6 علامات تشير للإصابة بالسكري قبل تشخيصه

اختبار للسكر لدى مريض في لوس أنجليس (أرشيفية- رويترز)
اختبار للسكر لدى مريض في لوس أنجليس (أرشيفية- رويترز)
TT

6 علامات تشير للإصابة بالسكري قبل تشخيصه

اختبار للسكر لدى مريض في لوس أنجليس (أرشيفية- رويترز)
اختبار للسكر لدى مريض في لوس أنجليس (أرشيفية- رويترز)

يمكن أن يتعايش الأشخاص مع مرض السكري غير المشخص؛ حيث تكشف التقديرات الجديدة ازدياد عدد الأشخاص البالغين في منتصف العمر الذين يعانون مرض السكري من النوع الثاني وهم لا يدركون ذلك.
ومع التقدم في السن، قد يكون من الشائع الشعور بالتعب أكثر، أو الذهاب إلى المرحاض كثيراً، لذلك لن يهرع معظم الأشخاص الذين يعانون هذه الأعراض إلى الطبيب؛ لكنها علامات قد تشير للإصابة بداء السكري.
وتحذر إستر والدن، كبيرة المستشارين الإكلينيكيين في المملكة المتحدة: «نحو 90 في المائة من مرضى السكري من النوع الثاني لا يلاحظون الأعراض، وقد يكون اكتشاف العلامات التحذيرية أمراً صعباً؛ لأنها غالباً ما تكون خفية». وتتابع والدن بأن عدداً من المرضى يُرجع بعض العلامات لأمراض أخرى؛ لأنها ليست محددة للغاية وتصعب ملاحظتها، وتضيف: «بعض الأشخاص يمكنهم التعايش لمدة تصل إلى 10 سنوات مع الأعراض قبل التشخيص».
ويحدث مرض السكري عندما لا ينتج الجسم أي إنسولين (النوع الأول)، أو لا ينتج ما يكفي منه أو ينتجه بشكل غير فعال (النوع الثاني). والإنسولين هرمون ينتج في البنكرياس، يساعد الغلوكوز على دخول الخلايا لإمدادنا بالطاقة، ومن دون كمية كافية منه، أو إذا لم يعمل بشكل صحيح، فيمكن أن ترتفع مستويات الغلوكوز في الدم بشكل كبير.
ويمكن أن يسبب مرض السكري مشكلات مزمنة على المدى البعيد، مثل الأضرار الجسيمة للأوعية الدموية، والتي يمكن أن تؤدي إلى تلف الأعصاب وفقدان الإحساس في أجزاء من الجسم، ومزيد من المضاعفات، بما في ذلك مشكلات القلب والعين والكلى، حسبما أفاد تقرير لصحيفة «ذا كورير» البريطانية.

1- التبول كثيراً
يمكن أن يكون التبول كثيراً؛ خصوصاً في الليل، علامة على الإصابة بمرض السكري. وتقول والدن: «يتراكم السكر في الدم بدلاً من دخوله إلى الخلايا، وتعمل الكلى وقتاً إضافياً للتخلص من السكر الزائد في الدم، لذلك تذهب للتبول أكثر من المعتاد».

2- الشعور بالعطش
عندما يكون هناك كثير من السكر في الدم، فإن الخلايا تمد الدم بكمية أكبر من الماء لمحاولة تخفيف السكر فيه، ما يجعل الخلايا جافة، ولأن الخلايا تعاني الجفاف، فإنها ترسل إشارة كيميائية تخبر جسمك بأنك عطشان، لذلك يشرب المصابون بالنوع الثاني من مرض السكري أكثر بكثير.

3- الشعور بالتعب
غالباً ما يكون الشعور بالتعب أكثر من المعتاد علامة على الإصابة بمرض السكري، وتشرح والدن: «عندما تكون مصاباً بداء السكري من النوع الثاني، لا يستطيع جسمك الحصول على ما يكفي من الغلوكوز في خلاياك للحصول على الطاقة، لذلك من الأعراض الشائعة الشعور بالتعب الشديد». وتضيف: «إنه إرهاق كبير، ويشير عدد من المرضى إلى النوم في فترة ما بعد الظهر على الرغم من أنهم لم يعتادوا ذلك».

4. فقدان الوزن
تشرح كبيرة المستشارين الإكلينيكيين: «عادة ما نخزن السكر الزائد على شكل دهون، ويعمل الجسم بجهد أكبر؛ لأنه لا يحصل على السكر في الخلايا، ولا يزال بحاجة إلى الطاقة، لذلك يصل إلى الطاقة عن طريق تكسير الخلايا الدهنية، ما يعني أن الناس يفقدون الوزن».

5- حكة في الأعضاء التناسلية
يمكن أن تحدث حكة الأعضاء التناسلية عندما يكون الشخص مصاباً بداء السكري من النوع الثاني، بسبب مرور السكر في البول. وتقول والدن: «هذا يخلق بيئة مناسبة لتنمو البكتيريا. لذلك يصبح المكان أكثر عرضة للالتهابات، وخصوصاً التهابات البول. البكتيريا تنمو في وجود السكر».

6- وقت أطول لالتئام الجروح
المصابون بداء السكري من النوع الثاني تستغرق جروحهم وقتاً أطول للالتئام. وتقول والدن: «عندما يكون لديك جرح، فأنت بحاجة إلى طاقة إضافية للتعامل مع المشكلة، ولكن نظراً لأن الجسم يفتقر إلى الطاقة، فإن العناصر الغذائية لا تصل إلى المناطق الصحيحة كما ينبغي، والبيئة مهيأة للبكتيريا؛ لأنها تتغذى بشكل جيد وتتكاثر».


مقالات ذات صلة

دراسة: عادات العمل قد تصيبك بالأرق

صحتك دراسة: عادات العمل قد تصيبك بالأرق

دراسة: عادات العمل قد تصيبك بالأرق

خلصت دراسة إلى أن عادات العمل قد تهدد نوم العاملين، حيث وجدت أن الأشخاص الذين تتطلب وظائفهم الجلوس لفترات طويلة يواجهون خطراً أعلى للإصابة بأعراض الأرق

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك رجل يحضّر فنجانين من القهوة بمقهى في كولومبيا (أرشيفية - إ.ب.أ)

ما أفضل وقت لتناول القهوة لحياة أطول؟... دراسة تجيب

أشارت دراسة جديدة إلى أن تحديد توقيت تناول القهوة يومياً قد يؤثر بشكل كبير على فوائدها الصحية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك جائحة «كورونا» لن تكون الأخيرة (رويترز)

بعد «كوفيد»... هل العالم مستعد لجائحة أخرى؟

تساءلت صحيفة «غارديان» البريطانية عن جاهزية دول العالم للتصدي لجائحة جديدة بعد التعرض لجائحة «كوفيد» منذ سنوات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
آسيا طفل يضع كمامة وينتظر دوره مع أسرته داخل مستشفى في شرق الصين (أ.ف.ب)

«الصحة العالمية»: فيروس «إتش إم بي في» في الصين شائع ولا يشكل تهديداً

قدمت منظمة الصحة العالمية، اليوم، تطمينات بشأن فيروس «إتش إم بي في»، وهو عدوى تنفسية تنتشر في الصين، مؤكدةً أن الفيروس ليس جديداً أو خطيراً بشكل خاص.

«الشرق الأوسط» (جنيف - بكين)
صحتك امرأة تشتري الخضراوات في إحدى الأسواق في هانوي بفيتنام (إ.ب.أ)

نظام غذائي يحسّن الذاكرة ويقلل خطر الإصابة بالخرف

أصبحت فوائد اتباع النظام الغذائي المتوسطي معروفة جيداً، وتضيف دراسة جديدة أدلة أساسية على أن تناول الطعام الطازج وزيت الزيتون يدعم صحة الدماغ.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

الشاعر طلال حيدر مكرماً كأحد أعمدة قلعة بعلبك

الشاعر طلال حيدر مكرماً كأحد أعمدة قلعة بعلبك
TT

الشاعر طلال حيدر مكرماً كأحد أعمدة قلعة بعلبك

الشاعر طلال حيدر مكرماً كأحد أعمدة قلعة بعلبك

قليلاً ما يتحول حفل تكريم مبدع كبير إلى احتفاءٍ بكل الحلقة الخلاّقة التي تحيط به. هذا يتطلب رقياً من المكرّم والمنظمين، يعكس حالةً من التسامي باتت نادرة، إن لم تكن مفقودة.

فمن جماليات حفل تكريم الشاعر الفذّ طلال حيدر على «مسرح كركلا»، برعاية وزير الإعلام اللبناني زياد المكاري وحضوره، الأحد الماضي، هذا التحلق اللافت لجمع من الشعراء وأهل الفكر والثقافة والفنانين والإعلاميين، حول شاعرهم الذي رفد الأغنية اللبنانية بأجمل القصائد، وأغنى الشعر بصوره المدهشة وتعابيره المتفجرة.

طلال حيدر قبل التكريم مع الفنان عبد الحليم كركلا ووزير الإعلام زياد المكاري

طربيه ودور البطل

قدم الحفل الممثل القدير رفعت طربيه الذي هو نفسه قيمة فنية، معتبراً أن حيدر «كان دائماً البطل الأول على (مسرح كركلا). فهو ابن الأرض، وابن بعلبك، لكنه في الوقت عينه واكب الشعر العالمي ودخل الحداثة فكراً وصورةً وإيقاعاً، راكباً صهيل الخيل». فليس شائعاً أن يترجم شاعر بالعامية إلى لغات أجنبية كما هي دواوين المكرّم وقصائده.

عبد الحليم كركلا مع الشاعر نزار فرنسيس (خاص - الشرق الأوسط)

ومن أرشيف المايسترو عبد الحليم كركلا، شاهد الحضور فيلماً قصيراً بديعاً، عن طلال حيدر، رفيق طفولته ودربه طوال 75 عاماً. قال كركلا: «لقاؤنا في طفولتنا كان خُرافياً كَأَسَاطِيرِ الزَمَان، غامضاً ساحراً خارجاً عن المألوف، حَصَدنَا مَواسم التراث معاً، لنَتَكَامل مع بعضنا البعض في كل عمل نبدعه».

فيلم للتاريخ

«طلال حيدر عطية من عطايا الله» عنوان موفق لشريط، يظهر كم أن جيل الستينات الذي صنع زهو لبنان ومجده، كان متآلفاً متعاوناً.

نرى طلال حيدر إلى جانبه كركلا، يقرآن قصيدة للأول، ويرسمان ترجمتها حركةً على المسرح. مارسيل خليفة يدندن نغمة لقصيدة كتبها طلال وهو إلى جانبه، وهما يحضّران لإحدى المسرحيات.

لقطات أثيرة لهذه الورشات الإبداعية، التي تسبق مسرحيات كركلا. نمرّ على مجموعة العمل وقد انضم إليها سعيد عقل، ينشد إحدى قصائده التي ستتحول إلى أغنية، والعبقري زكي ناصيف يجلس معه أيضاً.

عن سعيد عقل يقول حيدر: «كنا في أول الطريق، إن كان كركلا أو أنا، وكان سعيد عقل يرينا القوى الكامنة فينا... كان يحلم ويوسّع حلمه، وهو علّمنا كيف نوسّع الحلم».

في أحد المشاهد طلال حيدر وصباح في قلعة بعلبك، يخبرها بظروف كتابته لأغنيتها الشهيرة «روحي يا صيفية»، بعد أن دندن فيلمون وهبي لحناً أمامه، ودعاه لأن يضع له كلمات، فكانت «روحي يا صيفية، وتعي يا صيفية، يا حبيبي خدني مشوار بشي سفرة بحرية. أنا بعرف مش رح بتروح بس ضحاك عليي».

في نهاية الحوار تقول له صباح: «الله ما هذه الكلمات العظيمة!»، فيجيبها بكل حب: «الله، ما هذا الصوت!» حقاً ما هذا اللطف والتشجيع المتبادل، بين المبدعين!

كبار يساندون بعضهم

في لقطة أخرى، وديع الصافي يغني قصيدة حيدر التي سمعناها من مارسيل خليفة: «لبسوا الكفافي ومشوا ما عرفت مينن هن»، ويصرخ طرباً: «آه يا طلال!» وجوه صنعت واجهة الثقافة اللبنانية في النصف الثاني من القرن العشرين، تتآلف وتتعاضد، تشتغل وتنحت، الكلمة بالموسيقى مع الرقصة والصورة. شريط للتاريخ، صيغ من كنوز أرشيف عبد الحليم كركلا.

المقطع الأخير جوهرة الفيلم، طلال حيدر يرتجل رقصة، ويترجم بجسده، ما كتبه في قصيدته ومعه راقصو فرقة كركلا، ونرى عبد الحليم كركلا، أشهر مصمم رقص عربي، يرقص أمامنا، هذه المرة، وهو ما لم نره من قبل.

عبد الحليم كركلا يلقي كلمته (خاص - الشرق الأوسط)

روح الألفة الفنية هي التي تصنع الإبداع. يقول حيدر عن تعاونه مع كركلا: «أقرأه جيداً، قرأنا معاً أول ضوء نحن وصغار. قبل أن أصل إلى الهدف، يعرف إلى أين سأصل، فيسبقني. هو يرسم الحركة التصويرية للغة الأجساد وأكون أنا أنسج اللغة التي ترسم طريق هذه الأجساد وما ستذهب إليه. كأن واحدنا يشتغل مع حاله».

طلال حيدر نجم التكريم، هو بالفعل بطل على مسرح كركلا، سواء في صوغ الأغنيات أو بعض الحوارات، تنشد قصائده هدى حداد، وجوزف عازار، وليس أشهر من قصيدته «وحدن بيبقوا مثل زهر البيلسان» التي غنتها فيروز بصوتها الملائكي.

أعلن رئيساً لجمهورية الخيال

طالب الشاعر شوقي بزيع، في كلمته، بأن ينصّب حيدر «رئيساً لجمهورية الخيال الشعري في دولة لبنان الكبير» بصرف النظر عمن سيتربع على عرش السياسة. ورغم أن لبنان كبير في «الإبداعوغرافيا»، كما قال الشاعر هنري زغيب، فإن طلال حيدر «يبقى الكلام عنه ضئيلاً أمام شعره. فهو لم يكن يقول الشعر لأنه هو الشعر».

وقال عنه كركلا: «إنه عمر الخيام في زمانه»، و«أسطورة بعلبك التي سكبت في عينيه نوراً منها، وجعلت من هيبة معابدها حصناً دفيناً لشعره». وعدَّه بطلاً من أبطال الحضارة الناطقين بالجمال والإبداع. سيعيش دوماً في ذاكرة الأجيال، شعلةً مُضيئةً في تاريخ لبنان.

الفنان مارسيل خليفة الذي تلا كلمته رفعت طربيه لتعذّر حضوره بداعي السفر، قال إن «شعره مأخوذ من المتسكعين والباعة المتجولين والعاملين في الحقول الغامرة بالخير والبركة». ووصفه بأنه «بطل وصعلوك في آن، حرّ حتى الانتحار والجنون، جاهليّ بدويّ فولكلوريّ خرافيّ، هجّاء، مدّاح، جاء إلى الحياة فتدبّر أمره».

وزير الإعلام المكاري في كلمته توجه إلى الشاعر: «أقول: طلال حيدر (بيكفّي). اسمُك أهمّ من كلّ لقب وتسمية ونعت. اسمُك هو اللقب والتسمية والنعت. تقول: كبروا اللي بدهن يكبروا، ما عندي وقت إكبر. وأنا أقول أنتَ وُلِدْتَ كبيراً»، وقال عنه إنه أحد أعمدة قلعة بعلبك.

أما المحامي محمد مطر، فركزّ على أن «طلال حيدر اختار الحرية دوماً، وحقق في حياته وشعره هذه الحرية حتى ضاقت به، لذا أراه كشاعر فيلسوف ناشداً للحرية وللتحرر في اشتباكه الدائم مع تجليات الزمان والمكان».

الحضور في أثناء التكريم (خاص - الشرق الأوسط)

وفي الختام كانت كلمة للمحتفى به ألقاها نجله علي حيدر، جاءت تكريماً لمكرميه واحداً واحداً، ثم خاطب الحضور: «من يظن أن الشعر ترف فكري أو مساحة جمالية عابرة، إنما لا يدرك إلا القشور... الشعر شريك في تغيير العالم وإعادة تكوين المستقبل».