جرائم الحرب اليوغوسلافية في عيون مترجمي المحكمة الجنائية الدولية

ما لم يُحكَ سابقاً في وثائقيّ من إنتاج مجلة «نيويوركر»

أحد المترجمين في المحكمة الجنائية ليوغوسلافيا (نيويوركر)
أحد المترجمين في المحكمة الجنائية ليوغوسلافيا (نيويوركر)
TT

جرائم الحرب اليوغوسلافية في عيون مترجمي المحكمة الجنائية الدولية

أحد المترجمين في المحكمة الجنائية ليوغوسلافيا (نيويوركر)
أحد المترجمين في المحكمة الجنائية ليوغوسلافيا (نيويوركر)

أن تكون مترجماً فورياً في محكمة لجرائم حرب، يعني أنك ستنطق بكلامٍ كثير، وأنك في المقابل ستبتلع مشاعر أكثر. ليست معاناة المترجمين موضوعاً متداولاً، لكنَّ مجلة «نيويوركر» الأميركية اختارت أن تطرق أبواب مترجمي المحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة، وتسجّل شهاداتهم. في وثائقيّ من 20 دقيقة، يتحدث ثلاثة مترجمين عن تجاربهم. أصعب ما في الأمر أن المترجم، كما الصحافي، عليه أن يتجرّد من أحاسيسه وانفعالاته خلال أدائه عمله.
في ما يشبه جلسات البَوح في عيادات العلاج النفسي، ومن خلف زجاج غرف الفندق في لاهاي حيث مقر المحكمة، يشارك المترجمون رواياتهم. يقول أحدهم ويدعى نيناد: «عليك أن تبدو هادئاً. يجب ألا يعلم أحد بما يدور داخل قلبك. أنا في أمان داخل فقاعتي، خلف زجاج غرفتي العازلة. ثم تأتي شهادة أحدهم لتخترق فقاعتي وتعود إلى البيت معي».
لم تكن شهادات عادية تلك التي نُطق بها داخل محكمة يوغوسلافيا بين عامَي 1993 و2017: إبادات جماعية، جرائم ضد الإنسانية، تطهير عرقي، اعتداءات جنسية وحشية... قائمة لا تنتهي من الفظائع التي تؤرّخ للصراع الأوروبي الأعنف منذ الحرب العالمية الثانية. صراعٌ أدى إلى مقتل 140 ألف شخص، حسب المركز الدولي للعدالة الانتقالية.
لا يَعرض الفيلم الوثائقي أياً من مشاهد ذلك الأرشيف الدامي، لكنّ المعاناة الواضحة على وجوه المترجمين وفي أصواتهم، كافية لاختصار هَول ما حدث. «التروما» حقيقية هنا، فعندما تُترجَم المأساة بواسطة الكلمات، تنتقل بطريقة أو بأخرى إلى المترجم نفسه. يعلّق نيناد على هذه النقطة قائلاً: «كل كلمة تنطق بها الأفواه مهمة. فجأة تصبح أفكار الشهود أفكاري أنا».

يفصح أحدهم، واسمُه بسمير، عن أنه أمضى شهراً وهو يتعاطى الكحول يومياً بسبب حكاية مؤلمة ترجمها ولم يتخطاها: «أردتُ استحضار طاقة ذاك الطفل الذي ذُبح ظلماً»، يقول. ويضيف: «أردت أن أشعر بأني مدمّر من أجله لأنه لم يكن لديه أحد سواي ليبكي عليه».
بدأ بسمير مهمته مع محكمة يوغوسلافيا في الـ19 من عمره. رافق علماء الآثار وعمّال الحفر في رحلة اكتشاف مقبرة جماعية قرب سريبرينيتسا. نفّرته رائحة الجثث بدايةً، لكنه في اللحظة التي أدرك فيها أن جسده كاد يكون واحداً منها، تأقلم مع الموضوع. يقول في شهادته: «لو كنت مولوداً أبعد من مسقط رأسي بـ12 ميلاً، لكنت انتهيت داخل تلك المقبرة. عندما فكرت في الأمر، ما عادت رائحتهم مسيطرة عليّ».
أبعد من أنوفهم بكثير يبصر المترجمون، فحكايات المحكمة انتقلت إلى مناماتهم وسَكنتهم. هكذا حصل مع إحداهم وتُدعى ألما. هي كانت المحفّز الذي دفع بمخرجة الوثائقي إليان إستر بوتس إلى خوض التجربة. فالمخرجة الهولندية المقيمة في لاهاي التقت ألما صدفة، واستمعت إلى تفاصيل رحلتها مع ترجمة جرائم الحرب. حتى ذلك اللقاء، لم تكن بوتس قد فكرت يوماً بأنها ستصوّر هكذا قصة. لكنها فور الجلسة الأولى مع ألما، بدأت تشاهد أرشيف المحكمة الممتد ساعاتٍ وساعات.


المترجمة ألما تشارك تجربتها
خلال سنوات عملها الـ25 ترجمت المحكمة ملايين الوثائق إلى أكثر من 5 لغات، وحققت في جرائم حرب وقعت ضمن مناطق ينطق سكّانها 7 لغات مختلفة هي البوسنية، والصربية، والكرواتية، والألبانية، والمقدونية، إضافةً إلى الفرنسية والإنجليزية. أما المتمكنون من كل تلك اللغات، فكانوا حتماً من أبناء المنطقة الذين عايشوا تلك الحقبة الدامية وشهدوا على العنف، أو حتى كانوا أنفسهم ضحايا. في فيلمها القصير، تضعهم المخرجة بوتس تحت الضوء بعد أن أدّوا عملهم معزولين داخل غرف زجاجية. كانوا مجرّد أصوات مرغمة على الحياد، أما في الوثائقي فأضيفت وجوههم وانطباعاتهم ومشاعرهم إلى أصواتهم. هم ما عادوا مجرّد جسرٍ ناطقٍ بين المتّهمين والضحايا، بل صاروا هم الحكاية.
تسترجع المترجمة ألما ذلك اليوم الذي زارت فيه زوجَين متقدمَين في السن، ضمن نطاق مهمة موكلة إليها. «لا يمكنني أن أنسى صورة ابنَيهما المعلّقة على الحائط»، تبوح ألما. «اقتيد الولدان إلى معتقل لأسرى الحرب ثم اختفيا. خلال حديثي مع الوالدَين، فهمت أنهما كانا يعتقدان بأن الصبيين ما زالا على قيد الحياة، رغم مرور 8 سنوات على اختفائهما. كانا في انتظار عودتهما. هذه الحادثة حطّمت قلبي»، تقول ألما والدموع تخنق صوتها.
حتى داخل المحكمة، شعر المترجمون بأن صوتهم يهرب منهم لهَول ما سمعوا. يخبر أحدهم كيف أنه شعر بالاختناق خلال ترجمته الفورية، فأعطى الميكروفون لزميله لأنه أراد البكاء: «علمت في تلك اللحظة أنني إذا تفوّهت بكلمة واحدة، ستنهمر الدموع من عيني وستصدر أصواتٌ مختنقة وغير مفهومة من حنجرتي». يبوح المترجم ذاته بأنه لم يستطع الالتزام بقواعد الحياد: «مرات عدة سمحت لنفسي بالنظر إلى الضحية، حتى أشعر بها وأتعاطف معها».
أما أصعب ما اختبره المترجمون، فكان اضطرارهم إلى ترجمة كلام المجرمين. حسب إحدى الشهادات الممتزجة بالدموع: «لم يعجبني أبداً أن يكون لدي أي اتصال بالمتهمين. هذا لم يُشعرني بالارتياح لأنني سبق أن التقيت ضحاياهم وعملت معهم، ثم فجأة وجدت نفسي مرمية في وحدة الاحتجاز لأترجم كلام الأشخاص المسؤولين عن عذاباتهم. أنا تعذبت خلال الحرب وأتفهم جيداً معاناة الناس الذين أتوا للإدلاء بشهاداتهم».
فاز الوثائقي القصير بجائزة «كالف» الذهبية في مهرجان الفيلم الهولندي الشهر الفائت، كما أنه حاز تقييم 7.5 على منصة «IMDB». يأتي «In Flow of Words» (في فيض من الكلام) من ضمن مجموعة الوثائقيات التي فاق عددها الـ130، والتي تواظب «نيويوركر» على إنتاجها منذ عام 2019، ولهذه الأفلام القصيرة منحت المؤسسة الإعلامية العريقة عنواناً عريضاً هو: «وجهات نظر غير مألوفة حول قضايا تهمّنا الآن».


مقالات ذات صلة

السودان: مبعوث الأمم المتحدة يرى انفتاحاً أكبر من طرفي الصراع على المحادثات

العالم السودان: مبعوث الأمم المتحدة يرى انفتاحاً أكبر من طرفي الصراع على المحادثات

السودان: مبعوث الأمم المتحدة يرى انفتاحاً أكبر من طرفي الصراع على المحادثات

قال مبعوث الأمم المتحدة إلى السودان لوكالة «رويترز»، اليوم (السبت)، إن الطرفين المتحاربين في البلاد منفتحان بشكل أكبر على المفاوضات، وأقرا بأن الصراع الذي اندلع منذ أسبوعين لا يمكن أن يستمر. ويمثل هذا بصيص أمل حتى في ظل تواصل القتال. وقال المبعوث فولكر بيرتس، إن الطرفين رشحا ممثلين عنهما للمحادثات التي اقتُرحت إقامتها إما في جدة بالسعودية أو في جوبا بجنوب السودان، لكنه استطرد قائلاً إن ثمة سؤالاً عملياً حول إذا ما كان بوسعهما الذهاب إلى أي من المكانين «للجلوس معاً فعلياً». وأضاف أنه لم يُحدد جدول زمني لإجراء محادثات. وبدت احتمالات إجراء مفاوضات بين زعيمي الطرفين واهية حتى الآن.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)
العالم «إف بي أي» يعمل مع شركات الهاتف الأميركية لجمع أدلة جرائم الحرب في أوكرانيا

«إف بي أي» يعمل مع شركات الهاتف الأميركية لجمع أدلة جرائم الحرب في أوكرانيا

يعمل مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي أي)، بالتعاون مع شركات الهاتف المحمول الأميركية والحكومة الأوكرانية، على جمع معلومات وأدلة على جرائم حرب ارتكبتها روسيا خلال حربها المستمرة، مثل تحديد الموقع الجغرافي ومعلومات من الهواتف المحمولة. وقال مسؤولون أميركيون كبار، الثلاثاء، إن أوكرانيا تجمع المعلومات الرقمية من ساحات القتال والبلدات الأوكرانية التي دمرتها الحرب منذ غزو روسيا للبلاد في فبراير (شباط) 2022 الماضي، بحسب وكالة «رويترز».

العالم العاصمة السودانية تشهد هدوءاً نسبياً في الساعات الأخيرة

العاصمة السودانية تشهد هدوءاً نسبياً في الساعات الأخيرة

شهدت مدن العاصمة السودانية الثلاث الخرطوم وبحري وأم درمان هدوءا نسبيا في الساعات الأخيرة باستثناء بعض المناطق في الخرطوم التي لا يزال قاطنوها يسمعون دوي الانفجارات وأصوات الاشتباكات لا سيما في الأحياء الواقعة وسط وجنوب الخرطوم بجانب أحياء في أم درمان. وكان الجيش السوداني وقوات الدعم السريع قد وافقا على هدنه لمدة ثلاثة أيام بوساطة أميركية، تنتهي غدا الأحد.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)
العالم بعد فيديو لقطع رأس أسير مفترض... زيلينسكي يدين «الوحوش» الروس

بعد فيديو لقطع رأس أسير مفترض... زيلينسكي يدين «الوحوش» الروس

أدان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم الأربعاء، ما وصفهم بـ«الوحوش» الروس، بعد نشر مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، يُظهر عملية قطع رأس رجل يُعتقد أنه أسير حرب أوكراني، في حين دعا «الكرملين» إلى «التحقق من صحة» التسجيل، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية». ونُشر تسجيل الفيديو على تطبيق «إنستغرام»، وهو يُظهر، وفقاً لكييف، جندياً روسياً يقطع رأس أسير أوكراني بسكّين. وقال زيلينسكي، في مقطع فيديو نُشر على «إنستغرام»: «كم يقتل هؤلاء بسهولة!».

«الشرق الأوسط» (كييف)
العالم مؤسسة خيرية: استعادة 31 طفلاً أوكرانياً من روسيا

مؤسسة خيرية: استعادة 31 طفلاً أوكرانياً من روسيا

أعيد 31 طفلاً أوكرانياً إلى بلادهم بعدما نُقلوا إلى روسيا بطريقة «غير شرعية» من مناطق أوكرانية ضمّتها موسكو، حسبما أعلنت مؤسسة خيرية، اليوم (السبت). وقال رئيس مؤسسة «أنقذوا أوكرانيا» ميكولا كوليبا على شبكات التواصل الاجتماعي: «نستقبل اليوم (السبت) 31 طفلاً إضافياً أخذهم الروس بشكل غير قانوني من أراضٍ محتلة». وأُخذ الأطفال من منطقتَي خاركيف (شمال شرق) وخيرسون (جنوب)، بحسب المنظمة التي تحارب ما تقول إنه «عمليات ترحيل غير قانونية لأطفال أوكرانيين». وأفادت المنظمة، أمس (الجمعة)، بأن الأطفال وأقاربهم عبروا الحدود حتى باتوا في الأراضي الخاضعة لسيطرة كييف، وأظهرت مشاهد نُشرت في اليوم نفسه، عبور أطفال

«الشرق الأوسط» (كييف)

«اعتقال نتنياهو وغالانت»: التزام أوروبي ورفض أميركي... ومجموعة السبع تدرس الأمر

بنيامين نتنياهو (يسار) ويوآف غالانت (أ.ب)
بنيامين نتنياهو (يسار) ويوآف غالانت (أ.ب)
TT

«اعتقال نتنياهو وغالانت»: التزام أوروبي ورفض أميركي... ومجموعة السبع تدرس الأمر

بنيامين نتنياهو (يسار) ويوآف غالانت (أ.ب)
بنيامين نتنياهو (يسار) ويوآف غالانت (أ.ب)

أعلنت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، اليوم (الجمعة)، أن وزراء خارجية مجموعة السبع سيناقشون خلال اجتماعهم يومي الاثنين والثلاثاء قرب روما، مذكرات التوقيف الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية، والتي شملت خصوصاً رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وفق ما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وقالت ميلوني في بيان، إن «الرئاسة الإيطالية لمجموعة السبع تعتزم إدراج هذا الموضوع على جدول أعمال الاجتماع الوزاري المقبل الذي سيعقد في فيوجي بين 25 و26 نوفمبر (تشرين الثاني). وتستهدف مذكرات التوقيف الصادرة يوم الخميس، نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت، وقائد الجناح العسكري لحركة «حماس» الفلسطينية، محمد الضيف.

وأضافت ميلوني: «هناك نقطة واحدة ثابتة: لا يمكن أن يكون هناك تكافؤ بين مسؤوليات دولة إسرائيل وحركة (حماس) الإرهابية».

رفض أميركي

وندَّد الرئيس الأميركي جو بايدن بشدة، أمس (الخميس)، بإصدار المحكمة الجنائية الدولية أوامر الاعتقال بحق نتنياهو وغالات، وعدّ هذا الإجراء «أمراً شائناً».

وقال بايدن في بيان: «دعوني أكُن واضحاً مرة أخرى: أياً كان ما قد تعنيه ضمناً المحكمة الجنائية الدولية، فلا يوجد تكافؤ بين إسرائيل و(حماس)». وأضاف: «سنقف دوماً إلى جانب إسرائيل ضد التهديدات التي تواجه أمنها».

المجر

بدوره، أعلن رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، الجمعة، أنه سيدعو نظيره الإسرائيلي إلى المجر في تحدٍ لمذكرة التوقيف الصادرة في حقه.

وقال في مقابلة مع الإذاعة الرسمية: «لا خيار أمامنا سوى تحدي هذا القرار. سأدعو في وقت لاحق اليوم نتنياهو للمجيء إلى المجر، حيث يمكنني أن أضمن له أن قرار المحكمة الجنائية الدولية لن يكون له أي تأثير».

وبحسب أوربان، فإن «القرار وقح ومقنّع بأغراض قضائية لكن له في الحقيقة أغراض سياسية»، ويؤدي إلى «الحط من صدقية القانون الدولي».

الأرجنتين

وعدّت الرئاسة الأرجنتينية أن مذكرتي التوقيف الصادرتين بحق نتنياهو وغالانت، تتجاهلان «حق إسرائيل المشروع في الدفاع عن نفسها».

وذكر بيان نشره الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي بحسابه على منصة «إكس»، أن «الأرجنتين تعرب عن معارضتها الشديدة لقرار المحكمة الجنائية الدولية الأخير»، الذي يتجاهل «حق إسرائيل المشروع في الدفاع عن نفسها في مواجهة هجمات مستمرة تشنها منظمات إرهابية مثل (حماس) و(حزب الله)».

وأضاف: «إسرائيل تواجه عدواناً وحشياً، واحتجاز رهائن غير إنساني، وشن هجمات عشوائية على سكانها. إن تجريم دفاع مشروع تمارسه دولة ما مع تجاهل هذه الفظائع هو عمل يشوه روح العدالة الدولية».

الصين

ودعت الصين، الجمعة، المحكمة الجنائية الدولية، إلى «موقف موضوعي وعادل» غداة إصدارها مذكرات التوقيف. وقال لين جيان الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية في مؤتمر صحافي دوري: «تأمل الصين في أن تحافظ المحكمة الجنائية الدولية على موقف موضوعي وعادل وتمارس صلاحياتها وفقاً للقانون».

بريطانيا

ولمحت الحكومة البريطانية، الجمعة، إلى أن نتنياهو يمكن أن يتعرض للاعتقال إذا سافر إلى المملكة المتحدة.

وقال المتحدث باسم رئيس الوزراء كير ستارمر للصحافيين: «هناك آلية قانونية واضحة ينبغي اتباعها. الحكومة كانت دائمة واضحة لجهة أنها ستفي بالتزاماتها القانونية». وأضاف: «ستفي المملكة المتحدة دائماً بالتزاماتها القانونية كما هو منصوص عليه في القوانين المحلية والقانون الدولي»، لكنه رفض الإدلاء برأي محدد في شأن رئيس الوزراء الإسرائيلي.

هولندا

بدورها، نقلت وكالة الأنباء الهولندية (إيه إن بي)، الخميس، عن وزير الخارجية، كاسبار فيلدكامب، قوله إن هولندا مستعدة للتحرّك بناءً على أمر الاعتقال الذي أصدرته المحكمة الجنائية الدولية بحقّ نتنياهو، إذا لزم الأمر.

الاتحاد الأوروبي

وقال مسؤول السياسة الخارجية لدى الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، خلال مؤتمر صحافي، الخميس، إن جميع الدول الأعضاء في المحكمة الجنائية الدولية، ومنها دول أعضاء في الاتحاد، كلها ملزَمة بتنفيذ قرارات المحكمة. وأضاف بوريل: «هذا ليس قراراً سياسياً، بل قرار محكمة. وقرار المحكمة يجب أن يُحترم ويُنفّذ».

وكتب بوريل، في وقت لاحق على منصة «إكس»: «هذه القرارات ملزمة لجميع الدول الأعضاء في نظام روما الأساسي (للمحكمة الجنائية الدولية) الذي يضم جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي».

آيرلندا

كذلك قال رئيس الوزراء الآيرلندي، سيمون هاريس، في بيان: «القرار... خطوة بالغة الأهمية. هذه الاتهامات على أقصى درجة من الخطورة». وأضاف: «آيرلندا تحترم دور المحكمة الجنائية الدولية. ويجب على أي شخص في وضع يسمح له بمساعدتها في أداء عملها الحيوي أن يفعل ذلك الآن على وجه السرعة»، مؤكداً أنه سيتم اعتقال نتنياهو إذا جاء إلى آيرلندا.

إيطاليا

وقال أنطونيو تاياني، وزير الخارجية الإيطالي، إن روما ستدرس مع حلفاء كيفية تفسير القرار واتخاذ إجراء مشترك. وأضاف: «ندعم المحكمة الجنائية الدولية... لا بد أن تؤدي المحكمة دوراً قانونياً، وليس دوراً سياسياً». بينما أكد وزير الدفاع الإيطالي جويدو كروزيتو، أن روما سيتعين عليها اعتقال نتنياهو إذا زار البلاد.

النرويج

أما وزير الخارجية النرويجي، إسبن بارت أيدي، فقال إنه «من المهم أن تنفذ المحكمة الجنائية الدولية تفويضها بطريقة حكيمة. لديّ ثقة في أن المحكمة ستمضي قدماً في القضية على أساس أعلى معايير المحاكمة العادلة».

السويد

وقالت وزيرة الخارجية السويدية، ماريا مالمر ستينرغارد، إن استوكهولم تدعم «عمل المحكمة» وتحمي «استقلالها ونزاهتها». وأضافت أن سلطات إنفاذ القانون السويدية هي التي تبتّ في أمر اعتقال الأشخاص الذين أصدرت المحكمة بحقّهم مذكرات اعتقال على أراضٍ سويدية.

كندا

بدوره، قال رئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو، إن بلاده ستلتزم بكل أحكام المحاكم الدولية، وذلك رداً على سؤال عن أمري الاعتقال بحقّ نتنياهو وغالانت. وأضاف، في مؤتمر صحافي، بثّه التلفزيون: «من المهم حقاً أن يلتزم الجميع بالقانون الدولي... نحن ندافع عن القانون الدولي، وسنلتزم بكل لوائح وأحكام المحاكم الدولية».

تركيا

ووصف وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي التوقيف، بأنه «مرحلة بالغة الأهمية».

وكتب فيدان على منصة «إكس»: «هذا القرار مرحلة بالغة الأهمية بهدف إحالة المسؤولين الإسرائيليين الذين ارتكبوا إبادة بحق الفلسطينيين أمام القضاء».

ألمانيا

قال شتيفن هيبشترايت، المتحدث باسم الحكومة الألمانية، الجمعة، إن الحكومة ستدرس بعناية مذكرتي الاعتقال الصادرتين بحق نتنياهو وغالانت، لكنها لن تخطو خطوات أخرى حتى تكون هناك بالفعل زيارة لألمانيا.

وأضاف هيبشترايت: «أجد صعوبة في تخيل أننا سنجري اعتقالات على هذا الأساس»، مشيراً إلى أنه كان من الضروري توضيح المسائل القانونية المتعلقة بمذكرتي الاعتقال. ولم يحدد ما هي هذه المسائل. ولم يرد على سؤال عما إذا كان نتنياهو محل ترحيب في ألمانيا.

وقال المتحدث إن موقف الحكومة الألمانية بشأن تسليم أسلحة إلى إسرائيل لم يتغير بعد إصدار مذكرتي الاعتقال، ولا يزال خاضعاً لتقييم كل حالة على حدة.

فرنسا

بدوره، قال متحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية، الخميس، إن ردّ فعل باريس على أمر المحكمة الجنائية الدولية باعتقال نتنياهو، سيكون متوافقاً مع مبادئ المحكمة، لكنه رفض الإدلاء بتعليق حول ما إذا كانت فرنسا ستعتقل نتنياهو إذا وصل إليها.

ورداً على سؤال خلال مؤتمر صحافي حول ما إذا كانت فرنسا ستعتقل نتنياهو، قال كريستوف لوموان إن السؤال معقد من الناحية القانونية، مضيفاً: «إنها نقطة معقّدة من الناحية القانونية، لذا لن أعلّق بشأنها اليوم».

أمل فلسطيني

وأفادت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية الرسمية (وفا) بأن السلطة الفلسطينية أصدرت بياناً ترحب فيه بقرار المحكمة الجنائية الدولية. وطالبت السلطة جميع الدول الأعضاء في المحكمة الجنائية الدولية وفي الأمم المتحدة بتنفيذ قرار المحكمة. ووصفت القرار بأنه «يعيد الأمل والثقة في القانون الدولي ومؤسساته».

وأصدرت المحكمة الجنائية الدولية، أمس (الخميس)، أوامر اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، بخصوص «جرائم حرب في غزة»، وكذلك القيادي في حركة «حماس» محمد الضيف.

وقالت المحكمة، في بيان، إن هناك «أسباباً منطقية» لاعتقاد أن نتنياهو وغالانت ارتكبا جرائم، موضحة أن «الكشف عن أوامر الاعتقال هذه يصبّ في مصلحة الضحايا».

وأضاف بيان المحكمة الجنائية الدولية أن «قبول إسرائيل باختصاص المحكمة غير ضروري». وأشارت المحكمة الجنائية الدولية إلى أن «جرائم الحرب ضد نتنياهو وغالانت تشمل استخدام التجويع سلاح حرب... وكذلك تشمل القتل والاضطهاد وغيرهما من الأفعال غير الإنسانية».