فيما وقعت السعودية، مؤخراً، عدداً من الاتفاقيات مع شركات محلية وعالمية في تقنيات تعدين مياه الرجيع الملحي وأغشية التناضح العكسي وإنشاء أول مصنع من نوعه في الشرق الأوسط وثاني أكبر منشأة متكاملة في العالم خارج اليابان، أكد المهندس عبد الله العبد الكريم، محافظ المؤسسة العامة لتحلية المياه، لـ«الشرق الأوسط»، أن الأغشية المصنعة محلياً ستكون منافسة لأقرانها على المستوى الدولي، مبيناً أن المنتج لديه سوق كبيرة ويتنامى مع الجفاف العالمي.
وبين العبد الكريم أن السعودية منذ 50 عاماً بدأت في صناعة التحلية وتتجه للريادة في التصدير المعرفي، حيث ستقوم الشركة اليابانية بإنشاء المصنع ثم تتكاتف الجهود لتصنيع منتج يكون الأفضل في الكفاءة والمكونات المستدامة وحماية البيئة.
وقال المهندس العبد الكريم إن جزءاً من الاتفاقية ينص على أن 70 في المائة من المواد المستخدمة في الصناعة من السوق المحلية والمشاركة في الأبحاث لتطوير المنتج وخفض استهلاك الطاقة والتكلفة الرأسمالية والتشغيلية.
وواصل في حديثه للصحيفة أن الاتفاقية الموقعة أخيراً تعمل على تعزيز المدخل المحلي وزيادة الكفاءة بما يخدم صناعة التحلية بشكل عام.
وبالنسبة للجدوى المكتسبة من تصدير الأغشية المصنعة محلياً، ذكر محافظ «التحلية» أن أول عائد يرتكز على أمن إمدادات المياه، بالإضافة إلى تنمية المحتوى المحلي وتوليد أكثر من 135 ألف وظيفة مباشرة و5 آلاف غير مباشرة بحلول 2035.
وأوضح أن توطين الصناعات الواعدة في مجال تحلية المياه المالحة، يأتي امتداداً للتنمية الاقتصادية الوطنية الشاملة، ودعم الابتكار والأبحاث ورفع معايير الكفاءة وفق مرتكزات رؤية 2030، وكذلك مستهدفات الاستراتيجية الوطنية للصناعة التي أطلقتها المملكة.
وعقدت المؤسسة العامة لتحلية المياه مؤتمراً صحافياً قبل أكثر من أسبوعين لتوقيع الاتفاقيات التي تشمل التحلية الإضافية لتعدين مياه الرجيع الملحي، مع شركتي «الكيمياء» و«ننقشيا تي بي السعودية»، بهدف تحقيق قيمة إضافية في الناتج المحلي تصل إلى 1.5 مليار ريال (400 مليون دولار) سنوياً في 2030، إضافة لإنتاج مياه محلاة صالحة للشرب بجودة عالية واستخلاص معدن البروم والصوديوم والبوتاسيوم والمغنيسيوم والكالسيوم والليثيوم على مراحل مختلفة، التي تستخدم في صناعة النفط والغاز والأدوية والإنشاءات والصناعات الغذائية والصناعات الكيميائية المختلفة.
وأبرمت «التحلية» اتفاقية تعاون ودعم هندسي لشركات سعودية متخصصة في إنشاء محطات التحلية وأنظمة نقل المياه، بعد أن أثبتت الأخيرة قدرتها وجديتها العالية في توطين الأعمال الهندسية والفنية لبناء محطات تحلية وأنظمة نقل عملاقة، وهي منشآت وطنية 100 في المائة، في مقدمتها «روافد» و«بحور».
وأُعلن خلال المؤتمر عن إنشاء مصنع متكامل المرحل وهو الأول من نوعه في الشرق الأوسط لصناعة أغشية التناضح العكسي وثاني مصنع متكامل في العالم خارج اليابان، باستثمار سعودي وأجنبي وكان العمل على المشروع يتم بالشراكة مع هيئة المحتوى المحلي والمشتريات الحكومية.
وستقوم شركة «توراي الشرق الأوسط» اليابانية بإنشاء المصنع ذي خطوط الإنتاج المتنوعة وبجودة وكفاءة للمنتج تعدان الأعلى عالمياً في مؤشرات خفض استهلاك الطاقة وطول العمر التشغيلي، وتبنيها لمفاهيم متقدمة في خدمة البيئة. ويستهدف إنتاج المصنع تغطية حجم الطلب العالي والمتزايد على هذه الصناعة الواعدة محلياً وعالمياً، بما يحقق عائدات تُقدر بـ690 مليون ريال (186 مليون دولار) في الرياض والخليج بحلول 2025.
ويمتاز المنتج الذي ستشارك المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة بتطويره بحثياً في خفض معدل التكلفة بما يزيد على 14 في المائة، وكذلك استهلاك الطاقة بمعدل يبدأ من 4 في المائة.
وذكر محافظ التحلية أن صناعة أغشية التناضح العكسي الصديقة للبيئة تُمثل اليوم أحد أهم ممكنات صناعة التحلية في العالم، ويتزايد الطلب عليها بمعدل سنوي يصل إلى 6 في المائة محلياً و7 في المائة خليجياً، كاشفاً عن بدء إنتاج المصنع في 2025 ليحقق عائداً على الناتج المحلي يصل إلى 1.14 مليار (304 ملايين دولار) خلال 5 أعوام، وبأثر سنوي على الميزان التجاري 135 مليون ريال (36 مليون دولار)، ويخدم بالإضافة للمياه قطاعات النفط والغاز والصناعة.
ووفقاً للمحافظ، فإنه تبلغ طاقة المصنع الإنتاجية 254 ألف غشاء تُلبي 10 في المائة منها حاجة المؤسسة، فيما تخصص 55 في المائة منها لقطاع المياه المحلي، مقابل 5 في المائة للنفط والغاز، مع تصدير 30 في المائة من المنتجات لتغطية الطلب الخارجي.
السعودية تتجه إلى الريادة والتصدير المعرفي في «تحلية المياه»
محافظ المؤسسة العامة لـ«الشرق الأوسط»: نستهدف صناعة أغشية محلية منافسة عالمياً
السعودية تتجه إلى الريادة والتصدير المعرفي في «تحلية المياه»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة