مجلس النواب المغربي يعقد غدًا جلسة مساءلة لرئيس الحكومة

تخصص الجلسة لبحث العلاقة مع المؤسسات الدولية والسياسة العمومية

مجلس النواب المغربي يعقد غدًا جلسة مساءلة لرئيس الحكومة
TT

مجلس النواب المغربي يعقد غدًا جلسة مساءلة لرئيس الحكومة

مجلس النواب المغربي يعقد غدًا جلسة مساءلة لرئيس الحكومة

يحل رئيس الحكومة المغربية عبد الإله ابن كيران، غدا بمجلس النواب لحضور جلسة المساءلة الشهرية طبقا للفصل 100 من الدستور.
وكشفت مصادر برلمانية أن «جلسة الاستماع التي ستدوم ساعتين ستخصص لمحورين أساسيين»، والموضوع الأول، وضعته المعارضة المكونة من أحزاب، الاستقلال والأصالة والمعاصرة والاتحاد الاشتراكي والاتحاد الدستوري، ويتعلق بالسياسة العمومية التي نهجتها الحكومة تجاه ذوي الاحتياجات الخاصة.
والثاني، تقدمت به فرق الغالبية المشكلة من أحزاب العدالة والتنمية والتجمع الوطني للأحرار والحركة الشعبية والتقدم والاشتراكية حول نتائج الشراكات التي عقدتها الحكومة مع المؤسسات الدولية.
وفي سياق ذلك، فضل عدد كبير من أحزاب المعارضة والغالبية التقدم باستفسارات حول كثير من القضايا المثيرة للجدل، وقرر حزب الاستقلال المعارض استجواب رئيس الحكومة عبد الإله ابن كيران حول التحديات التي يطرحها ملف زراعة القنب الهندي في شمال المغرب.
وتطالب المعارضة في مقدمتها، حزب الاستقلال الحكومة باللجوء لسياسة تقنين زراعة القنب الهندي من أجل استعماله في المسائل الطبية، وإصدار عفو تجاه أكثر من عشرة آلاف مزارع متابعين من طرف العدالة في حالة فرار.
وترتفع مطالب العفو عن منتجي القنب الهندي دائمًا مع اقتراب موعد الانتخابات البلدية أو التشريعية بالنظر للقاعدة الانتخابية التي تشكلها العائلات المعنية بهذا الموضوع.
في ارتباط بذلك، فضل حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية المعارض اليساري، مساءلة رئيس الحكومة في موضوع ضعف الإنتاج التشريعي للحكومة.
ويراهن نواب الاتحاد الاشتراكي على إحراج حكومة ابن كيران بشأن عدم احترامها لالتزامات المخطط التشريعي التي صاغتها بعد تشكيلها قبل ثلاث سنوات حيث وضعت الحكومة أجندة زمنية مدققة لإخراج القوانين التي تضمنها دستور عام 2011.
ومن جهته، فضل حزب العدالة والتنمية، متزعم التحالف الحكومي ذي المرجعية الإسلامية ونواب حزب التجمع الوطني للأحرار، المشارك في الحكومة، توجيه سؤالين منفصلين لرئيس الحكومة حول الإجراءات التي اتخذتها الحكومة بشأن دعم المناطق النائية والفقيرة.
ويذكر أن جلسة المساءلة الشهرية لرئيس الحكومة ستكون مسبوقة بجلسة عمومية تخصص للدراسة والتصويت على النصوص التشريعية الجاهزة، حيث من المتوقع أن تصادق الغرفة الأولى بشكل نهائي على ملحق اتفاقية التعاون القضائي بين المغرب وفرنسا. بالإضافة إلى اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة، التي عرفت تحفظ أحد نواب فريق العدالة والتنمية الأسبوع الماضي خلال جلسة التصويت بلجنة الخارجية والدفاع والشؤون الإسلامية والمغاربة المقيمين بالخارج في مجلس النواب.



ضربات في صعدة... والحوثيون يطلقون صاروخاً اعترضته إسرائيل

عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
TT

ضربات في صعدة... والحوثيون يطلقون صاروخاً اعترضته إسرائيل

عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)

تبنّت الجماعة الحوثية إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من اعترافها بتلقي ثلاث غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

وفي حين أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض الصاروخ الحوثي، يُعد الهجوم هو الثاني في السنة الجديدة، حيث تُواصل الجماعة، المدعومة من إيران، عملياتها التصعيدية منذ نحو 14 شهراً تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

وادعى يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الجماعة الحوثية، في بيان مُتَلفز، أن جماعته استهدفت بصاروخ فرط صوتي من نوع «فلسطين 2» محطة كهرباء «أوروت رابين» جنوب تل أبيب، مع زعمه أن العملية حققت هدفها.

من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي، في بيان، أنه «بعد انطلاق صفارات الإنذار في تلمي اليعازر، جرى اعتراض صاروخ أُطلق من اليمن قبل عبوره إلى المناطق الإسرائيلية».

ويوم الجمعة الماضي، كان الجيش الإسرائيلي قد أفاد، في بيان، بأنه اعترض صاروخاً حوثياً وطائرة مُسيّرة أطلقتها الجماعة دون تسجيل أي أضرار، باستثناء ما أعلنت خدمة الإسعاف الإسرائيلية من تقديم المساعدة لبعض الأشخاص الذين أصيبوا بشكل طفيف خلال هروعهم نحو الملاجئ المحصَّنة.

وجاءت عملية تبنِّي إطلاق الصاروخ وإعلان اعتراضه، عقب اعتراف الجماعة الحوثية باستقبال ثلاث غارات وصفتها بـ«الأميركية البريطانية»، قالت إنها استهدفت موقعاً شرق مدينة صعدة، دون إيراد أي تفاصيل بخصوص نوعية المكان المستهدَف أو الأضرار الناجمة عن الضربات.

مقاتلة أميركية على متن حاملة طائرات في البحر الأحمر (أ.ب)

وإذ لم يُعلق الجيش الأميركي على الفور، بخصوص هذه الضربات، التي تُعد الأولى في السنة الجديدة، كان قد ختتم السنة المنصرمة في 31 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، باستهداف منشآت عسكرية خاضعة للحوثيين في صنعاء بـ12 ضربة.

وذكرت وسائل الإعلام الحوثية حينها أن الضربات استهدفت «مجمع العرضي»؛ حيث مباني وزارة الدفاع اليمنية الخاضعة للجماعة في صنعاء، و«مجمع 22 مايو» العسكري؛ والمعروف شعبياً بـ«معسكر الصيانة».

106 قتلى

مع ادعاء الجماعة الحوثية أنها تشن هجماتها ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، في سياق مناصرتها للفلسطينيين في غزة، كان زعيمها عبد الملك الحوثي قد اعترف، في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وأن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

وكانت الولايات المتحدة قد أنشأت، في ديسمبر 2023، تحالفاً سمّته «حارس الازدهار»؛ ردّاً على هجمات الحوثيين ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، قبل أن تشنّ ضرباتها الجوية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، بمشاركة بريطانيا في بعض المرات؛ أملاً في إضعاف قدرات الجماعة الهجومية.

دخان يتصاعد من موقع عسكري في صنعاء خاضع للحوثيين على أثر ضربة أميركية (أ.ف.ب)

واستهدفت الضربات مواقع في صنعاء وصعدة وإب وتعز وذمار، في حين استأثرت الحديدة الساحلية بأغلبية الضربات، كما لجأت واشنطن إلى استخدام القاذفات الشبحية، لأول مرة، لاستهداف المواقع الحوثية المحصَّنة، غير أن كل ذلك لم يمنع تصاعد عمليات الجماعة التي تبنّت مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ نوفمبر 2023.

وأدّت هجمات الحوثيين إلى إصابة عشرات السفن بأضرار، وغرق سفينتين، وقرصنة ثالثة، ومقتل 3 بحارة، فضلاً عن تقديرات بتراجع مرور السفن التجارية عبر باب المندب، بنسبة أعلى من 50 في المائة.

4 ضربات إسرائيلية

رداً على تصعيد الحوثيين، الذين شنوا مئات الهجمات بالصواريخ والطائرات المُسيرة باتجاه إسرائيل، ردّت الأخيرة بأربع موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة الحوثية بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

كذلك تضررت مدرسة إسرائيلية بشكل كبير، جراء انفجار رأس صاروخ، في 19 ديسمبر الماضي، وإصابة نحو 23 شخصاً جراء صاروخ آخر انفجر في 21 من الشهر نفسه.

زجاج متناثر في مطار صنعاء الدولي بعد الغارات الجوية الإسرائيلية (أ.ب)

واستدعت هذه الهجمات الحوثية من إسرائيل الرد، في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وفي 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، قصفت إسرائيل مستودعات للوقود في كل من الحديدة وميناء رأس عيسى، كما استهدفت محطتيْ توليد كهرباء في الحديدة، إضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات، وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً.

وتكررت الضربات، في 19 ديسمبر الماضي؛ إذ شنّ الطيران الإسرائيلي نحو 14 غارة على مواني الحديدة الثلاثة، الخاضعة للحوثيين غرب اليمن، وعلى محطتين لتوليد الكهرباء في صنعاء؛ ما أدى إلى مقتل 9 أشخاص، وإصابة 3 آخرين.

وفي المرة الرابعة من الضربات الانتقامية في 26 ديسمبر الماضي، استهدفت تل أبيب، لأول مرة، مطار صنعاء، وضربت في المدينة محطة كهرباء للمرة الثانية، كما استهدفت محطة كهرباء في الحديدة وميناء رأس عيسى النفطي، وهي الضربات التي أدت إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة أكثر من 40، وفق ما اعترفت به السلطات الصحية الخاضعة للجماعة.