دعا «إعلان فاس»، الذي جرى اعتماده، مساء اليوم (الأربعاء)، خلال الاجتماع رفيع المستوى لـ«مجموعة أصدقاء تحالف الحضارات في المغرب»، إلى «التنفيذ الكامل لما تم التوافق عليه، والالتزام التام به في منتدى فاس حتى تتمكن الحكومات، بدعم من المجتمع المدني، من تجاوز التحديات، والتقدم نحو أهداف العيش المشترك في مجتمعات سلمية ودامجة، تحقيقاً للتنمية المستدامة».
ورحب «إعلان فاس» بطلب غينيا الاستوائية استضافة الاجتماع الإقليمي الأفريقي لتحالف الحضارات للأمم المتحدة في سنة 2023، وكذلك الطلب الذي تقدمت به البرتغال باستضافة المنتدى العالمي العاشر لتحالف الحضارات للأمم المتحدة بلشبونة سنة 2024. ونوه بعقد المنتدى العالمي التاسع لتحالف الحضارات للأمم المتحدة للمرة الأولى في القارة الأفريقية، وتحديداً في مدينة فاس، المدينة الروحية والعريقة، مشيداً بالالتزام التام للمغرب، البلد المضيف، تحت قيادة الملك محمد السادس، بجعل هذا المنتدى فضاء مثمراً لتعزيز التفاعل الإنساني وتشجيع الحوار والسلام.
وسجل المشاركون أن «حرية التعبير وحرية المعتقد مترابطتان بشكل وثيق، وتعززان بعضهما»، مشددين على «الدور الذي يمكن أن تضطلع به هذه الحقوق في محاربة جميع أشكال التعصب والتفرقة القائمة على الدين أو المعتقد».
واعتبروا أن «احترام التنوع والحقوق الثقافية لجميع الأشخاص، وفقاً للمعايير الدولية، يعزز التعددية الثقافية، من خلال المساهمة في تبادل أوسع للمعرفة، وفهم أفضل للسياق الثقافي، بما يعزز ضمان حقوق الإنسان، والتمتع بها في جميع أنحاء العالم، ويوطد علاقات مستقرة وودية بين شعوب وأمم العالم أجمع».
كما أعرب المشاركون عن «انشغالهم العميق» باستخدام تكنولوجيا المعلومات الحديثة، مثل الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، لغايات تتعارض مع احترام القيم الإنسانية، مؤكدين أن تكنولوجيا المعلومات تحدث تغييراً جذرياً في طريقة تفاعل الأفراد والمجتمعات وتزجية الوقت، مع بروز آثار جديدة وغير متوقَّعة على الصحة والمجتمع، كثير منها إيجابي، وبعضها مثير للقلق.
وأدان «إعلان فاس» كل دعوات الكراهية التي تشكل تحريضاً على التمييز والعداء والعنف، سواء من خلال توظيف الصحافة المكتوبة، أو المسموعة أو المرئية أو الإلكترونية، أو وسائل التواصل الاجتماعي أو أي وسيلة أخرى. وأكد الحاجة إلى وضع وتنفيذ سياسات وخطط عمل، واستراتيجيات ذات صلة بتعزيز التربية الإعلامية والمعلوماتية، وإذكاء الوعي والقدرة على الوقاية من التضليل الإعلامي وخطاب الكراهية، وتتبعه والتصدي له. كما جدد «إعلان فاس» أيضاً التأكيد على الالتزام السياسي بالركائز الخمس لعمل تحالف الحضارات، المتعلقة بالشباب والتعليم والهجرة والإعلام والمرأة، مبرزاً العمل المنجز في هذه المجالات، ودورها البناء في تعزيز قيم الوقاية من النزاعات والوساطة والمصالحة.
وحث المشاركون التحالف على مواصلة عمله بالتعاون مع الحكومات والمنظمات الدولية والمؤسسات، ومنظمات المجتمع المدني، وكذا وسائل الإعلام. بينما أكد «إعلان فاس» على الدور المهم لمنتدى تحالف الأمم المتحدة لحوار الحضارات، باعتباره منصة للحوار بين الثقافات والأديان، وفضاء لتشجيع التعاون والتضامن والأخوة الإنسانية.
كما دعا المشاركون إلى مواصلة المنتدى تعزيز وتوسيع التزامه تجاه القيادات والفاعلين الدينيين، وتمكينهم من فرص الحوار بين الأديان، من أجل نشر قيم التسامح والاحترام والتفاهم المتبادل ونبذ العنف، معلنين أيضاً أن المنتدى حقق هدفه الرئيسي؛ بجعل تحالف الحضارات للأمم المتحدة التزاماً عالمياً حقيقياً بأهداف شاملة، وكذا التحسيس بالحاجة الملحة إلى النهوض بريادة مسؤولة في جميع مجالات العمل.
«إعلان فاس» يؤكد على حرية التعبير والمعتقَد لمحاربة أشكال التعصب والتفرقة
جرى اعتماده خلال الاجتماع رفيع المستوى لـ«مجموعة أصدقاء تحالف الحضارات»
«إعلان فاس» يؤكد على حرية التعبير والمعتقَد لمحاربة أشكال التعصب والتفرقة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة