8 أسئلة ملحّة حول «كوفيد طويل الأمد»

تشمل الأعراض ومدة الإصابة وطرق الوقاية

ماهر غملوش اختصاصي الرئة في كلية الطب بجامعة تافتس الأميركية (جامعة تافتس)
ماهر غملوش اختصاصي الرئة في كلية الطب بجامعة تافتس الأميركية (جامعة تافتس)
TT

8 أسئلة ملحّة حول «كوفيد طويل الأمد»

ماهر غملوش اختصاصي الرئة في كلية الطب بجامعة تافتس الأميركية (جامعة تافتس)
ماهر غملوش اختصاصي الرئة في كلية الطب بجامعة تافتس الأميركية (جامعة تافتس)

في هذه المرحلة من جائحة «كوفيد - 19»، قد تعني نوبة خفيفة من الفيروس أسبوعاً أو نحو ذلك من الأعراض، يليها الشفاء التام. ومع ذلك، فإن مجموعة فرعية صغيرة من الأشخاص المصابين بالفيروس لا يتعافون تماماً، ويعانون من أعراض ومضاعفات طويلة الأمد، في ظاهرة أصبحت تُعرف باسم «كوفيد - 19 طويل الأمد».
ولا تزال هناك الكثير من الأسئلة حول هذه الظاهرة، بعضها لا يزال حتى الآن بلا إجابة محددة. وقد حصرها موقع جامعة «تافتس» الأميركية، وعرضها على ماهر غملوش، اختصاصي الرئة في كلية الطب بالجامعة.
أول الأسئلة، بما يتعلق بمدة استمرار مرض «كوفيد طويل الأمد»، يقول غملوش «ما زلنا نحاول إيجاد الجواب على ذلك»، مشيراً إلى أنّ أقرب ما توصل إليه الباحثون في دراسة حديثة نشرت في مجلة «نيتشر»، تابعت ما يقرب من 100 ألف مريض اسكوتلندي لمدة 18 شهراً تقريباً بعد أن تعافوا من نوبة أولية من المرض، وتوصّلت إلى أنّ نحو 5 في المائة أو 6 في المائة من هؤلاء الأشخاص لم يتعافوا من مرض (كوفيد - 19 الطويل)، ونحو 40 في المائة منهم ما زالوا يعانون من الشفاء الجزئي؛ لذلك ظهرت الأعراض على بعض الأشخاص حتى بعد مرور 18 شهراً على تعافيهم». ويضيف «لدينا مرضى في عيادتنا ظهرت عليهم الأعراض منذ مارس (آذار) 2020؛ لذلك نعلم أنّ الأمر قد يتجاوز عامين».
وعن الأعراض المزمنة الأكثر شيوعاً لـ«كوفيد - 19 طويل الأمد»، يوضح غملوش، أنّه يؤثر على الأعضاء التي يكون لدى «كوفيد - 19 الحاد» استعداد لمهاجمتها، مثل الرئتين والقلب والأوعية الدموية، وربما الدماغ. وتابع «يعاني معظم الأشخاص الذين نراهم من مجموعة من الأعراض، والتي تشمل التعب، وانخفاض القدرة على تحمّل النشاط البدني، وصعوبة التنفس، والسعال، بالإضافة إلى صعوبة التركيز والذاكرة والنوم، وهناك أعراض أقلّ شيوعاً، لكنها شديدة التأثير، مثل الصداع والألم المزمن والتأثيرات على حاسة الشم والتذوق وسرعة دقات القلب».
ويجيب غملوش لدى سؤاله عن الأعراض، قائلاً «عادة لا يكون لدى الناس عارض واحد فقط، رغم وجود مرضى على سبيل المثال يعانون فقط من فقدان الشم، أو فقدان القدرة على الشم، وهذا بعد عامين من الإصابة بالفيروس تكون خلالهما الأعراض الأخرى قد تحسنت، باستثناء هذا العارض...».
ويضيف «بعض الدراسات التي بحثت في عدد كبير من السكان، حددت أيضاً ارتفاعاً في خطر الإصابة بتجلط الأوردة العميقة، ما يصل إلى ضعفين إلى ثلاثة أضعاف الخطر لدى عامة السكان، وسيُصاب بعض الأشخاص بتجلط الأوردة العميقة، سواء كانوا مصابين بـ(كوفيد) أم لا. ولتأكيد أن الإصابة لها علاقة بـ(كوفيد)، نبحث عن ارتباطها بأعراض أخرى».
وعن التأثيرات العاطفية التي تم رصدها لدى الأشخاص المصابين بفيروس كورونا لفترة طويلة، يقول غملوش «من المثير للقلق أن تظهر هذه الأعراض بعد أن تكون قد شعرت بالرضا لفترة من الوقت عقب الشفاء، ثم فجأة تشعر بالتعب الشديد والإرهاق ولا يمكنك فعل أي شيء؛ مما يجعل التخطيط لحياتك أمراً صعباً للغاية، وهذا بالتأكيد يزيد من القلق والاكتئاب؛ لأن (كوفيد – 19) لفترة طويلة قد يسبب مشاكل في الذاكرة والتركيز، يمكنها أن تكون محبطة للغاية».
وحول الاستعداد الوراثي لدى بعض الأشخاص يجعلهم أكثر عرضة لـ«كوفيد - 19 طويل الأمد»، يقول «لم نحدد جميع عوامل الخطر، لكننا نعلم أن التقدم في السن، هو بالتأكيد أحد العوامل، نعلم أيضاً أنّ الإناث أكثر استعداداً من الكور للإصابة بـ(كوفيد طويل الأمد)».
ويضيف «من الواضح أن الإصابة بأمراض أخرى هي أيضاً عامل خطير؛ لذلك إذا كنت مصاباً بمرض مزمن في الكلى، فمن المرجح أن تتدهور وظيفة الكلى بعد الإصابة بـ(كوفيد)». وبالإضافة إلى هؤلاء، يرى غملوش، أن «المرضى الأصغر سناً الذين يستمرون في المعاناة لمدة عام أو عامين، ربما يكون لديهم بعض الاستعداد الجيني، ومن الواضح أن البعض منا لديه استجابة مناعية أقوى للعدوى من غيره».
وبسؤاله عن الوقاية من «كوفيد - 19 طويل الأمد»، يقول غملوش «التطعيم هو أفضل طريقة لتقليل خطر إصابتك بفيروس (كوفيد – 19) لفترة طويلة»، مشدداً على أنّه «ليس وقائياً بنسبة 100 في المائة؛ لأننا نعلم أنّ هناك أشخاصاً تم تطعيمهم، ولا يزالون يصابون بفيروس (كوفيد – 19) لفترة طويلة، لكنه بالتأكيد يقلل من مخاطر إصابتك».
ويشير إلى أن دراسة جديدة وجدت، أن تناول دواء «باكسلوفيد»، وهو دواء مضاد للفيروسات، يقلل من فرص الإصابة بـ«كوفيد – 19» لفترة طويلة، ويدعم ذلك، الفرضية القائلة، إنّه «من خلال الحد من شدة (كوفيد – 19) الحادة عن طريق قمع تكاثر الفيروس، فإننا لا نستطيع فقط تقليل الاستشفاء والوفاة على المدى القصير، لكننا نحد من العواقب طويلة المدى».
ويضيف «من النتائج الرئيسية للدراسة، أن 16 في المائة فقط من المجموعة المعرضة للخطر تناولوا عقار (باكسلوفيد)، وهو ما يخبرنا أن مجتمع الرعاية الصحية وصانعي السياسات، يجب أن يبذلوا مزيداً من الجهد لجعل الدواء مقبولاً ومتاحاً للسكان المعرّضين للخطر».
ولفت إلى أنه «كانت هناك دراسات حديثة أشارت إلى أن النشاط البدني المنتظم قد يقلل من خطر الإصابة بالفيروس الشديد. لذا؛ ما يمكنك فعله هو ما يوصي به الأطباء دائماً، وهو تناول الأطعمة الصحية وممارسة التمارين الرياضية بانتظام».
وحول موضوع بحثه الجديد عن المرض، قال «نحن نجري دراسة، حيث نقوم بتسجيل المرضى الذين أصيبوا بـ(كوفيد – 19)، وظهرت عليهم أعراض مستمرة أو أعراض جديدة، بما في ذلك مشاكل التنفس، وعدم القدرة على ممارسة الرياضة، أو التعب المزمن لمدة ثلاثة أشهر. ونحاول معرفة ما إذا كانت هناك مؤشرات حيوية في الدم، وهي بروتينات في الدم يمكن زيادتها أو تقليلها لدى الأشخاص الذين يعانون من مشاكل مزمنة، حيث نعتقد أنّ جزءاً من مشكلة (كوفيد - 19 طويل الأمد)، هي أنه من المحتمل أن الأوعية الدموية لا تلتئم كما ينبغي؛ لذلك نحن نبحث في قائمة البروتينات هذه في محاولة لمعرفة ما إذا كان بإمكاننا إيجاد أي نمط محدد».
ويستكمل «أعتقد أننا سنجد في النهاية وجود أنواع مختلفة من (كوفيد - 19 طويل الأمد)، وستكون العلاجات في المستقبل متغيرة للغاية اعتماداً على المجموعة المحددة من الأعراض أو العمليات التي يمكننا تحديدها والتي تسببت في (كوفيد - 19 طويل الأمد)».


مقالات ذات صلة

«كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

صحتك «كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

«كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

يؤثر على 6 : 11 % من المرضى

ماثيو سولان (كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية))
صحتك أطباء يحاولون إسعاف مريضة بـ«كورونا» (رويترز)

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

كشفت دراسة جديدة، عن أن الإصابة بفيروس كورونا قد تساعد في مكافحة السرطان وتقليص حجم الأورام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
أوروبا الطبيب البريطاني توماس كوان (رويترز)

سجن طبيب بريطاني 31 عاماً لمحاولته قتل صديق والدته بلقاح كوفيد مزيف

حكم على طبيب بريطاني بالسجن لأكثر من 31 عاماً بتهمة التخطيط لقتل صديق والدته بلقاح مزيف لكوفيد - 19.

«الشرق الأوسط» (لندن )
الاقتصاد السعودية تصدرت قائمة دول «العشرين» في أعداد الزوار الدوليين بـ 73 % (واس)

السعودية الـ12 عالمياً في إنفاق السياح الدوليين

واصلت السعودية ريادتها العالمية بقطاع السياحة؛ إذ صعدت 15 مركزاً ضمن ترتيب الدول في إنفاق السيّاح الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
صحتك تم تسجيل إصابات طويلة بـ«كوفيد- 19» لدى أشخاص مناعتهم كانت غير قادرة على محاربة الفيروس بشكل كافٍ (رويترز)

قرار يمنع وزارة الصحة في ولاية إيداهو الأميركية من تقديم لقاح «كوفيد»

قرر قسم الصحة العامة الإقليمي في ولاية إيداهو الأميركية، بأغلبية ضئيلة، التوقف عن تقديم لقاحات فيروس «كوفيد-19» للسكان في ست مقاطعات.

«الشرق الأوسط» (أيداهو)

5 فوائد سحرية لعادات النوم الصحية

النساء اللاتي يقضين وقتاً أطول في النوم العميق أكثر عرضة لانخفاض ضغط الدم (رويترز)
النساء اللاتي يقضين وقتاً أطول في النوم العميق أكثر عرضة لانخفاض ضغط الدم (رويترز)
TT

5 فوائد سحرية لعادات النوم الصحية

النساء اللاتي يقضين وقتاً أطول في النوم العميق أكثر عرضة لانخفاض ضغط الدم (رويترز)
النساء اللاتي يقضين وقتاً أطول في النوم العميق أكثر عرضة لانخفاض ضغط الدم (رويترز)

ربما سمعتَ من قبل عن أن النوم يوصف بأنه «حبة سحرية للجسم السليم»؛ فمع الكمية المناسبة والتوقيت والجودة، يمكن أن يفعل العجائب: تقوية جهاز المناعة، وتحسين نسبة السكر في الدم، وحتى تقليل خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية. وقد توصلت دراسة جديدة أجراها فريق من الباحثين من المعاهد الوطنية للصحة وجامعة نورث وسترن بالولايات المتحدة، إلى فائدة خامسة للنوم من حيث تأثيره على مستويات ضغط الدم لدى الرجال والنساء.

وجدت نتائج الدراسة المنشورة في دورية «سليب (Sleep)» أن النساء اللاتي قضين وقتاً أطول في النوم العميق - المرحلة الثالثة والأعمق من النوم - كنّ أكثر عرضة لانخفاض ضغط الدم إلى المستويات الطبيعية مقارنة بالنساء اللاتي قضين وقتاً أقل في هذه المرحلة. وفي الوقت نفسه، كان لدى الرجال الذين يستيقظون كثيراً بعد النوم ضغط دم أعلى من الرجال الذين استيقظوا بشكل أقل.

قالت الدكتورة ماريشكا براون، مديرة المركز الوطني لأبحاث اضطرابات النوم في المعهد الوطني للقلب والرئة والدم التابع للمعاهد الوطنية للصحة: «النوم أمر بالغ الأهمية للصحة العامة والرفاهية».

وأضافت في بيان صادر الثلاثاء: «بدأت الأبحاث في الكشف عن كيفية مساهمة خصائص النوم، مثل الوقت الذي يقضيه الشخص في كل مرحلة من مراحل النوم أو عدد مرات استيقاظه ليلاً، في التحكُّم بضغط الدم، وكيف يمكن أن يؤثر الجنس والنوع على هذه النتائج، ولكن لا تزال لدينا أسئلة لا إجابات عنها».

استخدم الباحثون بيانات النوم في المنزل لأكثر من 1100 بالغ في البرازيل لم يكن لديهم انقطاع النفس النومي المعتدل إلى الشديد، وهي حالات معروفة بالفعل بأنها مرتبطة بارتفاع ضغط الدم، على الرغم من أن بعض المشاركين كانوا يعانون من انقطاع النفس النومي الخفيف.

تراوحت أعمار المشاركين في البحث بين 18 و91 عاماً، و64 في المائة منهم نساء.

سجل الباحثون ليلة نوم واحدة باستخدام تخطيط النوم، وهو اختبار تشخيصي يقيس وظائف الجسم المختلفة، مثل موجات المخ ومعدل ضربات القلب أثناء النوم، باستخدام أجهزة استشعار موضوعة في جميع أنحاء الجسم.

وفي صباح اليوم التالي، أخذوا قراءات ضغط الدم وعينات الدم الصائم لقياس مستويات الدهون، تحديداً الكوليسترول الكلي، وكوليسترول البروتين الدهني عالي الكثافة، وكوليسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة، والدهون الثلاثية. وحلّلوا البيانات معاً، وأيضاً وفق الجنس.

ووثقت دراسات عدّة على مدى عقود من الزمان دوراً حاسماً للنوم في معدلات ضغط الدم، وبالتالي صحة القلب. ووجدت دراسة أجريت عام 2018 أن الأشخاص الذين ناموا أقل من 7 ساعات كان لديهم ضغط دم أعلى مقارنة بمن ناموا 7 ساعات على الأقل.

من جانبها، قالت كريستين كنوتسون، الأستاذة المساعدة في علم الأعصاب والطب الوقائي في كلية فاينبرغ للطب بجامعة نورث وسترن الأميركية الباحثة المساعدة في الدراسة: «نعلم أن النوم مهم جداً لصحة القلب. لذا، نحاول معرفة المزيد عن هذا الارتباط، وكيف يمكن ربط النوم بالاختلافات بين الجنسين التي نراها في أمراض القلب والأوعية الدموية»؛ فعلى سبيل المثال، يرتبط ارتفاع ضغط الدم بشكل أقوى بالنوبة القلبية لدى النساء مقارنة بالرجال.

قالت كنوتسون إن نتائج الدراسة الحالية يمكن أن توجه العمل المستقبلي الذي يستكشف الآليات الأساسية التي قد تجعل النوم العميق على وجه الخصوص أكثر قيمة للنساء. وهذا بدوره قد يؤدي إلى علاجات جديدة تعمل على تعزيز مرحلة النوم هذه لدى النساء.

وأوضحت أن الدراسات التجريبية قد تختبر ما إذا كانت بعض التعديلات في عادات النوم يمكن أن تؤدي إلى تحسينات في ضغط الدم، وهو ما شدّدت عليه براون، قائلة: «مثل هذه الدراسات تؤكد على الطبيعة الحاسمة للنوم في الإدارة السريرية لارتفاع ضغط الدم».