اختفاء 33 شابًا يثير مخاوف السلطات التونسية من انضمامهم إلى جماعات متشددة

الغنوشي: المتشددون لا علاقة لهم بالدين ولا بالكرامة أو الإنسانية

اختفاء 33 شابًا يثير مخاوف السلطات التونسية من انضمامهم إلى جماعات متشددة
TT

اختفاء 33 شابًا يثير مخاوف السلطات التونسية من انضمامهم إلى جماعات متشددة

اختفاء 33 شابًا يثير مخاوف السلطات التونسية من انضمامهم إلى جماعات متشددة

قالت وزارة الداخلية التونسية إنّ المجموعة التي اختفت بمدينة رمادة في ولاية (محافظة) تطاوين (جنوب شرق)، والبالغ عددها 33 شخصا، تتراوح أعمارهم بين 16 و35 عاما، ومن بينهم امرأة، وإن أغلبهم من العناصر المتشدّدة دينيّا.
وأشارت الوزارة في بلاغ لها إلى أن الأجهزة الأمنية والعسكرية تعمل على تحديد وجهة وملابسات اختفائهم، مشيرة إلى أنه من بين الأفراد المشتبه في توجههم للالتحاق بتنظيم داعش في ليبيا ثلاثة عسكريين، وأن السلطات تمكنت من تحديد هوية 31 شخصا من المختفين، معلنة عن فتح تحقيق بشأن هذه الهجرة الجماعية للتأكد من توجههم فعلا نحو ليبيا المجاورة، وذلك وفق قانون الإرهاب لسنة 2003، كما أوضحت أن المعلومات التي تحدثت عن اختفاء 33 شابا في ظروف غامضة بمدينة نالوت الليبية غير مؤكدة.
وأشار شهود عيان إلى أن المجموعة المختفية خططت للخروج ليلا بعد صلاة التراويح من مسجد «الجامع الكبير» برمادة، الذي يشتبه في خضوعه لسيطرة بعض المجموعات التكفيرية، فيما أوضحت مصادر أمنية أن 12 عائلة تقدّمت ببلاغات حول اختفاء أبنائها، وهو ما مثل منطلقا للأبحاث، خاصة أن تقارير أمنية سابقة كانت أشارت إلى التحاق نحو 6 آلاف تونسي خلال السنوات الماضية بالتنظيمات المتشددة، ومن بينها تنظيم داعش.
من جانبه، قال بلحسن الوسلاتي، المتحدث باسم وزارة الدفاع التونسية، لـ«الشرق الأوسط»، إن الطيار الذي يشتبه في التحاقه بتنظيم داعش لم تعد تربطه أي علاقة بالمؤسسة العسكرية، بعد أن أنهت تعاقده منذ الأول من يوليو (تموز) الحالي، وأضاف أن الجندي الذي قيل إنه يعمل طيارا بالجيش الوطني لم يباشر عمله منذ يناير (كانون الثاني) الماضي، وقد رفعت ضده قضية بالمحكمة العسكرية من أجل الفرار من الجندية، وأنه من المنتظر إحالته على مجلس التأديب، مشيرا إلى أن وضعية الجنديين الاثنين الآخرين تعتبر قانونية بالنسبة للمؤسسة العسكرية لأنهما في فترة إجازة.
وتفيد مصادر مطلعة بأن المجموعة المختفية تتكون من 33 تونسيا، 14 منهم يرتبطون بعلاقة قرابة، و9 ما زالوا طلابا بالمعهد الثانوي بمدينة أريانة القريبة من العاصمة التونسية، وشاب معوق، وامرأة حامل، بالإضافة إلى ثلاثة عسكريين، بينهم قائد الطائرة الذي فر من الخدمة العسكرية منذ ستة أشهر، وهو شقيق متشدد ديني معروف في الجهة، وكان قد اعتكف أخيرا لمدة شهر كامل في الصحراء.
وذكرت مصادر أمنية من مدينة رمادة لـ«الشرق الأوسط» أن المرأة الوحيدة التي رافقت المجموعة المختفية حامل في شهرها الثالث، وأنها شقيقة أحد المتطرفين في سوريا، ممن لقوا مصرعهم منذ فترة، في حين أن زوجها الذي رافقها في هذه الهجرة يعد أحد «زعماء تسفير الشباب إلى سوريا»، وخضع في السابق لتحقيقات أمنية في أكثر من مناسبة، لكن دون أن يتم توقيفه. ووفق المصادر نفسها فإن منطقة رمادة شهدت على دفعات متوالية مغادرة ما يقارب 60 شابا للقتال في سوريا، وقد لقي 15 شابا منهم على الأقل مصرعه في المعارك المسلحة.
وكان الحبيب الصيد، رئيس الحكومة التونسية، قد أكد الشروع في بناء جدار على طول 168 كيلومترا على الحدود التونسية مع ليبيا بهدف التصدي لمحاولات تسلل المجموعات الإرهابية بين تونس وليبيا، وقال إن الجدار سيكون جاهزا نهاية سنة 2015.
من ناحية أخرى، قال راشد الغنوشي، رئيس حركة النهضة، في مؤتمر صحافي عقده أمس في مكان الهجوم الإرهابي في سوسة إن المتشددين لا علاقة لهم بالدين ولا بالكرامة ولا بالإنسانية، وإن لهم صلة بالتوحش، مؤكدا أن تونس ستنتصر عليهم في الأخير، وأن المتطرفين استهدفوا الدولة والثورة والقيم الإسلامية بعملهم المتوحش، وأنه لا مجال لاستغلال هذه المصيبة لأهداف سياسية.



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.