بوتين يرفض شروط بايدن للمحادثات حول أوكرانيا... ويتمسك بالأراضي المحتلة

يبلغ شولتس أن ضرب البنى التحتية الأوكرانية «لا مفر منه»

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أ.ب)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أ.ب)
TT

بوتين يرفض شروط بايدن للمحادثات حول أوكرانيا... ويتمسك بالأراضي المحتلة

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أ.ب)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أ.ب)

رفضت موسكو شروط الرئيس الأميركي جو بايدن لإجراء مفاوضات بشأن أوكرانيا مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وقال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، إن موسكو ليست مستعدة للدخول في محادثات إذا كان شرط واشنطن أن تغادر روسيا أوكرانيا، وطالب بيسكوف الولايات المتحدة بقبول أن تحتفظ روسيا بالأراضي الأوكرانية التي احتلتها، في حين ندد بوتين (الجمعة) بالسياسات الغربية «المدمرة» الداعمة لكييف، وقال للمستشار الألماني أولاف شولتس، إن الضربات الروسية المكثفة على البنى التحتية للطاقة في أوكرانيا، «ضرورية ولا مفر منها».
وقال المتحدث باسم الكرملين، إن الرئيس فلاديمير بوتين سوف يواصل العملية العسكرية في أوكرانيا، لكنه منفتح، في الوقت نفسه، على إجراء مفاوضات.
وجاء تصريح بيسكوف خلال مؤتمر عُقد عبر الهاتف، في رد على سؤال بشأن تصريح الرئيس الأميركي جو بايدن، عن إمكانية إجراء محادثات مع بوتين حال انسحبت روسيا من أوكرانيا.
ونقلت وكالة «بلومبرغ» للأنباء عن بيسكوف القول: «تتواصل العملية العسكرية الخاصة (في أوكرانيا)، ولكن في نفس الوقت من المهم أيضاً التأكيد أن الرئيس بوتين كان، ولا يزال، منفتحاً للتواصل من أجل إجراء مفاوضات».
وأضاف: «بالطبع أفضل في سبيل تحقيق مصالحنا أن يكون من خلال الوسائل الدبلوماسية».
https://twitter.com/aawsat_News/status/1598726974415208448
وكان الرئيس الأميركي بايدن، قال إنه سوف يتحدث مع نظيره الروسي بشأن الحرب في أوكرانيا إذا ما كان بوتين جاداً بشأن إنهاء الغزو، بعدما اكتفى بالقول سابقاً إنه يمكن لقادة أوكرانيا أن يقرروا متى يجرون محادثات سلام.
وقال بايدن، الخميس، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون: «أنا مستعد للتحدث مع السيد بوتين إذا كان لديه اهتمام بالبحث عن وسيلة لإنهاء الحرب».
وأفاد الكرملين، في بيان صدر بعد مكالمة هاتفية بين بوتين وشولتس هي الأولى منذ منتصف سبتمبر (أيلول): «تمت الإشارة إلى أن القوات المسلحة الروسية تفادت لفترة طويلة الضربات الصاروخية العالية الدقة على بعض الأهداف في أوكرانيا، لكن هذه التدابير باتت ضرورية ولا مفر منها بمواجهة هجمات كييف الاستفزازية».
وقال الكرملين، في بيان (الجمعة)، إن «الرئيس الروسي دعا الجانب الألماني إلى إعادة النظر في مقارباته في سياق الأحداث الأوكرانية».
وجرت المكالمة الهاتفية بين بوتين وشولتس بمبادرة من الجانب الألماني.
وجاء في البيان: «تم لفت الانتباه إلى الخط المدمر للدول الغربية، بما في ذلك ألمانيا التي تزود نظام كييف بالأسلحة وتدرب الجيش الأوكراني».
وشدد بوتين على أن الضربات الروسية على أهداف في أوكرانيا كانت رد روسيا الحتمي على استفزازات كييف، بما في ذلك الهجوم الإرهابي على جسر القرم.
وأشار الرئيس الروسي إلى أن القوات المسلحة الروسية امتنعت منذ فترة طويلة عن شن ضربات صاروخية موجهة ضد أهداف معينة على أراضي أوكرانيا، ولكن هذه الإجراءات أصبحت الآن رداً قسرياً وحتمياً على الهجمات الاستفزازية التي تشنها كييف على البنية التحتية المدنية الروسية، بما في ذلك جسر القرم ومنشآت الطاقة الروسية.
ونوّه الرئيس الروسي إلى أن حادث تخريب أنابيب خط «نورد ستريم» يجب أن يخضع لتحقيق تشترك فيه الكيانات الروسية المختصة. وأوضح بوتين: «العمل الإرهابي ضد خطوط أنابيب الغاز (نورد ستريم 1) و(نورد ستريم 2) تتطلب ظروفه إجراء تحقيق شفاف بمشاركة الهياكل المتخصصة الروسية».
كما ناقش الطرفان «صفقة الحبوب»، وشددا على ضرورة تنفيذها بعناية مع إزالة الحواجز أمام الشحنات والإمدادات الروسية.
https://twitter.com/aawsat_News/status/1598689462342791168
وينظر المحللون إلى أن استمرار الحرب الروسية على أوكرانيا قد يدفع لحدوث انشقاقات في الوحدة الأوروبية - الأميركية التي يحرص بايدن على التمسك بها.
وقد وضع كل طرف شروطه لرؤية مسار دبلوماسي تفاوضي؛ إذ تصر واشنطن على الانسحاب الروسي الكامل من أوكرانيا ومحاسبة المسؤولين عن ارتكاب جرائم حرب.
وكان الرئيس زيلينسكي قد قال في وقت سابق، إنه منفتح على «محادثات سلام حقيقية» مع روسيا، ووضع شروطاً لإجراء المحادثات تتضمن إعادة السيطرة الأوكرانية على أراضيها، وتعويض كييف عن غزو موسكو، وتقديم مرتكبي جرائم الحرب إلى العدالة.
وفي المقابل، تضع موسكو شروطها الخاصة بالاعتراف بسيطرتها على الأراضي الأوكرانية التي استولت عليها في منطقتي زابوريجيا وخيرسون في الجنوب، بالإضافة إلى لوهانسك ودونيتسك.
وقال بوتين، إنه لا يشعر بأي ندم على ما يسميه «العملية العسكرية الخاصة» لروسيا ضد أوكرانيا، ووصفها بأنها لحظة فاصلة مع وقوف روسيا في وجه الهيمنة الغربية المتغطرسة بعد عقود من الإذلال في السنوات التي تلت سقوط الاتحاد السوفياتي عام 1991.
وفي حديثه للصحافيين، قال بيسكوف: «إن الولايات المتحدة لا تعترف بالأراضي الجديدة كجزء من الاتحاد الروسي، مما يعقد بشكل كبير البحث عن أسباب محتملة للنقاش المتبادل».
https://twitter.com/aawsat_News/status/1598405321717940232
وتصر روسيا على أن رفض الغرب الاعتراف بضم تلك الأراضي هو العائق أمام إجراء محادثات سلام والتوصل إلى حل وسط محتمل.
وذهبت تحليلات الخبراء والدبلوماسيين إلى أن الجانبين، الأوكراني والروسي، يعتقدان أنهما قادران على الانتصار؛ فالجانب الروسي مستمر في حملة لاستهداف البنية التحية المدنية في أوكرانيا، وضرب شبكات الطاقة الأوكرانية بالصواريخ، وتعتقد موسكو أيضاً أن بإمكانها إضعاف كييف وتقويض الدعم الغربي لأوكرانيا مع حلول فصل الشتاء.
وأفاد الموقع الإلكتروني للحكومة الألمانية، بأن برلين تستعد لتسليم 7 دبابات من طراز «جيبارد» لأوكرانيا، لتضاف إلى 30 دبابة للدفاع الجوي تُستخدم بالفعل لمحاربة الجيش الروسي.
وذكرت مجلة «دير شبيغل»، التي كانت أول من أورد عدد الدبابات الإضافية التي كان من المقرر في البداية تكهينها، أنها ستصل إلى أوكرانيا في ربيع عام 2023. وأضافت المجلة أن إرسال الدبابات السبع، التي تخضع حالياً لعملية إصلاح لدى شركة تصنيع الأسلحة «كراوس مافاي فيجمان»، ومقرها ميونيخ، يهدف لمساعدة أوكرانيا في حماية مدنها وبنيتها التحتية من القصف الروسي.
ولم تذكر الحكومة متى تعتزم تسليم الدبابات، التي قالت إنها جاءت من مخازن الشركات المصنعة.
وأوضحت «دير شبيغل»، أن الحكومة تعتزم إرسال المزيد من الذخيرة لدبابات «جيبارد» مع الدبابات الإضافية. وينطوي توريد هذه الذخيرة على إشكالية؛ لأن سويسرا التي تمتلك مخزوناً من الذخيرة، ترفض توريدها، وتؤكد على وضعها المحايد.


مقالات ذات صلة

ألمانيا تسحب قواتها من مالي... وتؤكد أنها «باقية»

العالم ألمانيا تسحب قواتها من مالي... وتؤكد أنها «باقية»

ألمانيا تسحب قواتها من مالي... وتؤكد أنها «باقية»

عشية بدء المستشار الألماني أولاف شولتس زيارة رسمية إلى أفريقيا، هي الثانية له منذ تسلمه مهامه، أعلنت الحكومة الألمانية رسمياً إنهاء مهمة الجيش الألماني في مالي بعد 11 عاماً من انتشاره في الدولة الأفريقية ضمن قوات حفظ السلام الأممية. وعلى الرغم من ذلك، فإن الحكومة الألمانية شددت على أنها ستبقى «فاعلة» في أفريقيا، وملتزمة بدعم الأمن في القارة، وهي الرسالة التي يحملها شولتس معه إلى إثيوبيا وكينيا.

راغدة بهنام (برلين)
العالم ألمانيا لتعزيز حضورها في شرق أفريقيا

ألمانيا لتعزيز حضورها في شرق أفريقيا

منذ إعلانها استراتيجية جديدة تجاه أفريقيا، العام الماضي، كثفت برلين نشاطها في القارة غرباً وجنوباً، فيما تتجه البوصلة الآن شرقاً، عبر جولة على المستوى الأعلى رسمياً، حين يبدأ المستشار الألماني أولاف شولتس، الخميس، جولة إلى منطقة القرن الأفريقي تضم دولتي إثيوبيا وكينيا. وتعد جولة المستشار الألماني الثانية له في القارة الأفريقية، منذ توليه منصبه في ديسمبر (كانون الأول) عام 2021. وقال مسؤولون بالحكومة الألمانية في إفادة صحافية، إن شولتس سيلتقي في إثيوبيا رئيس الوزراء آبي أحمد والزعيم المؤقت لإقليم تيغراي غيتاتشو رضا؛ لمناقشة التقدم المحرز في ضمان السلام بعد حرب استمرت عامين، وأسفرت عن مقتل عشرات

العالم ألمانيا تشن حملة أمنية كبيرة ضد مافيا إيطالية

ألمانيا تشن حملة أمنية كبيرة ضد مافيا إيطالية

في عملية واسعة النطاق شملت عدة ولايات ألمانية، شنت الشرطة الألمانية حملة أمنية ضد أعضاء مافيا إيطالية، اليوم (الأربعاء)، وفقاً لوكالة الأنباء الألمانية. وأعلنت السلطات الألمانية أن الحملة استهدفت أعضاء المافيا الإيطالية «ندرانجيتا». وكانت السلطات المشاركة في الحملة هي مكاتب الادعاء العام في مدن في دوسلدورف وكوبلنتس وزاربروكن وميونيخ، وكذلك مكاتب الشرطة الجنائية الإقليمية في ولايات بافاريا وشمال الراين - ويستفاليا وراينلاند – بفالتس وزارلاند.

«الشرق الأوسط» (برلين)
الرياضة مدير دورتموند: لن أخوض في نقاش ضربة الجزاء غير المحتسبة أمام بوخوم

مدير دورتموند: لن أخوض في نقاش ضربة الجزاء غير المحتسبة أمام بوخوم

لا يرغب هانز يواخيم فاتسكه، المدير الإداري لنادي بوروسيا دورتموند، في تأجيج النقاش حول عدم حصول فريقه على ركلة جزاء محتملة خلال تعادله 1 - 1 مع مضيفه بوخوم أول من أمس الجمعة في بطولة الدوري الألماني لكرة القدم. وصرح فاتسكه لوكالة الأنباء الألمانية اليوم الأحد: «نتقبل الأمر.

«الشرق الأوسط» (ميونيخ)
شؤون إقليمية الاتحاد الأوروبي يطالب طهران بإلغاء عقوبة الإعدام بحق مواطن ألماني - إيراني

الاتحاد الأوروبي يطالب طهران بإلغاء عقوبة الإعدام بحق مواطن ألماني - إيراني

قال الاتحاد الأوروبي إنه «يدين بشدة» قرار القضاء الإيراني فرض عقوبة الإعدام بحق المواطن الألماني - الإيراني السجين جمشيد شارمهد، وفقاً لوكالة «الأنباء الألمانية». وأيدت المحكمة العليا الإيرانية يوم الأربعاء حكم الإعدام الصادر بحق شارمهد.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)

ترمب يدافع عن إنجازات «عامه الذهبي» وسط تراجع شعبيته

الرئيس دونالد ترمب يلقي خطاباً من الغرفة الدبلوماسية بالبيت الأبيض في واشنطن العاصمة الأربعاء (رويترز)
الرئيس دونالد ترمب يلقي خطاباً من الغرفة الدبلوماسية بالبيت الأبيض في واشنطن العاصمة الأربعاء (رويترز)
TT

ترمب يدافع عن إنجازات «عامه الذهبي» وسط تراجع شعبيته

الرئيس دونالد ترمب يلقي خطاباً من الغرفة الدبلوماسية بالبيت الأبيض في واشنطن العاصمة الأربعاء (رويترز)
الرئيس دونالد ترمب يلقي خطاباً من الغرفة الدبلوماسية بالبيت الأبيض في واشنطن العاصمة الأربعاء (رويترز)

دافع الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن إنجازات عامه الأول في الولاية الثانية، وأهدافه خلال السنوات الثلاث المقبلة، ووعد في خطاب نادر، الأربعاء، من الغرفة الدبلوماسية بالبيت الأبيض، بازدهار اقتصادي لم يشهد العالم مثله من قبل، مُلقياً باللوم على سلفه جو بايدن، في مشكلات الأسعار والتضخم.

وركز الخطاب، الذي استمر نحو 20 دقيقة، على الهجرة والجريمة بوصفهما من التهديدات لـ«الهوية الأميركية التقليدية»، مع إشارات إلى إنهاء «الحروب الأبدية»، في محاولة واضحة لتعبئة القاعدة المحافظة قبل انتخابات التجديد النصفي عام 2026.

لكنَّ الخطاب الذي وُصف بانه كان أقرب إلى تجمع انتخابي، جاء وسط تراجع حاد لشعبيته في استطلاعات الرأي، خصوصاً الرضا الاقتصادي الذي انخفض إلى 36 في المائة وفق استطلاع «ماريست، والإذاعة الوطنية الأميركية»، مما أثار انتقادات ديمقراطية حادة ودفاعاً جمهورياً متحفظاً.

وهاجم ترمب سلفه بايدن مراراً خلال الخطاب وحمَّله مسؤولية ارتفاع التضخم الذي وصفه بأنه كان الأسوأ منذ 48 عاماً وأدى إلى ارتفاع الأسعار، وألقى باللوم على عاتق الرئيس الديمقراطي السابق في تفاقم أزمة المهاجرين غير الشرعيين، واصفاً بايدن بأنه سمح بغزو الحدود لأكثر من 25 مليون مهاجر جاءوا من السجون والمصحات النفسية والعقلية.

وعود بعصر ذهبي

وقال ترمب بنبرة غاضبة: «لقد ورثت فوضى قبل أحد عشر شهراً، وأنا أُصلحها، لقد ورثنا أسوأ حدود في العالم، وسرعان ما حولناها إلى أقوى حدود في تاريخ بلدنا. نحن نقوم بترحيل المجرمين، ونعيد الأمن إلى أخطر مدننا». وأكد ترمب أنه يعمل على خفض الأسعار التي تسببت إدارة بايدن في ارتفاعها واعداً بزيادة الأجور بنسبة أسرع من معدلات التضخم وجذب استثمارات قياسية بقيمة 18 تريليون دولار بفضل الرسوم الجمركية التي فرضها منذ أبريل (نيسان) الماضي، وإعادة الشركات والمصانع إلى الولايات المتحدة.

وتباهى ترمب بإنجازاته في إنهاء 8 حروب في العالم خلال الشهور العشرة الأولى من ولايته، وشدد على نجاحه في تدمير التهديد النووي الإيراني وتحقيق سلام في الشرق الأوسط لأول مرة منذ ثلاثة آلاف عام، وإعادة الرهائن من غزة، لكن لم يتطرق ترمب إلى الوضع في فنزويلا في أعقاب إعلانه فرض حصار على ناقلات النفط الفنزويلي، مشدداً على أنه صانع سلام.

ووصف ترمب عام 2025 بأنه عام «نجاح هائل» وازدهار اقتصادي لم يشهد العالم مثله، ووعد بتخفيضات ضريبية قياسية قال إنها ستكون الأكبر في التاريخ، وبخفض أسعار الدواء وتكلفة الرعاية الصحية وفواتير الطاقة، كما أعلن توزيع مكافآت بمبلغ 1776 دولاراً على نحو 1.4 مليون جندي من أفراد الجيش، وتعهَّد بتعيين رئيس جديد لـ«الاحتياطي الفيدرالي»، وتنفيذ سياسات إسكان قوية مشيراً إلى أن تدفق المهاجرين غير الشرعيين كان السبب في ارتفاع الإيجارات وسرقة الوظائف.

رئيس مجلس النواب الأميركي مايك جونسون (جمهوري من ولاية لويزيانا) يتحدث إلى أعضاء وسائل الإعلام (أ.ف.ب)

دعم جمهوري مع مخاوف انتخابية

دعم الجمهوريون الخطاب، لكن بتحفظ، وقال السيناتور ليندسي غراهام: «إنه خطاب رائع يُذكِّرنا بالإنجازات التاريخية التي تحققت من إغلاق الحدود إلى خفض الأسعار، والرئيس ترمب ينجز ما وعد به». وأضاف معترفاً بمستويات التضخم المرتفعة: «يجب التركيز أكثر على التضخم اليومي لإقناع المستقلين».

وأشار مايك جونسون، رئيس مجلس النواب، إلى أن «الرئيس قدم رؤية قوية لأميركا أولاً، وإنجازاته في حماية الحدود وخفض الأسعار تتحدث عن نفسها، وسنبني عليها في عام 2026»، وقال لشبكة «فوكس نيوز»: «إن الناخبين يرون هذا التقدم الاقتصادي رغم محاولات الإعلام تشويه ذلك».

فيما أعرب بعض الجمهوريين عن قلقهم مثل النائب دون بيكون (عن نبراسكا) الذي أشار إلى أنه «يجب التركيز أكثر على التضخم، لأن الناخبين قلقون من ارتفاع الفواتير، ونحتاج إلى خطط فورية أكثر». كما أشار المحلل الجمهوري كارل روف لشبكة «فوكس نيوز» إلى أن «خطاب ترمب كان جيداً للقاعدة المناصرة له وتعبئة المحافظين، لكنه يحتاج إلى إقناع المستقلين». ودافع مستشار ترمب السابق ستيف بانون، عن الرئيس قائلاً: «الرئيس ترمب يقاتل وحده ضد الإعلام الكاذب، والخطاب أظهر قائداً حقيقياً يعيد الهوية الأميركية».

زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ الأميركي السيناتور تشاك شومر (ديمقراطي من نيويورك) يتحدث خلال مؤتمر صحافي في مبنى الكابيتول الأميركي (أ.ف.ب)

انتقادات الديمقراطيين: كذب وتهرب

هاجم الديمقراطيون الخطاب بشدة، وقال السيناتور تشاك شومر، زعيم الأقلية بمجلس الشيوخ، في بيان: «لقد أظهر خطاب الرئيس ترمب أنه يعيش في فقاعة منفصلة تماماً عن الواقع الذي يراه ويشعر به الأميركيون العاديون»، مضيفاً: «الناس يشعرون بضغوط متزايدة يوماً بعد يوم، والرئيس دونالد ترمب يحتفل في خطابه بنصر وهمي». وشدد شومر على أنه خطاب مليء بالأكاذيب.

وقالت النائبة ألكساندريا أوكاسيو-كورتيز: «الرئيس ترمب يتهرب من مسؤوليته عن التضخم والجريمة، هذه ليست قيادة بل محاولة إلهاء عن فشله»، وأضافت في تصريحات لشبكة «إن إس إم بي سي» أن ادعاء ترمب إغلاق الحدود بنسبة 100 في المائة كذب، والأسعار لا تنخفض كما يقول».

وقالت السيناتورة إليزابيث وارن: «ترمب يلوم الآخرين بدلاً من حل المشكلات»، وأضافت: «هذا خطاب يائس لأن الاستطلاعات تُظهر فشله الاقتصادي». وأشار جيمس كارفيل، المحلل الديمقراطي لشبكة «سي إن إن»: «إن شعبية ترمب تنهار، والتجديد النصفي سيكون كارثة للجمهوريين».


بعضها كتبه ترمب بنفسه... تعليقات ساخرة من صور رؤساء أميركيين بالبيت الأبيض

اللوحات الجديدة التي تم تعليقها أسفل صور الرؤساء (أ.ب)
اللوحات الجديدة التي تم تعليقها أسفل صور الرؤساء (أ.ب)
TT

بعضها كتبه ترمب بنفسه... تعليقات ساخرة من صور رؤساء أميركيين بالبيت الأبيض

اللوحات الجديدة التي تم تعليقها أسفل صور الرؤساء (أ.ب)
اللوحات الجديدة التي تم تعليقها أسفل صور الرؤساء (أ.ب)

وضعت إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، لوحات جديدة أسفل صور الرؤساء السابقين في «ممشى المشاهير الرئاسي» بالبيت الأبيض، تحتوي على تعليقات تسخر من الرؤساء السابقين جو بايدن وباراك أوباما وجورج دبليو بوش وتهاجمهم.

وبحسب شبكة «سكاي نيوز» البريطانية، فمن بين هذه اللوحات، التي يبدو أن ترمب نفسه هو من كتبها، لوحة عن جو بايدن كُتب عليها: «كان (جو النائم)، دون شك، أسوأ رئيس في تاريخ أميركا».

اللوحة الخاصة بالرئيس السابق جو بايدن (رويترز)

كما ذكرت اللوحة أن الانتخابات التي فاز بها بايدن كانت «الأكثر فساداً على الإطلاق»، وأنه استخدم «التوقيع الآلي بشكل غير مسبوق».

ويضم «ممشى المشاهير الرئاسي» صورة أو لوحة لكل رئيس أميركي سابق، باستثناء بايدن، الذي استُبدلت بصورته صورة «قلم توقيع آلي»، وهو جهاز استخدمه الرئيس السابق لتوقيع أوامر مهمة، بما في ذلك قرارات العفو.

صورة «قلم آلي» وضعت بدلاً من صورة بايدن في ممشى المشاهير الرئاسي (أ.ب)

وزعم ترمب مراراً وتكراراً أن بايدن لم يكن بكامل قواه العقلية في نهاية ولايته الرئاسية، وأن موظفيه اتخذوا قرارات نيابةً عنه، مستخدمين القلم الآلي للتوقيع عليها دون علمه.

وتشير لوحة أخرى إلى «باراك حسين أوباما» بوصفه «من أكثر الشخصيات السياسية إثارةً للجدل في التاريخ الأميركي».

اللوحة الخاصة بالرئيس الأسبق باراك أوباما (رويترز)

أما اللوحة الموجودة أسفل صورة بيل كلينتون، فقد جاء فيها أنه «في عام 2016، خسرت هيلاري كلينتون، زوجة الرئيس كلينتون، الرئاسة أمام الرئيس دونالد ترمب!».

حتى جورج دبليو بوش، وهو جمهوري مثله - وإن لم يكن من مؤيدي ترمب – فلم يسلم من الانتقاد، إذ كُتب على لوحته أن الرئيس الأسبق «أشعل حربين في أفغانستان والعراق، وكلتاهما كان ينبغي ألا تحدث».

اللوحة الخاصة بالرئيس الأسبق جورج دبليو بوش (رويترز)

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، إن اللوحات كانت «وصفاً بليغاً» لإرث كل رئيس.

وأضافت: «تمت كتابة كثير منها مباشرة من قبل الرئيس نفسه».


وقع يناير الماضي... الحكومة الأميركية تقر بمسؤوليتها في حادث تصادم جوي في واشنطن

طائرة هليكوبتر تحلق بالقرب من موقع تحطم طائرة الخطوط الجوية الأميركية على نهر بوتوماك بعد تحطم الطائرة في أثناء اقترابها من مطار ريغان الوطني يناير الماضي (أ.ف.ب)
طائرة هليكوبتر تحلق بالقرب من موقع تحطم طائرة الخطوط الجوية الأميركية على نهر بوتوماك بعد تحطم الطائرة في أثناء اقترابها من مطار ريغان الوطني يناير الماضي (أ.ف.ب)
TT

وقع يناير الماضي... الحكومة الأميركية تقر بمسؤوليتها في حادث تصادم جوي في واشنطن

طائرة هليكوبتر تحلق بالقرب من موقع تحطم طائرة الخطوط الجوية الأميركية على نهر بوتوماك بعد تحطم الطائرة في أثناء اقترابها من مطار ريغان الوطني يناير الماضي (أ.ف.ب)
طائرة هليكوبتر تحلق بالقرب من موقع تحطم طائرة الخطوط الجوية الأميركية على نهر بوتوماك بعد تحطم الطائرة في أثناء اقترابها من مطار ريغان الوطني يناير الماضي (أ.ف.ب)

أقرت الحكومة الأميركية بمسؤوليتها عن حادث التصادم الجوي المميت بين طائرة ركاب ومروحية عسكرية في واشنطن في يناير (كانون الثاني) الماضي، مشيرة إلى إهمال من جانب الطيارين العسكريين ومراقبي الحركة الجوية، وذلك وفق وثيقة قضائية نُشرت الأربعاء.

وقدّم وزير العدل الوثيقة المؤلفة من 209 صفحات والتي اطلعت عليها «وكالة الصحافة الفرنسية»، كجزء من الدعوى المدنية التي رفعتها عائلة إحدى الضحايا.

وجاء في الوثيقة أن «الولايات المتحدة تقر بأنها كانت ملزمة بحماية المدعين، وهو واجب لم تفِ به، مما تسبب لاحقاً في هذا الحادث المأساوي».

ووقع التصادم الذي أسفر عن مقتل 67 شخصاً في 29 يناير بالقرب من مطار رونالد ريغان الوطني في واشنطن، بين مروحية عسكرية من طراز سيكورسكي بلاك هوك كانت في رحلة تدريبية، وطائرة من طراز بومباردييه «سي أر جي 700» تابعة لشركة تابعة لشركة الخطوط الجوية الأميركية.

وتحطمت الطائرتان في مياه نهر بوتوماك المتجمدة.

هذه أسوأ كارثة جوية في الولايات المتحدة منذ تحطم طائرة ركاب بعد وقت قصير من إقلاعها في نيويورك في نوفمبر (تشرين الثاني) 2001.

وقالت الحكومة في الوثائق القضائية إن خطر «التصادم الجوي لا يمكن استبعاده تماماً» في المجال الجوي لمطار رونالد ريغان الوطني في واشنطن، الواقع في قلب منطقة العاصمة واشنطن والذي تحلق فوقه أعداد كبيرة من المروحيات.

وأقرت الحكومة بتقصير الطيارين العسكريين في «الحفاظ على يقظتهم لرؤية وتجنب أي طائرات أخرى»، مما أسهَم في وقوع الحادث.

وتشير الوثيقة أيضاً إلى مخالفات ارتكبها مراقبو الحركة الجوية للقواعد المعمول بها في هذا المجال.

وكشفت النتائج الأولية للتحقيق الذي أجراه المجلس الوطني لسلامة النقل الأميركي (NTSB) عن وجود تباينات في قراءات الارتفاع التي عرضتها أجهزة المروحية المختلفة، بالإضافة إلى صعوبات في التواصل بين المروحية وعناصر مراقبة الحركة الجوية والطائرة المدنية.