بغداد تتمسك بـ «العلاقات المتميزة» مع عمّان

الملك عبدالله الثاني يعتبر أمن العراق «ركيزة أساسية» لأمن المنطقة

العاهل الأردني ورئيس الوزراء العراقي في عمان أمس (د.ب.أ)
العاهل الأردني ورئيس الوزراء العراقي في عمان أمس (د.ب.أ)
TT

بغداد تتمسك بـ «العلاقات المتميزة» مع عمّان

العاهل الأردني ورئيس الوزراء العراقي في عمان أمس (د.ب.أ)
العاهل الأردني ورئيس الوزراء العراقي في عمان أمس (د.ب.أ)

أجرى رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، مباحثات مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني وكبار المسؤولين في الأردن، في أول زيارة له خارج العراق، بعد أقل من شهر على تشكيل حكومته. وطبقاً لما أعلنه المكتب الإعلامي للسوداني، فإن الزيارة جاءت بناء على دعوة من الملك عبد الله الثاني، وأن رئيس الوزراء العراقي سيقوم في المستقبل القريب بزيارتين إلى كل من الكويت وفرنسا.
وأكد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، أن أمن العراق ركيزة أساسية لأمن المنطقة واستقرارها. ونقلت وكالة الأنباء الأردنية (بترا) عن الملك عبد الله قوله خلال مباحثات أجراها في عمان مع رئيس الوزراء العراقي، إنه يعتز بمستوى العلاقات الوطيدة التي تجمع البلدين. وشدد العاهل الأردني على أهمية مواصلة التعاون الثنائي بين البلدين، والثلاثي مع مصر، باعتباره نموذجاً للتكامل في المنطقة، لافتاً إلى أهمية دور العراق في محيطيه العربي والإقليمي.
من جانبه، أكد السوداني حرص العراق على استمرار العلاقات المتميزة مع الأردن، مشدداً على «مواصلة التعاون المشترك في مختلف المجالات لما فيه مصلحة الشعبين الشقيقين، وبما ينعكس على أمن المنطقة واستقرارها وازدهارها». ووفق الوكالة، تناولت المباحثات آليات تعزيز التعاون الاقتصادي واستكمال المشروعات المشتركة بينهما، والتأكيد على حرص الأردن والعراق على تعزيز التعاون على المستويات كافة، لا سيما السياسية والاقتصادية، والبناء على ما تم إنجازه في المشروعات المشتركة.
يذكر أن التنسيق العراقي ـ الأردني ـ المصري المشترك كان قد بدأ على عهد رئيس الوزراء الأسبق عادل عبد المهدي وتم وضع أسسه في عهد رئيس الوزراء السابق مصطفى الكاظمي. وفي الوقت الذي أثارت عملية الربط الكهربائي بين العراق والأردن في أواخر عهد الكاظمي وخلال تحويل حكومته إلى تصريف أعمال، انتقادات كثيرة داخل الأوساط السياسية العراقية، فإنه سيتضح خلال الزيارة ما إذا كان سيجري استكمال الخطط الخاصة بذلك أم سيتم الاتفاق على آليات أخرى لتطوير العلاقة بين البلدين.
والمعروف أن العراق يزود الأردن منذ زمن النظام السابق بكميات من النفط بأسعار تفضيلية، ولم يعمل أي رئيس حكومة عراقي بعد عام 2003 على تغيير أو إلغاء ذلك الاتفاق، لكنه بقي موضع انتقاد من قبل أطراف سياسية عراقية. وطبقاً للوفد المرافق للسوداني الذي يضم وزير الخارجية ومدير مكتبه ومحافظ الأنبار، فإن وجود محافظ الأنبار ضمن الوفد المرافق لرئيس الوزراء يعبر من وجهة نظر المراقبين السياسيين عن اهتمام السوداني بتنمية القطاع الاقتصادي والاستثماري، فضلاً عن أن واحداً من أهم المنافذ الحدودية التي تربط العراق بالعالم الخارجي هو منفذ طريبيل على الحدود العراقية ـ الأردنية.
إلى ذلك، أكد مسؤول عراقي لـ«الشرق الأوسط» أن «الحكومة مثلما تملك منهاج عمل للقضايا الداخلية، تملك رؤية متكاملة للعلاقات الخارجية تنطلق من مبدأ مهم، وهو أن تنعكس العلاقات الخارجية بشكل عملي وملموس على مصالح العراقيين». وأضاف المسؤول أن «السوداني اختار البدء من الأردن، لما يشكله الأردن من أهمية بالنسبة للعراق، وأيضاً عمق العلاقات بين البلدين»، مؤكداً أن «الزيارات الخارجية ستشمل قريباً دولاً عربية أخرى ودولة صديقة». وشدد المصدر الحكومي المسؤول على أن «حكومة السوداني تريد للعلاقات مع الدول الشقيقة والصديقة أن تقوم على مبدأ التوازن وعدم الخوض في سياسة المحاور». وبين أن الحكومة العراقية «تتحرك من أجل أن يعود للعراق دوره الريادي في المنطقة بفتح باب التواصل مع الجميع ومد الجسور مع الوجهات المتعددة بما يعزز الأمن والاستقرار والازدهار في المنطقة».


مقالات ذات صلة

الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

المشرق العربي الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

حثت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة لدى العراق، جينين هينيس بلاسخارت، أمس (الخميس)، دول العالم، لا سيما تلك المجاورة للعراق، على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث التي يواجهها. وخلال كلمة لها على هامش فعاليات «منتدى العراق» المنعقد في العاصمة العراقية بغداد، قالت بلاسخارت: «ينبغي إيجاد حل جذري لما تعانيه البيئة من تغيرات مناخية». وأضافت أنه «يتعين على الدول مساعدة العراق في إيجاد حل لتأمين حصته المائية ومعالجة النقص الحاصل في إيراداته»، مؤكدة على «ضرورة حفظ الأمن المائي للبلاد».

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي بارزاني: ملتزمون قرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل

بارزاني: ملتزمون قرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل

أكد رئيس إقليم كردستان العراق نيجرفان بارزاني، أمس الخميس، أن الإقليم ملتزم بقرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل، مشيراً إلى أن العلاقات مع الحكومة المركزية في بغداد، في أفضل حالاتها، إلا أنه «يجب على بغداد حل مشكلة رواتب موظفي إقليم كردستان». وأوضح، في تصريحات بمنتدى «العراق من أجل الاستقرار والازدهار»، أمس الخميس، أن الاتفاق النفطي بين أربيل وبغداد «اتفاق جيد، ومطمئنون بأنه لا توجد عوائق سياسية في تنفيذ هذا الاتفاق، وهناك فريق فني موحد من الحكومة العراقية والإقليم لتنفيذ هذا الاتفاق».

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي رئيس الوزراء العراقي: علاقاتنا مع الدول العربية بلغت أفضل حالاتها

رئيس الوزراء العراقي: علاقاتنا مع الدول العربية بلغت أفضل حالاتها

أعلن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أن علاقات بلاده مع الدول العربية الشقيقة «وصلت إلى أفضل حالاتها من خلال الاحترام المتبادل واحترام سيادة الدولة العراقية»، مؤكداً أن «دور العراق اليوم أصبح رياديا في المنطقة». وشدد السوداني على ضرورة أن يكون للعراق «هوية صناعية» بمشاركة القطاع الخاص، وكذلك دعا الشركات النفطية إلى الإسراع في تنفيذ عقودها الموقعة. كلام السوداني جاء خلال نشاطين منفصلين له أمس (الأربعاء) الأول تمثل بلقائه ممثلي عدد من الشركات النفطية العاملة في العراق، والثاني في كلمة ألقاها خلال انطلاق فعالية مؤتمر الاستثمار المعدني والبتروكيماوي والأسمدة والإسمنت في بغداد.

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي السوداني يؤكد استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»

السوداني يؤكد استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»

أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»، داعياً الشركات النفطية الموقّعة على جولة التراخيص الخامسة مع العراق إلى «الإسراع في تنفيذ العقود الخاصة بها». جاء ذلك خلال لقاء السوداني، (الثلاثاء)، عدداً من ممثلي الشركات النفطية العالمية، واستعرض معهم مجمل التقدم الحاصل في قطاع الاستثمارات النفطية، وتطوّر الشراكة بين العراق والشركات العالمية الكبرى في هذا المجال. ووفق بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء، وجه السوداني الجهات المختصة بـ«تسهيل متطلبات عمل ملاكات الشركات، لناحية منح سمات الدخول، وتسريع التخليص الجمركي والتحاسب الضريبي»، مشدّداً على «ضرورة مراعا

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي مباحثات عراقية ـ إيطالية في مجال التعاون العسكري المشترك

مباحثات عراقية ـ إيطالية في مجال التعاون العسكري المشترك

بحث رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني مع وزير الدفاع الإيطالي غويدو كروسيتو العلاقات بين بغداد وروما في الميادين العسكرية والسياسية. وقال بيان للمكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي بعد استقباله الوزير الإيطالي، أمس، إن السوداني «أشاد بدور إيطاليا في مجال مكافحة الإرهاب، والقضاء على عصابات (داعش)، من خلال التحالف الدولي، ودورها في تدريب القوات الأمنية العراقية ضمن بعثة حلف شمال الأطلسي (الناتو)». وأشار السوداني إلى «العلاقة المتميزة بين العراق وإيطاليا من خلال التعاون الثنائي في مجالات متعددة، مؤكداً رغبة العراق للعمل ضمن هذه المسارات، بما يخدم المصالح المشتركة، وأمن المنطقة والعالم». وبي

حمزة مصطفى (بغداد)

سكان غزة يشعرون بالخوف بعد ظهور احتمال التوصل لاتفاق بين إسرائيل و«حزب الله»

فلسطينيون يتجمعون في موقع غارة إسرائيلية على منزل في قطاع غزة (رويترز)
فلسطينيون يتجمعون في موقع غارة إسرائيلية على منزل في قطاع غزة (رويترز)
TT

سكان غزة يشعرون بالخوف بعد ظهور احتمال التوصل لاتفاق بين إسرائيل و«حزب الله»

فلسطينيون يتجمعون في موقع غارة إسرائيلية على منزل في قطاع غزة (رويترز)
فلسطينيون يتجمعون في موقع غارة إسرائيلية على منزل في قطاع غزة (رويترز)

منبوذون بالعراء وخائفون يترقبون، هكذا يشعر الفلسطينيون في غزة، وهم أيضاً يخشون أن تصب إسرائيل كامل قوتها العسكرية على القطاع، بعد ظهور احتمال التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حزب الله» اللبناني، دون بارقة في الأفق تبشر بالتوصل إلى اتفاق مماثل مع حركة «حماس» في القطاع.

وبدأ «حزب الله» المدعوم من إيران في إطلاق الصواريخ على إسرائيل تضامناً مع «حماس»، بعد أن هاجمت الحركة الفلسطينية إسرائيل في أكتوبر (تشرين الأول) 2023، مما أدى إلى اندلاع حرب غزة.

وتصاعدت أعمال القتال في لبنان بشدة الشهرين الماضيين، مع تكثيف إسرائيل ضرباتها الجوية، وإرسالها قوات برية إلى جنوب لبنان، بينما واصل «حزب الله» إطلاق الصواريخ على إسرائيل.

وإسرائيل مستعدة الآن فيما يبدو للموافقة على خطة أميركية لوقف إطلاق النار مع «حزب الله»، حين تجتمع حكومتها، اليوم (الثلاثاء). كما أعرب وزير الخارجية والمغتربين اللبناني عبد الله بو حبيب عن أمله في التوصل إلى وقف لإطلاق النار بحلول ليل الثلاثاء.

وتنصب الجهود الدبلوماسية على لبنان، ولذا خاب أمل الفلسطينيين في المجتمع الدولي، بعد 14 شهراً من الصراع الذي دمر قطاع غزة، وأسفر عن مقتل أكثر من 44 ألف شخص.

وقال عبد الغني، وهو أب لخمسة أطفال اكتفى بذكر اسمه الأول: «هذا يُظهِر أن غزة يتيمة، من دون أي دعم ولا رحمة من قِبَل العالم الظالم»، مضيفاً: «أنا أشعر بالغضب تجاه العالم اللي فشل في أنه يعمل حل للمشكلة في المنطقتين سوا... يمكن أنه يكون في صفقة جاية لغزة، بقول يمكن».

وسيشكل وقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حزب الله» دون التوصل إلى اتفاق في غزة ضربة موجعة لـ«حماس» التي تشبث قادتها بأمل أن يؤدي توسع الحرب إلى لبنان إلى الضغط على إسرائيل، للتوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار. وكان «حزب الله» يصر على أنه لن يوافق على وقف إطلاق النار قبل انتهاء الحرب في غزة، ولكنه تخلى عن هذا الشرط.

وقال تامر البرعي، وهو رجل أعمال من مدينة غزة نزح عن منزله مثل أغلب سكان غزة: «إحنا خايفين؛ لأنه الجيش الآن راح يكون له مطلق الحرية في غزة، وسمعنا قيادات في الجيش الإسرائيلي بتقول إنه بعد استتباب الهدوء في لبنان، القوات الإسرائيلية راح يتم إعادتها لتواصل العمل في غزة».

وأضاف: «كان عِنَّا (لدينا) أمل كبير أنه (حزب الله) يظل صامداً حتى النهاية؛ لكن يبدو أنه ما قدروش، لبنان يتدمر والدولة بتنهار والقصف الإسرائيلي توسع لما بعد الضاحية الجنوبية».

وقد يترك الاتفاق مع لبنان بعض قادة «حزب الله» في مواقعهم، بعد أن اغتالت إسرائيل أمين عام الحزب حسن نصر الله وخليفته؛ لكن إسرائيل تعهدت بالقضاء التام على «حماس».

وقالت زكية رزق (56 عاماً) وهي أم لستة أطفال: «بيكفي، بيكفي، إحنا تعبنا، قديش كمان (كم أيضاً) لازم يموت لتوقف الحرب؟ الحرب في غزة لازم توقف، الناس عمالة بتنباد (تتعرض للإبادة) وبيتم تجويعهم وقصفهم كل يوم».