية المبكرة (رويترز)

فصيلة دمك قد تزيد من خطر إصابتك بالسكتة الدماغية قبل الستين

كشفت دراسة جديدة عن أن فصيلة الدم يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية قبل سن الستين.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

روبوت بحجم راحة اليد ينفذ مهام دقيقة في البيئات القاسية

الروبوت الجديد يعتبر أحد أصغر الروبوتات القادرة على العمل في بيئات معقدة (جامعة يوكوهاما الوطنية)
الروبوت الجديد يعتبر أحد أصغر الروبوتات القادرة على العمل في بيئات معقدة (جامعة يوكوهاما الوطنية)
TT
20

روبوت بحجم راحة اليد ينفذ مهام دقيقة في البيئات القاسية

الروبوت الجديد يعتبر أحد أصغر الروبوتات القادرة على العمل في بيئات معقدة (جامعة يوكوهاما الوطنية)
الروبوت الجديد يعتبر أحد أصغر الروبوتات القادرة على العمل في بيئات معقدة (جامعة يوكوهاما الوطنية)

طوّر مهندسون من جامعة يوكوهاما الوطنية في اليابان روبوتاً بحجم راحة اليد، قادراً على العمل بدقة فائقة في جميع الاتجاهات، حتى في أكثر البيئات قسوةً وتطرفاً.

وأوضحت النتائج، التي نشرت الجمعة، بدورية «Advanced Intelligent Systems» أن الروبوت الجديد يمكنه العمل في البيئات المعزولة، والمختبرات عالية الأمان، وحتى البيئات الفضائية، حيث يصعب على البشر التدخل.

واستلهم الباحثون تصميم الروبوت (HB-3) من خنافس وحيد القرن، وهي حشرات معروفة بحركتها القوية والمتعددة الاتجاهات، ما جعلها نموذجاً مثالياً لتطوير روبوت صغير يتمتع بالاستقلالية والدقة الفائقة. ويبلغ وزن الروبوت، الملقّب بـ«الخنفساء الآلية»، 515 غراماً فقط، وحجمه لا يتجاوز 10 سنتيمترات مكعبة، وهذا يجعله أحد أصغر الروبوتات القادرة على العمل في بيئات معقدة.

ويتميز الروبوت بقدرة فريدة على التحرك في جميع الاتجاهات بدقة عالية، معتمداً على مشغلات كهروضغطية (Piezoelectric Actuators)، وهي تقنية تحول الطاقة الكهربائية إلى حركة ميكانيكية دقيقة للغاية. وتعمل هذه المشغلات بطريقة تشبه العضلات الصناعية، حيث تتمدد أو تنكمش عند تطبيق مجال كهربائي، مما يمنح الروبوت قدرة غير مسبوقة على التحرك بدقة تصل إلى مستوى النانومتر.

ووفق الباحثين، يتم التحكم بحركات الروبوت عبر دائرة قيادة مدمجة تعمل بمعالج متقدم، ما يتيح له تنفيذ مهام معقدة دون الحاجة إلى كابلات خارجية. كما زُوّد بكاميرا داخلية وتقنيات تعلم آلي، وهذا يسمح له بالتعرف على الأجسام وضبط حركاته في الوقت الفعلي وفقاً للبيئة المحيطة به.

بالإضافة إلى ذلك، يمكنه استخدام أدوات مختلفة، مثل ملقط دقيق لالتقاط وتجميع المكونات، وحاقن صغير لوضع قطرات دقيقة من المواد، كما يمكن تحويل أدواته إلى مجسات قياس، أو مكواة لحام، أو مفكات براغي، مما يمنحه مرونة واسعة للاستخدام في نطاقات مختلفة.

وأظهرت الاختبارات كفاءة عالية للروبوت في تنفيذ مهام متعددة داخل بيئات مغلقة، باستخدام أدوات دقيقة مثل ملقاط تجميع الشرائح الدقيقة أو محاقن لتطبيق كميات متناهية الصغر من السوائل، حيث حقق دقة فائقة مع معدل نجاح بلغ 87 في المائة.

بيئات صعبة

ووفق الباحثين، صُمم الروبوت للعمل في بيئات يصعب فيها التدخل البشري، حيث يمكن استخدامه في الجراحة الدقيقة ودراسة الخلايا، إضافة إلى تحليل المواد النانوية داخل البيئات المعقمة، ما يجعله أداة مهمة في مختبرات التكنولوجيا الحيوية والفيزياء المتقدمة.

وفي الصناعة الدقيقة، يساهم الروبوت في تصنيع المكونات الإلكترونية الصغيرة مثل رقائق أشباه الموصلات، مع القدرة على العمل في البيئات القاسية مثل الفراغ أو الغرف ذات الضغط العالي.

وخلص الباحثون إلى أن هذا الابتكار يمثل خطوة نحو روبوتات دقيقة مستقلة، مع إمكانات ثورية في المجالات الطبية والصناعية والبحثية. ورغم إنجازاته، يسعى الفريق إلى تحسين سرعة المعالجة وتطوير كاميرات إضافية لتعزيز دقة التوجيه مستقبلاً.