محكمة أمن الدولة الأردنية تبدأ النظر في محاكمة عراقي يعمل لصالح المخابرات الإيرانية

أدخل 45 كيلوغرام متفجرات للقيام بأعمال إرهابية على الساحة الأردنية

محكمة أمن الدولة الأردنية تبدأ النظر في محاكمة عراقي يعمل لصالح المخابرات الإيرانية
TT

محكمة أمن الدولة الأردنية تبدأ النظر في محاكمة عراقي يعمل لصالح المخابرات الإيرانية

محكمة أمن الدولة الأردنية تبدأ النظر في محاكمة عراقي يعمل لصالح المخابرات الإيرانية

بدأت محكمة أمن الدولة الأردنية أمس (الاثنين) النظر في قضية المتهم خالد كاظم الربيعي (49 عاما) من الجنسية العراقية الذي مثل أمامها بتهمة إدخال متفجرات إلى الأردن من أجل القيام بأعمال إرهابية داخل أراضي المملكة.
وقررت المحكمة منع وسائل الإعلام من نشر تفاصيل الجلسات في هذه القضية دون إعطاء أي إيضاحات.
كانت الأجهزة الأمنية ألقت القبض مؤخرا على المتهم الربيعي والذي يعمل لصالح المخابرات الإيرانية وفق لائحة الاتهام.
وأشارت اللائحة إلى أن المتهم الذي يحمل الجنسية النرويجية أيضا شارك بتنفيذ عدة عمليات اغتيال لصالح المخابرات الإيرانية في أوقات سابقة.
وبينت اللائحة أن الربيعي أدخل 45 كلغم من المواد شديدة الانفجار إلى الأردن وخزنها في إحدى مناطق ثغرة عصفور بجرش 55 كلم شمال العاصمة عمان.
وبناء عليه تمت إحالته إلى مدعي عام أمن الدولة ليصار إلى محاكمته وتلاوة التهم عليه والتي من بينها حيازة متفجرات بقصد استخدامها بشكل غير مشروع.
من جانبه قال محامي التنظيمات الإسلامية موسى العبد اللات لـ«الشرق الأوسط» إن الأصل في المحاكمات التي تشغل الرأي العام أن تكون علنية حتى يكون الشعب الأردني على اطلاع بحيثيات المحكمة.
وأضاف العبد اللات أن المحكمة ارتأت منع النشر في تفاصيل المحاكمة فإنني أعتقد أن المنع جاء لأسباب سياسية وأمنية. خاصة أننا نعيش في ظروف سياسية في إقليم ملتهب وأن تداعيات ذلك قد تكون ليس في وقتها.
وأبلغ العبد اللات «الشرق الأوسط» أن المحكمة رفضت وكالة المحامية اللبنانية بشرى خليل للدفاع عن المتهم وطلبت من المتهم توكيل محام أردني وفق قانون نقابة المحاميين الأردنيين الذي يحظر مرافعة أي محام غير أردني أمام محكمة أمن الدولة.
وقال إن ذوي المتهم اتصلوا به من خارج الأردن من أجل التفاوض للدفاع عن المهتم وإن الاتصالات ما زالت في بداياتها. من جانبه قال السفير العراقي لدى الأردن جواد هادي عباسي في اتصال مع «الشرق الأوسط» إنه ليس لديه أي تفاصيل عن القضية وإنه قرأ الخبر من الصحافة وطلب من كوادر السفارة متابعة الموضوع مع السلطات الأردنية دون إعطاء أي تفاصيل. وقررت محكمة أمن الدولة أمس منع النشر في قضية الربيعي الذي يتبع لفيالق «بيت المقدس» الإيراني والمتهم بحيازة مفرقعات بقصد استعمالها على وجه غير مشروع. وقالت المحكمة في بيان إنه سيصار إلى مخاطبة هيئة الإعلام المرئي والمسموع لمنع النشر في القضية عبر كافة وسائل الإعلام. وقد منع الصحافيون أمس من حضور الجلسة الافتتاحية في القضية ومن باقي الجلسات الأخرى والتي من المقرر أن تنظر المحكمة في عدد من قضايا الإرهاب. وكانت الأجهزة الأمنية أفشلت قبل عدة أشهر مخططًا لشخص يتبع لـفيالق «بيت المقدس» الإيراني كان ينوي تنفيذ عمليات إرهابية على الساحة الأردنية، وذلك بعد القبض عليه وضبط كمية كبيرة من المواد شديدة الانفجار كانت مخبأة بمنطقة في شمال المملكة. وقال مصدر مطلع إن السلطات الأمنية أحالت ملف المتهم الربيعي بعد استكمال الإجراءات الأمنية وما يتعلق بالتحقيقات التي دلت على أن المتهم كان ينوي إرسال جزء من هذه المتفجرات إلى الأراضي الفلسطينية واستخدام جزء منها على الساحة الأردنية.
وأشار إلى أن هذه القضية هي الأكبر من نحو عشر سنوات من حيث كمية المواد المتفجرة المضبوطة ونوعيتها.
من جهة أخرى أرجأت محكمة أمن الدولة أمس للمرة الثانية النطق بالحكم بالقضية المعروفة باسم «ملف حماس» إلى الخامس عشر من الشهر الجاري وفق ما أكد وكيل الدفاع المحامي حكمت الرواشدة.
ويمثل 12 متهما من أصل 16 أمام المحكمة أغلبهم مهندسون فيما لا يزال اثنان يعملان بالخارج وآخران أسيران في السجون الإسرائيلية وفق وكيل الدفاع.
ويواجه المتهمون تهما تتعلق بتصنيع مواد مفرقعة بقصد استعمالها على وجه غير مشروع بالاشتراك والقيام بأعمال من شأنها الإخلال بالنظام العام وتعريض سلامة المجتمع وأمنه للخطر وتجنيد أشخاص بقصد الالتحاق بجماعات مسلحة والالتحاق بجماعات مسلحة.



حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
TT

حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)

فرضت الجماعة الحوثية خلال الأيام الماضية إتاوات جديدة على مُلاك مناجم الحجارة وسائقي ناقلات الحصى المستخدم في الخرسانة المسلحة في العاصمة المختطفة صنعاء ومدن أخرى؛ ما تَسَبَّبَ أخيراً في ارتفاع أسعارها، وإلحاق أضرار في قطاع البناء والتشييد، وزيادة الأعباء على السكان.

وذكرت مصادر محلية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، أن قيادات حوثية تُدير شؤون هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية الخاضعة لسيطرة الجماعة، فرضت زيادة سعرية مفاجئة على ناقلات الحصى تتراوح ما بين 300 و330 دولاراً (ما بين 160 ألفاً و175 ألف ريال) لكل ناقلة.

ووصل إجمالي السعر الذي يُضطر مُلاك مناجم الحجارة وسائقو الناقلات إلى دفعه للجماعة إلى نحو 700 دولار (375 ألف ريال)، بعد أن كان يقدر سعرها سابقاً بنحو 375 دولاراً (200 ألف ريال)، حيث تفرض الجماعة سعراً ثابتاً للدولار بـ 530 ريالاً.

مالكو الكسارات في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية يشتكون من الابتزاز والإتاوات (فيسبوك)

وتذهب الزيادة المفروضة، وفقاً للمصادر، لمصلحة أحد المشرفين الحوثيين، الذي يُكنى بـ«الجمل»، ويواصل منذ أيام شن مزيد من الحملات التعسفية ضد مُلاك كسارات وسائقي ناقلات بصنعاء وضواحيها، لإرغامهم تحت الضغط والترهيب على الالتزام بتعليمات الجماعة، وتسديد ما تقره عليهم من إتاوات.

واشتكى مُلاك كسارات وسائقو ناقلات في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، من حملات الابتزاز الحوثي لفرض الزيادة المفاجئة في أسعار بيع ونقل الخرسانة المستخدمة في البناء والتشييد، ما يزيد من أعبائهم ومعاناتهم.

وقال بعضهم إن الجماعة لم تكتفِ بذلك، لكنها فرضت إتاوات أخرى عليهم تحت أسماء متعددة منها تمويل تنظيم الفعاليات بما تسمى ذكرى قتلاها في الحرب، ورسوم نظافة وتنمية مجتمعية وأجور مشرفين في الجماعة بذريعة تنفيذ الرقابة والمتابعة والإشراف على السلامة البيئية.

وتحدث مالك كسارة، اشترط إخفاء اسمه، عن لجوئه وآخرين يعملون في ذلك القطاع، لتقديم عدة شكاوى لسلطة الانقلاب للمطالبة بوقف الإجراءات التعسفية المفروضة عليهم، لكن دون جدوى، وعدّ ذلك الاستهداف لهم ضمن مخطط حوثي تم الإعداد له مسبقاً.

الإتاوات الجديدة على الكسارة وناقلات الحصى تهدد بإلحاق أضرار جديدة بقطاع البناء (فيسبوك)

ويتهم مالك الكسارة، المشرف الحوثي (الجمل) بمواصلة ابتزازهم وتهديدهم بالتعسف والإغلاق، عبر إرسال عناصره برفقة سيارات محملة بالمسلحين لإجبارهم بالقوة على القبول بالتسعيرة الجديدة، كاشفاً عن تعرُّض عدد من سائقي الناقلات خلال الأيام الماضية للاختطاف، وإغلاق نحو 6 كسارات لإنتاج الحصى في صنعاء وضواحيها.

ويطالب مُلاك الكسارات الجهات الحقوقية المحلية والدولية بالتدخل لوقف التعسف الحوثي المفروض على العاملين بذلك القطاع الحيوي والذي يهدد بالقضاء على ما تبقى من قطاع البناء والتشييد الذي يحتضن عشرات الآلاف من العمال اليمنيين.

وسبق للجماعة الحوثية، أواخر العام قبل الفائت، فتح مكاتب جديدة تتبع هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية الخاضعة لها، في أغلبية مناطق سيطرتها بغية التضييق على مُلاك الكسارات وسائقي ناقلات الحصى، ونهب أموالهم.

وأغلقت الجماعة الحوثية عبر حملة استهداف سابقة نحو 40 كسارة في محافظات صنعاء وعمران وحجة وإب والحديدة وذمار، بحجة مخالفة قانون المناجم، رغم أنها كانت تعمل منذ عقود وفق القوانين واللوائح المنظِّمة لهذا القطاع.

إتاوات جديدة فرضتها الجماعة الحوثية على ناقلات الحصى المستخدم في الخرسانة المسلحة (فيسبوك)

وسبق أن فرضت الجماعة في ديسمبر (كانون الأول) من العام قبل الماضي، على مُلاك المناجم في صنعاء وبقية المناطق رسوماً تقدر بـ 17 دولاراً (8900 ريال) على المتر الواحد المستخرج من الحصى، والذي كان يباع سابقاً بـ5 دولارات ونصف الدولار (2900 ريال) فقط.

وتفيد المعلومات بإقدامها، أخيراً، على مضاعفة الرسوم المفروضة على سائقي ناقلات الحصى، إذ ارتفعت قيمة الرسوم على الناقلة بحجم 16 متراً، من 181 دولاراً (64 ألف ريال)، إلى 240 دولاراً (128 ألف ريال)، في حين ارتفع سعر الحمولة ليصل إلى 750 دولاراً، (400 ألف ريال).