أوكرانيا: روسيا تسحب قواتها من خطوط جبهة خيرسون على نهر دنيبرو

دبابة أوكرانية قريبة من خط النار الفاصل على ضفة نهر دنيبرو المقابلة لمدينة خيرسون (إ.ب.أ)
دبابة أوكرانية قريبة من خط النار الفاصل على ضفة نهر دنيبرو المقابلة لمدينة خيرسون (إ.ب.أ)
TT

أوكرانيا: روسيا تسحب قواتها من خطوط جبهة خيرسون على نهر دنيبرو

دبابة أوكرانية قريبة من خط النار الفاصل على ضفة نهر دنيبرو المقابلة لمدينة خيرسون (إ.ب.أ)
دبابة أوكرانية قريبة من خط النار الفاصل على ضفة نهر دنيبرو المقابلة لمدينة خيرسون (إ.ب.أ)

سحبت روسيا بعض قواتها التي كانت موجودة على ضفة نهر دنيبرو المقابلة لمدينة خيرسون، وذلك في أول تقرير رسمي أوكراني عن انسحاب روسي لما أصبح الآن خط المواجهة الرئيسي في الجنوب، وتزامن ذلك مع تصريحات لكييف بأن طائراتها شنت 21 هجوما على مواقع روسية في مناطق متفرقة على طول الجبهة الشرقية. ومنذ أن تخلت روسيا عن خيرسون الشهر الماضي، بعد تسعة أشهر من بداية الحرب أصبح النهر يشكل الآن الجزء الجنوبي الكامل للجبهة.
لكن لم يذكر البيان سوى تفاصيل محدودة ولم يتطرق إلى عبور أي قوات أوكرانية لنهر دنيبرو. وشدد مسؤولون أوكرانيون على أن روسيا كثفت القصف عبر النهر، مما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي مجددا في خيرسون، حيث لم تبدأ استعادة الكهرباء إلا بعد قرابة ثلاثة أسابيع من إخلاء القوات الروسية للمدينة والفرار إلى الضفة الأخرى من النهر.
وطلبت روسيا بالفعل من المدنيين إخلاء البلدات الواقعة على بعد 15 كيلومترا من النهر، وسحبت إدارتها المدنية من نوفا كاخوفسكا على ضفة النهر. وقال مسؤولون أوكرانيون في وقت سابق إن روسيا سحبت بعض المدفعية قرب النهر إلى مواقع أبعد أكثر أمانا، لكن حتى الآن لم يصلوا إلى حد القول بأن القوات الروسية تنسحب من البلدات. وقال الجيش: «لوحظ انخفاض في عدد الجنود الروس والمعدات العسكرية في بلدة أوليشكي»، مشيرا إلى البلدة المقابلة لمدينة خيرسون على الجانب البعيد من الجسر المدمر فوق دنيبرو. وأضاف «سحب العدو قواته من بلدات معينة في مقاطعة خيرسون وتم نشرها في مناطق غابات على طول هذا الجزء من طريق أوليشكي - هولا بريستان السريع»، مشيرا إلى مسافة يبلغ طولها 25 كيلومترا من الطريق عبر المدن المطلة على النهر والمنتشرة في الغابات على الضفة المقابلة لمدينة خيرسون. وأردف، كما نقلت عنه «رويترز»، أن معظم القوات الروسية في المنطقة تم حشدها في الآونة الأخيرة من جنود الاحتياط، موضحا أن القوات الروسية المحترفة عالية التدريب غادرت المنطقة بالفعل.
شنت الطائرات الأوكرانية 17 هجوما الأربعاء على مناطق تمركز أفراد عسكريين وأسلحة ومعدات روسية، بالإضافة إلى أربع هجمات على مواقع لأنظمة صواريخ مضادة للطائرات، وفقا لما أعلنته هيئة أركان القوات المسلحة الأوكرانية في منشور على موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي. وذكرت وكالة الأنباء الأوكرانية أن هيئة أركان القوات المسلحة الأوكرانية قالت في المنشور: «العدو مستمر في العدوان المسلح ضد دولتنا. لا يتوقف عن استهداف البنية التحتية المدنية، وانتهاك أعراف قانون الإنسانية الدولية والقوانين. هو يركز جهوده الرئيسية على شن هجمات على محوري باخموت وأفديفكا». وكان مكتب الادعاء العام الأوكراني قد قال عبر تطبيق تليغرام إنه تم تسجيل 68 ألفا و961 جريمة متعلقة بالهجوم الروسي على أوكرانيا.
وصدرت إنذارات بشأن الغارات الجوية في جميع أنحاء أوكرانيا أمس الخميس بعد تحذيرات من مسؤولين أوكرانيين من أن روسيا تستعد لموجة جديدة من الضربات بالصواريخ والطائرات المسيرة. وكتبت خدمة الحدود في البلاد على تطبيق المراسلة تليغرام «إنذار شامل من الغارات الجوية في أوكرانيا. اذهبوا إلى الملاجئ».
تدخل حرب أوكرانيا مرحلة جديدة لا هوادة فيها مع بداية أول شتاء منذ الغزو الروسي في 24 فبراير (شباط). وبعد انسحابها من الجنوب في نوفمبر (تشرين الثاني)، ركزت موسكو قوتها النارية على جزء من خط القتال الأمامي في الشرق قرب مدينة باخموت، حيث يُعتقد أن مئات الجنود يموتون يوميا في بعض من أشرس المعارك وأكثرها دموية في الصراع. ولم يعلن أي من الجانبين عن مكاسب تذكر فيما يتعلق بالسيطرة على أراض جديدة. وأفادت القوات المسلحة الأوكرانية بأن عددا من المدن على خطوط القتال الأمامية بالمنطقة يتعرض لقصف شديد. وقال الرئيس فولوديمير زيلينسكي في خطاب بثه التلفزيون الليلة الماضية: «نحلل نيات المحتلين ونُعد إجراءات مضادة، إجراءات مضادة أشد مما هو عليه الحال الآن». وذكر دينيس بوشيلين، رئيس الإدارة التي عينتها روسيا في المناطق المحتلة من إقليم دونيتسك، أن من المتوقع حدوث تبادل للأسرى في وقت لاحق من اليوم الخميس بحيث يُطلق كل جانب سراح 50 أسيرا. ولا تجرى محادثات سياسية حاليا لإنهاء الحرب التي شنتها روسيا ووصفتها بأنها «عملية عسكرية خاصة» هدفها نزع سلاح جارتها والقضاء على القادة الذين تصنفهم قوميين خطرين. وتصف كييف والغرب الحرب بأنها استيلاء على الأرض بطريقة استعمارية مما أسفر عن مقتل عشرات الآلاف من المدنيين الأوكرانيين والجنود من كلا الجانبين. وتشن روسيا أيضا منذ أوائل أكتوبر (تشرين الأول) هجمات ضخمة بصواريخ وطائرات مسيرة كل أسبوع تقريبا في جميع أنحاء أوكرانيا لتعطيل إمدادات الطاقة والمياه والتدفئة. وتقول كييف والغرب إن هذه الهجمات تهدف إلى إلحاق الضرر بالمدنيين، وهو ما يشكل جريمة حرب.


مقالات ذات صلة

مسيّرات أوكرانية تهاجم منشأة لتخزين الوقود في وسط روسيا

أوروبا جنود أوكرانيون يستعدون لتحميل قذيفة في مدفع هاوتزر ذاتي الحركة عيار 122 ملم في دونيتسك أول من أمس (إ.ب.أ)

مسيّرات أوكرانية تهاجم منشأة لتخزين الوقود في وسط روسيا

هاجمت طائرات مسيرة أوكرانية منشأة للبنية التحتية لتخزين الوقود في منطقة أوريول بوسط روسيا.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (قناته عبر «تلغرام»)

زيلينسكي يدعو إلى  تحرك غربي ضد روسيا بعد الهجمات الأخيرة

دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الغرب إلى التحرك في أعقاب هجوم صاروخي جديد وهجوم بالمسيرات شنتهما روسيا على بلاده

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف (د.ب.أ)

الكرملين: التصريح الأخير لترمب بشأن أوكرانيا «يتماشى تماماً» مع الموقف الروسي

نوّه الكرملين الجمعة بالتصريح الأخير لدونالد ترمب الذي اعترض فيه على استخدام أوكرانيا صواريخ أميركية لاستهداف مناطق روسية.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا القوات الأوكرانية تقصف مواقع روسية على خط المواجهة في منطقة خاركيف (أ.ب)

مسؤول كبير: أوكرانيا ليست مستعدة لإجراء محادثات مع روسيا

كشف أندريه يرماك رئيس مكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في مقابلة أذيعت في وقت متأخر من مساء أمس (الخميس) إن كييف ليست مستعدة بعد لبدء محادثات مع روسيا.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا عسكري أوكراني يحتمي أمام مبنى محترق تعرَّض لغارة جوية روسية في أفدييفكا (أ.ب)

قتال عنيف... القوات الروسية تقترب من مدينة رئيسية شرق أوكرانيا

أعلنت القيادة العسكرية في أوكرانيا أن هناك قتالاً «عنيفاً للغاية» يجري في محيط مدينة باكروفسك شرق أوكرانيا، التي تُعدّ نقطة استراتيجية.

«الشرق الأوسط» (كييف)

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.