مشاركون في منتدى بمراكش يدعون إلى تكثيف المشاركة الشعبية لتفعيل الاتحاد المغاربي

تناول دور المؤسسات في استراتيجية النهضة بدوله الخمس

مشاركون في منتدى بمراكش يدعون إلى تكثيف المشاركة الشعبية لتفعيل الاتحاد المغاربي
TT

مشاركون في منتدى بمراكش يدعون إلى تكثيف المشاركة الشعبية لتفعيل الاتحاد المغاربي

مشاركون في منتدى بمراكش يدعون إلى تكثيف المشاركة الشعبية لتفعيل الاتحاد المغاربي

عبر المشاركون في منتدى «دور المؤسسات في استراتيجية النهضة المغاربية.. العوائق والفرص»، الذي انطلقت أشغاله مساء أول من أمس، في مدينة مراكش المغربية، عن تفاؤلهم بقدرة الفكرة المغاربية على أن تأخذ بعدا نوعيا من خلال فعاليات متنوعة، يجري إطلاقها بمختلف بلدان المنطقة، مبرزين أن الحراك المسجل، على مستوى النخب والمجتمع المدني، يؤشر على أن الفكرة المغاربية تسترجع عافيتها في إطار من التوازن كان مفقودا في ما سبق.
ويعرف المنتدى، الذي ينظمه مركز الدراسات والأبحاث الإنسانية، وهو منظمة غير حكومية تسعى إلى تعزيز قيم الديمقراطية والحكامة من خلال الاستثمار المعرفي والعمل الميداني للمساهمة في التحول الديمقراطي بالمجتمع، حضور أساتذة جامعيين ودبلوماسيين وبرلمانيين وإعلاميين ووزراء سابقين ومثقفين وفاعلين جمعويين، من المغرب وتونس والجزائر وموريتانيا وليبيا.
ولاحظ الحبيب الشوباني، وزير العلاقة مع البرلمان والمجتمع المدني المغربي، في افتتاح المنتدى، وجود اختلال في الفكرة المغاربية التي جرى احتضانها في الماضي من طرف الرسميين فقط، وهو احتضان انعكس على تفعيل الاتحاد، مشيرا إلى أن «استرجاع المجتمع المدني لفكرة الاتحاد المغاربي وتدافعه من أجل أن تظل الفكرة حية يؤكد أن المستقبل واعد».
وعدد الشوباني ثلاثة شروط لنجاح فكرة الاتحاد المغاربي، الأولى وضوح الرؤية، والثانية وجود مؤسسات حاملة للمشروع، والثالثة أن يكون هناك انخراط شعبي واسع في المشروع. ومضى الشوباني يقول: «في الماضي، ربطنا فكرة بناء الاتحاد المغاربي بالعواطف والتاريخ المشترك على حساب أشياء أخرى لا تقل أهمية، صارت اليوم دافعا وموضوعا للحراك، تدور حول انشغالات تهم المواطن المغاربي، وتتعلق بأسباب العيش الكريم والسلم والأمن، وغيرها من الأمور ذات الارتباط المباشر بالحياة اليومية للمواطن المغاربي، وهي أمور أبرزت أن الجواب القطري الوطني يبقى قاصرا عن الإجابة عنها وتلبية متطلباتها».
وأكد الشوباني أن الحكومات لم تبقَ وحدها المساءلة والمسؤولة عن الفكرة المغاربية، بل جمعيات المجتمع المدني والمثقفون والرياضيون والفنانون وغيرهم، منتهيا إلى أن المطلوب اليوم ليس الإبقاء على شعلة الفكرة المغاربية مشتعلة، بل أن تتحول هذه الفكرة إلى مطلب شعبي مغاربي واسع.
وشكلت مداخلة سعد الدين العثماني، وزير الخارجية والتعاون المغربي السابق، التي حملت عنوان «حضور البعد المغاربي في التجربة الدبلوماسية»، فرصة للاستماع إلى تجربة مسؤول مغاربي على رأس وزارة الخارجية في بلده.
وانطلق العثماني في معرض سرد تجربته بالتأكيد على أن دينامية بناء اتحاد المغرب العربي كانت دائما موجودة، تفتر حينا وتشتد أحيانا، غير أنها لم تنقطع منذ مرحلة محاربة الاستعمار، وساهم فيها كثيرون كل من موقعه، مشيرا، على المستوى الشخصي، إلى أن أطروحة دكتوراه الطب التي حضرها كانت في موضوع «موجز الطب النفسي للممارس المغاربي»، ملاحظا أن الدينامية تشمل أيضا المستوى الرسمي رغم الجمود المسجل على مستوى مجلس الرئاسة.
وركز العثماني مداخلته على خمسة محاور هي: البعد السياسي، والتفعيل المؤسساتي، والبعد الأمازيغي، وإصلاح المنظومة المغاربية، والاهتمام بدور المجتمع المدني المغاربي في تفعيل الاتحاد المغاربي.
وعلى علاقة بمسؤولياته ذكر العثماني أن أول زيارة قام بها إلى الخارج، بعد تقلد مهامه على رأس وزارة الخارجية المغربية، كانت إلى الجزائر، وهي الزيارة التي قال عنها إنه كان لها صدى دولي وأعطت وقتها أملا ودينامية للعلاقات المغربية - الجزائرية بشكل خاص، وللعلاقات المغاربية بشكل عام، مشددا على أن الجهد المسجل على مستوى تبادل الزيارات بين المسؤولين الحكوميين في دول المنطقة يبقى دون القرارات الاستراتيجية، في ظل الجمود السياسي المسجل.
ويتزامن تنظيم الدورة الخامسة من المنتدى المغاربي مع تخليد الذكرى الـ25 لتوقيع معاهدة إنشاء «اتحاد المغرب العربي»، التي وقعت في مراكش يوم 17 فبراير (شباط) 1989.
ويتوزع برنامج المنتدى على خمسة محاور، يتعلق أولها بـ«المؤسسات السياسية»، وثانيها بـ«المؤسسات الدينية والتدبير الديني»، وثالثها بـ«المؤسسات المدنية»، ورابعها بـ«أثر استراتيجيات المؤسسات العسكرية والأمنية على المستقبل المغاربي»، وخامسها بـ«المؤسسات الثقافية».
ويهدف المنظمون، من خلال تنظيم المنتدى المغاربي، إلى «فهم وتحليل العلاقة القائمة بين العوامل الداخلية والعوامل الخارجية المؤثرة سلبا وإيجابا في إرساء دعائم وجود مغاربي قوي وفاعل»، ويدعون إلى «ممارسة الحد الأدنى من اليقظة للإبقاء على الفكرة المغاربية حية في ضمير المجتمعات المغاربية، وجعلها أفقا ممكنا بل ضروريا لولوج التاريخ والدخول في الحياة المعاصرة والمساهمة، إلى جانب الشعوب النظيرة، في تحرير الإنسان».
سعد الدين العثماني وزير الخارجية المغربي السابق متحدثا عن {حضور البعد المغاربي في التجربة الدبلوماسية} في مراكش ({الشرق الأوسط})



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.