أزمة مقتنيات الفنانين المصريين الراحلين تعود للواجهة

استكمالاً لمسلسل بيع مقتنيات الفنانين المصريين الراحلين، ضجّت مواقع التواصل المصرية بالأخبار التي تحدثت عن بيع مقتنيات الفنان سمير صبري على الأرصفة، وأسواق الروبابيكيا.
ركّزت الضجة التي أثارها الصحافي المصري وائل السمري، عبر برنامج «حديث القاهرة» الذي يُبث عبر قناة «القاهرة والناس»، على مصير مقتنيات الفنان سمير صبري الموجودة في أكثر من مكان، حيث قال السمري: «قمت بشراء 300 أفيش لمجموعة مهمة من الأفلام التي شارك في بطولتها الراحل سمير صبري، وهذه الأفيشات مدموغة بأختام الرقابة على المصنفات الفنية، ونقابة المهن التمثيلية، كما اشتريت مجموعة صور نادرة تجمع الفنان الراحل بعدد كبير من الفنانين الكبار».
وأوضح السمري أنه «حاول التواصل مع وزارة الثقافة المصرية للحفاظ على هذه المقتنيات، لكن محاولاته باءت بالفشل»، على حد تعبيره.
ورحل سمير صبري في مايو (أيار) الماضي، عن عمر يناهز 86 عاماً، تاركاً حياة فنية حافلة ممتدة لأكثر من نصف قرن، قدّم خلالها مائة وأربعين فيلماً، وعشرات المسلسلات، وعدداً من البرامج التلفزيونية التي أثارت جدلاً كبيراً.
وجمع صبري بنجاح بين أعماله السينمائية ممثلاً، وبين تقديمه البرامج التلفزيونية الناجحة؛ ومن بينها «النادي الدولي» الذي قدّمه خلال فترة السبعينيات من القرن الماضي، وكان أول برنامج توك شو عربي واستضاف خلاله كبار النجوم والشخصيات العامة.
وفجّر العثور على شهادات تقدير تخص مدير التصوير السينمائي الراحل الدكتور رمسيس مرزوق، في شهر يونيو (حزيران) الماضي، أزمة مقتنيات الفنانين الراحلين في مصر، بعدما أعلن مكرم سلامة، أحد المهتمين بالأرشيف السينمائي والفني على صفحته بـ«فيسبوك»، عثوره على 70 من شهادات التكريم الخاصة بمدير التصوير لدى أحد تجار الموبيليا.
كما أثار العثور على مقتنيات تخص النجم السينمائي الراحل أحمد زكي لدى باعة الأنتيكات وعلى أرصفة شوارع القاهرة، جدلاً واسعاً بين نقاد وسينمائيين، حيث عُثر على متعلقات تمثل إرثه الفني، بما تضمّه من صور وأوراق وعقود وبوسترات أفلام وشهادات تقدير، وهو الأمر الذي تكرّر من قبل مع عدد كبير من الفنانين والأدباء.
وأنقذت وزيرة الثقافة السابقة إيناس عبد الدايم بعض مقتنيات الفنان أحمد زكي، بعدما جرى بيع المكتب الخاص بالفنان الراحل بكل ما يضمّه من أوراق خاصة وعقود أفلام وصور وملابس شخصيات أفلامه، حيث أصدرت قراراً بأن تئول هذه المقتنيات لـ«الثقافة»، تمهيداً لوضعها في متحف خاص بالسينما تجري إقامته بمدينة السينما التابعة للوزارة. وقامت لجنة، برئاسة المخرج عمر عبد العزيز، رئيس اتحاد النقابات الفنية، بتسلم ما بقي من مقنتيات زكي.
وفي شهر سبتمبر (أيلول) الماضي، أُثير الجدل بشأن بيع مقتنيات الراحل نور الشريف، وردّت أرملته الفنانة بوسي على الأمر، قائلة، في تصريحات، لـ«الشرق الأوسط»: «نحن لا نقبل التفريط في كل ما يخص نور، لا أنا ولا ابنتاه، وقد أهديت مكتبة الإسكندرية كلّ المقتنيات المتعلقة به؛ لضمان الحفاظ عليها من جهة، ولتكون من جهة أخرى متاحة لكلّ محبي نور وهُم كثر».
وأوضحت بوسي أن «إدارة مكتبة الإسكندرية قد وعدت بإقامة احتفال بهذه المناسبة، لكنهم لم يفعلوا، إلا أنّه بين وقت وآخر، تظهر بعض أشياء أراها غير ذات أهمية، ربما تكون قد أُخذت من مكتبه خلال حياته، أو في فترة مرضه، ولم تخرج من بيته، وهي مجرد أفيشات أو صور. وقبل ذلك، فوجئت ببعض من استولوا على أشياء تخصّه، وطلبوا مقابلاً كبيراً لردّها، وقمنا بالدفع للحصول عليها، لكنني لا أستطيع الدفع طوال الوقت لشراء أشياء لم تتسرب من عندي، وليس لها قيمة كبيرة»، على حد تعبيرها.
ويبدي الكثير من النقاد والكُتاب المصريين استياءهم من التفريط في كنوز الفنانين الراحلين، مطالبين بإصدار قانون يمنع التصرف في مقتنيات المشاهير التي يجب أن يكون للدولة حق التصرف فيها كي توجهها للمكان المناسب، وتبقى بحوزتها ولا تتركها عرضة للمتاجرة بها؛ لأنها تُعدّ جزءاً من الذاكرة الوطنية.
وفي بداية الشهر الحالي، أثار الإعلان عن بيع بعض مقتنيات الفنان الراحل عمر الشريف في موقع مزادات فرنسي، تساؤلات حول ملكيتها وكيفية انتقالها إلى مسؤولي الموقع.
وتضمنت المقتنيات المعروضة بموقع الدار معطفاً واقياً من المطر ارتداه عمر الشريف في فيلم «سري للغاية» للمخرج بليك إدوارز عام 1984، وقُدّرت قيمته بـ300 يورو حداً أدنى، إلى جانب بطاقات متنوعة، حسبما نشر موقع «درووت».