أسعار النفط تقترب من 90 دولاراً للبرميل

السعودية والإمارات والكويت والجزائر نفت أي دراسة بشأن زيادة الإنتاج

حفار للنفط الخام في حوض بيرميان بولاية تكساس الأميركية (رويترز)
حفار للنفط الخام في حوض بيرميان بولاية تكساس الأميركية (رويترز)
TT

أسعار النفط تقترب من 90 دولاراً للبرميل

حفار للنفط الخام في حوض بيرميان بولاية تكساس الأميركية (رويترز)
حفار للنفط الخام في حوض بيرميان بولاية تكساس الأميركية (رويترز)

ارتفعت أسعار النفط خلال تعاملات أمس الثلاثاء، بعدما أكدت السعودية التزام مجموعة أوبك بلس بتخفيضات الإنتاج فضلا عن إمكان اتخاذ المزيد من الخطوات لتحقيق توازن في السوق، وسط مخاوف من حدوث ركود عالمي وقلق من ارتفاع الإصابات بفيروس كورونا في الصين.
ونفى وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان، يوم الاثنين، صحة الأنباء التي تحدثت عن دراسة زيادة إنتاج النفط، نشرتها صحيفة وول ستريت جورنال، مما هبط بالأسعار بأكثر من 5 في المائة، غير أن الأسعار عادت واستردت عافيتها بعد النفي السعودي، والذي تلاه نفي من الجانب الإماراتي والكويتي والجزائري أيضا.
وصعد خام برنت 1.9 في المائة إلى 89.14 دولار بحلول الساعة 13:34 بتوقيت غرينتش، فيما زاد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 1.8 في المائة إلى 81.55 دولار.
وقد حدّت المخاوف بشأن الطلب في ظل سياسة التشديد النقدي التي يتبعها مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) وسياسات الصين الصارمة بشأن كوفيد من ارتفاع أسعار النفط.
وقال نعيم أسلم المحلل في أفاتريد، وفق رويترز: «أسعار النفط الخام تحاول تعويض خسائرها... وقد دعم نفي السعودية وجود أي نقاش لزيادة المعروض النفطي مع أوبك وحلفائها السوق اليوم».
ومن المقرر أن تعقد مجموعة أوبك بلس، التي تضم دول أوبك وحلفاءها، اجتماعا في الرابع من ديسمبر (كانون الأول) المقبل، أي قبل يوم من بدء سريان إجراءات أوروبية وأخرى من جانب مجموعة السبع بشأن النفط الروسي.
ويدخل حظر يفرضه الاتحاد الأوروبي على واردات الخام الروسي في الخامس من ديسمبر، بالتزامن مع دخول خطة لمجموعة السبع تسمح لمقدمي خدمات الشحن بالمساعدة في تصدير النفط الروسي ولكن بأسعار منخفضة محددة.
وقال مسؤول بارز في البنك المركزي الروسي، إن أحجام صادرات النفط الروسية سوف تتوقف على السعر وجهود التسويق التي يتم بذلها، قبل أسبوعين فقط من فرض أوروبا ومجموعة السبع، عقوبات جديدة على النفط الخام في البلاد.
وأفادت وكالة بلومبرغ الثلاثاء، بأن روسيا تعمل على إيجاد مشترين جدد للنفط، الذي منعت كثير من دول أوروبا استيراده منذ غزو أوكرانيا في فبراير (شباط).
ويتجه حاليا معظم إنتاج النفط الخام الذي يتم إرساله من محطات البلطيق، إلى آسيا. إلا أن الوقت بصدد النفاد قبل وصول الشحنات القادمة من موانئ بعيدة إلى الصين والهند، قبل بدء تنفيذ العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي على الشحنات المنقولة بحرا، في الخامس من ديسمبر.
وجدد العراق، أمس، موقفة الداعم للاتفاقات التي تحقق مزيداً من الاستقرار والتوازن للأسواق النفطية وتقلل من تراجع سعر برميل النفط في السوق العالمية.
وأكد نائب رئيس الوزراء وزير النفط حيان عبد الغني، خلال ترؤسه الاجتماع الشهري لتسعيرة النفط العراقي، «حرص العراق على المساهمة الفاعلة في تحقيق مزيد من الاستقرار للأسواق العالمية، والوصول إلى حالة من التوازن المنطقي بين العرض والطلب، والتقليل من حجم التحديات والمؤثرات التي تؤدي إلى تذبذبه وعدم استقراره».
وأضاف أن «العراق يتابع باهتمام تطورات السوق النفطية، والمتغيرات اليومية بسبب الظروف والتحديات التي تواجه العالم والتواصل مع الأعضاء في منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) وحلفائها والاطلاع على التقارير بهذا الشأن».
وشدد عبد الغني على أن «العراق يعتمد في تسعيرة نفطه على أدق المعايير الاقتصادية والتسويقية التي تضمن الحصول على أفضل الأسعار إلى جانب احترام تعهداته والتزاماته مع العملاء والشركات التي تتعامل مع النفط العراقي».


مقالات ذات صلة

تراجع تدفقات رأس المال إلى الأسواق الناشئة... والصين الأكبر تضرراً

الاقتصاد امرأة على دراجتها الهوائية أمام «بورصة بكين»... (رويترز)

تراجع تدفقات رأس المال إلى الأسواق الناشئة... والصين الأكبر تضرراً

من المتوقع أن يشهد النمو العالمي تباطؤاً في عام 2025، في حين سيتجه المستثمرون الأجانب إلى تقليص حجم الأموال التي يوجهونها إلى الأسواق الناشئة.

«الشرق الأوسط» (لندن )
الاقتصاد برج المقر الرئيس لبنك التسويات الدولية في بازل (رويترز)

بنك التسويات الدولية يحذر من تهديد الديون الحكومية للأسواق المالية

حذّر بنك التسويات الدولية من أن تهديد الزيادة المستمرة في إمدادات الديون الحكومية قد يؤدي إلى اضطرابات بالأسواق المالية

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد متداولون في كوريا الجنوبية يعملون أمام شاشات الكومبيوتر في بنك هانا في سيول (وكالة حماية البيئة)

الأسواق الآسيوية تنخفض في ظل قلق سياسي عالمي

انخفضت الأسهم في آسيا في الغالب يوم الاثنين، مع انخفاض المؤشر الرئيسي في كوريا الجنوبية بنسبة 2.3 في المائة.

«الشرق الأوسط» (هونغ كونغ )
الاقتصاد لافتة إلكترونية وملصق يعرضان الدين القومي الأميركي الحالي للفرد بالدولار في واشنطن (رويترز)

غوتيريش يعيّن مجموعة من الخبراء لوضع حلول لأزمة الديون

عيّن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش مجموعة من الخبراء البارزين لإيجاد حلول لأزمة الديون المتفاقمة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد الاجتماع السنوي الرابع والخمسون للمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس (رويترز)

المنتدى الاقتصادي العالمي: قادة الأعمال يخشون من الركود وارتفاع التضخم

أظهر استطلاع للرأي أجراه المنتدى الاقتصادي العالمي يوم الخميس أن قادة الأعمال على مستوى العالم يشعرون بالقلق من مخاطر الركود ونقص العمالة وارتفاع التضخم.

«الشرق الأوسط» (لندن)

الدردري: اقتصاد سوريا خسر 24 عاماً من التنمية البشرية

TT

الدردري: اقتصاد سوريا خسر 24 عاماً من التنمية البشرية

الأمين العام المساعد للأمم المتحدة مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي للدول العربية د. عبد الله الدردري (تركي العقيلي)
الأمين العام المساعد للأمم المتحدة مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي للدول العربية د. عبد الله الدردري (تركي العقيلي)

كشف الأمين العام المساعد للأمم المتحدة مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي للدول العربية الدكتور عبد الله الدردري، أن الأمم المتحدة أعطت البرنامج الضوء الأخضر لبدء التواصل مع الحكومة المؤقتة السورية الجديدة تعزيزاً للعمل الإنساني وبدء مسار التعافي لإعادة تفعيل الاقتصاد السوري «الذي خسر 24 عاماً من التنمية البشرية حتى الآن».

وقال الدردري في حديث إلى «الشرق الأوسط» بمناسبة وجوده في الرياض للمشاركة في فعاليات مؤتمر «كوب 16»، إنه وجّه مكتب البرنامج في دمشق اعتباراً من (الخميس) للتواصل مع الجهات الحكومية وبدء عملية التقييم التي تحتاج إليها البلاد.

كان نظام بشار الأسد قد ترك خلفه تحديات اقتصادية كبيرة مع انهيار شبه كامل للبنية التحتية الاقتصادية وتدمير آلاف المنازل وتشريد الملايين.

رجل سوري يتحدث عبر هاتفه المحمول وهو يقف على درج مبنى مدمَّر في مدينة حرستا شرق دمشق (أ.ب)

واستعرض الدردري الوضع الراهن في سوريا، فقال «إن تقديراتنا الأولية أن الاقتصاد السوري خسر حتى الآن 24 عاماً من التنمية البشرية، فيما سجل الناتج المحلي الإجمالي تراجعاً كبيراً من 62 مليار دولار في عام 2010 إلى 8 مليارات فقط اليوم. أما معدل الفقر، فارتفع من نحو 12 في المائة عام 2010 إلى أكثر من 90 في المائة. وبات معدل الفقر الغذائي يتجاوز 65 في المائة من السكان».

وإذ أوضح أن أمام سوريا مرحلة صعبة، قال إن تقديرات البرنامج تشير إلى أنه من أصل 5 ملايين و500 ألف وحدة سكنية، فإن نحو مليوني وحدة سكنية دمِّرت بالكامل أو جزئياً.

وعن تكلفة عملية إعادة الإعمار، أوضح الدردري أن احتساب تكلفة إعادة بناء الوحدات السكنية يحتاج إلى تحديث، كون أسعار البناء تختلف اليوم. لكنه شدد على أن أخطر ما جرى في سوريا هو الضعف المؤسساتي مقارنةً بما كان عليه الوضع قبل عام 2011، «حيث كانت هناك مؤسسات دولة قوية، فيما تراجعت بشكل كبير اليوم». من هنا، فإن تركيز برنامج الأمم المتحدة اليوم هو على الدعم المؤسساتي، «لأنه من دون مؤسسات قادرة على التخطيط والتنفيذ والمتابعة، لا توجد تنمية ولا إعادة إعمار»، كما يركز على القطاع الخاص الذي استطاع أن يصمد رغم كل الهزات، والجاهز اليوم لتلقف أي حالة من الأمن والانفتاح للعمل.

وقال: «خلال الساعات الـ48 الأخيرة، ولمجرد أن الحكومة المؤقتة أعلنت أن الاقتصاد السوري هو اقتصاد سوق حر مع بعض الإجراءات السريعة لتسيير عمل التجارة وغيرها، تحسن سعر صرف الليرة السورية أمام الدولار من 30 ألف ليرة إلى 14 ألف ليرة، مما يعني تحسناً بأكثر من 50 في المائة».

رجل يعد النقود بمحطة بنزين في مدينة حلب شمال سوريا (أ.ف.ب)

ولكن كيف يرى نائب الوزراء السوري السابق للشؤون الاقتصادية بين سنوات 2006 و2011، خريطة طريق إعادة النهوض بالاقتصاد السوري؟ أجاب: «في الحقيقة، لا أرى فرقاً بين دوري في الأمم المتحدة وبين عملي سابقاً. فسوريا تحتاج إلى إصلاح حوكمي سريع وفعال، بمعنى أنها تحتاج إلى إصلاح القضاء، وتطوير المؤسسات وترسيخ مبدأ الفصل بين السلطات، وترسيخ القانون. كما أنها بحاجة إلى رؤية للمستقبل، وإلى حوار وطني. تحتاج إلى تحديد الوضع الراهن في المجال الاقتصادي وأين هو موقع البلاد في هذا الإطار. هي تحتاج إلى رسم سيناريوهات التعافي والنمو... وهو ما تراه الأمم المتحدة أيضاً لإعادة إحياء البلاد».

وأضاف: «سندعم كل ما من شأنه أن يجعل سوريا جاذبة للاستثمار، وإرساء منظومة لحماية اجتماعية فاعلة... فنمو اقتصادي يقوده القطاع الخاص وعدالة اجتماعية من خلال منظومات حماية اجتماعية متكاملة هما ما تحتاج إليه سوريا، وهما ما سنعمل عليه».

غزة

وفي ما يتعلق بالوضع في غزة، قال الدردري إن التقديرات الأولية جداً تشير إلى أنها تحتاج إلى 50 مليار دولار، موضحاً أن إعادة تعويم الاقتصاد الفلسطيني إلى ما كان عليه في عام 2022، إنما يحتاج إلى معونات إنسانية تقدَّر بـ600 مليون دولار سنوياً على مدى السنوات العشر المقبلة.

فلسطينيون يتفقدون الدمار في منطقة استهدفتها غارة جوية إسرائيلية قرب مخيم النصيرات للاجئين (أ.ف.ب)

وعن الجهات المستعدة لتأمين هذه المبالغ، قال: «هناك وعود بأن المجتمع الدولي مستعد للمساعدة، ولكن إلى الآن لا شيء ملموساً».

وأضاف: «هناك حاجة ماسة إلى رفع القيود عن عمل الفلسطينيين، وعن أموال المقاصة التي يجب أن تذهب إلى السلطة الفلسطينية، وأن يُسمح للاقتصاد الفلسطيني بالاندماج».

لبنان

وشرح الدردري أن لبنان خسر 10 في المائة من ناتجه المحلي الإجمالي خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة بسبب الحرب مع إسرائيل، تضاف إلى ما نسبته 35 في المائة خسارة في الناتج المحلي منذ 2019. في حين دُمر نحو 62 ألف منزل وأكثر من 5 آلاف منشأة اقتصادية.

شخصان يتعانقان على أنقاض المباني المتضررة في قرية جون بقضاء الشوف بلبنان (رويترز)

ووُضع برنامج للتعافي الاقتصادي في لبنان يعتمد بشكل أساسي على تعزيز المجتمعات المحلية والشركات الصغيرة وإعادة إحياء التمويل في لبنان، وعلى دعم البلديات التي تأثرت بشكل كبير، وعلى الجمعيات الأهلية. وتوقع أن يستعيد لبنان تعافيه مع استمرار حالة الهدوء، وذلك بفعل أهمية الدور الذي يلعبه قطاعه الخاص.