الدبيبة يكرر الدعوة لانتخابات عامة ووضع دستور جديد

توتر أمني في طرابلس عقب طعن قضائي ضد الاتفاق البحري مع تركيا

الدبيبة خلال «الملتقى الوطني الأول لمخاتير ليبيا» في طرابلس (منصة الحكومة)
الدبيبة خلال «الملتقى الوطني الأول لمخاتير ليبيا» في طرابلس (منصة الحكومة)
TT

الدبيبة يكرر الدعوة لانتخابات عامة ووضع دستور جديد

الدبيبة خلال «الملتقى الوطني الأول لمخاتير ليبيا» في طرابلس (منصة الحكومة)
الدبيبة خلال «الملتقى الوطني الأول لمخاتير ليبيا» في طرابلس (منصة الحكومة)

دعا رئيس حكومة «الوحدة» الليبية المؤقتة عبد الحميد الدبيبة، مجدداً، إلى إجراء الانتخابات في البلاد، معتبراً «أنه لا طريق آخر أمام الليبيين لحل الأزمة السياسية الراهنة سوى السير نحو وضع دستور يرضى به الجميع، والتوجه إلى انتخابات عامة». بينما شهدت العاصمة طرابلس، توتراً أمنياً عقب الإعلان عن طعن قضائي جديد أمام المحاكم المحلية بشأن الاتفاقية المثيرة للجدل، التي وقعتها حكومة الدبيبة مع تركيا في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
وقال الدبيبة: «إننا نسير إلى طريق الانتخابات ولا شيء غيرها»، موضحاً أنه «لا يسعى من خلال تحركاته وزياراته للدول إلا لإقامة دستور يوافق عليه كل الليبيين تحقيقاً لإجراء الانتخابات».
وأكد الدبيبة في كلمة ألقاها، أمس الاثنين، خلال «الملتقى الوطني الأول لمخاتير ليبيا» بالعاصمة، أنه لن يتنحى عن السلطة إلا بعد وضع دستور للبلاد، مهما استغرق الأمر زمنياً.
وتابع: «هدفنا أن يكون لليبيا دستور حتى لو انتظرنا 10 أو 15 أو 30 سنة بموافقة جميع الليبيين»، لافتاً إلى «أننا ضيعنا بلادنا بثمن بخس حلال السنوات الماضية، بينما ليبيا مليئة بالخيرات والنفط الذي يتباكى عليه العالم».
وقال الدبيبة: «رفعنا شعاراً في هذه المرحلة لا حروب ولا يمكن العودة للاقتتال مرة أخرى... الشعب سيحترم من تصل به الانتخابات أياً كانت مدينته» قبل أن يعلن تسوية كافة المستحقات المالية السابقة والحالية بانتظام لمخاتير المحال وصرف مستحقات المتوفين منهم، بالإضافة إلى اعتماد كوتا خاصة لهم في قرعة الحج.
في المقابل، التزمت حكومة الدبيبة، الصمت، حيال التوتر الأمني المفاجئ الذي شهدته العاصمة مساء أمس، بعدما انتشرت عناصر تابعة لـ«جهاز الشرطة القضائية» في جزيرة الفرناج، ما أدى إلى إعلان حالة الطوارئ لبعض الميليشيات المسلحة داخل المدينة.
وجاء هذا التحرك بعد ساعات من إعلان محكمة استئناف طرابلس تسلمها طعناً مساء أمس، للمطالبة بإلغاء الاتفاقية البحرية الموقعة بين حكومة الدبيبة وتركيا.
واختصم 5 محامين في طعن لدائرة القضاء الإداري بالمحكمة، الدبيبة، ووزيري الاقتصاد والنفط محمد الحويج، ومحمد عون في حكومته وطالبوا بوقف تنفيذ الاتفاقية، على اعتبار أن اتفاق «جنيف» السياسي يمنع حكومة الدبيبة من إبرام أي اتفاقيات.
كما اعتبروا في تصريحات نقلتها وسائل إعلام محلية، أن الاتفاقية التي سلبت مؤسسة النفط اختصاصها في حصرية تجارة النفط، سيترتب عليها ضرر جسيم لا يمكن تداركه، ولفتوا إلى أنها مخالفة لقانون النفط، وطعنوا بعدم خبرة الشركات التركية في هذا المجال.
في شأن آخر، صوّت المجلس الأعلى للدولة الذي استأنف اجتماعاته في العاصمة طرابلس، بقبول مقترح المضي بالتوازي في المفاوضات مع مجلس النواب بشأن المسارات الثلاثة؛ القاعدة الدستورية، والمناصب السيادية، وآلية توحيد السلطة التنفيذية.
وقال أعضاء في المجلس إن مقترح التوازي حصل على 47 صوتاً من أصل 98 حضروا الجلسة، بينما كان المقترح الأول يقضي بالتراتبية.
في المقابل، لوّح رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي بـ«قاعدة دستورية» جديدة للانتخابات، وقال إنه تسلمها لدى اجتماعه مساء أمس، مع أعضاء اللجنة التحضيرية لمؤتمر المسار الدستوري، والذي يضم مجموعة من الأحزاب والقوى السياسية والاجتماعية والمدنية.
وقال المنفي في بيان، إنه تسلم نسخة من «القاعدة الدستورية» التي نتجت عن المؤتمر، مشيراً إلى مناقشة مستجدات المشهد السياسي والعقبات التي تحول دون إنجاز الاستحقاق الانتخابي، لإنهاء كافة المراحل الانتقالية.
بدوره، واصل المشير خليفة حفتر القائد العام لـ«الجيش الوطني» المتمركز في شرق البلاد، جولاته المحلية بزيارة بدأها أمس، إلى مدينة أجدابيا، على بعد 160 كيلومتراً جنوب مدينة بنغازي بالمنطقة الشرقية.
ووسط استعدادات أمنية وعسكرية مشددة، قال مكتب حفتر، إنه «حظي باستقبال شعبي لافت للانتباه»، قبل كلمة كان مقرراً أن يلقيها أمس، بالمناسبة.


مقالات ذات صلة

القاهرة لإطلاع حفتر وصالح على نتائج زيارة شكري لتركيا

العالم العربي القاهرة لإطلاع حفتر وصالح على نتائج زيارة شكري لتركيا

القاهرة لإطلاع حفتر وصالح على نتائج زيارة شكري لتركيا

كشفت مصادر ليبية ومصرية متطابقة لـ«الشرق الأوسط» عن سلسلة اتصالات، ستجريها القاهرة مع السلطات في شرق ليبيا، بما في ذلك مجلس النواب و«الجيش الوطني»، لإطلاع المعنيين فيهما على نتائج زيارة وزير الخارجية المصري سامح شكري إلى تركيا أخيراً. وأدرجت المصادر هذه الاتصالات «في إطار التنسيق والتشاور بين السلطات المصرية والسلطات في المنطقة الشرقية». ولم تحدد المصادر توقيت هذه الاتصالات، لكنها أوضحت أنها تشمل زيارة متوقعة إلى القاهرة، سيقوم بها عقيلة صالح رئيس مجلس النواب، والمشير خليفة حفتر القائد العام لـ«الجيش الوطني». وكان خالد المشري رئيس المجلس الأعلى الدولة الليبي، ناقش مساء السبت مع وزير الخارجية ا

خالد محمود (القاهرة)
العالم العربي خطة حكومية عاجلة لوقف هجرة الأطباء الجزائريين إلى أوروبا

خطة حكومية عاجلة لوقف هجرة الأطباء الجزائريين إلى أوروبا

أعلنت الحكومة الجزائرية عن «خطة عاجلة» لوقف نزيف الأطباء الذين يهاجرون بكثرة، كل عام، إلى أوروبا وبخاصة فرنسا، بحثاً عن أجور عالية وعن ظروف جيدة لممارسة المهنة. وتفيد إحصاءات «مجلس أخلاقيات الطب»، بأن 15 ألف طبيب يشتغلون في المصحات الفرنسية حالياً، وقد درسوا الطب في مختلف التخصصات في الجزائر. ونزل موضوع «نزيف الأطباء» إلى البرلمان، من خلال مساءلة لوزير الصحة وإصلاح المستشفيات عبد الحق سايحي، حول ما إذا كانت الحكومة تبحث عن حل لهذه المشكلة التي تتعاظم من سنة لأخرى.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
العالم العربي تونس تتهيأ لاستقبال وزير الخارجية السوري تتويجاً لإعادة العلاقات

تونس تتهيأ لاستقبال وزير الخارجية السوري تتويجاً لإعادة العلاقات

يبدأ وزير الخارجية السوري فيصل المقداد اليوم زيارة إلى تونس تستمر حتى الأربعاء بدعوة من نظيره التونسي نبيل عمار، لإعلان استكمال المراحل المؤدية إلى إعادة العلاقات الثنائية بين البلدين، والبحث في كثير من الملفات الشائكة والعالقة على رأسها ملف الإرهاب، واستقبال الساحة السورية لآلاف من الشباب التونسيين المنضوين في صفوف التنظيمات الإرهابية. وأوردت مختلف وسائل الإعلام التونسي أخباراً حول الزيارة، وبقراءات عدة، من بينها التأكيد على أنها «ترجمة للتوازنات الجيوسياسية الإقليمية التي تعرفها المنطقة العربية، ومن بينها السعي نحو عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية». وكانت مؤسسة الرئاسة التونسية صورت عودة ا

المنجي السعيداني (تونس)
العالم العربي المغرب: دعوة لإسقاط مشروع قانون «اللجنة المؤقتة» لتسيير مجلس الصحافة

المغرب: دعوة لإسقاط مشروع قانون «اللجنة المؤقتة» لتسيير مجلس الصحافة

دعت «الفيدرالية المغربية لناشري الصحف بالمغرب» -أحد ممثلي ناشري الصحف في البلاد- أعضاء البرلمان بغرفتيه (مجلس النواب ومجلس المستشارين)، إلى إسقاط مشروع قانون صادقت عليه الحكومة، يقضي بإنشاء لجنة مؤقتة لتسيير «المجلس الوطني للصحافة» المنتهية ولايته، بدل إجراء انتخابات. وجاءت هذه الدعوة في وقت ينتظر فيه أن يشرع مجلس النواب في مناقشة المشروع قريباً. وذكر بيان لـ«الفيدرالية» مساء السبت، أنه تلقى «بارتياح، التصدي القوي والتلقائي لهذا المشروع من طرف الرأي العام المهني، والمجتمع المدني، وفاعلين جمعويين وسياسيين، وشخصيات مشهود لها بالنزاهة والكفاءة»، معتبراً: «إن هذا الموضوع لا يهم باستهداف منظمات مهن

«الشرق الأوسط» (الرباط)
العالم العربي باشاغا: ترشحي للرئاسة الليبية سيتحدد بعد صدور القوانين المنظمة للانتخابات

باشاغا: ترشحي للرئاسة الليبية سيتحدد بعد صدور القوانين المنظمة للانتخابات

قال فتحي باشاغا، رئيس حكومة «الاستقرار» الليبية، إنه باقٍ في منصبه «إلى أن تتفق الأطراف الليبية كافة على قوانين انتخابية يُرحب بها دولياً، والبدء في الإعلان عن مواعيد محددة للاستحقاق الانتخابي...

جاكلين زاهر (القاهرة)

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.