موسكو تصف تحديد سقف نفطها عند 60 دولاراً بـ«الخطير»

الاتحاد الأوروبي يسعّر الخام الروسي أقل بـ5 دولارات عن سعر السوق

ناقلة النفط «بيجاس» ترفع العلم الروسي وتتجه نحو شاطئ كاريستوس على جزيرة إيفيا باليونان (رويترز)
ناقلة النفط «بيجاس» ترفع العلم الروسي وتتجه نحو شاطئ كاريستوس على جزيرة إيفيا باليونان (رويترز)
TT

موسكو تصف تحديد سقف نفطها عند 60 دولاراً بـ«الخطير»

ناقلة النفط «بيجاس» ترفع العلم الروسي وتتجه نحو شاطئ كاريستوس على جزيرة إيفيا باليونان (رويترز)
ناقلة النفط «بيجاس» ترفع العلم الروسي وتتجه نحو شاطئ كاريستوس على جزيرة إيفيا باليونان (رويترز)

قالت روسيا أمس (السبت)، إنها ستواصل البحث عن مشترين لنفطها رغم ما وصفته بالمحاولة «الخطيرة» من الحكومات الغربية لفرض حد أقصى لسعر صادراتها النفطية.
واتفق تحالف من الدول الغربية بقيادة دول مجموعة السبع يوم الجمعة، على وضع سقف لسعر النفط الروسي المنقول بحراً عند 60 دولاراً للبرميل، بهدف الحد من إيرادات موسكو ومن قدرتها على تمويل غزوها لأوكرانيا. وسوف يدخل الحد الأقصى على الأسعار حيز التنفيذ في الخامس من ديسمبر (كانون الأول).
وقبل الاتفاق، دعت بعض الدول الأعضاء بالاتحاد، إلى فرض حد أقصى أقل كثيراً يقترب من تكلفة الإنتاج، بتقديرات تتراوح من نحو 20 إلى 40 دولاراً للبرميل، في الوقت الذي يتداول فيه خام الأورال الروسي عند 65 دولاراً للبرميل.
وأكد ميخائيل أوليانوف، سفير روسيا لدى المنظمات الدولية في فيينا، من جديد في منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي، موقف بلاده بأنها لن تزود الدول التي تطبق الحد الأقصى للسعر بالنفط. وتابع: «بدءاً من العام الحالي، ستعيش أوروبا من دون النفط الروسي».
ونقلت وكالات أنباء رسمية عن الكرملين قوله أمس، إن روسيا «لن تقبل» فرض مجموعة السبع وحلفائها حداً أقصى لسعر النفط الروسي. ونقلت وكالة «تاس» للأنباء عن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، قوله إن موسكو استعدت لفرض الحد الأقصى للسعر وكانت تعمل على تحليل الأمر، «لن نقبل هذا السقف». وأضاف أن التحليل سيتم بسرعة وستعلن روسيا بعده كيف سترد.
وانتقدت سفارة روسيا بالولايات المتحدة في تعليق على «تليغرام»، ما قالت إنه «إعادة تشكيل» لمبادئ السوق الحرة، وأكدت أن الطلب على نفطها سيستمر رغم هذه الإجراءات.
وتابعت: «مثل هذه الخطوات ستؤدي حتماً إلى زيادة عدم اليقين وفرض تكاليف أعلى على مستهلكي المواد الخام». وأضافت: «بغض النظر عن العبث حالياً بهذه الوسيلة الخطيرة وغير المشروعة، نحن على ثقة بأن الطلب على النفط الروسي سيستمر».

وسيسمح سقف الأسعار للدول غير الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بمواصلة استيراد النفط الخام الروسي المنقول بحراً، لكنه سيمنع شركات الشحن والتأمين وإعادة التأمين من التعامل مع شحنات الخام الروسي في جميع أنحاء العالم ما لم يتم بيعها بأقل من الحد الأقصى للسعر.
من جانبها، أعلنت أوكرانيا أن الحد الأقصى لسعر النفط الروسي البالغ 60 دولاراً، مرتفع للغاية. وكتب رئيس المكتب الرئاسي الأوكراني أندريه يرماك، عبر قناته على «تليغرام»، أمس (السبت)، أنه «لتدمير اقتصاد العدو الروسي بشكل أسرع، من الضروري خفض السعر إلى 30 دولاراً للبرميل».
وفي الوقت نفسه، رحب يرماك بحقيقة أن مجموعة السبع للدول الصناعية الرائدة وأستراليا قد حددتا هذا الغطاء السعري لنقل النفط بحراً. وكتب يرماك: «نحقق دائماً هدفنا، ولا يزال يمكن تدمير الاقتصاد الروسي. وسوف تدفع روسيا نفسها الثمن وسوف تكون مسؤولة عن الجرائم».
وتطالب أوكرانيا بفرض حظر شامل على النفط الروسي، حيث تقول إن عائداته تمول الغزو الذي تشنه موسكو للبلاد.
كانت جمهورية التشيك، التي تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، قد أعلنت يوم الجمعة، أن دول الاتحاد الأوروبي توصلت إلى اتفاق لوضع حد أقصى لسعر صادرات النفط الروسية لدول أخرى، يبلغ 60 دولاراً للبرميل. وقالت رئيسة وزراء إستونيا كايا كالاس، على «تويتر»، مرحبة بالاتفاق، إن «تقييد إيرادات روسيا من الطاقة، هو أساس وقف آلة الحرب الروسية». ويرتبط الحد السعري، الذي وافق عليه سفراء دول الاتحاد الأوروبي في بروكسل يوم الجمعة، بقرار سابق لمجموعة السبع الكبرى بفرض عقوبات على صادرات النفط الروسي.
وبموجب السقف السعري، سيتم منع تقديم خدمات معينة لشحنات النفط الروسي، بما في ذلك خدمات التأمين والتمويل والمساعدات الفنية، إذا بيع هذا النفط فوق سعر 60 دولاراً للبرميل.
ويهدف وضع حد أقصى لأسعار النفط الروسي المصدر إلى تقييد الإيرادات الروسية الناجمة عن زيادات أسعار الطاقة، ومن ثم تقييد قدرة موسكو على تمويل حربها على أوكرانيا.
ويعني الحد الأقصى للأسعار تخفيف التوترات في أسواق الطاقة العالمية، وتخفيف العبء على كاهل الدول غير الأوروبية، وفق مسؤولين أوروبيين.
وأوضح دبلوماسيون أوروبيون أنه ستتم مراجعة الحد الأقصى للأسعار كل شهرين. ويجب أن يتم استخدام سعر النفط الروسي، كما هو معلن من وكالة الطاقة الدولية، كمرجع. ويجب أن يظل الحد الأقصى للأسعار أقل 5 في المائة من السعر المرجعي.
ورئيسة وزراء إستونيا كايا كالاس، التي قالت إنها شاركت بشكل مباشر في المفاوضات لتقليل الحد الأقصى لمبلغ يتفق عليه، ضغطت على الفور لتخفيض الحد الأقصى لسعر النفط الروسي، من أجل تقليص إيرادات الكرملين أكثر. وقالت كالاس في بيان، إن «كل دولار مهم. وكل دولار يتم التفاوض بشأن خفضه يعني دخلاً تقديرياً لروسيا يقل بمقدار ملياري دولار».
وللمضي قدماً في الحد الأقصى لأسعار النفط، قالت كالاس إن العمل هو التحرك الآن بشأن حزمة تاسعة من العقوبات الأوروبية على روسيا. وقال عدد من الدبلوماسيين الأوروبيين، إن المشاورات ستبدأ خلال عطلة نهاية الأسبوع الحالي.
وأيدت بالفعل دول الاتحاد الأوروبي قرار مجموعة السبع بفرض حد أقصى عالمي للنفط في إطار حزمة العقوبات الثامنة للتكتل على روسيا، والتي تمت الموافقة عليها في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
وتشكل الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا واليابان مجموعة السبع، إلى جانب كل من فرنسا وألمانيا وإيطاليا.


مقالات ذات صلة

انخفاض الصادرات يرهق الروبل الروسي

الاقتصاد انخفاض الصادرات يرهق الروبل الروسي

انخفاض الصادرات يرهق الروبل الروسي

انخفض الروبل الروسي يوم الأربعاء متأثرا بتراجع الصادرات وزيادة الواردات، بينما فشل في الاستفادة من ارتفاع أسعار النفط وسط تقلص معروض النقد الأجنبي لدى الشركات المصدرة.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
الاقتصاد موسكو تعتمد سعر خام دبي في صفقة نفط مع نيودلهي

موسكو تعتمد سعر خام دبي في صفقة نفط مع نيودلهي

قالت 3 مصادر مطلعة على الأمر إن شركة «روسنفت»، أكبر منتج للنفط في روسيا، ومؤسسة النفط الهندية، أكبر شركة تكرير في الهند، اتفقتا على استخدام سعر خام دبي القياسي في اتفاقهما الأخير لتصدير النفط الروسي إلى الهند. يأتي قرار الشركتين الحكوميتين بالتخلي عن خام برنت القياسي في إطار تحول مبيعات النفط الروسية نحو آسيا، بعد حظر أوروبا شراء النفط الروسي في أعقاب غزو أوكرانيا قبل أكثر من عام. والخامان القياسيان مقومان بالدولار، وقد وضعتهما شركة «ستاندرد اند بورز بلاتس» لبيانات الطاقة، وهي وحدة تابعة لشركة «ستاندرد اند بورز غلوبال» الأميركية، ولكن تعتمد شركات النفط الأوروبية الكبرى والتجار في الغالب على أس

«الشرق الأوسط» (نيودلهي)
الاقتصاد الطلب المحلي يحافظ على نمو نشاط المصانع في روسيا

الطلب المحلي يحافظ على نمو نشاط المصانع في روسيا

نما نشاط قطاع الصناعات التحويلية الروسي للشهر الحادي عشر على التوالي في مارس (آذار) الماضي، مدفوعاً بزيادة الإنتاج بأسرع وتيرة هذا العام، ونمو قوي لتوقعات الإنتاج مستقبلاً. وانخفض مؤشر ستاندرد آند بورز غلوبال لمديري المشتريات في مارس إلى 53.2 نقطة من 53.6 في فبراير (شباط)، لكنه ظل فوق مستوى الخمسين نقطة التي تفرق بين النمو والانكماش. ويعتمد صعود القطاع لقرابة عام على الطلب المحلي؛ إذ انخفضت طلبيات التصدير الجديدة للشهر الرابع عشر على التوالي، بينما تمضي روسيا فيما تطلق عليه «عملية عسكرية خاصة» في أوكرانيا. وذكرت ستاندرد آند بورز غلوبال في بيان: «تفاقم انخفاض الطلب من العملاء الأجانب مع انخفاض

«الشرق الأوسط» (موسكو)
الاقتصاد روسية تصور أحدث أسعار العملة المحلية مقابل نظيراتها الأجنبية على واجهة محل صيرفة بموسكو (إ.ب.أ)

الروبل يتراجع رغم نشاط صناعي روسي فائق

نما النشاط الصناعي في روسيا بأسرع وتيرة منذ مطلع 2017، في ظل نمو أسرع للطلبات الجديدة والإنتاج؛ وفقاً لبيانات مؤسسة «ستاندارد آند بورز غلوبال» يوم الأربعاء. وقد ارتفع مؤشر مديري المشتريات الذي تصدره المؤسسة إلى 53.6 نقطة في فبراير (شباط) مقارنة بـ52.6 نقطة في يناير (كانون الثاني) الماضيين. يذكر أن تسجيل قراءة أعلى من 50 يعني نمو القطاع. وارتفعت وتيرة نمو الإنتاج خلال الشهر الماضي، ويرجع ذلك إلى قلة الواردات وارتفاع الطلبات الجديدة.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
تحقيقات وقضايا بريغوجين يقدّم الطعام لبوتين في مطعم خارج موسكو عام 2011 (أ.ب)

«جيش فاغنر»... القوة الضاربة للكرملين

الفارق مذهل بين عامي 2018 و2022. في الأول وقعت مجموعة تابعة لـ«فاغنر» كانت تحاول التقدم قرب حقل نفطي في منطقة دير الزور السورية، تحت نيران أميركية كثيفة، فقتل أكثر من 200 مقاتل في الغارة. نفت موسكو وجود عسكريين روس في المنطقة، متنكرة لأفراد المجموعة.

رائد جبر (موسكو)

«السيادي» السعودي يُكمل الاستحواذ على 15 % من مطار هيثرو

صندوق الاستثمارات العامة السعودي يهدف لدعم تحقيق النمو المستدام في مطار هيثرو (أ.ب)
صندوق الاستثمارات العامة السعودي يهدف لدعم تحقيق النمو المستدام في مطار هيثرو (أ.ب)
TT

«السيادي» السعودي يُكمل الاستحواذ على 15 % من مطار هيثرو

صندوق الاستثمارات العامة السعودي يهدف لدعم تحقيق النمو المستدام في مطار هيثرو (أ.ب)
صندوق الاستثمارات العامة السعودي يهدف لدعم تحقيق النمو المستدام في مطار هيثرو (أ.ب)

أعلن صندوق الاستثمارات العامة السعودي، الخميس، اكتمال الاستحواذ على حصة تُقارب 15 في المائة في «إف جي بي توبكو»، الشركة القابضة لمطار هيثرو من «فيروفيال إس إي»، ومساهمين آخرين في «توبكو».

وبالتزامن، استحوذت شركة «أرديان» الاستثمارية الخاصة على قرابة 22.6 في المائة من «إف جي بي توبكو» من المساهمين ذاتهم عبر عملية استثمارية منفصلة.

من جانبه، عدّ تركي النويصر، نائب المحافظ ومدير الإدارة العامة للاستثمارات الدولية في الصندوق، مطار هيثرو «أحد الأصول المهمة في المملكة المتحدة ومطاراً عالمي المستوى»، مؤكداً ثقتهم بأهمية قطاع البنية التحتية، ودوره في تمكين التحول نحو الحياد الصفري.

وأكد النويصر تطلعهم إلى دعم إدارة «هيثرو»، الذي يُعدّ بوابة عالمية متميزة، في جهودها لتعزيز النمو المستدام للمطار، والحفاظ على مكانته الرائدة بين مراكز النقل الجوي الدولية.

ويتماشى استثمار «السيادي» السعودي في المطار مع استراتيجيته لتمكين القطاعات والشركات المهمة عبر الشراكة الطويلة المدى، ضمن محفظة الصندوق من الاستثمارات الدولية.