شهدت مدن الإمارات أمس (الجمعة)، احتفالات رسمية وشعبية في اليوم الوطني الـ51 الذي يصادف يوم 2 ديسمبر (كانون الأول) من كل عام، شارك فيها مؤسسات الدولة وشركات القطاع الخاص والمواطنون والمقيمون، حيث أقيمت الفعاليات الشعبية والغنائية، في الوقت الذي شارك فيه البنك المركزي بإصدار جديد لفئة ألف درهم (272 دولاراً) على هامش الاحتفالات.
السعودية أطلقت شعار معاً أبداً للمشاركة في احتفالات اليوم الوطني الإماراتي (الشرق الأوسط)
وقال الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات أمس: «الثاني من ديسمبر يوم الوطن الأغلى والأجمل، فيه أعاد زايد وإخوانه كتابة التاريخ، بقصة اتحاد الإمارات التي اختزلت كل معاني الحكمة والعزيمة، وبإذن الله ستستمر بلدنا بمنهجها الراسخ في البناء والتطوير لمرحلة جديدة من استدامة المكتسبات والارتقاء بالطموحات. كل عام والجميع بخير».
من جهته قال الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي: «إن الثاني من ديسمبر هو بداية الاتحاد، وبداية متجددة كل عام لدولة الإمارات، وبداية مرحلة قادمة تتوحد فيها الطاقات والجهود والخبرات لبناء أفضل دولة، وإسعاد شعب الاتحاد».
ونُظمت في العاصمة أبوظبي احتفالات يوم الاتحاد الـ51 بحضور الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، والشيوخ أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الإمارات، وأولياء العهود، والنواب والحكام والشيوخ.
واستوحيت الاحتفالات من التراث الثقافي لدولة الإمارات وطموحاتها للمستقبل، حيث قدم العرض لمحة عن مستقبل البلاد، واعتبر الحفل المناسبة الأضخم من بعد جائحة «كورونا».
وشهد الحفل مشاركة ألف طالبة وطالب من جنسيات مختلفة في مسيرة خاصة للأطفال، وتضمن قصصاً لرواد الأجيال المختلفة في الإمارات، وذلك من خلال رحلة بصرية سلطت الضوء على جيل الرواد، الذين قدموا مساهمات كبيرة في 6 مجالات رئيسية وهي العلوم البحرية، والبيئة، والزراعة، والفضاء، ووسائل النقل، والطاقة الشمسية.
بالإضافة إلى جوانب تتعلق بالبيئة والعادات والتقاليد الإماراتية الأصيلة، التي تشكل جزءاً مهماً من التراث المحلي، واستوحيت الهوية البصرية لعيد الاتحاد العام الحالي من حرفة السدو التقليدية في صنع النسيج.
وقدم العرض 11 قصيدة استعرضت إنجازات دولة الإمارات وقصص روادها، بالإضافة إلى مزيج من الأغاني والأهازيج الإماراتية التقليدية وإيقاعات الموسيقى العالمية.
احتفاء سعودي
وشاركت السعودية احتفالات الإمارات باليوم الوطني، من خلال ازديان شوارعها ومدنها وميادينها بأعلام دولة الإمارات احتفاءً بالمناسبة، في خطوة تعكس العلاقات بين البلدين على مستوى القيادتين والشعبين.
ويأتي الاحتفاء السعودي باليوم الوطني في الإمارات في وقت تشهد فيه العلاقات بين البلدين تطوراً استراتيجياً في إطار رؤيتهما المشتركة للارتقاء بالعلاقات الثنائية وتعزيز علاقات التعاون في مختلف المجالات تحقيقاً للمصالح الاستراتيجية المشتركة بين البلدين والشعبين، وحرصهما على دعم العمل الخليجي المشترك، وتمثل هذا التطور في تكثيف التشاور والاتصالات والزيارات المتبادلة على مستوى القمة والاتفاق على تشكيل لجنة عليا مشتركة بين البلدين لتنفيذ الرؤى الاستراتيجية لقيادة البلدين للوصول إلى آفاق أرحب وأكثر ازدهاراً وأمناً واستقراراً والتنسيق لمواجهة التحديات في المنطقة.
طفلة ترتدي ألوان علم الإمارات تشارك في الاحتفالات (أ.ف.ب)
ومن خلال عملهما المشترك والمتواصل لتوسيع مجالات التعاون في مختلف القطاعات الحيوية، تسهمان في دفع مسيرة التنمية في المنطقة نحو آفاق جديدة، ومستمرة في تطوير هذه الشراكة الاستراتيجية وفق رؤية واضحة يقودها مجلس التنسيق السعودي الإماراتي منذ إنشائه قبل 4 سنوات، الذي أشرف على إطلاق خطط تنموية ومبادرات ومشاريع نوعية لها دور جوهري في توليد ثروة من الفرص التجارية والاستثمارية والتنموية أمام قطاع الأعمال في البلدين وعلى مستوى منطقة الخليج والوطن العربي.
برج خليفة في دبي يُضاء بلون علم الإمارات احتفالاً باليوم الوطني الـ51 (الشرق الأوسط)
وتعد السعودية الشريك التجاري الأول للإمارات على مستوى الدول العربية، والثالث على المستوى العالمي، فقد نمت التجارة الخارجية غير النفطية بين الإمارات والسعودية بنسبة 92.5 في المائة خلال السنوات العشر الماضية، في الوقت الذي بلغ فيه حجم التبادل التجاري بين البلدين خلال النصف الأول من العام الحالي 65.7 مليار درهم (17.74 مليار دولار)، حسب المركز الاتحادي للتنافسية والإحصاء.
وتحتل المملكة المركز الرابع في قائمة الشركاء التجاريين للإمارات خلال السنوات العشر الماضية بقيمة تقدر بـ904.3 مليار درهم (246.1 مليار دولار) مشكّلة ما نسبته 5.6 في المائة من إجمالي التبادل التجاري للإمارات مع العالم خلال الفترة من 2012 - 2021.
ويشمل التعاون التجاري والاستثماري بين البلدين قطاعات حيوية واستراتيجية، كالابتكار، والتكنولوجيا والصناعة، والخدمات واللوجيستية، والأمن الغذائي، والسياحة، والتعدين والنفط والغاز الطبيعي، والقطاع العقاري والبناء والتشييد، وتجارة الجملة والتجزئة، والقطاع المالي والتأمين.