محكمة عراقية تعزز آمال محافظ نينوى المقال بالعودة إلى منصبه

«الإدارية» أحالت طعن أثيل النجيفي في قرار البرلمان إلى «الاتحادية»

محكمة عراقية تعزز آمال محافظ نينوى المقال بالعودة إلى منصبه
TT

محكمة عراقية تعزز آمال محافظ نينوى المقال بالعودة إلى منصبه

محكمة عراقية تعزز آمال محافظ نينوى المقال بالعودة إلى منصبه

أحالت محكمة القضاء الإداري طلب محافظ نينوى المقال أثيل النجيفي بنقض قرار إقالته من قبل البرلمان إلى المحكمة الاتحادية العليا، وهو ما فتح الباب أمام إمكانية إعادته إلى منصبه بسبب عدم دستورية الإقالة طبقا لما أعلنه لـ«الشرق الأوسط» قيادي في تحالف القوى العراقية مقرب من النجيفي.
وأضاف القيادي أن «أثيل النجيفي أراد منذ البداية تقديم طعن إلى المحكمة الاتحادية لكن طلبه رفض باعتبار أن قضية إقالته من قبل البرلمان قضية إدارية، وبالتالي يجب أن يقدم طعنه لمحكمة القضاء الإداري»، مبينا أن «ضغوطا مورست على رئيس محكمة القضاء الإداري، وهو ما حمله على أن يترك النظر في هذه القضية، إذ تم تشكيل هيئة أخرى للنظر في الطلب وبالفعل نظرت في الأمر وتوصلت إلى نتيجة مفادها أن هذه القضية ليست إدارية وبالتالي ليست من اختصاصها فرفعتها إلى المحكمة الاتحادية العليا وهي الطريقة الصحيحة، مما يعطي النجيفي أملا في العودة إلى منصبه».
وبشأن ملابسات إقالة النجيفي من قبل البرلمان اتهم القيادي في تحالف القوى من سماهم «سنّة المالكي (في إشارة إلى القيادات السنية التي استمالها رئيس الوزراء السابق نوري المالكي)» بالوقوف وراء تمهيد الأجواء داخل أروقة البرلمان للتصويت لصالح إقالة النجيفي بعد أن تم الاستناد على طلب موقع من 21 نائبا من مجلس المحافظة بإقالته، وهو ما استند عليه رئيس الوزراء حيدر العبادي الذي أحال هذا الطلب إلى البرلمان للنظر فيه، غير أن هناك طلبا آخر بعد هذا الطلب موقع من 24 نائبا من مجلس نينوى بمن فيهم النواب الموقعون على الطلب الأول قرروا التنازل عن طلب الإقالة، وهو ما لم يأخذ به لا رئيس الوزراء ولا رئاسة البرلمان، وهو ما حمل النجيفي على تقديم الطعن الذي أصبح الآن في ذمة المحكمة الاتحادية».
وكان البرلمان العراقي صوت في 28 مايو (أيار) 2015 على إقالة محافظ نينوى. وصوت البرلمان على إقالة النجيفي بناءً على الطلب المقدم من عدد من النواب، على أن يكون من حق المحافظ الطعن أمام المحكمة.
وكان أثيل النجيفي قد تبادل الاتهامات بسقوط الموصل مع قائد عمليات نينوى الفريق الركن مهدي الغراوي الذي اتهمه بالتسبب في سقوط الموصل بإصدار أوامر إلى قوات الشرطة المحلية بالانسحاب، وهو ما أثر على معنويات باقي الفرق العسكرية، لكن النجيفي وفي تصريحات سابقة لـ«الشرق الأوسط» اتهم كلا من نوري المالكي والغراوي وعلي غيدان، قائد القوات البرية بأنهم السبب وراء سقوط الموصل، وهو ما أكده كذلك في شهادته أمام اللجنة التحقيقية الخاصة بسقوط الموصل التي توشك على إعلان نتائج التحقيقات بعد أن تسلمت مؤخرا أجوبة كل من المالكي ورئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني ورئيس البرلمان السابق نائب رئيس الجمهورية حاليا أسامة النجيفي.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.