انقلابيو اليمن يقيّدون سفر الشبان خشية التحاقهم بالقوات الحكومية

أطفال يمنيون يحملون السلاح في مناطق سيطرة الحوثيين (أ.ف.ب)
أطفال يمنيون يحملون السلاح في مناطق سيطرة الحوثيين (أ.ف.ب)
TT

انقلابيو اليمن يقيّدون سفر الشبان خشية التحاقهم بالقوات الحكومية

أطفال يمنيون يحملون السلاح في مناطق سيطرة الحوثيين (أ.ف.ب)
أطفال يمنيون يحملون السلاح في مناطق سيطرة الحوثيين (أ.ف.ب)

فرض الانقلابيون الحوثيون المزيد من القيود على سفر الشبان من الذكور إلى مدينة عدن العاصمة المؤقتة لليمن؛ خشية التحاقهم بالقوات الحكومية، وقاموا باعتقال العشرات في نقاط التفتيش الواقعة بين مناطق سيطرتهم ومناطق سيطرة الحكومة في أطراف محافظة تعز، وفق ما أفاد به لـ«الشرق الأوسط» 3 من أسر الضحايا الذين اشتكوا من إخفاء أبنائهم منذ أسبوعين وحتى الآن.
ووفق المصادر، فإن نقاط التفتيش الانقلابية في منطقة الراهدة التابعة لمحافظة تعز أصبحت مركزاً لاصطياد الشبان المسافرين باتجاه العاصمة المؤقتة عدن، إذ يتم إنزالهم من السيارات أو حافلات النقل الجماعي وإخضاعهم لتحقيق مكثف لمعرفة وجهتهم وأسباب ذلك، وفي حال فشل أي شخص عمره دون الخمسين عاماً في تقديم إثباتات مقنعة لأسباب سفره فإنه يؤخذ مباشرة إلى معتقل «مدينة الصالح» سيئ السمعة في منطقة الحوبان المدخل الشرقي لمدينة تعز.
هذه الأسر ذكرت أن أبناءها كانوا في طريقهم إلى عدن بغرض استخراج جوازات سفر، إلا أن نقطة التفتيش أنزلتهم من بين الركاب وأخذتهم إلى المعتقل وانقطعت أخبارهم منذ أسبوعين، وأن وسطاء من قيادات تعمل مع الانقلابيين تدخلت لضمان المعتقلين والتأكيد أنه لا نية لهم للالتحاق بالقوات الحكومية في منطقة الساحل الغربي ومأرب، إلا أن تلك المساعي فشلت تماماً، وأن المعلومات التي وصلت إليهم من معتقل «مدينة الصالح» تؤكد أن هناك العشرات من المدنيين تم اعتقالهم بشبهة أنهم فارون من مناطق سيطرة الانقلابيين للالتحاق بالقوات الحكومية.
وقال أقارب لشخص ثالث من محافظة إب (وسط اليمن) إن الشاب كان في طريقه إلى عدن لتقديم أوراقه للالتحاق بالمعهد العالي للقضاء، إلا أن عناصر الحوثي في منطقته أبلغوا عنه فتم إيقافه في تلك النقطة وأخذوه إلى السجن.
وجرى نقل بعض المعتقلين إلى صنعاء ومحافظة ذمار (جنوب صنعاء)، حيث يتعرضون بحسب المصادر ذاتها لأصناف بشعة من التعذيب، خصوصاً بعد إغلاق الطريق الذي كان يربط محافظة مأرب بمناطق سيطرة الانقلابيين، حيث كانت نقطة «أبو هاشم» في محافظة البيضاء تتولى هذه المهمة وقامت باعتقال المئات من المسافرين، بحجة أنهم سيلتحقون بالقوات الحكومية أو أنهم مقاتلون عائدون من هناك.
هذه القيود تزامنت مع رسالة موجهة من قيادي انقلابي يدعى شريف العزي وهو المشرف على إحدى مديريات محافظة صعدة إلى زعيم الانقلابيين عبد الملك الحوثي، يقول فيها إن خصومهم «نجحوا في إحراق شعبيتهم»، متحدثاً عن احتقان شعبي ضد الجماعة بسبب حكومتهم التي وصفها بأنها «حكومة الأخذ وليس حكومة العطاء»، في إشارة إلى الجبايات الكثيرة التي تفرض على السكان.


مقالات ذات صلة

قيود حوثية جديدة تستهدف طالبات كُبرى الجامعات اليمنية

المشرق العربي طالبات جامعة صنعاء في مواجهة قيود حوثية جديدة (غيتي)

قيود حوثية جديدة تستهدف طالبات كُبرى الجامعات اليمنية

بدأت الجماعة الحوثية إجراءات جديدة لتقييد الحريات الشخصية للطالبات الجامعيات والتضييق عليهن، بالتزامن مع دعوات حقوقية لحماية اليمنيات من العنف.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني ونائبه خلال استقبال المبعوث الأميركي والسفير فاجن... الاثنين (سبأ)

جهود إقليمية ودولية لإطلاق عملية سياسية شاملة في اليمن برعاية أممية

شهدت العاصمة السعودية، الرياض، في اليومين الماضيين، حراكاً دبلوماسياً نشطاً بشأن الملف اليمني، ركَّز على الجهود الإقليمية والدولية لخفض التصعيد.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي جانب من سور أكبر المستشفيات في العاصمة صنعاء وقد حولته الجماعة الحوثية معرضاً لصور قتلاها (الشرق الأوسط)

نزيف بشري للجماعة الحوثية رغم توقف المعارك

تتزايد أعداد القتلى من قيادات الجماعة الحوثية الذين يجري تشييعهم دون الإشارة إلى أماكن سقوطهم، بالتوازي مع مقتل مشرفين حوثيين على أيدي السكان.

وضاح الجليل (عدن)
أوروبا مدنيون يرتدون زياً عسكرياً يشاركون في تدريب عسكري من قبل جنود أوكرانيين في كييف (أ.ف.ب)

تقرير: بمساعدة الحوثيين... روسيا تجند يمنيين للقتال في أوكرانيا

أفاد تقرير صحافي أن روسيا تقوم بتجنيد رجال من اليمن لإرسالهم إلى الجبهة في أوكرانيا بمساعدة من الحوثيين في اليمن.

«الشرق الأوسط» (لندن )
العالم العربي مالكو الكسارات في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية يشتكون من الابتزاز والإتاوات (فيسبوك)

حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

فرضت الجماعة الحوثية إتاوات جديدة على الكسارات وناقلات حصى الخرسانة المسلحة، وأقدمت على ابتزاز ملاكها، واتخاذ إجراءات تعسفية؛ ما تَسَبَّب بالإضرار بقطاع البناء.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)

حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
TT

حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)

فرضت الجماعة الحوثية خلال الأيام الماضية إتاوات جديدة على مُلاك مناجم الحجارة وسائقي ناقلات الحصى المستخدم في الخرسانة المسلحة في العاصمة المختطفة صنعاء ومدن أخرى؛ ما تَسَبَّبَ أخيراً في ارتفاع أسعارها، وإلحاق أضرار في قطاع البناء والتشييد، وزيادة الأعباء على السكان.

وذكرت مصادر محلية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، أن قيادات حوثية تُدير شؤون هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية الخاضعة لسيطرة الجماعة، فرضت زيادة سعرية مفاجئة على ناقلات الحصى تتراوح ما بين 300 و330 دولاراً (ما بين 160 ألفاً و175 ألف ريال) لكل ناقلة.

ووصل إجمالي السعر الذي يُضطر مُلاك مناجم الحجارة وسائقو الناقلات إلى دفعه للجماعة إلى نحو 700 دولار (375 ألف ريال)، بعد أن كان يقدر سعرها سابقاً بنحو 375 دولاراً (200 ألف ريال)، حيث تفرض الجماعة سعراً ثابتاً للدولار بـ 530 ريالاً.

مالكو الكسارات في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية يشتكون من الابتزاز والإتاوات (فيسبوك)

وتذهب الزيادة المفروضة، وفقاً للمصادر، لمصلحة أحد المشرفين الحوثيين، الذي يُكنى بـ«الجمل»، ويواصل منذ أيام شن مزيد من الحملات التعسفية ضد مُلاك كسارات وسائقي ناقلات بصنعاء وضواحيها، لإرغامهم تحت الضغط والترهيب على الالتزام بتعليمات الجماعة، وتسديد ما تقره عليهم من إتاوات.

واشتكى مُلاك كسارات وسائقو ناقلات في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، من حملات الابتزاز الحوثي لفرض الزيادة المفاجئة في أسعار بيع ونقل الخرسانة المستخدمة في البناء والتشييد، ما يزيد من أعبائهم ومعاناتهم.

وقال بعضهم إن الجماعة لم تكتفِ بذلك، لكنها فرضت إتاوات أخرى عليهم تحت أسماء متعددة منها تمويل تنظيم الفعاليات بما تسمى ذكرى قتلاها في الحرب، ورسوم نظافة وتنمية مجتمعية وأجور مشرفين في الجماعة بذريعة تنفيذ الرقابة والمتابعة والإشراف على السلامة البيئية.

وتحدث مالك كسارة، اشترط إخفاء اسمه، عن لجوئه وآخرين يعملون في ذلك القطاع، لتقديم عدة شكاوى لسلطة الانقلاب للمطالبة بوقف الإجراءات التعسفية المفروضة عليهم، لكن دون جدوى، وعدّ ذلك الاستهداف لهم ضمن مخطط حوثي تم الإعداد له مسبقاً.

الإتاوات الجديدة على الكسارة وناقلات الحصى تهدد بإلحاق أضرار جديدة بقطاع البناء (فيسبوك)

ويتهم مالك الكسارة، المشرف الحوثي (الجمل) بمواصلة ابتزازهم وتهديدهم بالتعسف والإغلاق، عبر إرسال عناصره برفقة سيارات محملة بالمسلحين لإجبارهم بالقوة على القبول بالتسعيرة الجديدة، كاشفاً عن تعرُّض عدد من سائقي الناقلات خلال الأيام الماضية للاختطاف، وإغلاق نحو 6 كسارات لإنتاج الحصى في صنعاء وضواحيها.

ويطالب مُلاك الكسارات الجهات الحقوقية المحلية والدولية بالتدخل لوقف التعسف الحوثي المفروض على العاملين بذلك القطاع الحيوي والذي يهدد بالقضاء على ما تبقى من قطاع البناء والتشييد الذي يحتضن عشرات الآلاف من العمال اليمنيين.

وسبق للجماعة الحوثية، أواخر العام قبل الفائت، فتح مكاتب جديدة تتبع هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية الخاضعة لها، في أغلبية مناطق سيطرتها بغية التضييق على مُلاك الكسارات وسائقي ناقلات الحصى، ونهب أموالهم.

وأغلقت الجماعة الحوثية عبر حملة استهداف سابقة نحو 40 كسارة في محافظات صنعاء وعمران وحجة وإب والحديدة وذمار، بحجة مخالفة قانون المناجم، رغم أنها كانت تعمل منذ عقود وفق القوانين واللوائح المنظِّمة لهذا القطاع.

إتاوات جديدة فرضتها الجماعة الحوثية على ناقلات الحصى المستخدم في الخرسانة المسلحة (فيسبوك)

وسبق أن فرضت الجماعة في ديسمبر (كانون الأول) من العام قبل الماضي، على مُلاك المناجم في صنعاء وبقية المناطق رسوماً تقدر بـ 17 دولاراً (8900 ريال) على المتر الواحد المستخرج من الحصى، والذي كان يباع سابقاً بـ5 دولارات ونصف الدولار (2900 ريال) فقط.

وتفيد المعلومات بإقدامها، أخيراً، على مضاعفة الرسوم المفروضة على سائقي ناقلات الحصى، إذ ارتفعت قيمة الرسوم على الناقلة بحجم 16 متراً، من 181 دولاراً (64 ألف ريال)، إلى 240 دولاراً (128 ألف ريال)، في حين ارتفع سعر الحمولة ليصل إلى 750 دولاراً، (400 ألف ريال).