دراسة: الأرض في منتصف فترة انقراض جماعيhttps://aawsat.com/home/article/4010956/%D8%AF%D8%B1%D8%A7%D8%B3%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B1%D8%B6-%D9%81%D9%8A-%D9%85%D9%86%D8%AA%D8%B5%D9%81-%D9%81%D8%AA%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%86%D9%82%D8%B1%D8%A7%D8%B6-%D8%AC%D9%85%D8%A7%D8%B9%D9%8A
محيطات العالم فقدت الكثير من الأكسجين خلال العصر الإدياكاري (رويترز)
نيويورك:«الشرق الأوسط»
TT
نيويورك:«الشرق الأوسط»
TT
دراسة: الأرض في منتصف فترة انقراض جماعي
محيطات العالم فقدت الكثير من الأكسجين خلال العصر الإدياكاري (رويترز)
كشفت دراسة جديدة أن الأرض تفقد آلاف الأنواع والكائنات الحية كل عام، وأنها «تقع حالياً في منتصف فترة انقراض جماعي». ووفقاً لموقع «بيزنس انسايدر»، فقد أشارت الدراسة الجديدة إلى أن التغيرات البيئية تسببت في أول حدث من هذا القبيل في التاريخ، مؤكدةً أن هذا الحدث وقع قبل ملايين السنين من الوقت الذي كان يعتقده العلماء سابقاً. واختفت معظم الديناصورات منذ 66 مليون سنة في نهاية العصر الطباشيري. وقبل ذلك، فقدت الأرض غالبية مخلوقاتها بين العصرين البرمي والترياسي، منذ ما يقرب من 252 مليون سنة، فيما كان يظنه العلماء الانقراض الجماعي الأول في التاريخ. لكن، وفقاً للدراسة التي أجراها باحثون في جامعتي كاليفورنيا وفيرجينيا، فقد حدث انقراض مماثل قبل 550 مليون سنة، خلال العصر الإدياكاري. ولفت الفريق في الدراسة التي نشرت في مجلة Proceedings of the National Academy of Sciences إلى أن النسبة المئوية للكائنات الحية المفقودة في تلك الفترة مماثلة للانقراض الجماعي الذي تشهده الأرض حاليا. ويعتقد الباحثون أن التغيرات البيئية هي المسؤولة عن فقدان ما يقرب من 80 في المائة من جميع كائنات العصر الإدياكاري. وقال تشيني تو، عالم الأحياء القديمة في جامعة كاليفورنيا، والمؤلف المشارك في الدراسة: «تظهر السجلات الجيولوجية أن محيطات العالم فقدت الكثير من الأكسجين خلال تلك الفترة، وأن الأنواع القليلة التي نجت لديها أجسام تكيفت مع بيئات منخفضة الأكسجين». وعلى عكس أحداث الانقراض اللاحقة، كان توثيق هذا الحدث الأول أكثر صعوبة لأن المخلوقات التي هلكت كانت رخوة الجسم ولم يتم حفظها جيداً في سجل الحفريات. وقالت راشيل سوربرينانت، عالمة الأحياء القديمة في جامعة كاليفورنيا، والمؤلفة المشاركة في الدراسة: «لقد اشتبهنا في وقوع مثل هذا الحدث الضخم سابقا، ولكن لإثبات ذلك كان علينا تجميع قاعدة بيانات ضخمة تحتوي على أدلة كافية على حدوث ذلك». وللوصول إلى هذا الاستنتاج، وثق الفريق تقريباً كل الحيوانات المعروفة التي عاشت في ذلك العصر، ونظروا في أحجامها ونظامها الغذائي وقدرتها على الحركة وعاداتها. وتعتبر كائنات العصر الإدياكاري غريبة بمعايير اليوم. وكان من بينها Obamus Coronatus، وهو مخلوق على شكل قرص تمت تسميته على اسم الرئيس الأميركي الأسبق، وAttenborites janeae، وهو كائن بيضاوي صغير يشبه الزبيب وتمت تسميته على اسم عالم الطبيعة الإنجليزي السير ديفيد أتينبورو. وكتب الفريق أن نتائج دراستهم تشير إلى أن التغير البيئي والمناخي يمكن أن يزعزع استقرار الحياة على الأرض ويدمرها في أي وقت، وأن هذا التغير تسبب في جميع حالات الانقراض الجماعي بما في ذلك الانقراض الذي يحدث حالياً.
قالت الشرطة إن رجلاً في أقصى شمال كندا قفز على دب قطبي لحماية زوجته من التعرض للهجوم. وأُصيب الرجل، الذي لم يذكر اسمه، بجروح خطيرة لكن من المتوقع أن يتعافى.
معرض «المجهول» للتشكيلي المصري أحمد مناويشي يُسقط الأقنعةhttps://aawsat.com/%D9%8A%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82/5090870-%D9%85%D8%B9%D8%B1%D8%B6-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AC%D9%87%D9%88%D9%84-%D9%84%D9%84%D8%AA%D8%B4%D9%83%D9%8A%D9%84%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B5%D8%B1%D9%8A-%D8%A3%D8%AD%D9%85%D8%AF-%D9%85%D9%86%D8%A7%D9%88%D9%8A%D8%B4%D9%8A-%D9%8A%D9%8F%D8%B3%D9%82%D8%B7-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%82%D9%86%D8%B9%D8%A9
معرض «المجهول» للتشكيلي المصري أحمد مناويشي يُسقط الأقنعة
الرسام أحمد مناويشي أمام لوحات معرضه «المجهول» (الشرق الأوسط)
ما إنْ تدخُل معرض «المجهول» للفنان التشكيلي المصري أحمد مناويشي، حتى تستوقفك وجوه لوحاته، بريشة حرّة تستكشف ملامحَ وأحداثاً غامضة. أعماله تبحث عن مشاعر عميقة وعلامات استفهام تحضّك على التحليل وفكّ الألغاز.
ينقسم معرض مناويشي في غاليري «آرت ديستريكت» بمنطقة الجميزة البيروتية إلى قسمين، من بينها ما يروي حكايات أشخاص اختبأت مشاعرهم تحت الأقنعة الواقية من جائحة «كورونا»، وأخرى رسمها حديثاً لمَن عاشوا الحرب الأخيرة في لبنان.
مع هذا المعرض، يستعيد غاليري «آرت ديستريكت» عافيته. فالحرب منعته قسرياً من إقامة نشاطات ثقافية. ومن خلال «المجهول»، يعلن صاحبه المصوّر الشهير ماهر عطّار انطلاق الموسم الفنّي في الغاليري.
في الجزء الأول من مجموعة أحمد منشاوي، تصطفُّ سلسلة لوحات صغيرة، تصوِّر جميعها وجوهاً يعتريها القلق. فالفنان المصري لفتته ملامح الإنسانية في زمن «كورونا». كان يرى الإنسان يمشي مرتدياً القناع خوفاً من الإصابة بالعدوى. وهو ما حضَّه، خلال إقامته في بروكسل، على تخيّل ملامحه الأصلية. وفي 30 لوحة يئنُّ أصحابها تحت وطأة أحاسيسهم، يُترجم أفكاره. مجموعة من النساء والرجال تصرخ بصمت، فتُخرج غضبها وقلقها وحزنها عابسةً في معظم الوقت.
يوضح مناويشي لـ«الشرق الأوسط»: «بدأتِ التجربة عندما كنتُ في بروكسل عام 2021. كانت مفاعيل الجائحة لا تزال تسيطر على حياتنا. جميعنا اعتقدنا بأنّ هذه الحقبة أبدية، كأنَّ سوادها لا حدود له. فرحتُ أتخيّل الناس الذين أراهم كأنهم خلعوا أقنعة الوقاية ورسموها. جميعهم كانوا مجهولين بالنسبة إليّ، ولا تربطني بهم أي علاقة. عندما عدتُ إلى لبنان، انتابتني الأحاسيس عينها. كانت الحرب محتدمة، وكان الناس قلقين، لا يعرفون مصيرهم. فرأيتُ بوضوح المجهول الذين يتخبَّطون فيه. حالة الترقب هذه حرّضت ريشتي على التحرُّك من جديد. ومن خلال تلك الحالتين، تناولتُ موضوع (المجهول)، إنْ من ناحية المشاعر أو المصير».
الإحساس بالتأرجُح في طريق لا رؤية واضحة لنهايتها، يُترجمه أحمد مناويشي. ويعترف من خلال ريشته بأنّ الانتظار مخيف، فكيف إذا كانت الأجواء التي يعيشها الناس غامضة؟
في واحدة من لوحاته، يشير إلى شخصيات مجموعة «أنونيموس» العاملة في مجال «النضال» عبر الاختراق البرمجي. راجت أعمالها المثيرة للجدل عام 2003، فمثَّلت مفهوماً لمستخدمي الإنترنت المجهولين. حينها، عَبَروا من العالم الواقعي إلى الوهمي في أعمال تتعارض مع الرقابة. اخترقوا مواقع حكومية عدّة، وأنظمة كومبيوتر أهم شركات الحماية. وولَّدوا «بلبلة» على أصعدة مختلفة، وهم يرتدون أقنعة تُعرَف بـ«جاي فوكس».
يتابع الرسام المصري: «قناع (الأنونيموس) كان الأشهر في القرن الحالي، فرغبتُ بالربط بينه وبين عنوان معرضي، لتُولد هذه اللوحة الوحيدة عن تلك المجموعة. مبدأ هؤلاء يرتكز على الثورة ورفض حُكم الدولة العميقة والسلطات العليا».
لم يعنون مناويشي لوحاته بأسماء معيّنة، فتركها مجهولةً. يقول: «رغبتُ في أن يسمّيها ناظرها كما يشتهي. أرنو إلى هذا التفاعل المباشر بين المُشاهد واللوحة». وهو يميل إلى المدرسة التعبيرية في الفنّ التشكيلي: «أحبُّ حالة الحركة في لمسات اللوحة وموضوعها، وأرغب في التواصل معها القائم على الشعور بأنها حيّة، فلا تكون باهتة تمرّ من دون تَرْك أثرها على ناظرها. لذلك، تسير ريشتي بشكل غير مُنتظم باحثةً عن نَفَس لا ينقطع؛ ومرات تتدخَّل أناملي مباشرة، فأبتعدُ عن ريشتي لتخرُج أعمالي من رتابتها، وتكسر تلك القدرة على التحكُّم التقليدي بمشاعر مُشاهدها».
تؤلّف الألوان التي يستعملها مناويشي حالةً بذاتها. فهو جريء باختيارها زاهيةً مرّات؛ ودافئة أخرى. يُحدِث زوبعة بألوان تبدو ثائرة، فتُعبّر عن الظلم والقلق والعنف: «مشاعر الإنسانية لا يمكن حصرها في بوتقة واحدة. وهذه الألوان تعبّر عن المشهدية المدفونة في أعماقنا، فتُبرز التنوّع في أحاسيس تنتابنا وفيها كلّ الاحتمالات. وهنا يأتي دور المتلقّي الذي يرى اللوحة من وُجهة نظره، ويُلاقي ما يمثّل تفكيره ومشاعره في أحد هذه الألوان».
في قسم لوحات الحرب، تأخُذ أعمال الرسام أحمد مناويشي منحى آخر، فيكبُر حجمها بشكل ملحوظ لتضع تفاصيل الوجه تحت المجهر. يعلّق: «هذه المساحات الكبيرة تزوّدنا بفرصة للتوضيح بشكل أفضل. فالعبور من زمن (كورونا) إلى زمن الحرب، كان لا بدَّ أن يحمل التطوّر. واعتمدتُ هذا التغيير؛ لئلا أقع في التكرار والتشابُه».
وأنت تتجوَّل بين أقسام معرض «المجهول»، تستوقفك ملامح وجه رجل حائر، ووجه امرأة تنظر إلى الغد بعتب. وأحياناً تلمس صلابة وجه آخر على شفير هاوية. وفي أخرى، تحملك ملامح رجل تلقّى صفعات الحياة بعينين حزينتين. لكنَّ جميع الشخصيات لا تبدو مستسلمة لقدرها، كأنها تقول: «وماذا بعد؟» على طريقتها.
يبرُز العنصر الأنثوي بوضوح في مجموعة «المجهول». وهنا كان لا بدَّ للرسام التشكيلي أن يعترف: «النساء لا يعرفن إخفاء أحاسيسهن ببراعة. مشاعرهن تخرج بقوة. لذلك نكتشفها بصورة أسهل من تلك الموجودة عند الرجل. فالأخير يحاول أن يُظهر صموداً تجاه مشاعره. ويفضّل ألا تُقرأ بسهولة».
يؤكد أحمد مناويشي أنه لا يحبّ تقييد نفسه بأسلوب رسم واحد. ويختم: «أفضّل التنويع دائماً، وعدم طَبْع لوحاتي بهوية واحدة كما يحبّ بعضهم. أُشبّه نفسي بروائي يؤلّف القصص ليستمتع بها القارئ، فلا يكرّر نفسه أو يقدّم ما يتشابه. ما أنجزه اليوم في عالم فنّ (البورتريه)، لم أقاربه مِن قبل. هو نافذة للتعبير. وهذا الاختلاف في الأسلوب يُحفزّني على دخول مدارس فنّية مختلفة. ما يهمّني هو تقديمي للناس أعمالاً يستمتعون بها فتولّد عندهم حبَّ الاكتشاف».