لمسات ميسي الساحرة أمام أستراليا ترشح «راقصي التانغو» للتأهل للمربع الذهبي في المونديال

ميسي وهدف الأرجنتين الأول في شباك أستراليا (رويترز)
ميسي وهدف الأرجنتين الأول في شباك أستراليا (رويترز)
TT

لمسات ميسي الساحرة أمام أستراليا ترشح «راقصي التانغو» للتأهل للمربع الذهبي في المونديال

ميسي وهدف الأرجنتين الأول في شباك أستراليا (رويترز)
ميسي وهدف الأرجنتين الأول في شباك أستراليا (رويترز)

قبل 10 دقائق من نهاية الشوط الأول لمباراة دور الستة عشر بين الأرجنتين وأستراليا، كان اللقاء هادئاً وكان النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي قد فقد الكرة في آخر مرتين وصلت فيهما إليه، عندما اشتبك معه اللاعب الأسترالي عزيز بهيتش بجوار خط التماس من الناحية اليمنى. تدخل لاعب دندي يونايتد الأسكوتلندي على ميسي وأمسك بقميصه وقال بعض الكلمات. وبعد فترة وجيزة تسبب اللاعب الأسترالي في احتساب ركلة حرة مباشرة لصالح منتخب الأرجنتين بعدما ارتكب خطأ على أليخاندرو غوميز، وسدد ميسي الركلة الحرة المباشرة بسرعة. وفي غضون ثوان معدودة، تقدمت الأرجنتين بهدف من توقيع ميسي، الذي كان هذا الهدف هو رقم 789 في مسيرته الكروية، وأول هدف له في الأدوار الإقصائية لكأس العالم.
وبحلول نهاية المباراة والخروج من ملعب أحمد بن علي، الذي شهد المباراة رقم 1000 في مسيرة ميسي الكروية، كان النجم الأرجنتيني أليكسيس ماك أليستر يضحك على ما حدث بين ميسي وبهيتش. وقال ماك أليستر بعد المباراة عن الهدف الذي أحرزه ميسي: «أحاول دائماً أن أمرر الكرة إليه، وأحاول التأكد من وصول الكرة إليه، لأن كل شيء يصبح أسهل كثيراً بالنسبة لنا عندما تصل الكرة إليه». وحتى في اللحظات النادرة التي لا يبحث فيها ماك أليستر عن ميسي، فإن الكرة تصل إلى ميسي أيضاً وكأنها هي التي تبحث عنه وتريد الوصول إليه.
واعترف ماك أليستر بأنه لم يكن يريد تمرير الكرة إلى ميسي، وأنها وصلت إليه بالصدفة، قائلاً: «كانت التمريرة لأوتاميندي، لكنها وصلت إلى ميسي، وهو ما كان مفاجئاً بعض الشيء». لقد فقد أوتاميندي السيطرة على الكرة، لتصل في النهاية إلى ميسي. ويقول ماك أليستر عن ذلك وهو يضحك: «لقد أخبرت ليو أنني من صنعت هذا الهدف له». لكن ميسي تسلم الكرة ببراعة ولمسها مرة أخرى، لكن هذه اللمسة السحرية كانت تعني دخول الكرة إلى الشباك. لقد مرت التسديدة من بين قدمي لاعب ستوك سيتي، هاري سوتار، وتجاوزت حارس المرمى الأسترالي ماتي ريان. وكانت هذه أول تسديدة للأرجنتين على المرمى، والمرة الأولى التي يوجد فيها ميسي داخل منطقة جزاء أستراليا.
وقال اللاعب الأسترالي جاكسون إيرفين: «من المحتمل أن تكون هذه الفرصة الوحيدة التي ألعب فيها ضد أفضل لاعب في تاريخ كرة القدم، ومن الرائع أن تنظر إلى الخلف بعد ذلك وتقول إنك لعبت ضد واحد من أعظم اللاعبين في تاريخ اللعبة. ما يبرز حقاً هو فهمه للمباراة، وكيف يختار اللحظة المناسبة للانقضاض على المنافس. وعندما يفعل ذلك، يكون من الصعب للغاية إيقافه. لقد سيطرنا عليه بشكل جيد خلال معظم فترات الشوط الأول، لكنه أنهى كل شيء في لحظة واحدة عندما أتيحت له مسافة تصل إلى نصف متر. لقد رأيناه يفعل ذلك مئات المرات، فهو شرس للغاية وقاتل أمام المرمى، وهذا هو الفارق الذي يصنعه دائماً في نهاية المطاف».
لكن السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: هل ميسي هو من اختار لحظة الانقضاض على المنتخب الأسترالي، أم أن بهيتش هو الذي استفز ميسي في تلك اللحظة؟ هناك قاعدة في كرة القدم منذ سنوات عديدة تقول «لا تُغضب البرغوث الأرجنتيني». لكن بهيتش فعل ذلك، وأيقظ شيئاً ما في نفس ميسي، ليدفع هو وفريقه الثمن غالياً وبسرعة. وقيل لاحقاً إن لاعبي المنتخب الأرجنتيني عندما رأوا اللاعب الأسترالي يدخل على ميسي بهذا الشكل، فإنهم كانوا متأكدين من أن ميسي سيرد بكل قوة في أقرب وقت ممكن. وقال ماك أليستر على ذلك وهو يضحك: «بالتأكيد، بكل تأكيد».
وقال لاعب خط وسط برايتون الإنجليزي: «عندما تحدث مثل هذه الأشياء، فإنها تشعل النيران بداخله، وتجعله أعظم مما هو عليه. إنه يحاول دائماً تقديم أفضل ما لديه، لكن مثل هذه اللحظات تزيد حماسه وتكون مفيدة بالنسبة له، وتجعله يلعب بشكل أفضل. إنه قادر على القيام بأشياء غير طبيعية ويساعدك على تحقيق الفوز بالمباريات». وقال ماك أليستر: «إنه أهم لاعب لدينا، وهو يعرف ذلك جيداً ويساعدنا كثيراً ونحن فخورون بوجوده معنا. أنا أستمتع باللعب معه، فهذا يجعلني أكثر سعادة. وبالنسبة لي هو أفضل لاعب في تاريخ كرة القدم».
لكن ليس هناك إجماع في الأرجنتين على أن ميسي هو الأفضل في تاريخ كرة القدم. لعب والد ماك أليستر، كارلوس «كولورادو» ماك أليستر، ثلاث مرات فقط مع منتخب الأرجنتين، ولم تستمر مسيرته الدولية مع راقصي التانغو سوى أقل من شهر خاض خلاله مباراتين ضد أستراليا في الملحق الذي قاد الأرجنتين للتأهل لنهائيات كأس العالم 1994. ومباراة ودية ضد ألمانيا. ويقول ماك أليستر الأب إن قائد الأرجنتين آنذاك، دييغو أرماندو مارادونا، هو الأفضل في التاريخ، وأن ميسي يحاول تقليده والسير على نهجه.
قال ماك أليستر الابن: «إننا دائماً ما ندخل في جدال بشأن هذا الأمر. بالنسبة لوالدي، كان مارادونا مهماً جداً، ليس فقط في حياته الكروية ولكن في حياته الشخصية أيضاً، وهو ممتن جداً لذلك. وبالنسبة لي، فإنه لمن دواعي سروري أن ألعب إلى جانب ليونيل ميسي في الفريق نفسه. وأعتقد أنه الأفضل في التاريخ. إننا نختلف دائماً في هذا الأمر، فهو يقول إن مارادونا هو الأفضل على الإطلاق، وأنا أقول ميسي الأفضل. ولا أعتقد أن هذا الجدال سينتهي أبداً».


مقالات ذات صلة

ليما يحيي آمال الإمارات في العودة للمونديال بعد 36 عاماً

رياضة عالمية فابيو ليما (رويترز)

ليما يحيي آمال الإمارات في العودة للمونديال بعد 36 عاماً

تحوّل فابيو ليما البرازيلي المولد رمزاً لحملة الإمارات لما يمكن أن يكون صعودها لكأس العالم لكرة القدم بعد غياب 36 عاماً، بتسجيله 4 أهداف بالفوز الساحق على قطر.

«الشرق الأوسط» (دبي)
رياضة عربية سون هيونغ مين (أ.ف.ب)

سون قائد كوريا الجنوبية: علينا التعلم من منتخب فلسطين

أشاد سون هيونغ مين، قائد كوريا الجنوبية، بصلابة الفريق الفلسطيني، بعدما منح مهاجم توتنهام هوتسبير فريقه نقطة بالتعادل 1 - 1.

«الشرق الأوسط» (عمان)
رياضة عالمية فرحة لاعبي الأرجنتين بهدف مارتينيز (أ.ف.ب)

تصفيات كأس العالم: الأرجنتين تبتعد في الصدارة... والبرازيل تتعثر بنقطة الأوروغواي

قاد المهاجم لاوتارو مارتينيز المنتخب الأرجنتيني إلى الفوز على ضيفه البيروفي بهدف دون رد، الثلاثاء، في الجولة الـ12 من تصفيات أميركا الجنوبية.

«الشرق الأوسط» (مونتيفيديو)
رياضة عربية فابيو ليما (رويترز)

ليما بعد الخماسية في قطر: الإمارات قدَّمت أفضل أداء في التصفيات

قال فابيو ليما مهاجم الإمارات، إن مباراة بلاده مع قطر في المرحلة الثالثة من التصفيات الآسيوية لكأس العالم لكرة القدم 2026 كانت الأفضل.

«الشرق الأوسط» (أبوظبي)
رياضة عربية شين تاي-يونغ (أ.ف.ب)

مدرب إندونيسيا: الفوز على «الأخضر» يمنحنا الثقة في بلوغ كأس العالم

يثق شين تاي-يونغ مدرب إندونيسيا في أن الفوز المفاجئ 2-صفر على السعودية، في جاكرتا أمس (الثلاثاء) سيمنح فريقه فرصة حقيقية في بلوغ كأس العالم لكرة القدم 2026.

«الشرق الأوسط» (جاكرتا)

شاهد... صاعقة تقتل لاعباً وتصيب آخرين في ملعب كرة قدم

صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة
صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة
TT

شاهد... صاعقة تقتل لاعباً وتصيب آخرين في ملعب كرة قدم

صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة
صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة

تسببت صاعقة برق خلال مباراة كرة قدم محلية في وسط بيرو بمقتل لاعب وإصابة 4 آخرين يوم الأحد، بحسب شبكة «سي إن إن».

وأظهرت لقطات من المباراة اللاعبين وهم يغادرون الملعب في ملعب كوتو كوتو ببلدة تشيلكا، على بعد نحو 70 كيلومتراً جنوب شرقي ليما، بعد توقف المباراة بسبب عاصفة.

وفي مقطع فيديو، شوهد كثير من اللاعبين وهم يسقطون على وجوههم على الأرض في اللحظة نفسها عندما ضربت الصاعقة الملعب.

وحسبما ظهر على محطة التلفزيون المحلية «أوندا ديبورتيفا هوانكافيليك»، لوحظت شرارة قصيرة وسحابة صغيرة من الدخان بالقرب من أحد اللاعبين. بعد ثوانٍ، بدا أن بعض اللاعبين يكافحون من أجل العودة إلى الوقوف.

وقالت السلطات ووسائل الإعلام الحكومية إن المتوفى هو المدافع هوجو دي لا كروز (39 عاماً).

وقالت البلدية المحلية في بيان: «نقدم تعازينا الصادقة لعائلة الشاب هوجو دي لا كروز، الذي فقد حياته للأسف بعد أن ضربته صاعقة أثناء نقله إلى المستشفى، نعرب أيضاً عن دعمنا وتمنياتنا بالشفاء العاجل للاعبين الأربعة الآخرين المصابين في هذا الحادث المأساوي».

وحتى مساء الاثنين، خرج لاعبان من المستشفى، بينما لا يزال اثنان تحت المراقبة، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الحكومية «أندينا». وأضافت أن حارس المرمى الذي أصيب في الحادث كان في حالة حرجة، لكنه أظهر تحسناً.

ويمكن أن تسبب ضربات البرق إصابات خطيرة للإنسان، وفي حالات نادرة، يمكن أن تكون قاتلة. وفرصة التعرض لها أقل من واحد في المليون، وفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة (CDC).

ووفقاً لـ«سي دي سي»، ينجو ما يقرب من 90 في المائة من جميع ضحايا ضربات البرق، ولكن الآثار يمكن أن تكون خطيرة وطويلة الأمد. «لقد عانى الناجون من إصابات وحروق وأعراض خطيرة بما في ذلك النوبات وفقدان الذاكرة».