القادري مدرب تونس: مرة أخرى دفعنا ثمن غياب «اللمسة الأخيرة»

قال إنهم سيتمسكون بالأمل حتى نهاية المباراة الأخيرة

لاعبو تونس بعد نهاية المباراة المونديالية (أ.ب)
لاعبو تونس بعد نهاية المباراة المونديالية (أ.ب)
TT

القادري مدرب تونس: مرة أخرى دفعنا ثمن غياب «اللمسة الأخيرة»

لاعبو تونس بعد نهاية المباراة المونديالية (أ.ب)
لاعبو تونس بعد نهاية المباراة المونديالية (أ.ب)

أعرب مدرب المنتخب التونسي لكرة القدم جلال القادري، عن خيبة أمله عقب خسارة منتخب بلاده (نسور قرطاج) أمام أستراليا صفر - 1، السبت، في الجولة الثانية من منافسات المجموعة الرابعة في كأس العالم 2022 في قطر.
وعقّدت تونس مهمة التأهل إلى الدور الثاني للمرة الأولى في تاريخها كثيراً، بخسارتها على استاد الجنوب في الوكرة.
وسجّل هدف اللقاء الوحيد لاعب التعاون السعودي سابقاً، وفاجيانو أوكاياما الياباني بالدرجة الثانية، ميتشل ديوك، من ضربة رأسية في الدقيقة 23.
واستهلت تونس مشوارها المونديالي في سادس مشاركة لها، بتعادل ثمين أمام الدنمارك صفر - صفر، بينما تعرّضت أستراليا لهزيمة قاسية أمام فرنسا حاملة اللقب 4 - 1.
وقال القادري: «للأسف، إنها خيبة أمل كبيرة. الحضور القويّ للمنتخب الأسترالي خصوصاً في الشوط الأول، واللياقة البدنية القوية للاعبيه، أسهما بشكل كبير في نتيجة المباراة. كنا نعرف ذلك جيداً. قدمنا مباراة كبيرة أمام الدنمارك في الجولة الأولى، وكنا الأخطر على المرمى والأكثر صناعة للفرص، وكنا قريبين من تحقيق الفوز، لكننا لم ننجح في هز الشباك. مرة أخرى دفعنا ثمن النجاعة الهجومية. كانت المباراة صعبة كما كان متوقعاً، وحاسمة بالنسبة للمنتخبين، لم نظهر بالمستوى الذي كنا نتمناه في الشوط الأول، وأستراليا فرضت أفضليتها وسيطرتها على وسط الملعب».
ونفى القادري أن يكون المنتخب الأسترالي فاجأهم بأدائه في المباراة، وقال: «لا، لم نفاجأ بأداء المنتخب الأسترالي، هو فريق محترم، ضغط علينا منذ البداية ولم يترك لنا الفرصة للعب بالطريقة التي كنا نرغب خوض المباراة بها. لقد أرغمني على تغيير الخطة التكتيكية أكثر من مرة في المباراة، أرغمنا على لعب الكرات الطويلة، ولقد تفوّق في استعادة الكرات الثانية واستغل البنية الجسمانية للاعبيه ونجح في هزّ الشباك من نصف فرصة، وهذا يُحسب له. أتيحت لنا فرصتان في الشوط الأول فشلنا في ترجمتهما. ضغطنا في الشوط الثاني وقمنا بتغييرات على التشكيلة وصنعنا خمس فرص ولم نترجمها أيضاً. هذا هو الذي خلق الفارق. ولو كانت الفعالية ناجعة لكان هناك كلام آخر. مرة أخرى عابتنا اللمسة الأخيرة، وخسرنا المباراة التي لم يكن يجب أن نخسرها. الفعالية الهجومية مشكلة تعاني منها منتخبات العالم جميعها، وليس تونس فقط».
وعن رؤيته لحظوظ «النسور التونسية» عقب الخسارة، أجاب: «لا نستحق الخسارة عطفاً على ما قدمناه طيلة المباراة. مصيرنا ليس بأيدينا الآن، مهمتنا لن تكون سهلة، ونحن نتحمل مسؤوليتنا، ولكن ما أسفرت عنه البطولة حتى الآن من نتائج، أن منتخبات كبيرة ضيعت نقاطاً مثل ألمانيا، وأخرى فجرت مفاجآت مدوية على غرار السعودية. سنبقى متفائلين ونتمنى أن تكون النجاعة الهجومية التي غابت عنا في المباراتين الأوليين في المجموعة، حاضرة في الثالثة ضد فرنسا بطلة العالم. أنا لا أؤمن بالمعجزات في كرة القدم ولكن أؤمن بالعمل الجاد والتركيز والثقة بالنفس. هناك مباريات صعبة ويجب أن تلعب من أجل كسب النقاط الثلاث، ولا نعرف ما تخبئه كرة القدم، وسنلعب من أجل الفوز. ما دامت هناك مباراة أخيرة فهناك أمل ويجب أن نعمل بشكل جيد ونحسن مستوانا وسنرى ما سيحدث. يجب أن نعيد مشاهدة هذه المباراة واستخلاص العبر واكتشاف الأخطاء وإذا كانت هناك ضرورة للتغيير فسنقوم بذلك بالدفع بسيف الدين الجزيري وعلي معلول وآخرين».

مشجع تونسي متحسراً بعد خسارة منتخب بلاده أمام أستراليا (رويترز)

من جهته قال اللاعب حنبعل المجبري: «هذه هي كرة القدم، والآن يجب علينا العمل أكثر والاستعداد للقاء المقبل والبحث عن الفوز».
وأضاف: «لعبنا أمام منتخب جيد للغاية، دافع بشراسة وتمكن من التسجيل من أول فرصة أُتيحت له».
وتابع: «في الشوط الثاني، لعبنا بشكل أفضل، ولكن لم نتمكن من التسجيل، أمامنا مباراة الجولة الثالثة، وسنقدم كل ما لدينا، وعلينا ألا نفقد الأمل».
وعن مشاعره في المباراة المقررة أمام فرنسا، التي يحمل جنسيتها أيضاً مع جنسيته التونسية، قال المجبري: «بالنسبة لي ستكون مواجهة خاصة لأني أحمل كلتا الجنسيتين (الفرنسية والتونسية)، لكنها في النهاية مباراة كرة قدم وسوف نبحث عن الفوز».
وعن بقائه على مقاعد البدلاء وعدم مشاركته في مواجهة أستراليا، قال المجبري: «أنا محارب لا أستسلم، سوف أتدرب بشكل جيد وأحاول إقناع مدربي بأنه يمكنه الاعتماد عليّ في المباراة المقبلة. حتى وإن بقيت على مقاعد البدلاء، سأظل أحفز وأشجع زملائي».
وكانت المباراة الأولى لتونس بكأس العالم في قطر رفعت سقف التوقعات بعد أداء ملحمي أمام الدنمارك أسفر عن تعادل، لكن العيوب ظهرت في المباراة التالية أمام أستراليا التي اعتقد كثير من مشجعي المنتخب العربي أنها في المتناول، لكنها في المقابل أضاعت النقاط الثلاث.
وعانى فريق المدرب جلال القادري، من الإرهاق أمام الأستراليين الأقوياء بدنياً، والمتماسكين دفاعياً، ولم يجد حلولاً مبتكرة في الهجوم رغم مشاركة نعيم السليتي أساسياً، ونزول هداف المنتخب وهبي الخزري في الشوط الثاني.
وسجلت أستراليا، التي بلغت النهائيات عبر الملحق، هدفها من تسديدتين فقط على المرمى خلال اللقاء، لتنتصر 1 - صفر، مقابل أربع تسديدات لتونس لكنها افتقدت القوة والدقة، خصوصاً محاولات القائد يوسف المساكني التي أمسكها الحارس مات رايان، دون عناء.
وأثيرت علامات استفهام حول عدم مشاركة الخزري مهاجم مونبلييه أمام الدنمارك، كما لم يبدأ أشهر لاعبي تونس في أوروبا حالياً، وثاني أفضل هداف في تاريخ المنتخب، المباراة الثانية، لكنه شارك بديلاً في نحو ثلث ساعة قبل النهاية.
ولم يتمكن الخزري من ترك بصمة، باستثناء تسديدة ضعيفة قبل النهاية من مدى قريب أمسكها الحارس رايان.

المدرب جلال القادري متأثراً بالخسارة (رويترز)

واعتمد القادري على السليتي ضمن تغيير واحد على تشكيلته الأساسية، لكن مراوغات لاعب الاتفاق السعودي لم تكن مجدية، كما أن رأس الحربة عصام الجبالي لم يهدد المرمى وكُلف مهاماً دفاعية أكثر في الضغط على لاعبي المنافس.
وغابت فاعلية المهاجم البديل طه ياسين الخنيسي، بينما استمر سيف الدين الجزيري على مقاعد البدلاء مجدداً بعد أن كان المهاجم الأساسي في فترة المدرب السابق منذر الكبير.
وستحتاج تونس الآن إلى معجزة للعبور إلى أدوار خروج المغلوب لأول مرة في تاريخها، إذ تملك نقطة واحدة مثل الدنمارك التي تواجه فرنسا لاحقاً، مقابل ثلاث نقاط لأستراليا التي خسرت 4 - 1 من أبطال العالم في الجولة الافتتاحية.
وسيكون القادري مطالباً بالفوز في آخر مباراة أمام كيليان مبابي ورفاقه في تحدٍ صعب لدفاعه، وسيحتاج إلى الابتكار.


مقالات ذات صلة

السعودية على بوصلة الأحداث الرياضية... «ماضياً وحاضراً ومستقبلاً»

رياضة سعودية السعودية سجلت نفسها وجهة عالمية للأحداث الرياضية (الشرق الأوسط)

السعودية على بوصلة الأحداث الرياضية... «ماضياً وحاضراً ومستقبلاً»

خلال الأعوام العشرة المقبلة، ستكون السعودية على موعد مع استضافة كأس آسيا 2027، ومن ثم استضافة كأس العالم 2034، واستضافة دورة الألعاب الآسيوية «آسياد 2034».

فهد العيسى (الرياض)
رياضة سعودية الاستضافة المونديالية أكبر تتويج لجهود المملكة على الصعيد الرياضي (وزارة الرياضة)

مونديال 2034... تتويج لائق لحقبة سعودية «وثابة»

«إننا في المملكة ندرك أهمية القطاع الرياضي في تحقيق المزيد من النمو والتطوير»... هذه الكلمات هي جزء من حديث الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء،

فهد العيسى ( الرياض)
رياضة عربية الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (إ.ب.أ)

السيسي يهنئ السعودية باستضافة «مونديال 2034»

وجّه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي التهنئة إلى المملكة العربية السعودية، بعد الفوز بتنظيم «كأس العالم 2034».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
رياضة عالمية توماس توخيل يبدأ رسمياً دوره مدرباً لإنجلترا في يناير (أ.ب)

مجموعة إنجلترا في تصفيات المونديال... كيف ستسير الأمور؟

ستواجه إنجلترا صربيا في التصفيات المؤهلة لكأس العالم الموسعة المكونة من 48 فريقاً في عام 2026 في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

The Athletic (لندن)
رياضة عالمية قرعة متوازنة لتصفيات أوروبا المؤهلة إلى كأس العالم لكرة القدم 2026 (د.ب.أ)

قرعة متوازنة لتصفيات أوروبا المؤهلة إلى المونديال

سحبت قرعة تصفيات أوروبا المؤهلة إلى كأس العالم لكرة القدم 2026 في زيوريخ بسويسرا، الجمعة.

«الشرق الأوسط» (زيوريخ)

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
TT

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، الأربعاء، عن فتح الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ملفاً طارئاً لمتابعة الوضع الحالي المتعلق بالمباريات التي ستقام في إيران في الفترة المقبلة، وذلك بسبب الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة.

ويتابع الاتحاد الآسيوي، الأمر من كثب لتحديد مصير المباريات الآسيوية سواء المتعلقة بالمنتخب الإيراني أو الأندية المحلية في بطولات آسيا المختلفة.

ومن المتوقع أن يصدر الاتحاد الآسيوي بياناً رسمياً خلال الأيام القليلة المقبلة بشأن هذا الموضوع، لتوضيح الوضع الراهن والموقف النهائي من إقامة المباريات في إيران.

وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بالاتحاد الآسيوي للرد على السيناريوهات المتوقعة لكنه لم يرد.

وفي هذا السياق، يترقب نادي النصر السعودي موقف الاتحاد الآسيوي بشأن مصير مباراته مع فريق استقلال طهران الإيراني، التي من المقرر إقامتها في إيران ضمن منافسات الجولة الثالثة من دور المجموعات في دوري أبطال آسيا النخبة.

ومن المقرر أن تقام مباراة النصر الثالثة أمام نادي الاستقلال في معقله بالعاصمة الإيرانية طهران في الثاني والعشرين من الشهر الحالي فيما سيستضيف باختاكور الأوزبكي في 25 من الشهر المقبل.

ومن حسن حظ ناديي الهلال والأهلي أن مباراتيهما أمام الاستقلال الإيراني ستكونان في الرياض وجدة يومي 4 نوفمبر (تشرين الثاني) و2 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين كما سيواجه الغرافة القطري مأزقاً أيضاً حينما يواجه بيرسبوليس الإيراني في طهران يوم 4 نوفمبر المقبل كما سيستضيف النصر السعودي يوم 17 فبراير (شباط) من العام المقبل في طهران.

وتبدو مباراة إيران وقطر ضمن تصفيات الجولة الثالثة من تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026 المقررة في طهران مهددة بالنقل في حال قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم باعتباره المسؤول عن التصفيات نقلها لمخاوف أمنية بسبب هجمات الصواريخ المضادة بين إسرائيل وإيران وسيلتقي المنتخبان الإيراني والقطري في منتصف الشهر الحالي.

ويدور الجدل حول إمكانية إقامة المباراة في إيران أو نقلها إلى أرض محايدة، وذلك بناءً على المستجدات الأمنية والرياضية التي تتابعها لجنة الطوارئ في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

في الوقت ذاته، علمت مصادر «الشرق الأوسط» أن الطاقم التحكيمي المكلف بإدارة مباراة تركتور سازي تبريز الإيراني ونظيره موهون بوغان الهندي، التي كان من المفترض أن تقام أمس (الأربعاء)، ضمن مباريات دوري آسيا 2 لا يزال عالقاً في إيران بسبب توقف حركة الطيران في البلاد.

الاتحاد الآسيوي يراقب الأوضاع في المنطقة (الاتحاد الآسيوي)

الاتحاد الآسيوي يعمل بجهد لإخراج الطاقم التحكيمي من الأراضي الإيرانية بعد تعثر محاولات السفر بسبب الوضع الأمني.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قد ذكر، الثلاثاء، أن فريق موهون باجان سوبر جاينت الهندي لن يسافر إلى إيران لخوض مباراته أمام تراكتور في دوري أبطال آسيا 2 لكرة القدم، بسبب مخاوف أمنية في المنطقة.

وكان من المقرر أن يلتقي الفريق الهندي مع تراكتور الإيراني في استاد ياديجار إمام في تبريز ضمن المجموعة الأولى أمس (الأربعاء).

وقال الاتحاد الآسيوي عبر موقعه الرسمي: «ستتم إحالة الأمر إلى اللجان المختصة في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم؛ حيث سيتم الإعلان عن تحديثات إضافية حول هذا الأمر في الوقت المناسب».

وذكرت وسائل إعلام هندية أن الفريق قد يواجه غرامة مالية وربما المنع من المشاركة في دوري أبطال آسيا 2. وذكرت تقارير أن اللاعبين والمدربين أبدوا مخاوفهم بشأن الجوانب الأمنية.

وأطلقت إيران وابلاً من الصواريخ الباليستية على إسرائيل، الثلاثاء، ثأراً من حملة إسرائيل على جماعة «حزب الله» المتحالفة مع طهران، وتوعدت إسرائيل بالرد على الهجوم الصاروخي خلال الأيام المقبلة.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، قد أعلن في سبتمبر (أيلول) 2023 الماضي، أن جميع المباريات بين المنتخبات الوطنية والأندية التابعة للاتحادين السعودي والإيراني لكرة القدم، ستقام على أساس نظام الذهاب والإياب بدلاً من نظام الملاعب المحايدة الذي بدأ عام 2016 واستمر حتى النسخة الماضية من دوري أبطال آسيا.