الحكومة اللبنانية تعقد أولى جلساتها اليوم.. وتشكل لجنة إعداد البيان الوزاري

سليمان يأمل في نيلها ثقة البرلمان سريعا.. وجنبلاط عد أن أولويتها الأمن وانتخاب الرئيس

رئيس الوزراء اللبناني الجديد يصافح سرية رئاسة الحكومة التي أعدت له استقبالا رسميا بمناسبة تسلم مهامه أمس (رويترز)
رئيس الوزراء اللبناني الجديد يصافح سرية رئاسة الحكومة التي أعدت له استقبالا رسميا بمناسبة تسلم مهامه أمس (رويترز)
TT

الحكومة اللبنانية تعقد أولى جلساتها اليوم.. وتشكل لجنة إعداد البيان الوزاري

رئيس الوزراء اللبناني الجديد يصافح سرية رئاسة الحكومة التي أعدت له استقبالا رسميا بمناسبة تسلم مهامه أمس (رويترز)
رئيس الوزراء اللبناني الجديد يصافح سرية رئاسة الحكومة التي أعدت له استقبالا رسميا بمناسبة تسلم مهامه أمس (رويترز)

يعقد مجلس الوزراء اللبناني أولى جلساته عند الـ11 من قبل ظهر اليوم (الثلاثاء) في القصر الرئاسي، لتشكيل اللجنة الوزارية، التي يتوجب عليها إعداد البيان الوزاري، أي برنامج عمل الحكومة خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، بعد أن باشر رئيس الحكومة تمام سلام، أمس، مهامه الرسمية في السراي الحكومي، حيث أدت له ثلة من سرية رئاسة الحكومة التحية، وكان في استقباله كبار الموظفين والمستشارين في رئاسة مجلس الوزراء.
وأمل الرئيس اللبناني ميشال سليمان في أن «تضع الحكومة البيان الوزاري بسرعة، لتتقدم من المجلس النيابي لطلب ثقته في أقرب وقت، لمواكبة الاستحقاقات الدستورية وإنجاز ما يمكن إنجازه من مشاريع، كتعويض عن فترة التشكيل الطويلة التي تميزت بشلل مجلس الوزراء كمؤسسة».
وأعرب عن اعتقاده بأن «الجهود التي ساهمت في التأليف على النحو الجامع، الذي حصل ستتابع في المرحلة المقبلة بما يعطي صورة جيدة عن الواقع اللبناني، حين يجري التوافق والتفاهم بين القيادات».
وتعد صياغة البيان الوزاري من أولى التحديات التي تواجهها الحكومة اللبنانية، على الرغم من أن المعطيات المتوفرة من مصادر عدة أفادت بوجود تفاهم على إعداد بيان وزاري مقتضب يبتعد عن النقاط الخلافية، ويكون عماده «إعلان بعبدا»، الذي يحظى بموافقة الأفرقاء اللبنانيين، وينص بالدرجة الأولى على حياد لبنان عن أزمة سوريا. وجزم وزراء محسوبون على فريق «14 آذار» باستبعاد ثلاثية «الجيش والشعب والمقاومة» من البيان الوزاري، مقابل التمسك بوضع استراتيجية دفاعية للبنان، في حين قال الأمين العام لحزب الله في إطلالة مسائية، أول من أمس، إن «أولويات الحكومة تحقيق الاستحقاق الرئاسي، ويجب أن نتعاون جميعا لإجرائه، ثم نأمل أن تتصدى الحكومة لكل أنواع الإرهاب».
وتنص الفقرة الثانية من المادة 64 من الدستور اللبناني على أنه «على الحكومة أن تتقدم من مجلس النواب ببيانها الوزاري لنيل الثقة في مهلة 30 يوما من تاريخ صدور مرسوم تشكيلها»، على أن «لا تمارس الحكومة صلاحياتها قبل نيلها الثقة». وغالبا ما تضم لجنة صياغة البيان الوزاري ممثلين عن أبرز الكتل السياسية. وعلمت «الشرق الأوسط» أن اللجنة ستضم في عضويتها الوزراء نهاد المشنوق ووائل أبو فاعور وبطرس حرب.
من ناحيته، حدد رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط أبرز مهمات الحكومة الجديدة بـ«التحضير لإنتاج المناخات المواتية، تمهيدا لإجراء الانتخابات الرئاسية في مواعيدها الدستورية والقانونية، بما يحول دون وقوع البلاد في الفراغ، لأن من شأن ذلك أن يشكل ضربة قاسية لنظامنا الديمقراطي، وخطوة تراجعية إلى الخلف، فضلا عن أنه سيؤدي إلى المزيد من الانكشاف السياسي والأمني».
وقال جنبلاط، في موقفه الأسبوعي، إن «التحدي الإرهابي والأمني هو بمثابة تهديد مركزي وأساسي للاستقرار والسلم الأهلي، ويتطلب من الحكومة الجديدة رفع مستوى التنسيق بين الأجهزة الأمنية لتحقيق المزيد من الإنجازات، التي تتحقق من قبل الجيش بتفكيك السيارات المفخخة المتنقلة، والتي ترمي لإشعال الفتنة وقتل المزيد من المدنيين والأبرياء».
وعدّ جنبلاط، الذي شكر الوزير وائل أبو فاعور لـ«تحركه في كل الاتجاهات، وعمل على إقناع الأفرقاء بالحكومة الجامعة، ناهيك بدوره في الاتصالات الخارجية التي ساهمت أيضا في بلورة التسوية»، أن المطلوب اليوم «السعي إلى تنظيم الخلاف السياسي، ونقله من الشارع المتوتر إلى طاولة مجلس الوزراء». وقال إنه «إذا كانت العناوين الخلافية باتت عميقة ومتجذرة، فإنه بالإمكان العمل على عدم تأجيجها وإشعالها بشكل أكبر، وذلك ممكن التحقق من خلال تهدئة الخطاب السياسي والإعلامي بانتظار تشكّل ظروف مواتية أكثر لمعالجات جذرية للقضايا المطروحة».
وفي سياق متصل، أكد رئيس كتلة حزب الله النيابية محمد رعد، في تصريح أمس، أن «البلد لا يُحكم إلا بجميع مكوناته من خلال الجلوس إلى طاولة واحدة»، مؤكدا «أننا نريد حماية المقاومة ومصالح شعبنا والحفاظ على سيادة بلدنا واستقلاله وقوته ومنعته». وشدد على «أننا سنبقى نحاجج البعض في الفريق الآخر، حتى يستفيقوا من غفلتهم.. ففي الوقت الذي نعرف فيه مواضع التباين والاختلاف معهم، إلا أننا لا نريد أن يستثمر أحد على هذه الخصومة السياسية ليشعل نار الفتنة السنية الشيعية، التي يريدها الأعداء الإقليميون والدوليون».
وكان الرئيس سلام حصد مزيدا من الدعم الخارجي من خلال اتصالات وبيانات وزيارات مهنِّئة، أبرزها للسفيرين الأميركي ديفيد هيل والبريطاني توم فليتشر. وأكد هيل استعداد بلاده «للعمل مع سلام، ومع فريق عمله لتعزيز العلاقات الثنائية، ولمساعدة لبنان في مواجهة التحديات الكثيرة أمامه»، وعدّ أن «من أبرز هذه التحديات تعزيز سياسة النأي بالنفس عن النزاع في سوريا التي يعتمدها لبنان، ووضع حد للأعمال الإرهابية والعنف، ومساعدة المجتمعات اللبنانية لاستيعاب النازحين من سوريا، وحماية الفرصة المتاحة أمام اللبنانيين لاختيار زعمائهم، كرئيس الجمهورية ومجلس النواب بشكل حر وعادل وفي الأوقات المحددة، وبالتوافق مع الدستور اللبناني».
ونقل فليتشر لسلام تهنئة نظيره البريطاني ديفيد كاميرون بمناسبة تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة. وقال: «نقر بالطبع بأنه لا يزال هناك عدد هائل من التحديات، ليس أقلها أبعاد الحرب السورية عن لبنان والاستجابة لحاجات النازحين السوريين.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.