أفاد فريق من الباحثين أن اتباع نظام غذائي غني بالأطعمة الفائقة المعالجة مثل رقائق البطاطا والبيتزا والبسكويت قد يساهم في تدهور الدماغ؛ إذ تحتوي الأطعمة الفائقة المعالجة على الكثير من المكونات المضافة وغير الصحية مثل السكر والملح والدهون والألوان الصناعية والمواد الحافظة. كما تشمل الأمثلة الوجبات المجمدة والمشروبات الغازية والنقانق واللحوم الباردة والوجبات السريعة والكعك والوجبات الخفيفة المالحة. وقد تم ربط هذه الأطعمة بزيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب ومتلازمة التمثيل الغذائي والسمنة. اما الآن فقد ربطها باحثون من البرازيل بخطر أكبر يتمثل بتراجع القدرات العقلية، وفق «ميديكال إكسبريس» الطبي المتخصص، نقلا عن مجلة JAMA Neurology.
ولم تستطع الدراسة إثبات السبب والنتيجة. لكن مع ذلك، فإن «التدهور المعرفي يمكن أن يكون نتيجة آفات الأوعية الدموية الدقيقة في الدماغ أو انخفاض حجم المخ أو حتى الالتهاب الجهازي الناجم عن استهلاك الأطعمة الفائقة المعالجة»، وفقا لناتاليا غوميز غونكالفيس قائدة الدراسة الباحثة التي تعمل في قسم علم الأمراض بكلية الطب بجامعة ساو باولو.
وتوضح غونكالفيس «الخيارات الغذائية هي وسيلة قوية للمساعدة في الحفاظ على صحة وظائف الدماغ، ولم يفت الأوان بعد لإجراء تغييرات صحية، حيث ان منتصف العمر فترة مهمة في الحياة لاعتماد تدابير وقائية من خلال تغيير نمط الحياة، لأن الخيارات التي نتخذها في هذا العمر ستؤثر على سنوات عمرنا حين نكون أكبر سنا». مشددة «هذا لا يعني أن حتى كبار السن لن يروا نتائج إذا تبنوا أسلوب حياة أكثر صحة، لأن الأبحاث أظهرت مرارا وتكرارا أننا نستفيد من الخيارات الصحية في أي عمر».
اما بالنسبة للدراسة الجديدة، فقد جمع الباحثون بيانات حول ما يقارب من 11000 رجل وامرأة بمتوسط سن 52 عاما شاركوا في الدراسة البرازيلية المطولة لصحة البالغين.
وتبيّن غونكالفيس أنه خلال متابعة متوسطة استمرت ثماني سنوات، كان لدى المشاركين الذين تناولوا أكثر من 20 % من السعرات الحرارية اليومية من الأطعمة الفائقة المعالجة كان هناك تراجع أسرع بنسبة 28 % في الإدراك العلمي وتراجع أسرع بنسبة 25% في الوظيفة التنفيذية. وتابعت «ان هذا الارتباط كان أقوى بالنسبة للبالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 35 و59، مقارنة بالبالغين الذين تزيد أعمارهم على 59 عاما». إذ تشرح «ترتبط الوظيفة التنفيذية بقدرتنا على التخطيط للأهداف وتنفيذها، والإدراك العلمي هو مزيج من جميع المجالات المعرفية التي اختبرناها، بما في ذلك الوظيفة التنفيذية والطلاقة اللفظية والذاكرة. لذلك، فإن الانخفاض الذي اكتشفناه في الوظيفة المعرفية هو أمر يمكن أن يتدخل في مهامنا اليومية». محذرة من «ان تناول الكثير من الأطعمة الفائقة المعالجة يمكن أن يؤدي إلى السمنة. ولكن حتى بعد أخذ السمنة في الاعتبار، كانت الأطعمة، وليس زيادة الوزن، هي التي ارتبطت بالتراجع».
وبناء على هذه النتائج، قد ينصح الأطباء المرضى بالطهي في المنزل باستخدام المكونات الطازجة، بدلا من شراء الوجبات الجاهزة والوجبات الخفيفة.
وتشير غونكالفيس الى انه «في هذا الوقت ليس لدينا تصوير عصبي لتأكيد هذه الفرضيات، لكننا نخطط لدراسات مستقبلية لفهم الآليات التي ترتبط بها الأطعمة الفائقة المعالجة بالتدهور المعرفي».
باحثون: الأطعمة فائقة المعالجة تضر بالدماغ
باحثون: الأطعمة فائقة المعالجة تضر بالدماغ
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة