دراستان: الفول السوداني والأعشاب والتوابل تعزز صحة الأمعاء

دراستان: الفول السوداني والأعشاب والتوابل تعزز صحة الأمعاء
TT

دراستان: الفول السوداني والأعشاب والتوابل تعزز صحة الأمعاء

دراستان: الفول السوداني والأعشاب والتوابل تعزز صحة الأمعاء

أظهرت دراستان منفصلتان من جامعة ولاية بنسلفانيا في الولايات المتحدة أن حفنة من الفول السوداني وقليلا من الأعشاب والتوابل يمكن أن تعزز أمعاءك بشكل صحي.
هناك تريليونات من الكائنات الحية الدقيقة التي تعيش في معدة وأمعاء الإنسان، وتضم مئات إلى آلاف الأنواع من البكتيريا والفيروسات والفطريات؛ وبشكل جماعي، تُعرف باسم «ميكروبيوم الأمعاء»، وأهميتها كبيرة جدًا لصحتنا، فيما يعتقد العلماء أنها عضو داعم.
وأن النظام الغذائي والتمارين الرياضية والأدوية ليست سوى بعض العوامل التي يمكن أن تؤثر على تكوين أمعاء الشخص، ما يعني أن مجتمع القناة الهضمية لكل فرد فريد من نوعه. فإذا لم يتم تغذية ميكروبيوم أمعائك بشكل مناسب، يمكن أن تتكاثر الميكروبات الضارة، بينما تواجه الميكروبات التكافلية المزيد من المشاكل في مهام مثل التعامل مع جهاز المناعة لدينا وتحطيم طعامنا.
ولا يزال العلماء يحاولون معرفة الميزات التي تميز مجتمعات الأمعاء الأكثر صحة، ولكن مع تقدم الأبحاث، بدأوا في الحصول على فكرة أفضل.
وفي ذلك، تشرح عالمة التغذية بيني إم كريس إثيرتون «أظهرت الأبحاث أن الأشخاص الذين لديهم الكثير من الميكروبات المختلفة يتمتعون بصحة أفضل ونظام غذائي أفضل من أولئك الذين ليس لديهم الكثير من التنوع البكتيري. وبينما نفكر عمومًا في النظم الغذائية من حيث أساسياتها مثل الخضروات واللحوم، فإن قدرًا كبيرًا من الاختلاف في تفضيلاتنا الثقافية والشخصية ينبع من الطريقة التي نضيف بها بعض الأنواع إلى وجباتنا»، وذلك وفق ما نشر موقع «ساينس إليرت» العلمي المتخصص، نقلا عن بحث نشر بمجلة التغذية «Clinical Nutrition».
وتعد كريس إثيرتون وزملاؤها في ولاية بنسلفانيا من أوائل من درسوا تأثير الأعشاب والتوابل على تكوين الأمعاء البشرية. وقد ضمت دراستهم 54 شخصًا بالغًا معرضين لخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية في تجربة تغذية عشوائية مضبوطة لمدة أربعة أسابيع.
وأثناء التجربة، التزم الجميع بنفس القائمة العامة، التي تم تصميمها لتعكس النظام الغذائي الأميركي العادي. فقد طُلب من بعض المشاركين إضافة 0.5 غرام (حوالى 0.2 أونصة) من التوابل إلى وجباتهم، بينما طُلب من الآخرين إضافة 3.3 غرام أو 6.6 غرام.
واشتمل مزيج التوابل على القرفة والزنجبيل والكمون والكركم وإكليل الجبل والأوريغانو والريحان والزعتر.
وفي غضون ذلك، طُلب من مجموعة ضابطة عدم وضع أي من هذه التوابل على طعامهم.
وقد أظهرت عينات البراز المأخوذة قبل التجربة وبعدها أن الأنظمة الغذائية التي تحتوي على المزيد من التوابل تميل إلى إظهار تنوع بكتيري أكبر، وفق كريس؛ التي تبيّن «إنه شيء بسيط يمكن أن يفعله الناس... فالنظام الغذائي الأميركي العادي بعيد كل البعد عن المثالية، لذا أعتقد أنه يمكن للجميع الاستفادة من إضافة الأعشاب والتوابل. إنها أيضًا طريقة لتقليل الصوديوم في نظامك الغذائي، ولكن مع إضافة نكهة للأطعمة بطريقة تجعلها مستساغة ولذيذة!».
وفي هذا الاطار، فان النتائج الجديدة تدعم الأبحاث الحديثة التي تشير إلى أن الأعشاب والتوابل هي مادة حيوية طبيعية تغذي البكتيريا الصحية في أمعاء الإنسان. ففي عام 2019، وجدت دراسة تجريبية عشوائية أن كبسولة 5 غرامات من مزيج التوابل تحتوي على القرفة والأوريغانو والزنجبيل والفلفل الأسود والفلفل الحار خلال اسبوع أحدثت تغييرات في ميكروبيوم الأمعاء.
ومع ذلك، في الدراسة الأحدث، كان مزيج التوابل مختلفًا قليلاً؛ حيث تم دمجه مباشرةً في وجبات المشاركين اليومية؛ فأولئك الذين تناولوا وجبات بكميات متوسطة وعالية من التوابل، تعادل حوالى 3/4 ملعقة صغيرة يوميًا وحوالى 1 - 1/2 ملعقة صغيرة يوميًا، أظهروا وفرة أكبر من بكتيريا الأمعاء المسماة Ruminococcaceae. إذ توجد هذه الفصيلة من الميكروبات بشكل عام بأعداد أكبر لدى البالغين الأصحاء، على الرغم من أن دورها الدقيق في القناة الهضمية غير مؤكد.
كما أظهر المشاركون الذين تناولوا التوابل في الدراسة أيضًا أعدادًا أقل من الجزيئات المسببة للالتهابات في الأمعاء، ما يشير إلى وجود تأثير محتمل مضاد للالتهابات.
وهناك حاجة إلى مزيد من البحث لمعرفة بالضبط أي التوابل تؤثر على ميكروبات الأمعاء ولماذا؟ ولكن هذا ليس المكمل الغذائي الوحيد الذي يبدو أنه يعزز بعض بكتيريا الأمعاء. فقد قامت تجربة ذات شواهد حديثة من ولاية بنسلفانيا أيضًا بالتحقيق أخيرًا بتأثير الفول السوداني على الكائنات الحية الدقيقة لأول مرة.
واستغرقت الدراسة ستة أسابيع وشملت 50 شخصًا بالغًا يتبعون نفس النظام الغذائي اليومي.
وفي نهاية كل يوم، بعد العشاء وقبل النوم، تناول المشاركون إما 28 غرامًا من الفول السوداني المحمص الجاف وغير المملح، أو تناولوا عينة صغيرة من الجبن والبسكويت.
وفي المجموعة التي تناولت وجبات خفيفة من المكسرات، كما هو الحال مع التوابل في الدراسة السابقة، كانت بكتيريا Ruminococcaceae أكثر وفرة بشكل ملحوظ في أمعاء المشاركين بنهاية الدراسة.
لا يزال هناك الكثير حول ميكروبيوم الأمعاء الذي لا يفهمه العلماء، ولكن في الوقت الحالي، من المحتمل ألا تضر إضافة القليل من التوابل إلى نظامك الغذائي؛ وقد تساعد أيضًا (إذا لم يكن هناك شيء آخر) إضافة بعض النكهة.


مقالات ذات صلة

السلطان هيثم وإردوغان يبحثان العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية

الخليج الرئيس التركي مستقبلاً سلطان عُمان بالقصر الرئاسي في أنقرة (الرئاسة التركية)

السلطان هيثم وإردوغان يبحثان العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية

اتفقت تركيا وسلطنة عمان على تعزيز علاقات الصداقة والتعاون فيما بينهما وأكدتا دعمهما لأي مبادرات لوقف إطلاق النار في غزة.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
صحتك ضرب الكرة بالرأس خلال لعب كرة القدم قد يسبب تلفاً في الدماغ أكبر مما كان يُعتقد (أ.ف.ب)

لعبة شائعة في كرة القدم قد تسبب تلفاً بالدماغ

وفقاً لدراسة جديدة، فإن ضرب الكرة بالرأس خلال لعب كرة القدم قد يسبب تلفاً في الدماغ أكبر مما كان يُعتقد.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك يشكل النوم أهمية مركزية للصحة العامة ومستوى رفاهية الإنسان (جامعة ولاية أوريغون)

تغيير وقت الذهاب إلى الفراش كل ليلة يؤثر على صحتك

أشارت دراسة جديدة إلى وجود صلة قوية بين عدم الذهاب إلى الفراش في الوقت نفسه كل ليلة وخطر الإصابة بأمراض القلب أو السكتة الدماغية.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك ارتفاع ضغط الدم يشكّل تحدياً للصحة (رويترز)

6 أشياء يقول أطباء السكتة الدماغية إنه لا يجب عليك فعلها أبداً

تعدّ السكتات الدماغية أحد الأسباب الرئيسة للوفاة، والسبب الرئيس للإعاقة في أميركا، وفقاً لـ«جمعية السكتات الدماغية الأميركية»، وهو ما يدعو للقلق، خصوصاً أن…

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك تزداد في هذه الفترة من العام فرص الإصابة بنزلات البرد والإنفلونزا (د.ب.أ)

3 أطعمة عليك تناولها عند إصابتك بنزلة برد أو إنفلونزا

تزداد في هذه الفترة من العام فرص الإصابة بنزلات البرد والإنفلونزا وغيرهما من الفيروسات.

«الشرق الأوسط» (لندن)

إعادة فتح جوهرة «نوتردام» القوطية في باريس

منظر عام لكاتدرائية نوتردام في باريس (أ.ف.ب)
منظر عام لكاتدرائية نوتردام في باريس (أ.ف.ب)
TT

إعادة فتح جوهرة «نوتردام» القوطية في باريس

منظر عام لكاتدرائية نوتردام في باريس (أ.ف.ب)
منظر عام لكاتدرائية نوتردام في باريس (أ.ف.ب)

يلقي العالم، الجمعة، نظرة أولى على كاتدرائية نوتردام الجديدة، في الوقت الذي يجري فيها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون جولة تلفزيونية بمناسبة إعادة افتتاح الكاتدرائية، حسب «بي بي سي». وبعد مرور 5 سنوات ونصف السنة على الحريق المدمر الذي اندلع عام 2019، تم إنقاذ جوهرة باريس القوطية، وترميم هذه الجوهرة وتجديدها - ما يقدم للزوار ما يعد بأن يكون متعة بصرية مبهرة. ويبدأ الرئيس - رفقة زوجته بريجيت ورئيس أساقفة باريس لوران أولريش - برنامج احتفالات يتوَّج بـ«الدخول» الرسمي إلى الكاتدرائية في 7 ديسمبر (كانون الأول) وأول قداس كاثوليكي في اليوم التالي. وبعد أن يُعرض عليه أبرز ما تم ترميمه في المبنى، بتكلفة بلغت 700 مليون يورو (582 مليون جنيه إسترليني) - بما في ذلك خيوط السقف الهائلة التي تحل محل إطار القرون الوسطى الذي استهلكته النيران - سيلقي كلمة شكر لنحو 1300رجل وامرأة من الحرفيين الذين تجمعوا في صحن الكنيسة. ظلت أعمال التجديد التي شهدتها كاتدرائية نوتردام سرية للغاية - مع نشر بعض الصور فقط على مر السنين التي تشير إلى التقدم المحرز في أعمال التجديد، ولكن الناس الذين كانوا في الكاتدرائية مؤخراً يقولون إن التجربة توحي بالرهبة، وإن الكاتدرائية رفعت بصفاء وبريق جديدين يدل على تباين حاد مع الكآبة السائدة من قبل.