«ضوء» يمنح تسهيلات إنتاجية غير مسبوقة للسينمائيين السعوديين

مخرجون يشيدون بالدعم ويتوقعون «نهضة فنية»

يتركز دعم برنامج «ضوء» على الشركات والمؤسسات المتخصصة في الإنتاج السينمائي (الشرق الأوسط)
يتركز دعم برنامج «ضوء» على الشركات والمؤسسات المتخصصة في الإنتاج السينمائي (الشرق الأوسط)
TT

«ضوء» يمنح تسهيلات إنتاجية غير مسبوقة للسينمائيين السعوديين

يتركز دعم برنامج «ضوء» على الشركات والمؤسسات المتخصصة في الإنتاج السينمائي (الشرق الأوسط)
يتركز دعم برنامج «ضوء» على الشركات والمؤسسات المتخصصة في الإنتاج السينمائي (الشرق الأوسط)

انطلاقة كبيرة حققها مهرجان البحر الأحمر في دورته الثانية للسينما السعودية التي تسجل حضوراً مهماً به، ليس فقط على مستوى الأفلام التي تلقي الضوء على عشرات المواهب القادمة بقوة، وإنما أيضاً بمشروعات سينمائية يكشف عنها يوميا؛ حيث أعلن مساء الأحد، عن نسخة محدثة من برنامج «ضوء لدعم الأفلام» الذي يتيح لصناع الأفلام المحترفين تقديم مشروعات أفلامهم للحصول على دعم نقدي غير مسترد لشركات الإنتاج بهدف تعزيز منظومة الإبداع السينمائي بالمملكة.
ويفتتح المهرجان، مساء الثلاثاء، سينما «حي جميل» بجدة كأول دار سينما مستقلة بالسعودية، وقد تم تطوير البرنامج الافتتاحي لها بالاشتراك مع «معمل البحر الأحمر»؛ حيث تدشن عروضها بفيلم المخرج الراحل يوسف شاهين «إسكندرية ليه»، ضمن برنامج استيعادي يتضمن خمسة أفلام تغطي حقبة السبعينات وحتى أواخر الثمانينات، كاشفة عن نهجه الحساس في صناعة الأفلام كأحد كبار المخرجين بالسينما العربية.
وأوضحت هيئة الأفلام السعودية عن إطلاق النسخة المحدثة من برنامج «ضوء لدعم الأفلام» وفق توجه جديد لدعم صنّاع الأفلام السعوديين المحترفين عبر تقديم الدعم النقدي غير المسترد لشركات ومؤسسات الإنتاج السينمائي في المملكة، حيث تتيح طلبات المشاركة على مدار العام، وفق أربع فترات زمنية، تبدأ الأولى من تاريخ الإعلان حتى 31 يناير (كانون الثاني) 2023، والثانية من 1 فبراير (شباط) إلى 31 أبريل (نيسان)، والثالثة بين 1 مايو (أيار) و31 يوليو (تموز)، وأخيراً من 1 أغسطس (آب) حتى 31 أكتوبر (تشرين الأول) 2023.
ويتوجه الدعم عبر مسارين رئيسين؛ أولهما للأفلام الطويلة التي لا تقل مدتها عن 40 دقيقة كحدٍ أدنى للفيلم الواحد، فيما خُصص الثاني لدعم الأفلام القصيرة التي لا تزيد مدتها على 40 دقيقة كحدٍّ أقصى للفيلم، ويشمل كلاهما فئات الأفلام الروائية، والوثائقية، وأفلام الرسوم المتحركة.
ويتركز الدعم الموجه من برنامج «ضوء» حسبما أعلن الرئيس التنفيذي لهيئة الأفلام المهندس عبد الله آل عياف، على الشركات والمؤسسات السعودية المتخصصة في الإنتاج السينمائي، إضافة إلى الجهات الإنتاجية الأجنبية بشركاء سعوديين، وذلك لزيادة كفاءة صناعة الأفلام في المملكة، وخلق قطاع خاص حيوي وفعّال ومستدام.

المهندس عبد الله آل عياف الرئيس التنفيذي لهيئة الأفلام السعودية

وتهدف الهيئة من التوجه الجديد لتعزيز منظومة المحتوى الإبداعي في السعودية، عبر تشجيع صنّاع الأفلام وشركات الإنتاج على تقديم أفلام تواكب المستوى العالمي، وإثراء الأفلام المحلية عبر تقديم الدعم النقدي.
وحسب المخرج والمنتج السعودي ممدوح سالم، فإن برنامج «ضوء» جاء بشكل مغاير في دورته الثانية؛ حيث كانت الأولى بميزانية محدودة وعدد أفلام محدد أسفر عن دعم 8 أفلام طويلة و12 فيلماً قصيراً، فيما تأتي النسخة الحالية أكثر تطوراً، إذ تقدم الدعم بشكلٍ مستمر، وتتيح لصناع السينما الاستفادة على مدار العام وبمشاركة جهات غير سعودية، مما يعزز من احترافية الصناعة وتعزيز منظومة المحتوى الإبداعي للنهضة الثقافية بـ«رؤية المملكة 2030».
واعتبر سالم، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «افتتاح دور سينما مستقلة يعد خطوة مهمة لعرض أفلام ذات نوعية مختلفة بهدف تشجيع المزيد من الاهتمام بالفنون»، مضيفاً: «في ظل صناعة السينما المزدهرة بالسعودية بدأ السينمائيون في إنتاج أفلامهم المستقلة بعيداً عن السينما التجارية السائدة، وقد كان الكثيرون منهم ينتظرون بشغف دور عرض مستقلة، وهو ما يحققه افتتاح سينما (حي جميل)، التي تعد بمثابة ملتقى فني متعدد الثقافات للسينما والفنون الأخرى والأعمال الفنية التي تغذي الذائقة السينمائية وتعمل على تطوير المواهب». وأكد أنها «لن تركز على العروض فقط، بل تتضمن مناقشات وورش عمل وفعاليات مهمة على مدار العام للتعلم وتبادل الأفكار، وقبل كل شيء الاستمتاع بالسينما».
من جهتها، ترى المخرجة سارة مسفر، أن سينما «حي جميل» تعرض أفلاماً مغايرة خلاف الأفلام التجارية السائدة في السينمات، كما تعد برنامجاً مفتوحاً طوال السنة، وهو ما يتوق إليه صناع الأفلام من الشباب للتعرف على مدارس سينمائية تحمل وجهات نظر مختلفة، وتقيم حوارات ومناقشات تعد فرصة لتبادل الآراء حول الفيلم، الأمر الذي يكشف للجمهور أيضاً جوانب جديدة عن فن السينما.
وأشادت مسفر، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بتطوير برنامج «ضوء»، قائلة إنه «يتيح لنا كصناع أفلام الحصول على دعم محلي بدلاً من البحث عن دعم خارجي محدود ومشروط»، مبينة أنه «يشجع شركات الإنتاج بمنحها دعماً نقدياً غير مسترد، ما سينعكس إيجابياً على مشروعات أفلام عديدة واعدة خلال الفترة المقبلة».



فنانون مصريون أعادهم «موسم الرياض» للمسرح بعد غياب

إسعاد يونس في لقطة من مسرحية «إس إس هانم» (فيسبوك)
إسعاد يونس في لقطة من مسرحية «إس إس هانم» (فيسبوك)
TT

فنانون مصريون أعادهم «موسم الرياض» للمسرح بعد غياب

إسعاد يونس في لقطة من مسرحية «إس إس هانم» (فيسبوك)
إسعاد يونس في لقطة من مسرحية «إس إس هانم» (فيسبوك)

شجعت فعاليات «موسم الرياض» التي تقام راهناً برعاية «الهيئة العامة للترفيه» بالسعودية فنانين مصريين على العودة مجدداً للوقوف على خشبة المسرح بعد غياب دام سنوات.

الفنانة المصرية إسعاد يونس كانت أحدث الفنانين المنضمين للقائمة، حيث بدأت عروض مسرحية «إس إس هانم» التي تقوم ببطولتها، ويستمر عرضها حتى 12 نوفمبر «تشرين الثاني» الحالي على خشبة مسرح «محمد العلي» بالعاصمة السعودية الرياض، وذلك بعد غياب دام 30 عاماً منذ مشاركتها في مسرحية «بالو» منتصف تسعينات القرن الماضي.

المنتج المصري حمادة إسماعيل منتج مسرحية «إس إس هانم» تحدث عن كواليس التعاقد مع إسعاد يونس، التي تصدرت مؤشرات البحث عبر منصة «إكس»، الجمعة، في مصر، مؤكداً أن السبب الرئيسي هو رغبة المستشار تركي آل الشيخ «رئيس الهيئة العامة للترفيه» في منح الفرص لكل النجوم للوجود في مسرحيات «موسم الرياض».

البوستر الدعائي لمسرحية «الصندوق الأحمر» (فيسبوك)

وذكر إسماعيل في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أسباب حماسه لإنتاج العرض الذي يشهد عودة إسعاد يونس بعد غياب، ووصفها بأنها «غول مسرح»، مضيفاً: «يشهد على ذلك العروض التي قدمتها من قبل وما زالت راسخة في أذهان الناس مثل (الدخول بالملابس الرسمية)، و(باللو)».

وذكر إسماعيل أن «إسعاد يونس لم تشارك بعروض مسرحية منذ 30 عاماً، ومن الضروري مشاركتها كي يشاهدها الجيل الحالي مباشرة، وكان موسم الرياض، البوابة الترفيهية التي حمستها للعودة مجدداً، كما أنها إعلامية ناجحة، وشاركت مؤخراً بأعمال سينمائية وتلفزيونية، وحققت نجاحاً كبيراً ولها جماهيرية واسعة».

وأكد إسماعيل أن «موسم الرياض يتميز بالمسارح المجهزة على أعلى مستوى من حيث الديكور والإضاءة ومعدات الصوت واستقبال النجوم».

ويؤكد إسماعيل أن «الجمهور السعودي متذوق للفن، ويقدر ويحترم المسرح المصري والفنان المصري، كما أن موسم الرياض منح الفرصة لظهور مخرجين مسرحيين جدد، وإعطاء الفرصة للمخرجين الكبار أيضاً لعرض أعمالهم مثل المخرج خالد جلال والمخرج أحمد الجندي... وغيرهما».

وقبل إسعاد يونس شملت قائمة النجوم العائدين للمسرح مجدداً عبر بوابة «موسم الرياض»، أسماءً عدة من بينهم الفنانة يسرا والتي قدمت مسرحية «ملك والشاطر» بعد غياب 22 عاماً عن المسرح، وكذلك الفنانة ليلى علوي التي قدمت مسرحية «الصندوق الأحمر» بعد غياب 28 عاماً.

كما أطل الفنان أحمد حلمي عبر مسرحيتي «ميمو»، و«تيت» منذ مشاركته في مسرحية «حكيم عيون» قبل 23 عاماً، وهي آخر عمل شارك فيه أيضاً كريم عبد العزيز قبل عودته أخيراً بمسرحية «السندباد» بـ«موسم الرياض».

البوستر الدعائي لمسرحية «تيت» (فيسبوك)

وعاد الفنان أحمد السقا للمسرح من خلال مسرحية «سيدتي الجميلة» بعد غياب 21 عاماً، منذ مشاركته في مسرحية «كده أوكيه»، التي شاركت فيها الفنانة منى زكي أيضاً، وعادت عبر مسرحية «الوش التاني».

وشهدت مسرحية «كازانوفا» عودة الفنان أحمد السعدني بعد غياب دام 14 عاماً منذ تقديمه مسرحية «سكر هانم»، كما عاودت الفنانة هالة صدقي ظهورها مسرحياً عبر مسرحية «صوابع زينب» بعد غياب 30 عاماً، منذ مشاركتها في مسرحية «727» في تسعينات القرن الماضي.

البوستر الدعائي لمسرحية «صوابع زينب» (فيسبوك)

وعن عودتها مجدداً عبر «موسم الرياض» قالت هالة صدقي لـ«الشرق الأوسط»: «تخوفت كثيراً من خشبة المسرح، وشعرت بارتفاع الضغط، لكن سرعان ما تبددت المشاعر لفرحة عارمة، وكانت من أسعد لحظات حياتي لحظة مقابلة الجمهور السعودي والجاليات كافة، واستقبالهم لنا بحماس كبير».

كما نوهت صدقي بعودتها للمسرح مرة أخرى عبر مسرحية «حاوريني يا كيكي» في فعاليات «موسم الرياض»، مطلع شهر ديسمبر «كانون الأول» المقبل.