حيرة بين مسؤولي الحياة البرية بأميركا بسبب هجرة جماعية للطيور

تركت خلفها بيضًا لم يفقس

حيرة بين مسؤولي الحياة البرية بأميركا بسبب هجرة جماعية للطيور
TT

حيرة بين مسؤولي الحياة البرية بأميركا بسبب هجرة جماعية للطيور

حيرة بين مسؤولي الحياة البرية بأميركا بسبب هجرة جماعية للطيور

اختفت عشرات الآلاف من الطيور هذا الربيع من إحدى جزر ولاية فلوريدا بعد أن اعتادت التكاثر بها عشرات السنين لتترك خلفها بيضا لم يفقس، ما أثار دهشة بالغة بين مسؤولي الحياة البرية بحثا عن سبب الهجرة الجماعية الغامضة لهذه الطيور. وقال فيك دويج عالم الأحياء بالهيئة الأميركية للأسماك والحياة البرية إن هذه الطيور تأتي إلى جزيرة «سيهورس كي» على سواحل خليج فلوريدا منذ أكثر من قرن وتراوح متوسط عددها في الآونة الأخيرة بين 10 آلاف و20 ألفا من الأزواج القابلة للتكاثر.
وقال دويج - الذي رصدهم وهو يجري دراسة مسحية - إن الطيور عادت في أبريل (نيسان)، وقال حراس بعد أيام إنها اختفت جميعها. وقال دويج: «لم ير أحد شيئا. جاءوا يوما ما ثم اختفوا فجأة في اليوم التالي».
وجزيرة «سيهورس كي» التي تبعد 60 ميلا إلى الجنوب الغربي من جينزفيل، جزء من محمية سيدار كيز القومية للحياة البرية التي تأسست عام 1929 لحماية الطيور التي وصل عددها إلى 200 ألف في ذاك الوقت. وتتعرض هذه الطيور لأخطار من قبل الصيادين الذين يبيعون ريشها لصناع القبعات النسائية الفاخرة.
ومن بين هذه الطيور النادرة - التي اعتادت الخوض في الماء - ذات الريش الطويل الزاهي الألوان التي تعود إلى جزيرة «سيهورس كي» كل عام من أبريل وحتى يونيو (حزيران)، طائر مالك الحزين (البلشون) ذو الألوان الثلاثة، وطيور أبناء الماء الجليدية، وطائر أبو ملعقة المائي الوردي. وتمثل المحمية فردوسا لعشاق الطبيعة حيث يقوم أصحاب القوارب بتنظيم نزهات لرواد المنطقة وسط مجموعة الأشجار التي تعشش وتتوالد فيها الطيور.
وقال دويج: «عندما تعشش الطيور هناك تصطخب الجزيرة بأصواتها العالية وتزخر المنطقة بها، لكن على حين غرة أصبحت مثل مدينة الأشباح». وقال إنه لا توجد علامات على حدوث إصابات أو انتشار أمراض في جيف طيور قليلة تخلفت بعد الهجرة.
وليس من المحتمل أن يكون السبب تغير سلسلة الإمداد بالغذاء في المنطقة، كما أن طيورا مفترسة مثل البومة العظيمة ذات القرون لن تتمكن من إخافة هذا الكم الهائل من الطيور الذي ينتشر على مساحة ميل مربع.
ورغم هبوب عاصفة صاحبتها رياح عاتية وصواعق وقت هجرة الطيور فإن ذلك من الأمور العادية الحدوث في الربيع. وقال دويج إنه قد يكون السبب تحليق طائرة أو طائرة من دون طيار في أجواء الجزيرة، لكن لا يوجد شهود عيان شاهدوا طائرة تخيف هذه الأسراب.



طرد الطيور في مطار «أورلي الفرنسي» بالألعاب النارية

مطار أورلي الفرنسي (شيترستوك)
مطار أورلي الفرنسي (شيترستوك)
TT

طرد الطيور في مطار «أورلي الفرنسي» بالألعاب النارية

مطار أورلي الفرنسي (شيترستوك)
مطار أورلي الفرنسي (شيترستوك)

يستخدم فريق أساليب جديدة بينها الألعاب النارية ومجموعة أصوات لطرد الطيور من مطار أورلي الفرنسي لمنعها من التسبب بمشاكل وأعطال في الطائرات، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.
وتطلق كولين بليسي وهي تضع خوذة مانعة للضجيج ونظارات واقية وتحمل مسدساً، النار في الهواء، فيصدر صوت صفير ثم فرقعة، مما يؤدي إلى فرار الطيور الجارحة بعيداً عن المدرج. وتوضح "إنها ألعاب نارية. لم تُصنّع بهدف قتل الطيور بل لإحداث ضجيج" وإخافتها.
وتعمل بليسي كطاردة للطيور، وهي مهنة غير معروفة كثيراً لكنّها ضرورية في المطارات. ويقول المسؤول عن التنوع البيولوجي في أورلي سيلفان ليجال، في حديث إلى وكالة فرانس برس، إنّ "الاصطدام بالحيوانات هو ثاني أخطر احتمال لتعرّض الطائرة لحادثة كبيرة".
وللمطارات التي تطغى عليها الخرسانة، مناطق برية محمية ترمي إلى حماية الطيران، تبلغ في أورلي مثلاً 600 هكتار. وتضم هذه المناطق مجموعة من الحيوانات كالثعالب والأرانب وأنواع كثيرة من الطيور من البشلون الرمادي إلى زاغ الجيف.
ويوضح ليجال أنّ الاصطدام بالحيوانات قد "يُحدث أضراراً كبيرة للطائرة"، كتوقف المحرك في حال سحبت المحركات النفاثة الطائر، أو إصابة الطيارين إذا اصطدم الطائر بالزجاج الأمامي. إلا أنّ الحوادث الخطرة على غرار ما سُجل في نيويورك عام 2009 حين استدعى تصادم إحدى الطائرات بإوز هبوطها اضطرارياً، نادرة. وفي أورلي، شهد عدد الحوادث التي تتطلب وقف الإقلاع أو عودة الطائرة إلى المطار انخفاضاً إلى النصف منذ العام 2014.
ويعود سبب انخفاض هذه الحوادث إلى تطوّر مهارات طاردي الطيور الـ11 في أورلي. ويقول ليجال "كنّا نوظّف في الماضي صيادين، لأننا كنّا بحاجة إلى شخص يدرك كيفية حمل سلاح"، مضيفاً "كنا نعمل ضد الطبيعة".
إلا أنّ القوانين تغيّرت وكذلك العقليات، "فنعمل منذ العام 2014 لصالح الطبيعة"، إذ "بات السلاح حالياً آخر الحلول المُعتمدة".
ويضيف "نوظّف راهناً علماء بيئيين، لأننا نحتاج إلى أشخاص" يتمتعون بـ"مهارات علمية"، بهدف توسيع المساحات الخضراء للحد من وجود الطيور قرب المدارج. ويوضح أنّ "معلومات الخبراء عن الحياة البرية" تساهم في "تحديد الأنواع وسلوكها بصورة سريعة، وإيجاد الخطة الأنسب" في حال كان تخويف الحيوانات ضرورياً.