هل تتسبب الجاذبية الأرضية بحالات القولون العصبي؟

فرضية جديدة في محاولات لتفسير آلية الإصابة به

هل تتسبب الجاذبية الأرضية بحالات القولون العصبي؟
TT

هل تتسبب الجاذبية الأرضية بحالات القولون العصبي؟

هل تتسبب الجاذبية الأرضية بحالات القولون العصبي؟

عند محاولة تفسير وشرح الآليات التي تتسبب بحصول الأمراض، تلجأ الأوساط الطبية في عزو ذلك، إما إلى اضطراب عوامل داخل الجسم (ارتفاع ضغط الدم، اضطراب التعامل مع سكر الدم، اضطرابات الدهون والكولسترول، اضطرابات عمل جهاز المناعة...)، أو وجود خلل جيني موروث أو مكتسب (الأورام السرطانية وغيرها)، أو عوامل من البيئة المحيطة بالإنسان (الميكروبات، أنواع الأشعة، تفاوت الحرارة، التسمم بالمعادن، التعرّض للتلوث...)، أو عوامل سلوكية (التدخين، عدم النوم، عدم ممارسة الرياضة، زيادة الأكل، اضطرابات التغذية الصحية...).

فرضيات غير مألوفة
لا تجد الأوساط الطبية في هذا النهج تفسيراً لعدد آخر من الأمراض والاضطرابات البدنية والنفسية. ولذا يُحاول بعض الباحثين تقديم فرضيات وأطروحات جديدة وغير مألوفة، في احتمالات الآليات المرضية لتلك الحالات التي لا تجد تفسيراً مقنعاً لها.
وعلى سبيل المثال، إذا أخبرك شخص ما أن الجاذبية الأرضية Gravity واضطرابات عمل القولون مرتبطان جداً، فقد تجد صعوبة في تصديق ذلك. ومع ذلك، تؤكد فكرة علمية حديثة أن قوة الجاذبية، التي لا يمكن إيقافها التي نتعايش معها طوال حياتنا عبر تكيف أجسامنا في إدارة التعامل معها، هي التي تعمل حالياً على القولون، وقد تسبب معاناة كبيرة لبعض الأفراد المصابين بمتلازمة القولون العصبي IBS.
وفي مقالة علمية جديدة، عرض طبيب الجهاز الهضمي الدكتور برينان شبيجل، من مستشفى سيدارز سيناي، في لوس أنجلوس، طرحاً غير مألوف بأن متلازمة القولون العصبي ناتجة عن عدم قدرة الجسم على إدارة التعامل مع الجاذبية الأرضية بكفاءة. وأوضح أن أمعاءنا تشبه كيس البطاطا الكبير الذي علينا أن نحمله طوال حياتنا، والذي يحتاج ثقله وارتباطاته التشريحية داخل البطن، إلى تكيّف وإدارة من الجسم لضبط تأثيرات الجاذية الأرضية عليه.
ووفق ما نشر ضمن عدد ديسمبر (كانون الأول) الحالي، من المجلة الأميركية لأمراض الجهاز الهضمي The American Journal of Gastroenterology، وضع الدكتور شبيجل عبارة «الجاذبية الأرضية والأمعاء... فرضية متلازمة القولون العصبي» عنواناً لمراجعته العلمية.
وقال في مقدمة عرضه: «متلازمة القولون العصبي IBS تؤثر على ما يصل إلى 10 في المائة من سكان العالم، ولا تزال آلية التسبب بظهور وتطور الإصابة بهذا المرض غير معروفة حتى اليوم».

القولون العصبي
طبياً، يُعتقد على نطاق واسع أن القولون العصبي هو اضطراب في التفاعل بين القناة الهضمية والدماغ Gut - Brain Interaction حيث يحصل تداخل قوي مع الأمراض النفسية المصاحبة، بدليل أن استخدام المُعدِلات العصبية Neuromodulators واستخدام العلاجات السلوكية المعوية الدماغية Brain - Gut Behavior Therapies هي بالفعل فعّالة لدى بعض المرضى.
وتقول نظرية أخرى إن متلازمة القولون العصبي تحصل نتيجة خلل في ميكروبيوم الأمعاء، بدليل حصول نمو مفرط لمستعمرات البكتيريا الصديقة في القولون Gut Microbiome، وذلك على نطاق واسع بين المُصابين. ولذلك، فإن الاستجابة الإكلينيكية للعلاجات التي تستهدف إعادة التوازن إلى تجمعات البكتيريا تلك، Microbiome - Targeted Therapies تكون واضحة.
وتفترض طروحات أخرى أن اضطرابات حركة الأمعاء، أو فرط حساسية أعضاء البطن Visceral Hypersensitivity، أو وجود مستويات السيروتونين Serotonin (ناقل عصبي يُنظم حركة الأمعاء) بمعدلات غير طبيعية، أو اضطرابات الجهاز العصبي اللاإرادي، هي التي تسبب متلازمة القولون العصبي.
وبالإضافة إلى التعقيد في تفسير الآلية المرضية، يرافق الأمر تعقيد آخر في مُصاحبة الإصابة بالقولون العصبي في مجموعة واسعة من الحالات المرضية، بما في ذلك الألم العضلي الليفي Fibromyalgia، ومتلازمات فرط حركة المفاصل JHS، وآلام أسفل الظهر، والرتج Diverticulosis (أكياس صغيرة تتكون في جدار القولون)، ومتلازمة زيادة نبض القلب مع تغير وضعية الجسم POTS، والصداع، والدوخة.
ولذا أضاف الدكتور شبيجل تلخيصاً لموقف الحيرة الطبية الحالي إزاء فهم متلازمة القولون العصبي والتعامل معها، بقوله: «إنه لأمر محيّر أن اضطراباً مرضياً سائداً (ومنتشراً) بين البشر، يتم (حتى اليوم) تفسيره من خلال نظريات متباينة بعضها عن بعض، وأن الاستجابة للعلاجات (المتوفرة تحصل) بآليات عمل مختلفة إلى حد كبير، وأن هذا الاضطراب المرضي ترافقه مجموعة مذهلة من (الحالات) والأمراض المصاحبة. ومن المنطقي التساؤل عما إذا كان هناك عامل موحد يربط بين هذه النظريات والملاحظات المتباينة، وإذا كان الأمر كذلك، فما هو هذا العامل؟».
تجدر ملاحظة أن الأوساط الطبية تستخدم مصطلحين في تسمية الحالات أو الاضطرابات المرضية، أحدها هو «متلازمة» والآخر هو «مرض». وعلى سبيل المثال، في حالة التهاب القولون التقرحي Inflammatory Bowel Disease، تُسمى الحالة «مرضاً» لأن الأعراض والعلامات المرضية كالإسهال والحمى وخروج الدم مع البراز ونقص الوزن، جميعها مرتبطة منطقياً بالتغيرات المرضية التي تعتري القولون. بينما في «المتلازمة» تظهر على المُصاب مجموعة من الأعراض والعلامات المرضية، دون إمكانية ربطها مع آلية مرضية واحدة محددة. وهو ما يحصل بالضبط في متلازمة القولون العصبي.
وتقدم مراجعة شبيجل العلمية الحديثة، فرضية وصفها بأنها «قابلة للاختبار»، و«تسعى إلى استيعاب» النظريات المتعددة والأعراض الإكلينيكية والأمراض الجسدية المصاحبة والسمات العصبية النفسية ونتائج علاج القولون العصبي، وذلك على حد قوله: «من خلال وصف المتلازمة بالعلاقة مع القوة الرئيسية للتطور البشري؛ الجاذبية».

خلل تحمّل الجاذبية
اختصر فرضيته الجديدة بقول ما ملخصه: «الفرضية المقترحة هنا، هي أن القولون العصبي قد ينتج عن خلل في فاعلية أنظمة تعامل الجسم مع الجاذبية Gravity Management Systems، من النواحي التشريحية والفسيولوجية والعصبية النفسية، التي هي مصممة بالأصل لتحسين شكل ووظيفة الجهاز الهضمي، وحماية السلامة الجسدية والأعضاء في داخل البطن، ونحن نعيش في عالم مرتبط بالجاذبية الأرضية ارتباطاً وثيقاً ولا انفكاك منه».
واستطرد بذكر ما مفاده أن «خلل التعامل مع الجاذبية Gravity Intolerance (عدم تحمّل الجاذبية) له عواقب ميكانيكية وميكروبية ونفسية عصبية تؤثر في ظهور حالة متلازمة القولون العصبي. وأن تأثير الجاذبية على الجهاز العضلي الهيكلي (عضلات الحجاب الحاجز وعضلات جدار البطن) يمكن أن يلعب دوراً أيضاً».
وقال: «يمكن أن يسقط الحجاب الحاجز لدينا (الذي يفصل الصدر عن البطن)، ويضغط على أمعائنا، إذا فشلت السيطرة الطبيعية لجسمنا على الجاذبية لأي سبب من الأسباب، ما قد يؤدي إلى مشكلات في حركة الأمعاء وفي (اضطراب) نمو البكتيريا الصديقة فيها». وللتوضيح، فإن انتفاخ البطن يحصل نتيجة نشوء تناقض بين عمل عضلة الحجاب الحاجز وبين عمل عضلات جدار البطن الأمامي. وخلال هذا التناقض يحصل انقباض في عضلة الحجاب الحاجز، ما يدفعها إلى الأسفل في داخل البطن، ويرافقه ارتخاء في عضلات جدار البطن الأمامية. والمحصلة ظهور انتفاخ البطن دون وجود زيادة فعلية لحجم الغازات في البطن. بدليل أن التصوير بالأشعة المقطعية لدى المرضى الذين يعانون من «الانتفاخ الوظيفي» للبطن، يظهر هذه التغيرات العضلية مع عدم وجود زيادة في حجم الغازات داخل البطن.
كما عرض مظهراً آخر بقول ما ملخصه: «نظامنا العصبي يتفاعل مع الجاذبية، وهذا قد يفسر سبب شعور كثير من الناس برفرفة الفراشات في البطن Butterflies عند القلق. ولكنه يحصل أيضاً عندما يكون القولون متوتراً ومتهيجاً، وأيضاً عند النزول السريع على منحدر ألعاب الأفعوانية Roller Coaster (سكة حديد مصغرة وملتوية صعوداً وهبوطاً في ملاهي الألعاب) أو أثناء الاضطراب على متن طائرة. ويمكن أن تكون هذه المشاعر عبارة عن كاشفات قوة الجاذبية Gravity - Force Detectors لإعلامنا عندما نشهد، أو على وشك أن نشهد، سقوطاً جسدياً تحت تأثير الجاذبية الأرضية.
ولذا يمكن أن يكون القولون العصبي أكثر شيوعاً لدى الأشخاص الذين لديهم قدرة تنبؤ جسدي أعلى بتغيرات قوة الجاذبية (أسوة بقدرة أنواع من الحيوانات على التنبؤ ببوادر حصول الهزات الأرضية). أي أن الأشخاص الذين يعانون من متلازمة القولون العصبي قد يكونون عرضة للتنبؤ المفرط (أو التوهم) بتهديدات تغيرات الجاذبية الأرضية التي لا تحدث أبداً». وأضاف، في تفسير فرضيته الجديدة، أن محتويات البطن يمكن أن تكون ثقيلة، ويمكن لبعض الأجسام تحمّل ثقل هذا الحِمْل بشكل أسهل من غيرها. ويمكن أن تتسبب العضلات الضعيفة في تدلي الأمعاء، أو يمكن أن تتسبب مشكلات العمود الفقري في ترهل الحجاب الحاجز، ما يؤدي إلى انضغاط البطن.
ولتفسير دور مشكلات الجهاز العضلي الهيكلي في نشوء حالات تهييج القولون العصبي، فإن أداء التمارين الرياضية والعلاج الطبيعي يوفر الراحة عند علاج القولون العصبي. وهو مؤشر على احتمال أن يكون عدم تحمل الجسم للجاذبية الأرضية هو السبب في هذا الاضطراب في القولون.
كما يمكن أن يلعب السيروتونين دوراً أيضاً، وذلك عندما تكون مستويات هذا الناقل العصبي غير طبيعية، ما يمكن أن يتسبب بالقلق والاكتئاب والألم العضلي الليفي والتعب المزمن والقولون العصبي. وأضاف: «كلها علامات ومظاهر يمكن أن تكون أشكالاً من عدم تحمل الجاذبية».

قوة تأثيرات الجاذبية الأرضية وتفاعل أعضاء البطن

> كمبدأ أساسي وحيوي، فإن العيش على سطح الأرض يتطلب تعامل جسم الكائن الحي مع درجة الجاذبية التي تصنعها الأرض، سواء كان ذلك الكائن الحي يتحرك على المنخفضات أو المرتفعات على سطح الأرض أو يطير في الهواء أو يغوص تحت الماء، وسواء كان الحجم دقيقاً جداً كالميكروبات، أو كبيراً كالحيوانات الحية أو المنقرضة.
وهذا التعامل هو لتمكين أجهزة الجسم من العمل بكفاءة كي يعيش الكائن الحي ويتنقل ويرتاح وينشط وغير ذلك، مع الوجود المتواصل لقوة الجاذبية الأرضية، وذلك لصنع البيئة المكانية والحركية لكل ما في الجسم وتحسين الاستقرار القائم للجسم، والدعم الهيكلي، والحركة، وديناميكيات السوائل، والتكامل العصبي النفسي، ووضعية الأعضاء بعضها مع بعض داخل تجاويف الجسم.
وبصفتنا كائنات ذات قدمين Bipedal Organisms، فإننا نعيش ثلثي حياتنا في وضع مستقيم، يمارس علينا شد الجسم نحو الأسفل. وفي هذه الظروف يُقاوم الجسم ويستوعب الانجذاب إلى الأسفل، الذي تفرضه الجاذبية.
وأنظمة أجهزة الجسم للتعامل مع الجاذبية هي موجودة في داخل الجهاز الهضمي والجهاز العضلي الهيكلي والدهليزي للأذن والقلب والأوعية الدموية. وعندما تكون هذه الأنظمة غير مهيأة لمقاومة الجاذبية، يحدث عدم تطابق بين إجهاد قوة الجاذبية المتوقعة مقابل قوة الجاذبية الفعلية، على الجسم. يؤدي هذا إلى عواقب فسيولوجية، تحصل جزئياً عبر ميكروبيوم الأمعاء، التي تؤدي إلى تحفيز الجهاز العصبي المحيطي. ويبلغ هذا ذروته في أحاسيس الجهاز العصبي المركزي، وذلك جزئياً عبر السيروتونين.
وإذا استمر عدم تحمل الجاذبية مع مرور الوقت، فإن الأعصاب الطرفية التي تستقبل الأحاسيس تصبح حساسة، ما يؤدي في النهاية إلى التحسس في الأعصاب المركزية واليقظة المفرطة، لحماية الجسم من إجهاد الجاذبية الذي يُعتقد من قبل الدماغ، أنه خارج نطاق السلامة الجسدية والحشوية. وفي أقصى الحدود، يتنبأ الدماغ بأحداث قوة الجاذبية التي لا تحدث أو قد لا تحدث أبداً، ما يؤدي إلى شكل من الآلام الحشوية التي تتميز بمشاعر الاضطراب في القناة الهضمية. وينتج عن هذا التسلسل غير المُصحح، عواطف وإدراك وسلوكيات غير قادرة على التكيّف، مصممة بالأصل لتحقيق أقصى قدر من سلامة البقاء في عالم مرتبط بالجاذبية.
وفي الجهاز الهضمي، ثمة عدة أنظمة لمقاومة قوة السحب إلى الأسفل، وكلها تقوم بشكل مشترك بتعليق وترتيب الأحشاء داخل التجويف البطني. ويفترض الدكتور شبيجل أن تلك الآليات وآثارها على تضاريس الجهاز الهضمي GI Topography قد تختل وظيفياً، ما يُؤدي إلى ظهور أعراض القولون العصبي.
وقال: «في ظل هذه النظرية، تحدث المشاعر المرضية في القناة الهضمية، كالألم في الأحشاء Visceral Allodynia، عندما يتنبأ الدماغ (ربما كالتوهّم أو كتشبيه التناظر Analog) بأحداث مرتبطة بقوة الجاذبية، التي لا تحدث أو قد لا تحدث أبداً».


مقالات ذات صلة

الأحياء المزدحمة تشجع السكان على المشي

صحتك الأحياء الحضرية تشجع السكان على المشي (جامعة ويسترن أونتاريو)

الأحياء المزدحمة تشجع السكان على المشي

أفادت دراسة أميركية بأن تصميم الأحياء السكنية يُمكن أن يؤثر بشكل كبير على مستوى النشاط البدني للأفراد، خصوصاً المشي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك التقرير يوضح أنه من الأقل احتمالاً أن يكون أمام الأطفال في وسط المدن فرصة للحصول على خيارات غذائية صحية وبتكلفة مقبولة (رويترز)

بريطانيا: الأطفال يعيشون حياة أقصر بسبب الوجبات السريعة

كشف كبير المسؤولين الطبيين في إنجلترا عن أن «الصحاري الغذائية» في المدن إلى جانب إعلانات الوجبات السريعة تتسببان في عيش الأطفال حياة «أقصر وغير صحية».

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك دراسة جديدة تشير إلى إمكانية علاج مرض قصور القلب (ميديكال إكسبرس)

علاج ثوري جديد لقصور القلب... والتعافي غير مسبوق

تاريخياً، عُدَّت الإصابةُ بقصور القلب غير قابل للعكس، لكن نتائج دراسة جديدة تشير إلى أن هذا قد يتغير يوماً ما.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق التثاؤب يحدث عندما يكون الناس في حالة انتقالية مثلاً بين النوم والاستيقاظ (رويترز)

التثاؤب... هل يعني أن أدمغتنا لا تحصل على الأكسجين الكافي؟

يشعر معظمنا بقرب عملية التثاؤب. تبدأ عضلات الفك بالتقلص، وقد تتسع فتحتا الأنف، وقد تذرف أعيننا الدموع عندما ينفتح فمنا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق الدعم المُرتكز على التعاطف مع المريض يعادل تناول الدواء (جامعة تكساس)

المكالمات الهاتفية المُرتكزة على التعاطف تُحسّن السيطرة على السكري

المكالمات الهاتفية المُرتكزة على التعاطف مع مرضى السكري من أفراد مدرّبين على القيام بذلك، أدَّت إلى تحسينات كبيرة في قدرتهم على التحكُّم في نسبة السكر بالدم.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

بعض مريضات سرطان الثدي يمكنهن تجنب إجراء العمليات الجراحية

سرطان الثدي مرض يتسم بنمو خلايا غير طبيعية في أنسجة الثدي (رويترز)
سرطان الثدي مرض يتسم بنمو خلايا غير طبيعية في أنسجة الثدي (رويترز)
TT

بعض مريضات سرطان الثدي يمكنهن تجنب إجراء العمليات الجراحية

سرطان الثدي مرض يتسم بنمو خلايا غير طبيعية في أنسجة الثدي (رويترز)
سرطان الثدي مرض يتسم بنمو خلايا غير طبيعية في أنسجة الثدي (رويترز)

قالت وكالة «أسوشييتد برس» للأنباء إن بعض مريضات سرطان الثدي في مراحله المبكرة، يمكنهن تجنب إجراء العمليات الجراحية، وفقاً لدراستين تستكشفان طرقاً لتقليل أعباء العلاج.

وكانت إحدى الدراستين، والتي نُشرت في مجلة «نيو إنجلاند» الطبية، تبحث بشأن ما إذا كانت إزالة الغدد الليمفاوية ضرورياً لعلاج سرطان الثدي المبكر، والدراسة الأخرى، التي نُشرت في مجلة الجمعية الطبية الأميركية، اقترحت نهجاً جديداً لنوع من سرطان الثدي يسمى سرطان القنوات الموضعي يعتمد على المراقبة النشطة للخلايا.

وتشير الدراسة الجديدة، التي تستند إلى بيانات جرى جمعها على مدار عامين، إلى أن مثل هذه المراقبة النشطة تشكل بديلاً آمناً للجراحة، على الرغم من أن بعض الأطباء قد يرغبون في معرفة ما إذا كانت النتائج ستصمد بمرور الوقت.

ويمكن لإزالة العقد الليمفاوية أن تُسبب ألماً دائماً وتورماً في الذراع، لذا يجري البحث لتحديد متى يمكن تجنبها.

وأظهرت دراسة في أوروبا، العام الماضي، أن النساء الأكبر سناً، المصابات بأورام صغيرة، يمكنهن تجنب الجراحة بأمان.

وفي الدراسة الجديدة، درس الباحثون بشأن ما إذا كانت النساء المصابات بسرطان الثدي المبكر واللاتي يخططن لإجراء جراحة الحفاظ على الثدي، يمكنهن تجنب إزالة الغدد الليمفاوية بأمان.

وقالت مؤلفة الدراسة الدكتورة شيلي هوانج، من كلية الطب بجامعة ديوك: «إذا جرى تشخيصك بالسرطان منخفض الخطورة، فلديكِ الوقت لفهم مزيد عن مرضك وفهم خياراتك».

وقالت الدكتورة فيرجينيا كاكلاماني، من مركز العلوم الصحية بجامعة تكساس في سان أنطونيو، والتي لم تشارك في البحث: «هذا خيار يجب على المرضى التفكير فيه للعلاج».

سرطان الثدي أحد أكثر أنواع السرطان شيوعاً بين النساء (جامعة ولاية كينت)

وقالت الدكتورة مونيكا مورو، من مركز ميموريال سلون كيترينج للسرطان، إن الدراسة، التي تستغرق عامين، ليست طويلة بما يكفي لاستخلاص النتائج.

وتستند الدراسة إلى متابعة أكثر من 950 مريضة جرى اختيارهن عشوائياً للجراحة أو المراقبة النشطة، وكان جميعهن مصابات بسرطان القنوات الموضعي الذي يستجيب للأدوية التي تمنع الهرمونات، وتناول عدد منهن هذه الأدوية، في جزء من علاجهن.

وأضافت مورو أن بعض النساء سيظللن بحاجة إلى إجراء جراحة الغدد الليمفاوية للمساعدة في تحديد أدوية العلاج التي يجب أن يتناولنها بعد الجراحة. وقالت: «إزالة الغدد الليمفاوية لا تحسّن من البقاء على قيد الحياة، وخطر عودة السرطان في الإبط منخفض جداً عندما لا تُزال الغدد الليمفاوية».