لبنان: انتقادات لتصعيد عون.. وتحذير من نتائج الاستمرار في تعطيل عمل الحكومة

قزي: طريقة رئيس {التيار الوطني} في معركتي رئاسة الجمهورية وقيادة الجيش قضت على حظوظه فيهما

لبنان: انتقادات لتصعيد عون.. وتحذير من نتائج الاستمرار في تعطيل عمل الحكومة
TT

لبنان: انتقادات لتصعيد عون.. وتحذير من نتائج الاستمرار في تعطيل عمل الحكومة

لبنان: انتقادات لتصعيد عون.. وتحذير من نتائج الاستمرار في تعطيل عمل الحكومة

يلقى التصعيد السياسي والشعبي الذي يدعو إليه رئيس «التيار الوطني الحر» النائب ميشال عون بحجة المحافظة على حقوق المسيحيين، انتقادات من أطراف عدّة من بينها الأحزاب المسيحية، فيما حذّر البعض من الوصول إلى مرحلة «الانفجار» إذا استمر التعطيل في جلسات مجلس الوزراء، الذي يقف خلفه أيضا بشكل أساسي عون رافضا الحضور ما لم توضع التعيينات الأمنية على جدول الأعمال وتعيين صهره العميد شامل روكز قائدا للجيش.
ومن المتوقع أن تبدأ الخطوات العملية لتصعيد عون هذا الأسبوع، وقد تصل إلى الاعتصام المفتوح وفق ما أشارت بعض المعلومات، بينما يصرّ رئيس الحكومة تمام سلام على عقد جلسة لمجلس الوزراء حدّد موعدها يوم الخميس المقبل.
وكان عون الذي قاطع مع حلفائه في فريق 8 آذار جلسات انتخاب رئيس للجمهورية، ما أدى إلى فقدان النصاب وبقاء لبنان من دون رئيس، قد خاطب مناصريه قائلا قبل يومين: «ما يحصل في الحكومة يستوجب فعل قوة، فاستعدوا للنزول إلى الشارع». واعتبر أن المسيحيين معرضون لخطر الوجود، مضيفا: «يقضون على مسيحيي المشرق بالسيف، ويريدون القضاء علينا بالسياسة».
ويوم أمس، قال وزير الخارجية جبران باسيل، صهر عون: «سندافع عن موقع الرئاسة، ولن نسمح لأي كان أن يمد يده إليها، ونحن مجلس الوزراء ولن نقبل أن يمسه أحد».
وفي لقاء إنمائي في البترون أضاف: «نحن مؤتمنون على رئاسة الجمهورية وصلاحياتها، لأننا في الدستور وبوكالتنا في الحكومة نأخذ موقع وصلاحيات رئيس الجمهورية، وعندما كنا خارج هذا الموقع شكونا من المس بهذه الصلاحيات»، متسائلا: «فهل من الطبيعي أن نسكت اليوم عن المس بها وخطفها وسرقتها كما يحصل اليوم في مجلس الوزراء؟».
وفي ردّ على المواقف التي ترى أن عون يعطل عمل الحكومة من أجل تعيين صهره قائدا للجيش، قال باسيل: «وقفتنا ليست وقفة موقع أو موقف لحظة، نحن مؤتمنون على أرض القداسة، ولن نقبل بأن يدفن المسيحيون في هذه الأرض. (داعش) اليوم يحاول احتلال سواحلنا، و(داعش) عام 1915 تعرفون ماذا حاول أن يفعل بنا، وهجرنا إلى دول العالم، وما زلنا نعاني منه اليوم، وإذا سكتنا فسيعاني أولادنا وأولادهم الكثير»، معتبرا أن «المشكلة الكبرى هي أن (داعش) السياسة اليوم يحاول احتلال عقولنا وفكرنا وقلوبنا ومقاعدنا ومواقعنا، وهذا هو نفس العمل والنهج والتفكير، ولا يحاولن أحد وضع الأمر في أقل من ذلك».
وتلقى مواقف عون التصعيدية ودعواته لتحركات في الشارع انتقادات عدّة، وفي هذا الإطار أشار وزير العمل سجعان قزي، المحسوب على حزب الكتائب، إلى أن الشعار المطروح اليوم هو «الدور المسيحي السياسي في خطر.. هلموا إلى الشارع»، معتبرا أن «معيار الدور المسيحي في لبنان هو وجود رئيس للجمهورية»، سائلا: «ماذا ينفع المسيحيين إذا أخذوا كل مراكز الدولة وخسروا موقع رئاسة الجمهورية؟».
واعتبر في حديث تلفزيوني أن «من يريد أن يحمي الدور السياسي المسيحي في لبنان عليه أن يبدأ بانتخاب رئيس الجمهورية»، مشددا على أنه لا يمكن أن نكون مساهمين في عملية تعطيل الانتخاب من جهة، ومن جهة أخرى نتباكى على دور المسيحيين، في إشارة إلى عون.
ورأى قزي أن «الطريقة التي يقود فيها رئيس تكتل (التغيير والإصلاح) النائب ميشال عون معركة رئاسة الجمهورية ومعركة قيادة الجيش، قضت على حظوظه في رئاسة الجمهورية وقيادة الجيش، علما أنه لا رئاسة الجمهورية هي معركة، ولا قيادة الجيش معركة سياسية، إنما التعيين يتم حيت يأتي وقت الاستحقاق».
وأشار إلى أنه «في ظل غياب رئيس الجمهورية الذي هو مركز وحدة لبنان والقائد الأعلى للقوات المسلحة، ليس من المستحسن أو من اللائق أن نعين قائدا للجيش».
من جهته، حذر وزير الدولة لشؤون التنمية الإدارية نبيل دو فريج، من ربط ملف الرئاسة الأولى بعمل مجلس النواب، من انفجار كبير إذا استمر التعطيل في مجلس للوزراء.
وإذ شدد في حديث إذاعي على «أن أحدا لا يمكنه فرض رأيه على رئيس الحكومة بشأن جدول أعمال جلسة مجلس الوزراء»، أكد «أن الأمور ذاهبة إلى انفجار كبير في حال استمرار تعطيل عمل الحكومة كما يحصل اليوم»، سائلا العماد ميشال عون عن هدف التحركات الشعبية التي يدعو إليها في هذه الظروف الاستثنائية التي يمر بها لبنان؟ وأضاف: «من غير المقبول أن يقول أحد الوزراء إن لم تدرجوا ملف التعيينات كبند أول على جدول أعمال مجلس الوزراء فسنرفض البحث في أي بند آخر».
كذلك، قال النائب هاني قبيسي في «كتلة التنمية والتحرير» التي يرأسها رئيس مجلس النواب نبيه بري: «لا نستطيع أن ندمر لبنان لأجل وظيفة، ولا نستطيع أن نضرب استقرار لبنان لأجل وظيفة أو موقع سياسي، هذا أمر يهدد الكيان ويهدد الدولة، وبالتالي نستدعي فيه الفوضى التي يسعى المتآمرون لتعميمها».



أوضاع متردية يعيشها الطلبة في معاقل الحوثيين

طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
TT

أوضاع متردية يعيشها الطلبة في معاقل الحوثيين

طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)

قدَّم تقرير أممي حديث عن أوضاع التعليم في مديرية رازح اليمنية التابعة لمحافظة صعدة؛ حيثُ المعقل الرئيسي للحوثيين شمالي اليمن، صورة بائسة حول الوضع الذي يعيش فيه مئات من الطلاب وهم يقاومون من أجل الاستمرار في التعليم، من دون مبانٍ ولا تجهيزات مدرسية، بينما يستخدم الحوثيون كل عائدات الدولة لخدمة قادتهم ومقاتليهم.

ففي أعماق الجبال المرتفعة في المديرية، لا يزال الأطفال في المجتمعات الصغيرة يواجهون التأثير طويل الأمد للصراعات المتكررة في المحافظة، والتي بدأت منتصف عام 2004 بإعلان الحوثيين التمرد على السلطة المركزية؛ إذ استمر حتى عام 2010، ومن بعده فجَّروا الحرب الأخيرة التي لا تزال قائمة حتى الآن.

الطلاب اليمنيون يساعدون أسرهم في المزارع وجلب المياه من بعيد (الأمم المتحدة)

وفي المنطقة التي لا يمكن الوصول إليها إلا من خلال رحلة برية تستغرق ما يقرب من 7 ساعات من مدينة صعدة (مركز المحافظة)، تظل عمليات تسليم المساعدات والوصول إلى الخدمات الأساسية محدودة، وفقاً لتقرير حديث وزعته منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)؛ إذ بينت المنظمة فيه كيف يتحمل الأطفال بشكل خاص وطأة الفرص التعليمية المحدودة، والمرافق المدرسية المدمرة.

مدرسة من دون سقف

وأورد التقرير الأممي مدرسة «الهادي» في رازح باعتبارها «مثالاً صارخاً» لتلك الأوضاع، والتي لا تزال تخدم مئات الطلاب على الرغم من الدمار الذي تعرضت له أثناء المواجهات بين القوات الحكومية والحوثيين، أثناء التمرد على السلطة المركزية؛ حيث تُركت هياكل خرسانية من دون سقف أو جدران.

ويؤكد مدير المدرسة -وفق تقرير «اليونيسيف»- أنها منذ أن أصيبت ظلت على هذه الحال، من ذلك الوقت وحتى الآن. ويقول إنهم كانوا يأملون أن يتم بناء هذه المدرسة من أجل مستقبل أفضل للطلاب، ولكن دون جدوى؛ مشيراً إلى أن بعض الطلاب تركوا الدراسة أو توقفوا عن التعليم تماماً.

مدرسة دُمّرت قبل 15 سنة أثناء تمرد الحوثيين على السلطة المركزية (الأمم المتحدة)

ويجلس الطلاب على أرضيات خرسانية من دون طاولات أو كراسي أو حتى سبورة، ويؤدون الامتحانات على الأرض التي غالباً ما تكون مبللة بالمطر. كما تتدلى الأعمدة المكسورة والأسلاك المكشوفة على الهيكل الهش، مما يثير مخاوف من الانهيار.

وينقل التقرير عن أحد الطلاب في الصف الثامن قوله إنهم معرضون للشمس والبرد والمطر، والأوساخ والحجارة في كل مكان.

ويشرح الطالب كيف أنه عندما تسقط الأمطار الغزيرة يتوقفون عن الدراسة. ويذكر أن والديه يشعران بالقلق عليه حتى يعود إلى المنزل، خشية سقوط أحد الأعمدة في المدرسة.

ويقع هذا التجمع السكاني في منطقة جبلية في حي مركز مديرية رازح أقصى غربي محافظة صعدة، ولديه مصادر محدودة لكسب الرزق؛ حيث تعمل أغلب الأسر القريبة من المدرسة في الزراعة أو الرعي. والأطفال -بمن فيهم الطلاب- يشاركون عائلاتهم العمل، أو يقضون ساعات في جلب المياه من بعيد، بسبب نقص مصادر المياه الآمنة والمستدامة القريبة، وهو ما يشكل عبئاً إضافياً على الطلاب.

تأثير عميق

حسب التقرير الأممي، فإنه على الرغم من التحديات والمخاوف المتعلقة بالسلامة، يأتي نحو 500 طالب إلى المدرسة كل يوم، ويحافظون على رغبتهم القوية في الدراسة، في حين حاول الآباء وأفراد المجتمع تحسين ظروف المدرسة، بإضافة كتل خرسانية في أحد الفصول الدراسية، ومع ذلك، فإن الدمار هائل لدرجة أن هناك حاجة إلى دعم أكثر شمولاً، لتجديد بيئة التعلم وإنشاء مساحة مواتية وآمنة.

واحد من كل 4 أطفال يمنيين في سن التعليم خارج المدرسة (الأمم المتحدة)

ويشير تقرير «يونيسيف»، إلى أن للصراع وانهيار أنظمة التعليم تأثيراً عميقاً على بيئة التعلم للأطفال في اليمن؛ حيث تضررت 2426 مدرسة جزئياً أو كلياً، أو لم تعد تعمل، مع وجود واحد من كل أربعة طلاب في سن التعليم لا يذهبون إلى المدرسة، كما يضطر الذين يستطيعون الذهاب للمدرسة إلى التعامل مع المرافق غير المجهزة والمعلمين المثقلين بالأعباء، والذين غالباً لا يتلقون رواتبهم بشكل منتظم.

وتدعم المنظمة الأممية إعادة تأهيل وبناء 891 مدرسة في مختلف أنحاء اليمن، كما تقدم حوافز لأكثر من 39 ألف معلم لمواصلة تقديم التعليم الجيد، ونبهت إلى أنه من أجل ترميم أو بناء بيئة مدرسية أكثر أماناً للأطفال، هناك حاجة إلى مزيد من الموارد.