فيما أعلنت إدارة المنتخب السعودي نجاح العملية الجراحية التي أجراها اللاعب ياسر الشهراني في عظام الوجه كمرحلة ثانية من التدخل الجراحي بمدينة الملك عبد العزيز الطبية في الحرس الوطني بالعاصمة الرياض، سمح الفرنسي رينارد للقائد سلمان الفرج بمغادرة مقر الأخضر بناء على التقارير الطبية التي أكدت عدم إمكانية خوضه المهمة المونديالية مع زملائه اللاعبين.
وكانت إدارة الأخضر السعودي أكدت أن العملية الجراحية أجريت للشهراني عقب استقرار حالته الصحية وفقاً للخطة الطبية المقررة من قبل الفريق الطبي المختص بالمدينة الطبية وبمتابعة الفريق الطبي للمنتخب.
جماهير الأخضر سجلت حضوراً كبيراً في المباراتين الموندياليتين (تصوير: صالح الغنام)
وقد أجرى الشهراني عملية في البنكرياس، في المرحلة الأولى من التدخل الجراحي، الأربعاء الماضي، كما تكللت العمليات الجراحية في المرحلتين بالنجاح.
وتعرض الشهراني للإصابة عقب اصطدامه مع مواطنه حارس المرمى محمد العويس، خلال مواجهة الأخضر الافتتاحية في المونديال أمام الأرجنتين، والتي كسبها 2-1، ما أدى إلى ضربات قوية في الصدر والبطن والرأس، وذلك بحسب طبيب المنتخب السعودي.
وخسارة الأخضر لخدمات الشهراني هي الثانية، بعد إصابة سلمان الفرج الذي لن يستطيع أيضاً المشاركة في بقية المباريات.
وكان الفرنسي رينارد منح ضوءاً أخضر لقائد المنتخب سلمان الفرج لمغادرة معسكر منتخب بلاده، بعد التأكد من عدم قدرته على المشاركة في منافسات مونديال قطر.
وسمح المدير الفني للمنتخب السعودي لقائد المنتخب، سلمان الفرج، بمغادرة معسكر المنتخب بناء على التقرير الطبي الذي أكد عدم قدرته على اللعب في ما تبقى من كأس العالم قطر 2022.
وتعرض الفرج، الذي كان يعاني من إصابة في كتفه من قبل انطلاق البطولة، لإصابة في الركبة أواخر الشوط الأول من المباراة، التي حقق فيها منتخب بلاده فوزاً مفاجئاً على الأرجنتيني 2 - 1، وظهر عقب انتهاء مباراة الأرجنتين، وهو يسير على عكازين مع وضع دعامة على قدمه.
وكان رينارد لمّح في المؤتمر الصحافي الذي تلا المباراة صعوبة استمرار الفرج في البطولة بقوله: «سيكون من الصعب على سلمان الفرج خوض مباراة أخرى في هذه البطولة»، وعندما سأل لدى مغادرته ما إذا كان يستطيع تأكيد غياب الفرج عن المباريات التالية في البطولة، فقال: «كلا، لكن ذلك (خوض مباريات أخرى) سيكون صعباً».
رينارد يوجّه لاعبيه خلال المباراة الأخيرة أمام بولندا (إ.ب.أ)
ويُعدّ الفرج (33 عاماً) من ركائز لاعبي المحور في تشكيلة المنتخب السعودي.
واستهل الفرج مشواره الدولي مع المنتخب الأوّل للأخضر في 14 أكتوبر (تشرين الأول) 2012 بفوز ودي على الكونغو 3 - 2.
وخاض 71 مباراة دولية، سجل خلالها 8 أهداف، بينها هدف من ركلة جزاء، في الفوز على مصر 2 - 1 في دور المجموعات من مونديال روسيا 2018 الذي غادره الأخضر باكراً.
وطالب مدرب الأخضر السعودي جماهير الصقور بالدعم من جديد، رغم الخسارة أمام بولندا، وقبل أيام من اللقاء الحاسم والمصيري أمام المكسيك في ختام منافسات المجموعة الثالثة بنهائيات كأس العالم قطر 2022. وتحدث رينارد أمام وسائل الإعلام بعد الخسارة ضد بولندا، ليؤكد فخره الشديد بلاعبيه رغم الهزيمة، مع تأكيده أن الكرة لم تنصفهم، وأنهم استحقوا التعادل على أقل تقدير.
ووعد جماهير الأخضر بالقتال وعدم الاستسلام حتى الرمق الأخير، رغم وجود كثير من الغيابات في صفوفه، موضحاً أنه يملك فريقاً جيداً، ولديه البديل المناسب، مع عدم استسلامه أمام الظروف والإصابات، ليخطف الأضواء من جديد خلال فعاليات المونديال، بعد أيام قليلة من خطبته الشهيرة بين شوطي مباراة السعودية والأرجنتين، التي كان لها مفعول السحر في قلب معطيات الأمور خلال مباراة تاريخية لا تنسى.
وأشادت وسائل الإعلام الأرجنتينية بمدرب الأخضر، ووصفته بالشجاع. كذلك طالبت صحيفة «بيلد» الألمانية منتخب بلادها بالاستعانة برينارد مدرب الأخضر لكي يساعد الماكينات في المونديال، ما يؤكد الدور المحوري والمؤثر الذي لعبه المدرب الفرنسي فنياً ونفسياً وتكتيكياً مع الصقور في كأس العالم.
وبعيداً عن الكلمات الشجاعة من المدرب رينارد، ودوره في شحن معنويات لاعبي الأخضر، فإن المدرب الفرنسي قدّم أيضاً عروضاً تكتيكية مميزة في أول مباراتين بكأس العالم، بعد رهانه المثالي على الضغط القوي والاعتماد على مصيدة التسلل ضد فريق بحجم الأرجنتين، ليحاصر ميسي ورفاقه في مساحة ضيقة، ويجبرهم على لعب الكرات الطولية، ما قلل كثيراً من خطورة الفريق اللاتيني أحد المرشحين الكبار للفوز بالبطولة.
ولم يتراجع الأخضر السعودي أمام ميسي ورفاقه، بل لعب رينارد بخطة هجومية صريحة معتمداً على رسم 4 - 1 - 4 - 1، بوجود فراس البريكان على الجناح الأيمن، وفي الجهة الأخرى سالم الدوسري، وبالعمق محمد كنو وسلمان الفرج، أمام لاعب الارتكاز عبد الإله المالكي، وخلف صالح الشهري المهاجم الصريح، ليقرب المدرب الفرنسي المسافات بين دفاع الأخضر وهجومه، ويلعب الفريق كتلة واحدة متحدة، خاصة بالشوط الثاني.
وتؤكد الإحصاءات نجاح خطة رينارد أمام الأرجنتين، بعد وقوع لاعبي الفريق اللاتيني في التسلل خلال 10 مناسبات، ونجاعة أسلوب الأخضر في لعب الكرات الطولية خلف دفاعات المنتخب الأرجنتيني، وحصول الفريق على المساحة المطلوبة، لينجح صالح الشهري، ثم سالم الدوسري في تسجيل هدفي الفوز، مع استمراره على خطته الشجاعة رغم التقدم في النتيجة، ليغيب ميسي وزملاؤه تماماً عن الأضواء حتى صافرة الحكم.
وضد بولندا لم يتغير شيء رغم الخسارة بهدفين؛ حيث استحوذ لاعبو الأخضر على الكرة، وصنعوا كثيراً من الهجمات، وكانوا الأقرب للفوز، لولا تألق الحارس البولندي تشيزني الذي تصدى لركلة جزاء سالم الدوسري. وعرف هيرفي رينارد تماماً كيف يتغلب على المعوقات، التي تمثلت في إصابة الثنائي ياسر الشهراني وسلمان الفرج، وغيابهما عن مباريات البطولة بالكامل.
وراهن المدرب الفرنسي على نفس النهج التكتيكي الشجاع بالهجوم بأكبر عدد ممكن من اللاعبين، مع تقدم الظهير محمد البريك الذي لعب مكان الشهراني المصاب إلى الأمام في مركز الظهير الأيسر، وانطلاقات سعود عبد الحميد يميناً للأمام، مع دخول الثنائي فراس البريكان وسالم الدوسري في العمق بالقرب من الشهري، ليصنع الصقور خطورة حقيقية على مرمى بولندا طوال المباراة، مع البدء بسامي النجعي مكان القائد المصاب سلمان الفرج.
واستفاد الأخضر من تبديلات رينارد الناجحة، خاصة نواف العابد الذي لعب دور الورقة الرابحة في الشوط الثاني بالمواجهات الأخيرة، بالإضافة إلى جاهزية العناصر الأخرى مثل سلطان الغنام، وناصر الدوسري، وعبد الرحمن العبود، وهتان باهبري، وغيرهم، ليؤكد المدرب الفرنسي ذكاءه في اختيار سياسة المعسكرات الطويلة قبل كأس العالم، التي ساهمت في تجهيز أكبر قدر ممكن من اللاعبين، وزيادة التجانس والتفاهم بينهم، ما جعل الأخضر يتغلب على الإصابات والغيابات حتى الآن بنجاح كبير.