فرنسا وإيطاليا أمام اختبار التعايش بين «الديمقراطيات» و«اليمين المتطرف»

ورقة اللجوء والهجرة هي القشة التي قصمت ظهر البعير

ميلوني تهاجم مواقف فرنسا في موضوع الهجرة (رويترز)
ميلوني تهاجم مواقف فرنسا في موضوع الهجرة (رويترز)
TT

فرنسا وإيطاليا أمام اختبار التعايش بين «الديمقراطيات» و«اليمين المتطرف»

ميلوني تهاجم مواقف فرنسا في موضوع الهجرة (رويترز)
ميلوني تهاجم مواقف فرنسا في موضوع الهجرة (رويترز)

عندما فاز التحالف اليميني المتطرف في الانتخابات العامة الإيطالية التي أجريت أواخر سبتمبر (أيلول) الفائت، كان منسوب القلق في العواصم الكبرى لبلدان الاتحاد الأوروبي مرتفعاً منذ سنوات، وهي تراقب عجز الأحزاب السياسية التقليدية عن كبح الصعود المطّرد للقوى اليمينية المتطرفة، التي تتسع دائرة شعبيتها ونفوذها في معظم الدول الأعضاء. وكان هذا الاندفاع مدفوعاً بمواقفها العلنية المناهضة للهجرة ومطالبتها بإعادة نظر جذرية في المبادئ والمعادلات التأسيسية التي يقوم عليها المشروع الأوروبي. ولكن بعد الفوز الكاسح الذي حققته جيورجيا ميلوني، زعيمة حزب «إخوان إيطاليا» الذي قام على أنقاض الحزب الفاشي الإيطالي، وتكليفها تشكيل الحكومة الجديدة، وجد الأوروبيون أنفسهم أمام أول اختبار حقيقي لوصول قوى اليمين المتطرف إلى سدة الحكم في إحدى الدول الوازنة داخل الاتحاد، بعدما كانت تقف على أبواب معاقل السلطة، أو تمسك بمقاليدها في بعض دول الصف الثاني. وإذ أدركت العواصم الأوروبية الكبرى أن ساعة المواجهة مع هذا التحدي المعلن قد أزفت، جاءت الأزمة التي نشبت بين فرنسا وإيطاليا حول استقبال سفن الإغاثة التي تنقذ المهاجرين غير الشرعيين في المتوسط، لتفتح الباب أمام تحديد «قواعد الاشتباك» في هذه المعركة التي ينتظر أن تكون مديدة بين الطرفين النقيضين داخل الاتحاد الأوروبي المنهمك في صراع إعادة تشكيل التوازنات الإقليمية والدولية.
من القواعد الأساسية في دبلوماسية العلاقات الدولية، الحرص على تجنب التسبب في إحراج لدولة صديقة وسط أزمة إقليمية أو دولية، والإحجام عن إقحام هذه الأزمة في النزاعات الداخلية لكل من البلدين، خاصة تلك التي لها أبعاد انتخابية. إلا أن الحكومة الإيطالية الجديدة، التي ترأسها جيورجيا ميلوني، تجاهلت هذه القاعدة عندما سارعت أخيراً، من دون تنسيق مع باريس أو قبل صدور أي بيان رسمي عن قصر الإليزيه، إلى توجيه الشكر لفرنسا على قبولها استقبال إحدى سفن الإنقاذ في البحر المتوسط، التي كانت تحمل على متنها مئات المهاجرين غير الشرعيين الذين كانت إيطاليا ترفض استقبالهم.
بذلك، نفضت ميلوني عنها الضغوط التي كانت تتعرّض لها حكومتها اليمينية المتطرفة منذ أيام، وأحالتها إلى فرنسا... مُشعلةً أزمة دبلوماسية بين البلدين، اضطرت رئيس الجمهورية الإيطالي سرجيو ماتاريلا إلى التدخل مباشرة لمحاولة احتوائها، في الوقت الذي كانت العلاقات بين روما وبرلين تتعرض لاهتزاز مماثل أيضاً بسبب أزمة المهاجرين.
معاقبة ميلوني
مع هذا، ورغم المساعي الحثيثة التي كانت تبذل على جبهات عدة لتطويق هاتين الأزمتين، بقيت باريس مصمّمة على «معاقبة» ميلوني في العلاقات الثنائية وفي الملفات الأوروبية التي تهمّ إيطاليا، وأيضاً ظلت مصممة على توجيه رسالة واضحة إلى الأحزاب اليمينية المتطرفة التي تتمدّد داخل الاتحاد الأوروبي... والتي بات وصولها إلى الحكم، أو مشاركتها فيه، يتقدم إلى صدارة الهواجس الأوروبية.
يأتي هذا التوتر في العلاقات بين شريكين أساسيين في الاتحاد الأوروبي بعدما كانت فرنسا وإيطاليا قد تجاوزتا مرحلة أخرى شديدة التوتر في عهد الحكومة الإيطالية الشعبوية السابقة، وصلت إلى حد استدعاء باريس سفيرها في روما لأول مرة منذ الحرب العالمية الثانية. ويُذكر أن الأزمة نشأت عندما قام نائب رئيس الحكومة الإيطالية (آنذاك) لويجي دي مايو بزيارة إلى العاصمة الفرنسية للتضامن مع مجموعة من «السترات الصفر» التي كانت تنظّم احتجاجات عنيفة ضد ماكرون. ثم تفاقمت العلاقات لاحقاً بفعل التصريحات المتكررة المعادية لفرنسا التي كان يطلقها ماتيو سالفيني، زعيم حزب «الرابطة» اليميني المتطرف والنائب الآخر لرئيس الحكومة الإيطالية. ويومذاك، أدّى كلام سالفيني إلى قرار باريس إقفال الحدود البريّة مع إيطاليا وإلى قطيعة دبلوماسية كاملة طالت أشهراً بين البلدين. ولكن، بعد سقوط تلك الحكومة الشعبوية، لعب رئيس الجمهورية الإيطالي ماتاريلا دوراً أساسياً في التهدئة ورأب الصدع بين البلدين. وأثمرت جهود ماتاريلا توقيع اتفاقية للتعاون الاستراتيجي، طوت صفحة الخلافات، ومهّدت لـ«شهر عسل» بين باريس وروما، في عهد رئيس الحكومة الإيطالية السابق ماريو دراغي. ومع هذه الاتفاقية، بدأت تظهر ملامح محور أوروبي جديد بين فرنسا وإيطاليا وألمانيا.
«المشروع الأوروبي»
والحسابات الداخلية
اليوم، ترى أوساط دبلوماسية أوروبية في العاصمة الإيطالية أن الخطأ الذي ارتكبته ميلوني في مقاربتها للأزمة، أعطى باريس فرصة استراتيجية لتفعيل المخطط الذي كان الرئيس الفرنسي يعمل لإعداده مع حلفائه الأوروبيين بهدف تطويق القوى اليمينية المتطرفة الحاكمة في بلدان الاتحاد، و«تحديد» قواعد المواجهة الجديدة مع الدول الأعضاء التي تستهدف «المشروع الأوروبي» أو تسعى إلى تغيير المبادئ الأساسية المشتركة التي يقوم عليها.
وإذ تعترف هذه الأوساط بأن ردة الفعل الفرنسية كانت مُبالغاً فيها، ترى أن ميلوني لم تأخذ في الاعتبار أن ماكرون يواجه المعركة ذاتها مع ناخبيه حول موضوع الهجرة. هذا، فضلاً عن أن رئيسة الحكومة الإيطالية اليمينية المتطرفة تذكّر الرئيس الفرنسي بغريمته السياسية الفرنسية مارين لوبان، ما يعني أنه ليس من الوارد أن يظهر في موقف الضعيف أو المتهاون أمامها.
في المقابل، فإن المقاربة الإيطالية لهذا الملف الشائك تخضع هي أيضاً لمقتضيات الوضع الداخلي، وتدفع ميلوني إلى التصلّب في موقفها للتعويض عن انسداد الأفق أمامها في معالجة الملفات الأخرى الملحة. وهي هنا توجه رسالة إلى ناخبيها، مفادها أنها مستعدة للذهاب أبعد من حكومة دراغي في معالجة أزمة الهجرة، ولا سيما أنها ليست قادرة في المرحلة الراهنة على تنفيذ الوعود التي قطعتها في حملتها الانتخابية لمعالجة الأزمات الاقتصادية والاجتماعية الطاحنة. فضلاً عن ذلك، فإن ميلوني محكومة بعجزها عن إبداء أي تساهل في معالجة ملف الهجرة لمعرفتها أن حليفها «اللدود» سالفيني يتحّين هذه الفرصة للمزايدة عليها شعبوياً ويمينياً... محاولاً استعادة شعبيته الضائعة التي نزحت إلى معسكر ميلوني و«فاشييها الجدد».
ثم إنه رغم التعهدات التي أعلنتها ميلوني عند تكليفها تشكيل الحكومة الجديدة بألا تغيّر السياسة الخارجية التي كانت تنهجها حكومة دراغي، فقد أدّت القرارات والخطوات التي أقدمت عليها خلال أقل من شهر منذ توليها الحكم، إلى تعديل التحالفات الأساسية التي كانت تستند إليها تلك السياسة، وبخاصة في الدائرة الأوروبية التي تشكّل المجال الحيوي لهذه السياسة. وحقاً، بعدما كانت الحكومة السابقة قد استعادت أجواء التناغم والانسجام مع المحور الفرنسي - الألماني، التي جسّدتها الزيارة الثلاثية التي قام بها دراغي وشولتز وماكرون إلى العاصمة الأوكرانية كييف في يونيو (حزيران) الفائت، يخيّم الآن صمت دبلوماسي شبه تام بين روما والقوتين الكبريين في «منطقة اليورو». يضاف إلى ذلك أن التقارب الذي كان قد حصل بين روما ومدريد، يبدو اليوم مهدداً بعدما رفضت إسبانيا الانضمام إلى مبادرة البلدان المتوسطية ضد سياسة الهجرة، وهي السياسة التي كانت إيطاليا قد ردّت بها على التهديدات الفرنسية. وهذا مؤشر إلى أن مدريد تقف على أبواب انتخابات عامة، يرجح أن يفوز بها الحزب الشعبي المحافظ، الذي قد يضطر إلى التحالف مع الحزب اليميني المتطرف «فوكس» لتشكيل حكومة.
حسابات ومخاوف
على أي حال، ما تخشاه الأوساط الأوروبية هو أن تؤدي هذه الأزمة وما تنشأ عنها من تداعيات في حال فشل مساعي احتوائها سريعاً، إلى إعطاء ميلوني الذريعة المنشودة لمدّ الجسور مع بلدان «مجموعة فيشغراد». وهذه الأخيرة هي التحالف السياسي الذي نشأ في العام 1991 ويضمّ بولندا والمجر وسلوفاكيا وتشيكيا، التي تسيطر على الحكم فيها أحزاب يمينية تسعى إلى إعادة النظر في القواعد التأسيسية للمشروع الأوروبي وتغيير معادلات النفوذ داخل المؤسسات الأوروبية. لكن أوساطاً أخرى تميل إلى الاعتقاد بأنه يستحيل على فرنسا وإيطاليا الاستمرار في هذا الصدام... نظراً إلى الترابط الوثيق بين مصالح البلدين. وبالتالي، ترى أن مياه العلاقات الثنائية ستعود قريباً إلى مجاريها.
في مقابل ذلك، يرى المراقبون الدبلوماسيون في العاصمة الإيطالية أن هامش المناورة للتراجع في ملف الهجرة يكاد يكون معدوماً أمام ميلوني. والسبب هو طبيعة التحالف الحاكم الذي تتنافس أطرافه الثلاثة على زعامة المعسكر اليميني وتجنح من منطلق شعبوي إلى التطرف في هذا الملف لبلوغ هدفها، وأيضاً لحاجتها الملحة لتحويل الانتباه عن الأزمة المعيشية، على الأقل في الأشهر الأولى من ولايتها.
للعلم، كانت ميلوني قد أعلنت هذا الأسبوع حالة «التعبئة الدبلوماسية» لاحتواء تداعيات الأزمة التي تبدو مرشحة لمزيد من التصعيد، ولاتساع دائرتها خارج الحيّز الثنائي بين باريس وروما، خاصة بعد التصريحات الأخيرة لرئيسة الحكومة الإيطالية التي قالت فيها: «الأزمة الدبلوماسية مع فرنسا لم تعلّمني أي جديد لم أكن أعرفه. سأواصل القيام بواجبي في الدفاع عن مصالح الأمّة وحماية أمنها وحدودها، رغم التلويح بالعزلة والانهيار المالي». لكن من المتوقع أن يزداد الضغط على الحكومة الإيطالية خلال الأسابيع المقبلة، في ضوء البيانات الأخيرة عن تدفقات المهاجرين الكثيفة القادمة من الشواطئ الليبية المحاذية لمصر، والتي استنفرت خفر السواحل والأجهزة الأمنية الإيطالية. هذا، في الوقت الذي كانت شعبية ميلوني تسجّل ارتفاعاً غير مسبوق بلغ نسبة 53 في المائة. وكانت هذه البيانات أفادت أن عدد المهاجرين غير الشرعيين الذين وصلوا إلى السواحل الإيطالية في الأسابيع الأربعة الأخيرة قد تجاوز 18 ألفاً، على الرغم من سوء الأحوال الجوية وانعدام وجود أي سفن إنقاذ تابعة للمنظمات غير الحكومية في عرض البحر خلال هذه الفترة. وأيضاً، عُلم أن ثلثي هذا العدد جاء من السواحل الشرقية الليبية. هذا، وتأتي هذه التدفقات التي زادت عن 50 ألفاً منذ بداية العام الحالي، بعد تجديد الاتفاقات الموقعة بين روما وطرابلس لتمويل مراقبة الشواطئ الليبية، وبعد انقطاع سبل الحوار والتعاون بين إيطاليا والبلدان الواقعة على الضفة المقابلة من البحر المتوسط. يضاف إلى ما سبق أن عدد المهاجرين المصريين الذين وصلوا إلى السواحل الإيطالية منذ مطلع هذا العام قارب 20 ألفاً، متجاوزاً بذلك عدد المهاجرين التونسيين الذين كانوا دائماً يحتلون المرتبة الأولى.
الأرقام الحقيقية للمهاجرين
في سياق متصل، تقود فرنسا راهناً حملة أوروبية تهدف إلى «كشف الأرقام الحقيقية» لأزمة الهجرة، كما جاء في تصريح للناطق بلسان الحكومة الفرنسية أوليفييه فيران، وتفنيد مزاعم حكومة ميلوني بأن إيطاليا تتحمل وحدها عبء الهجرة غير الشرعية الوافدة إلى بلدان الاتحاد الأوروبي. وتستند هذه الحملة إلى بيانات المرصد الأوروبي «يوروستات»، التي تفيد أن عدد المهاجرين غير الشرعيين الذين وصلوا إلى إيطاليا منذ بداية هذا العام حتى نهاية الشهر الفائت، بلغ ضعفي الذين وصلوا خلال الفترة ذاتها من العام الماضي، في غياب أي استراتيجية للتنسيق مع بلدان المنشأ والعبور، والتركيز على استهداف المنظمات غير الحكومية وسفن الإنقاذ التابعة لها، التي أنقذت 10 آلاف مهاجر من أصل 100 ألف تقريباً وصلوا منذ مطلع العام الحالي.
كذلك، تذكّر الحملة بأن سياسة إغلاق الموانئ في وجه سفن الإنقاذ ليست كافية وحدها لمعالجة الأزمة، لأن وجود هذه السفن في عرض البحر ليس الدافع الأساسي وراء تدفق المهاجرين إلى السواحل الأوروبية، بل الأوضاع الاقتصادية والسياسية في بلدان شمال أفريقيا والعمق الأفريقي. وعليه، فإن فكرة «خطة مارشال» أوروبية لمساعدة البلدان الأفريقية يجب أن تكون هي الأساس لأي سياسة مشتركة من أجل معالجة أزمة الهجرة في الأمد الطويل.
وفي مقابل ذلك، نبهّت باريس إلى أن تدفقات الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا عبر «طريق البلقان» بلغت 128 ألفاً العام الماضي، أي ما يقارب نصف التدفقات الإجمالية التي بلغت 275 ألفاً، وأكثر من تلك التي وصلت إلى سواحل إيطاليا. وتذكّر الحكومة الفرنسية بأن معظم المهاجرين غير الشرعيين الذين يصلون إلى أوروبا يطلبون اللجوء لاحقاً في بلدان أوروبا الوسطى؛ خصوصاً ألمانيا وفرنسا والنمسا. وبالتالي، فإن أي خطة مشتركة يجب أن تأخذ في الاعتبار أن «طريق البلقان» هي البوابة الرئيسة للهجرة غير الشرعية إلى أوروبا، وليست إيطاليا. ثم إن الغالبية الساحقة من المهاجرين ينتهي بهم الأمر لاحقاً في بلدان أوروبا الوسطى والشمالية. إلى جانب ذلك، ذكّرت المفوضية الأوروبية أخيراً بأنه مع وصول الموجات القاسية الأولى من الشتاء، وتفاقم أزمة الطاقة الخانقة في أوكرانيا بعد القصف الروسي المركز على منشآت إنتاج الطاقة وتوزيعها، من المتوقع أن ينزح نحو 3 ملايين أوكراني إضافي إلى أوروبا في الأسابيع والأشهر المقبلة.

ماتاريلا

حلم «المجر الكبرى» عند فيكتور أوروبان
* في حين يستبعد المسؤولون في المـؤسسات الأوروبية أن يكون التوتر الحاصل في العلاقات بين باريس وروما، والفتور الذي يعتري علاقة إيطاليا بألمانيا وإسبانيا، ثمرة استراتيجية مدروسة لإرضاء فئة معينة من الناخبين في هذه البلدان. ومع ترجيح هؤلاء أن يكون نتيجة خطأ في الحسابات الإيطالية، ناجم عن قلة خبرة رئيسة الحكومة الإيطالية الجديدة جيورجيا ميلوني، وتواضع تمرسها في العلاقات الدولية، فإنهم يميلون إلى الاعتقاد بأن باريس لن تفوّت هذه الفرصة للمضي في خطة توجيه الرسائل إلى الحكومات والقوى اليمينية المتطرفة في الاتحاد، وتحديد قواعد المواجهة معها.

أوربان

ويشير هؤلاء إلى أن القيادة الفرنسية تعتمد على دعم محدود زمنياً من كل من ألمانيا وإسبانيا وبلجيكا، وكذلك في الفترة الأخيرة، من البلدان المجاورة للمجر، بعد استحضار رئيس وزراء المجر اليميني المتطرف فيكتور أوروبان فكرة «المجر الكبرى» التي تشكّل الأساس العميق لمشروعه السياسي.
وكان أوروبان قد ظهر أخيراً في مباراة ودية لكرة القدم بين المجر واليونان، وهو يرتدي وشاحاً يحمل خريطة لبلاده، تضمّ بعض المناطق من البلدان المجاورة كانت قد خسرتها المجر عند سقوط الإمبراطورية النمساوية المجرية في الحرب العالمية الأولى. ولقد سارعت رومانيا إلى التنديد بما وصفته «استفزازاً غير مقبول، يتعارض مع الواقع الحالي والاتفاقات المعقودة بين البلدين». وبادرت أوكرانيا إلى استدعاء السفير المجري في كييف، معتبرة «أن هذا التصرف، في مثل هذا الوقت بالذات، لا يساعد على حسن سير العلاقات الثنائية، بل يتعارض مع مبادئ السياسات الأوروبية».

ماكرون

هذا، وعلّق رئيس الوزراء المجري على ردود الفعل الأولى للدول المجاورة بالقول: «المنتخب الوطني المجري هو لكل المجريين حيثما كانوا». تجدر الإشارة إلى أنه بعد نهاية الحرب العالمية الأولى، اقتُطع من المجر ثلثا أراضيها، وتوزّعت المناطق المقتَطعة على رومانيا وسلوفاكيا وصربيا وأوكرانيا والنمسا وكرواتيا وسلوفينيا وبولندا. الأمر الذي أدّى إلى وجود جاليات مجرية كبيرة في هذه البلدان... وبالأخص، رومانيا التي يبلغ عدد المجريين فيها 6 في المائة من السكان. كما يزيد عدد المجريين على نصف مليون نسمة في كل من صربيا وكرواتيا.
وفي أول ردة فعل أوروبية على هذه الحادثة، دعا ناطق بلسان المفوضية إلى «الامتناع عن أي تصرفات من شأنها تعكير الاستقرار الأوروبي وتوجيه رسائل تتعارض مع مبادئ حسن الجوار».



الحدود العراقية ــ السورية... وذكريات صيف 2014

شاحنات ومعدّات عسكرية عراقية تتحرك عند الحدود مع سوريا (آ ف ب)
شاحنات ومعدّات عسكرية عراقية تتحرك عند الحدود مع سوريا (آ ف ب)
TT

الحدود العراقية ــ السورية... وذكريات صيف 2014

شاحنات ومعدّات عسكرية عراقية تتحرك عند الحدود مع سوريا (آ ف ب)
شاحنات ومعدّات عسكرية عراقية تتحرك عند الحدود مع سوريا (آ ف ب)

شأن معظم دول المنطقة والإقليم، تسببت الأزمة السورية المتصاعدة في تراجع الاهتمام الرسمي والشعبي العراقي بالحرب التي تشنّها إسرائيل على غزة ولبنان، بعد أن كانت تحظى بأولوية قصوى، خصوصاً بعد التهديدات الإسرائيلية بتوجيه ضربات عسكرية ضد الفصائل المسلحة العراقية التي استهدفتها بأكثر من 200 هجمة صاروخية خلال الأشهر الماضية. وأظهر رئيس الوزراء محمد شيّاع السوداني، موقفاً داعماً للحكومة السورية في ظروفها الحالية منذ اليوم الأول للهجوم الذي شنَّته الفصائل السورية المسلحة وتمكّنت من السيطرة على محافظة حلب ومدن أخرى، إذ أجرى اتصالاً بالرئيس السوري بشار الأسد وكذلك الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، وأكد دعمه لدمشق.

أعلن رئيس الحكومة العراقي محمد شيّاع السوداني، يوم الثلاثاء الماضي، موقفاً أكثر وضوحاً بالنسبة لدعم نظام دمشق، وذلك خلال اتصال - مماثل لاتصاليه مع القيادتين السورية والإيرانية - أجراه مع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

ومما قاله السوداني إن «العراق لن يقف متفرجاً على التداعيات الخطيرة الحاصلة في سوريا، خصوصاً عمليات التطهير العرقي للمكوّنات والمذاهب هناك»، طبقاً لبيان حكومي.

كذلك شدّد الزعيم العراقي على أنه سبق لبلاده أن «تضرّرت من الإرهاب ونتائج سيطرة التنظيمات المتطرّفة على مناطق في سوريا، ولن يُسمَح بتكرار ذلك»، مؤكداً «أهمية احترام وحدة سوريا وسيادتها، وأن العراق سيبذل كل الجهود من أجل الحفاظ على أمنه وأمن سوريا».

محمد شياع السوداني (آ ف ب)

السوداني كان قد انهمك بسلسلة اتصالات خلال الأيام القليلة الماضية مع عدد من قادة الدول، بخصوص الوضع في سوريا؛ من «أجل دعم الاستقرار في المنطقة، وعدم حصول أي تداعيات فيها، خصوصاً مع ما تشهده من حرب إجرامية صهيونية مستمرة منذ أكثر من عام» بحسب بيان حكومي.

وأظهرت قوى «الإطار التنسيقي» الشيعية موقفاً مماثلاً وداعماً لحكومة السوداني في مواقفها حيال سوريا، لكنها أعربت خلال اجتماع، الثلاثاء الماضي أيضاً، عن قلقها جراء الأوضاع في سوريا بعد «احتلال الإرهابيين مناطق مهمة» طبقاً لبيان صدر عن الاجتماع. وعدّت «أمن سوريا امتداداً للأمن القومي العراقي للجوار الجغرافي بين البلدين، والامتدادات المختلفة لذلك الجوار».

الحدود المشتركة مؤمّنة

للعلم، مع الشرارة الأولى لاندلاع الأزمة السورية، اتخذت السلطات العراقية على المستوى الأمني إجراءات عديدة «لتأمين» حدودها الممتدة لأكثر من 600 كيلومتر مع سوريا. وصدرت بيانات كثيرة حول جاهزية القوات العراقية وقدرتها على التصدّي لأي محاولة توغّل داخل الأراضي العراقية من قبل الفصائل المسلحة من الجانب السوري، مثلما حدث صيف عام 2014، حين تمكَّنت تلك الجماعات من كسر الحدود المشتركة والسيطرة على مساحات واسعة من العراق.

اللواء يحيى رسول، الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية، أوضح (الثلاثاء) أبرز الإجراءات المُتَّخذة لتحصين الحدود مع سوريا. وقال في تصريحات صحافية إن «الحدود مؤمَنة ومُحكمة بشكل كبير من تحكيمات وتحصينات، وهناك وجود لقوات الحدود على خط الصفر الذي يربطنا مع الجارة سوريا مدعومة بالأسلحة الساندة والجهد الفني، المتمثل بالكاميرات الحرارية وأبراج المراقبة المحصّنة». وأضاف رسول: «لا خوف على الحدود العراقية، فهي مؤمّنة ومحكمة ومحصّنة، وأبطالنا منتشرون على طولها»، مشيراً إلى أنه «تم تعزيز الحدود بقطاعات من الألوية المدرعة وهي موجودة أيضاً عند الحدود».

أيضاً، وصل وفد أمني برئاسة الفريق أول قوات خاصة الركن عبد الأمير رشيد يارالله، رئيس أركان الجيش، يوم الأربعاء، إلى الشريط الحدودي العراقي - السوري. وذكر بيان عسكري أن «هدف الزيارة جاء لمتابعة انتشار القطعات الأمنية وانفتاح خطوط الصد».

غموض في الموقف

إلا أنه حتى مع المواقف الحكومية الداعمة لدمشق في أزمتها الراهنة، يبدو جلياً «الالتباس» بالنسبة لكثرة من المراقبين، وبالأخص لجهة شكل ذلك الدعم وطبيعته، وما إذا كانت السلطات الحكومية العراقية ستنخرط بقوة لمساعدة نظام الأسد عسكرياً، أم أنها ستبقى عند منطقة الدعم السياسي والدبلوماسي، تاركة أمر الانخراط والمساعدة الميدانية للفصائل المسلحة.

وهنا يلاحظ إياد العنبر، أستاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد، وجود «التباس واضح حيال الموقف من الحدث السوري، وهذا الالتباس نختبره منذ سنوات، وليس هناك تمييز واضح بين العراق الرسمي وغير الرسمي». وتابع العنبر لـ«الشرق الأوسط» أن «مستويات تفعيل المساهمة العراقية في الحرب غير واضحة، وإذا ما قررت الحكومة البقاء على المستوى الدبلوماسي بالنسبة لقضة دعم سوريا، أم أن هناك مشاركة عسكرية».

غير أن إحسان الشمري، أستاذ الدراسات الاستراتيجية والدولية في جامعة بغداد، يعتقد بأن «العراق الرسمي عبَر عتبة التردّد، وبات منخرطاً في الأزمة السورية». وفي لقاء مع «الشرق الأوسط» بنى الشمري فرضيته على مجمل المواقف الرسمية التي صدرت عن رئيس الوزراء، والناطق الرسمي، وزعماء «الإطار التنسيقي»، وشرح قائلاً إن «هذه المواقف بمجملها كسرت مبدأ الحياد وعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى الذي يتمسّك به العراق، إلى جانب كونها انخراطاً رسمياً عراقياً بالأزمة السورية».

نتنياهو غير مضمون

ولكن، بعيداً عن الانشغال الراهن بالأزمة السورية، ما زالت التهديدات الإسرائيلية بين أهم القضايا التي تشغل الرأي العام ببعدَيه السياسي والشعبي. وحتى مع الترحيب العراقي بقرار وقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حزب الله»، ما زالت مخاوف البلاد من ضربة إسرائيلية محتملة قائمةً.

ولقد قال الناطق باسم الحكومة باسم العوادي، الأربعاء قبل الماضي، في تصريحات صحافية، إنه «مع عملية وقف إطلاق النار في لبنان، نحن أنهينا الجزء الأسهل، فالمعركة انتهت والحرب لم تنتهِ، فالأصعب أنك ستدخل بالمخططات غير المعلومة. ونحن (العراق) واقعون في المنطقة الحرام، لكن السياسة العقلانية المتوازنة استطاعت أن تجنبنا الضرر».

وأجاب، من ثم، عن طبيعة الرد العراقي إذا ما هاجمت إسرائيل أراضيه، بالقول: «إلى حد أيام قليلة كانت تأتي نتائج جيدة من المعادلات التي اشتغل عليها رئيس الوزراء، لكن رغم ذلك فلا أحد يضمن ما الذي يدور في بال حكومة نتنياهو، وما هو القادم مع الإدارة الأميركية الجديدة، وكيف سيتصرف نتنياهو».

وتابع العوادي، أن «الإسرائيليين عملوا على تفكيك الساحات، وتوجيه ضربات إلى اليمن وسوريا، لكن الطرف العراقي هو الوحيد الذي لم يستطيعوا الوصول إليه بفضل المعادلة... وقد يكونون وضعونا للحظات الأخيرة أو الأيام الأخيرة بنوع ما، وهذا وارد جداً، وتتعامل الحكومة العراقية مع ذلك».

شبح هجوم إسرائيلي

وحقاً، لا يزال شبح هجوم إسرائيلي واسع يخيم على بغداد، إذ تناقلت أوساط حزبية تحذيرات جدية من شنِّ ضربات جوية على العراق. وفي وقت سابق، قال مصدر مقرّب من قوى «الإطار التنسيقي» الشيعية، لـ«الشرق الأوسط»، إنَّ «مخاوف الأحزاب الشيعية من جدية التهديد دفعتها إلى مطالبة رئيس الحكومة للقيام بما يلزم لمنع الهجمات». وأكَّد المصدر أنَّ «فصائل عراقية مسلّحة لجأت أخيراً إلى التحرك في أجواء من التكتم والسرية، وقد جرى بشكل مؤكد إبدال معظم المواقع العسكرية التابعة لها».

وفي سياق متصل، تتحدَّث مصادر صحافية عمَّا وصفتها بـ«التقديرات الحكومية» التي تشير إلى إمكانية تعرّض البلاد لـ«300 هجوم إسرائيلي». وفي مطلع الأسبوع الماضي، شدَّدت وزارة الخارجية العراقية، في رسالة إلى مجلس الأمن، على أهمية «تدخل المجتمع الدولي لوقف هذه السلوكيات العدوانية لإسرائيل».

كما أنَّه حيال التهديدات الجدية والخشية الحقيقية من عمل عسكري إسرائيل ضد البلاد، اهتدت بعض الشخصيات والأجواء المقرّبة من الحكومة والفصائل إلى «رمي الكرة» في الملعب الأميركي، مستندين بذلك إلى اتفاقية «الإطار الاستراتيجي» المُوقَّعة منذ عام 2011، بين بغداد وواشنطن، وهو العام الذي خرجت فيه القوات الأميركية من العراق.

التهديدات الإسرائيلية من أهم القضايا التي تشغل الرأي العام العراقي

هادي العامري (رووداو)

العامري يلوم واشنطن

أيضاً، وجد هادي العامري، زعيم منظمة «بدر»، بنهاية أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، الفرصة ليحمّل واشنطن مسؤولية حماية الأجواء العراقية، بعدما شنَّت إسرائيل هجوماً عسكرياً ضد إيران، مستخدمةً الأجواء العراقية في هجماتها. ويومذاك، حمّل العامري الجانب الأميركي «المسؤولية الكاملة» على انتهاك إسرائيل سيادة الأجواء العراقية في طريقها لضرب إيران. وقال، إن «الجانب الأميركي أثبت مجدّداً إصراره على الهيمنة على الأجواء العراقية، وعمله بالضد من مصالح العراق وشعبه وسيادته، بل سعيه لخدمة الكيان الصهيوني وإمداده بكل ما يحتاج إليه لممارسة أساليبه العدوانية، وتهديده للسلام والاستقرار في المنطقة».

وأضاف العامري: «لهذا باتت الحاجة ماسة أكثر من أي وقت مضى لإنهاء الوجود العسكري الأميركي في العراق بأشكاله كافة». وللعلم، فإن منظمة «بدر» - التي يقودها العامري - وردت ضمن لائحة المنظمات التي اتهمتها إسرائيل بشنِّ هجمات ضدها خلال الشكوى التي قدمتها إلى مجلس الأمن في 18 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وبناءً على تصريحات العامري السالفة، وتصريحات أخرى لشخصيات مقرّبة من الفصائل المسلحة وقوى «الإطار التنسيقي» الشيعية، تبلورت خلال الأسبوع الأخير، قناعة داخل أوساط هذه القوى مفادها، بأن واشنطن «ملزمة وبشكل مباشر بحماية الأجواء العراقية» من أي هجوم محتمل من إسرائيل أو غيرها، أخذاً في الاعتبار الاتفاقية الاستراتيجية الموقعة و«سيطرتها على الأجواء العراقية».

وبالتوازي، سبق أن حمّل فادي الشمري، المستشار السياسي لرئيس الوزراء، الولايات المتحدة، أيضاً وفقاً لـ«اتفاقية الإطار الاستراتيجي والاتفاقية الأمنية»، مسؤولية «الردع، والرد على أي هجمات خارجية تمسّ الأمن الداخلي العراقي».

الرد الأميركي قاطع

في المقابل، تخلي واشنطن مسؤوليتها حيال هذا الأمر. ورداً على المزاعم العراقية المتعلقة بـ«الحماية الأميركية»، قالت ألينا رومانوسكي، السفيرة الأميركية في بغداد، صراحةً إن بلادها غير معنية بذلك. وأردفت رومانوسكي، خلال مقابلة تلفزيونية سابقة، أن التحالف الدولي دُعي إلى العراق لـ«محاربة (داعش) قبل 10 سنوات، وقد حققنا إنجازات على مستوى هزيمة هذا التنظيم، لكنه ما زال يمثل بعض التهديد، ودعوة الحكومة العراقية لنا تتعلق بهذا الجانب حصراً. أما اتفاقية الإطار الاستراتيجي فتلزمنا ببناء القدرات العسكرية العراقية، لكنها لا تتطرق لمسألة حماية الأجواء والدفاع بالنيابة». ونفت السفيرة أن تكون بلادها قد «فرضت سيطرتها على سماء العراق».

والاثنين قبل الماضي، قالت رومانوسكي، خلال لقاء «طاولة مستديرة» لعدد من وسائل الإعلام: «أود أن أكون واضحة جداً، ومنذ البداية، بأن الإسرائيليين وجّهوا تحذيرات ردع للميليشيات المدعومة إيرانياً والموجودة هنا في العراق، التي تعتدي على إسرائيل». وأضافت: «هذه الميليشيات هي التي بدأت الاعتداء على إسرائيل. ولأكون واضحة جداً في هذه النقطة، فإن الإسرائيليين حذّروا حكومة العراق بأن يوقف هذه الميليشيات عن اعتداءاتها المتكررة والمستمرة على إسرائيل... إن رسالتنا إلى حكومة العراق هي أن تسيطر على هذه الميليشيات المنفلتة، والتي لا تعتد بأوامر الحكومة وأوامر القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء. إن إسرائيل دولة لها سيادتها، وهي سترد على أي اعتداء من أي مكان ضدها».

جدعون ساعر (آ ف ب)

 

حقائق

قلق عراقي جدّي من التهديدات الإسرائيلية مع مطالبة واشنطن بالتدخّل

خلال الأسبوع قبل الماضي، بعث وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر رسالةً إلى مجلس الأمن تكلّم فيها عمّا أسماه بـ«حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها»، وحمّل فيها الحكومة العراقية المسؤولية عن الهجمات التي تشنها الفصائل العراقية عليها، داعياً مجلس الأمن للتحرك والتأكد من أن الحكومة العراقية تفي بالتزاماتها. ساعر اتّهم بالتحديد «عصائب أهل الحق» و«كتائب حزب الله» و«ألوية بدر» وحركة «النُّجباء» و«أنصار الله الأوفياء» و«كتائب سيد الشهداء»، بمهاجمة إسرائيل، ومعظم هذه الفصائل مشاركة في الحكومة العراقية الحالية ولها نفوذ كبير داخلها. هنا، تجدر الإشارة إلى أنه سبق لرئاسة الوزراء العراقية توجيه وزارة الخارجية لمتابعة ملف التهديدات الإسرائيلية في المحافل الأممية والدولية وأمام هيئات منظمة الأمم المتحدة، واتخاذ كل الخطوات اللازمة، وفق مبادئ القانون الدولي، لحفظ حقوق العراق وردع تهديدات إسرائيل العدوانية. كذلك طالبت رئاسة الوزراء بـ«دعوة جامعة الدول العربية إلى اتخاذ موقف حازم وموحّد ضد تهديدات سلطات الكيان المحتل، يتضمن إجراءات عملية تستند إلى وحدة المصير والدفاع المشترك». وهذا بجانب «مطالبة مجلس الأمن الدولي بالنظر في الشكاوى المقدمة من جمهورية العراق ضد سلطات الكيان المحتل، واتخاذ إجراءات رادعة تكفل تحقيق الاستقرار والسِّلم الإقليمي والدولي»، وباتخاذ الولايات المتحدة مع العراق، من خلال الحوارات الأمنية والعسكرية ضمن إطار القسم الثالث من «اتفاقية الإطار الاستراتيجي»، خطوات فعالة «لردع سلطات الكيان المحتل» مع دعوة «التحالف الدولي والدول الأعضاء فيه إلى كبح هذه التهديدات والحدّ من اتساع رقعة الحرب».