واشنطن: الغارات الجوية في سوريا هدفها منع «داعش» من عرقلة تقدم قوات كردية

التنظيم يعدم 3 ناشطين إعلاميين في الرقة.. والأكراد ينفون اشتباكهم مع الجيش التركي

واشنطن: الغارات الجوية في سوريا هدفها منع «داعش» من عرقلة تقدم قوات كردية
TT

واشنطن: الغارات الجوية في سوريا هدفها منع «داعش» من عرقلة تقدم قوات كردية

واشنطن: الغارات الجوية في سوريا هدفها منع «داعش» من عرقلة تقدم قوات كردية

قبل ساعات من عقد الرئيس الأميركي باراك أوباما اجتماعا موسعا مع قياداته العسكرية والدبلوماسية لتقييم استراتيجية مواجهة «داعش»، أعلن وزير الدفاع الأميركي أشتون كارتر ان سيل الغارات الجوية في محيط مدينة الرقة السورية خلال اليومين الماضيين كان يهدف لزعزعة قدرة متشددي تنظيم «داعش» على الرد في مواجهة تقدم تحققه قوات من أكراد سوريا على الارض في شمال المدينة. وفي تغير واضح للاهداف دك التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة مدينة الرقة وهي معقل «داعش» في سوريا بثماني عشرة غارة جوية يوم السبت دمرت 16 جسرا فضلا عن أهداف تكتيكية ومركبات.
وقال كارتر خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الفرنسي جان ايف لو دريان ان الغارات الجوية كان هدفها تقييد «حرية الحركة للتنظيم وشل قدرته على منع تقدم هذه القوات الكردية».
وأضاف الوزير الامريكي:» بهذه الطريقة ستلحق هزيمة فعالة ودائمة بـ»داعش»... حين توجد قوات محلية فاعلة على الارض يتسنى لنا دعمها وتمكينها لتسيطر على أراض وتحافظ عليها وتضمن حكمها بطريقة جيدة بعد ذلك».
وسيطر مقاتلون بقيادة وحدات حماية الشعب الكردية على أجزاء كبيرة من الاراضي بالقرب من الحدود التركية من الجبهة العراقية الى الغرب من مدينة عين العرب كوباني السورية مباشرة.
وعصر أمس، توجه الرئيس الاميركي الى «البنتاغون» لعقد اجتماع مغلق مع رئيس هيئة الاركان الجنرال مارتين ديمبسي ووزير الدفاع بالاضافة الى قيادات عسكرية رفيعة منها الجنرال لويد اوستن قائد القيادة المركزية الاميركية. وشهد الاجتماع المغلق مراجعة للاستراتيجية الاميركية الحالية ضد «داعش».
من جهة اخرى تضاربت أمس المعلومات حول المعارك المفتوحة في شمال سوريا بين فصائل المعارضة السورية المسلّحة من جهة وتنظيم داعش من جهة ثانية، كما تباينت المعلومات أيضًا حول التقدم الذي يحرزه كلا الفريقين على الأرض لا سيما فيما يتعلق بالهجوم الذي شنه «داعش» على مدينة عين عيسى في الرقة. لكن ما خرق رتابة المشهد الميداني، الخبر الذي نشره «المرصد السوري لحقوق الإنسان» وتحدث فيه عن «اشتباكات دارت بين مقاتلين من وحدات حماية الشعب الكردي من طرف، وعناصر من الجيش التركي من طرف آخر بعد منتصف ليل الأحد - الاثنين، قرب معبر تل أبيض الحدودي مع تركيا، ما أدى إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى».
هذه المعلومات نفاها الطرف الكردي بالمطلق، على لسان القيادي في وحدات حماية الشعب الكردي أحمد شيخو لـ«الشرق الأوسط»، الذي أكد أن «قيادة وحدات الحماية تابعت هذه المعلومات مع قواتها في تل أبيض، فتبيّن أنها غير صحيحة ولم يحصل أي اشتباك من هذا النوع». لافتًا إلى أن «انفجارا وقع (أمس) على معبر جرابلس أدى إلى مقتل قيادي في داعش، لكن لم يعرف حتى الآن من يقف وراء هذا الانفجار».
في المقابل بقي الوضع العسكري في الشمال السوري على سخونته، وتضاربت المعلومات حول سيطرة «داعش» على مدينة عين عيسى، إذ في حين أعلن المرصد دخول التنظيم إليها، نفت مصادر عدّة في المعارضة الأمر.
وأوضح أبو محمد الناشط، في تجمع «الرقة تذبح بصمت» لـ«الشرق الأوسط» أن مقاتلي «داعش» دخلوا مبنى البريد ومن ثم انسحبوا منه، مؤكدا أن المدينة لا تزال تحت سيطرة المعارضة. وهو ما أكّده كذلك، القيادي الكردي أحمد شيخو لـ«الشرق الأوسط»، الذي قال، بأن «اشتباكات عنيفة دارت بين قوات الحماية الكردية وتنظيم داعش في عين عيسى إثر هجوم نفذه التنظيم على أطراف المدينة، لكن مقاتلي وحدات الحماية تصدوا له ما أدى إلى صدّ الهجوم وإفشاله. ولم يتمكن المهاجمون من الاختراق أو السيطرة على أي من أحياء المدينة». وأوضح شيخو أن «ما حصل في عين عيسى هو امتداد للمعارك التي تدور في محيط مدينة صرين الواقعة تحت سيطرة تنظيم داعش بين (بركان الفرات) المؤلفة من القوات الكردية ولواء ثوار الرقة وبعض فصائل المعارضة من جهة، والتنظيم من جهة أخرى». ولم يجد شيخو في «الهجوم الفاشل على عين عيسى، إلا محاولة من داعش لتخفيف الخناق المضروب عليه في مدينة صرين». مؤكدًا أن «مدينة صرين باتت الآن محاصرة بالكامل، وأن تحريرها مسألة وقت قد يعلن بعد وقت قصير». وقال: «إن داعش يستميت في القتال لإبقاء سيطرته على هذه المنطقة الاستراتيجية بالنسبة له، كونها تربط ريف حلب وجرابلس ومنبج بمحافظة الرقة، وبسبب قربها من نهر الفرات ومن سدّ تشرين الذي يزود المنطقة بالكهرباء، ولأن سقوطها يضعف داعش ويسهّل الوصول إلى الرقة حيث ثقل نفوذ هذا التنظيم».
بدوره قال شرفان درويش، المتحدث باسم قوات «بركان الفرات» التي تقاتل في المنطقة، لوكالة «الصحافة الفرنسية»: «نحن موجودون داخل مدينة عين عيسى»، مؤكدا «تسلل مجموعة من مقاتلي داعش إلى المدينة بعد منتصف الليل» واستمرار المعارك. وتتألف غالبية سكان عين عيسى من العرب، وقد نزحوا منها خلال المعارك الأخيرة التي انتهت بسيطرة الأكراد وحلفائهم عليها في 23 يونيو (حزيران) الماضي.
وكان «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، أفاد باستمرار الاشتباكات العنيفة بين مقاتلي وحدات الحماية المدعمة بفصائل المعارضة من جهة، وتنظيم داعش من جهة أخرى، بدءًا من أطراف جبل عبد العزيز وصولاً إلى شرق مدينة عين عيسى بريف الرقة الشمالي الغربي، حيث تمكن التنظيم من التقدم والسيطرة على قرى ومناطق كانت تسيطر عليها الوحدات الكردية قرب جبل عبد العزيز. وأشار المرصد أن «اشتباكات دارت بين الطرفين في غرب وشمال غربي مدينة عين عيسى، حيث كان تنظيم داعش قد استعاد صباحًا (أمس)، السيطرة بشكل كامل على المدينة وقرى أخرى في محيطها من الجهة الشرقية وصولاً إلى بلدة الشركراك في شمال شرقي المدينة التي يسيطر التنظيم على أجزاء منها، وذلك بعد هجوم معاكس بدأه داعش على المدينة التي نزح عنها سكانها قبل بدء الاشتباكات، إذ سيطر التنظيم بعد اشتباكات مع الفصائل المقاتلة داخل المدينة والوحدات الكردية في محيطها».
وأشار المرصد إلى أن «تنظيم داعش كان قد بدأ هجومًا على تمركزات للوحدات الكردية في المنطقة الممتدة من جنوب عالية في أطراف محافظة الحسكة، وصولاً إلى محيط منطقة صرين بالريف الجنوبي الشرقي لمدينة كوباني مرورًا بمحافظة الرقة، ما أدى إلى مقتل ثمانية أشخاص بينهم ثلاثة أطفال وامرأتان ومقاتلان كرديان إثر انفجار سيارة مفخخة في منطقة الركبة الواقعة في أطراف محافظة الرقة قرب الحدود مع الريف الجنوبي لمدينة رأس العين».



العليمي: لا خيار سوى الانتصار على المشروع الإيراني في اليمن

رئيس الأركان اليمني ووزير الداخلية أثناء إيقاد شعلة ذكرى ثورة «26 سبتمبر» في مأرب (سبأ)
رئيس الأركان اليمني ووزير الداخلية أثناء إيقاد شعلة ذكرى ثورة «26 سبتمبر» في مأرب (سبأ)
TT

العليمي: لا خيار سوى الانتصار على المشروع الإيراني في اليمن

رئيس الأركان اليمني ووزير الداخلية أثناء إيقاد شعلة ذكرى ثورة «26 سبتمبر» في مأرب (سبأ)
رئيس الأركان اليمني ووزير الداخلية أثناء إيقاد شعلة ذكرى ثورة «26 سبتمبر» في مأرب (سبأ)

احتفل اليمنيون رسمياً وشعبياً في الداخل والخارج بذكرى «ثورة 26 سبتمبر» التي أطاحت بأسلاف الحوثيين في 1962، وبهذه المناسبة أكد رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي أنه «لا خيار سوى الانتصار على المشروع الإيراني» والمتمثل في الجماعة الحوثية.

ورغم أعمال القمع والاعتقالات الواسعة التي شنتها الجماعة الحوثية في مناطق سيطرتها والاستنفار الأمني فإن السكان في مناطق متفرقة احتفلوا بشكل فردي بذكرى الثورة التي ترى فيها الجماعة خطراً يمكن أن يستغل لتفجير انتفاضة عارمة للقضاء على انقلابها.

احتفالات بذكرى الثورة اليمنية في مدينة الخوخة المحررة جنوب محافظة الحديدة (سبأ)

وفي المناطق المحررة، لا سيما في مأرب وتعز وبعض مناطق الحديدة الخاضعة للحكومة الشرعية، نظمت احتفالات رسمية وشعبية على نحو غير مسبوق بحضور كبار المسؤولين اليمنيين، الذين حضروا حفل «إيقاد شعلة الثورة».

وحضر الاحتفال الرسمي في مأرب عضو مجلس القيادة الرئاسي سلطان العرادة ورئيس الحكومة أحمد عوض بن مبارك، ومعه وزراء: الداخلية، والتجارة والصناعة، والمالية، والكهرباء، والمياه والبيئة، والإعلام والثقافة والسياحة.

وفي حين أقامت العديد من السفارات اليمنية في الخارج الاحتفالات بذكرى الثورة «26 سبتمبر» شهدت مدينة تعز (جنوب غرب) حشوداً غير مسبوقة في سياق الاحتفالات الرسمية والشعبية بالمناسبة.

وكان اليمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين بدأوا دعواتهم للاحتفال بالثورة هذا العام منذ بداية الشهر الجاري، وهو ما جعل الجماعة تستنفر قواتها في صنعاء وإب وذمار والحديدة وتهدد الداعين للاحتفال قبل أن تشن حملات اعتقال شملت المئات، بينهم سياسيون ووجهاء قبليون وصحافيون وحزبيون.

حشود كبيرة تحتفل في مدينة تعز اليمنية عشية ذكرى الثورة التي أطاحت بأسلاف الحوثيين في 1962 (سبأ)

وعلى وقع الاعتقالات الحوثية رأى «التحالف الوطني للأحزاب والمكونات السياسية» المؤيدة للحكومة الشرعية أن الجماعة الحوثية تحاول «طمس الهوية اليمنية الثورية، وتكرار ممارسات الحكم الإمامي ومحو آثار الثورة السبتمبرية العظيمة».

ودعت الأحزاب في بيان المجتمع الدولي والمنظمات الدولية إلى «إدانة الجرائم والانتهاكات الحوثية، والوقوف بحزم ضد هذه الجماعة التي تمثل تهديداً ليس فقط لليمن، بل لأمن واستقرار المنطقة بأسرها».

هجوم رئاسي

بالتزامن مع احتفالات اليمنيين بذكرى «ثورة 26 سبتمبر» هاجم رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي الحوثيين، في خطاب وجهه من نيويورك حيث يشارك في الاجتماعات السنوية للأمم المتحدة، وأشاد بالتمسك بالاحتفال بالمناسبات الوطنية.

وحض العليمي على جعل الاحتفال «دعوة للفعل والتماسك والثبات ونداء مسؤولية وواجب لا يستثني أحداً للانخراط في معركة استعادة مؤسسات الدولة بالسلاح، والمال، والكلمة».

ورأى أن الاحتفالات المبكرة كل عام «تؤكد أن شعلة التغيير ستظل متقدة أبداً في النفوس». وأضاف «هذا الاحتشاد، والابتهاج الكبير بأعياد الثورة اليمنية في مختلف المحافظات هو استفتاء شعبي يشير إلى عظمة مبادئ سبتمبر الخالدة، ومكانتها في قلوب اليمنيين الأحرار، ورفضهم الصريح للإماميين الجدد، وانقلابهم الآثم». في إشارة إلى الحوثيين.

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي (سبأ)

وهاجم العليمي الحوثيين وقال إنهم «اختاروا الفوضى حين ساد الاستقرار، واقترفوا جريمة الانقلاب حين توافق اليمنيون على الديمقراطية وسيادة الشعب، وفرضوا الحرب يوم جنح الجميع إلى السلام، وقاموا بنهب المؤسسات وتخريبها واحتكروا موارد البلاد وأثقلوا المواطنين بالجبايات».

وأشار رئيس مجلس الحكم اليمني إلى أن الجماعة الموالية لإيران اجتاحت المدن والقرى بالإرهاب والعنف وانتهاك الحريات العامة، واختطفت الأبرياء من النساء والأطفال والمسنين، وعبثت باستقلال القضاء وأفرغت القوانين من قيمتها، وحرفت التعليم عن سياقه الوطني والعلمي، وحولته إلى منبر طائفي وسلالي متخلف.

وشدد في خطابه على أنه «لا خيار - في بلاده - سوى النصر على المشروع الإيراني». وقال «إن حريتنا وكرامتنا، تتوقف على نتيجة هذه المعركة المصيرية التي لا خيار فيها إلا الانتصار».

وأكد العليمي على أنه لا يوجد مستقبل آمن ومزدهر لليمن بمعزل عن الدول العربية وفي مقدمها دول تحالف دعم الشرعية بقيادة السعودية، والإمارات. وقال «هذا المصير لا يتعلق فقط بهذه المرحلة، ولكن بحقائق التاريخ، والجغرافيا التي تتجاوز أوهام الأفراد وطموحاتهم، وأزماتهم».