فرنسا من دون بنزيمة الأفضل بالعالم تواجه أستراليا... وتونس لتحقيق المفاجأة على حساب الدنمارك

الجولة الأولى من منافسات المجموعة الرابعة تُفتتح بمباراتين قد تحددان ملامح بطاقتي العبور للدور الثاني

لاعبو تونس متحمسون في التدريبات قبل ضربة البداية أمام الدنمارك (أ.ف.ب)
لاعبو تونس متحمسون في التدريبات قبل ضربة البداية أمام الدنمارك (أ.ف.ب)
TT

فرنسا من دون بنزيمة الأفضل بالعالم تواجه أستراليا... وتونس لتحقيق المفاجأة على حساب الدنمارك

لاعبو تونس متحمسون في التدريبات قبل ضربة البداية أمام الدنمارك (أ.ف.ب)
لاعبو تونس متحمسون في التدريبات قبل ضربة البداية أمام الدنمارك (أ.ف.ب)

يستهل منتخب فرنسا حملة الدفاع عن لقبه من دون أفضل لاعب في العالم، مهاجمه كريم بنزيمة، الغائب للإصابة، في مواجهة أستراليا، في حين تأمل تونس في تحقيق مفاجأة أمام الدنمارك، اليوم، ضمن الجولة الأولى من منافسات المجموعة الرابعة لمونديال قطر في كرة القدم.
وستكون مباراة فرنسا وأستراليا إعادة للمواجهة الأولى بينهما في الدور ذاته قبل 4 أعوام في مونديال روسيا 2018. حينها، احتسب حكم الفيديو المساعد «في إيه آر» في أول استخدام لهذه التقنية الجديدة في نهائيات كأس العالم، ركلة جزاء لصالح فرنسا، ترجمها أنطوان غريزمان بنجاح في الفوز الصعب 2-1.
ويختلف مونديال قطر عن سابقه، إذ تلقت فرنسا ضربة معنوية قوية قبل انطلاق المنافسات، بانسحاب المهاجم المخضرم ابن الـ34 عاماً بنزيمة، أفضل لاعب في العالم، من التشكيلة، لإصابة بفخذه، لينضم إلى سلسلة غيابات أرهقت الفريق.
وتواصل مسلسل سقوط مصاب تلو الآخر، فقبل بنزيمة، ودّع تشكيلة بطلة 1998 و2018، كل من نجمي الوسط بول بوغبا ونغولو كانتي، بالإضافة إلى الحارس مايك مينيان، وقلب الدفاع بريسنيل كيمبيبي، والمهاجم كريستوفر نكونكو.

لاعبو فرنسا في التدريبات من دون أبرز لاعبيهم حيث ينتظرون اختباراً غامضاً ضد أستراليا (رويترز)

غير أنّ غياب بنزيمة صبّ في مصلحة إعادة إحياء الثنائية بين كيليان مبابي وأوليفير جيرو التي قادت فرنسا قبل 4 أعوام إلى لقبها الثاني، بمؤازرة من غريزمان.
وحتى إن قرر المدرب ديدييه ديشامب الهجوم برباعي مع إضافة عثمان ديمبيلي، فإن القوى الموجودة بحكم الضرورة تعيد إحياء ذكرى موسكو الجميلة.
في المقابل، احتاجت أستراليا المرور بالملحق الدولي للحاق بركب المنتخبات المتأهلة إلى قطر، وهي تتحضر لمباراتها الأولى بتشكيلة من دون نجوم من العيار الثقيل، ولكن «بحالة ذهنية لا تشوبها شائبة» وعلى أسس أفكار المدرب غراهام أرنولد المساعد السابق للهولندي غوس هيدينك، خلال حقبة توليه المهام الفنية عام 2006.
وتشارك أستراليا التي تحتل المركز الـ36 في التصنيف العالمي للمنتخبات، في نهائيات كأس العالم للمرة السادسة في تاريخها، وذلك بعد 16 عاماً من وصولها إلى دور ثمن النهائي في مونديال ألمانيا، في أفضل سجل لها في المونديالات. كما تأمل في تحقيق فوزها الأوّل في النهائيات منذ مونديال جنوب أفريقيا 2010 (5 هزائم مقابل تعادل).
ولم يكن الطريق إلى قطر مفروشاً بالورود بالنسبة لأستراليا التي وجدت نفسها خلف اليابان والمملكة العربية السعودية في التصفيات الآسيوية، واضطرت للفوز على الإمارات 2-1 في الملحق القاري، ثم على بيرو في الملحق الدولي بركلات الترجيح 5-4، بعد التعادل سلباً في الوقتين الأصلي والإضافي.
وتعرض أسلوب المدرب أرنولد وخططه الفنية لموجة من الانتقادات، لينقذ رأسه من مقصلة الإقالة، بعدما فوت التأهل المباشر إلى قطر.
ولا يحظى لاعبو أستراليا بالشهرة، حتى من قبل الصحافيين المحليين، وأبرز دليل على ذلك ما قاله آدم بيكوك الذي يغطي أخبار المنتخب لموقع «كود سبورتس» بقوله: «إنهم لاعبون ليسوا معروفين حتى في أستراليا!».
أما مدافع منتخب فرنسا إبراهيما كوناتيه فيقول: «أنا لا أعرف أي لاعب أسترالي صراحة».
اثنان فقط يلعبان في البطولات الخمس الكبرى في أوروبا، وهما: إيدين هروستيتش لاعب وسط فيرونا الإيطالي بعد فترة مع أينتراخت فرانكفورت الألماني، والجناح أوير مابيل مع قادش الإسباني. أما الموهبة الصاعدة غارانغ كوول البالغ من العمر 18 عاماً، فسينضم إلى صفوف نيوكاسل الإنجليزي في يناير (كانون الثاني) المقبل، من دون أن يكون قد خاض أي مباراة في دوري الدرجة الأولى الأسترالي.
يعتمد المنتخب الأسترالي على آرون موي (سلتيك الاسكوتلندي) لاعب خط الوسط؛ لكنه سيفتقد إلى خدمات مارتن بويل الذي اضطر إلى الانسحاب، الأحد، بداعي الإصابة.
ويلخص دينيس غينرو الأسترالي الوحيد الذي يلعب في الدرجة الأولى الفرنسية مع تولوز (لم يتم استدعاؤه إلى صفوف المنتخب) حال المنتخب الأسترالي بقوله: «نعتمد أكثر على اللعب الجماعي وليس على الأفراد؛ خلافاً لما كانت عليه الحال لدى بروز الجيل الذهبي المؤلف من مارك شفارتزر ومارك فيدوكا وهاري كيويل وتيم كايهيل؛ لكننا نتمتع بروح وذهنية عالية جداً».

إريكسن القلب النابض لمنتخب الدنمارك (رويترز)

وأضاف: «أستراليا لا تستطيع الاعتماد على الموهبة الفنية التي يتمتع بها لاعبون من أمثال كيليان مبابي أو عثمان ديمبيلي؛ لكنها تعتمد على صلابة المجموعة، على الرغم من أن لاعبيها موزعون في مختلف أرجاء العالم». وتدين أستراليا بالقوة الذهنية للمجموعة إلى المدرب أرنولد الذي يعتبر «بمثابة الأب الروحي للاعبين الذي يحاول استخراج الأفضل من أفراد الفريق» حسب بيكوك.
ورأى بيكوك أن أرنولد تعلم كثيراً من العمل مساعداً مع هيدينك «لا سيما من ناحية أهمية الجماعية في كأس العالم» وهي وصفة ناجحة اعتمدها الهولندي مع منتخب كوريا الجنوبية عام 2002 في كأس العالم، عندما نجح في قيادتها إلى نصف النهائي، في أفضل نتيجة لمنتخب آسيوي على الإطلاق.
وينتظر المنتخب الفرنسي مواجهة بدنية ضد نظيره الأسترالي، وقال كوناتيه في هذا الصدد: «ثمة منتخبات كثيرة تدرك أننا نملك مهاجمين سريعين، وبالتالي سيتقوقعون في الخطوط الخلفية».
لكن بيكوك يخالف كوناتيه الرأي بقوله: «لا، لن يلعبوا بهذه الطريقة. لقد سئموا اللعب بخطط حذرة منذ 4 أعوام. سيلعبون بوتيرة أسرع وسيضغطون في العمق، لن ينتظروا الفرق الأخرى في الخطوط الخلفية. سيلعب الأستراليون بزخم كبير كما لو كانت المباراة الأخيرة لهم، أو مواجهة في ربع النهائي».
في المباراة الثانية، ضمن المجموعة ذاتها، تأمل تونس في تحقيق مفاجأة من العيار الثقيل، أمام منتخب دنماركي يسعى بدوره إلى إكمال مسيرته الناجحة التي بدأها في أمم أوروبا الصيف الماضي.
وقال المهاجم أنيس بن سليمان (21 عاماً) الذي فضّل اللعب لـ«نسور قرطاج» على الدولة التي وُلد فيها، الدنمارك، ويلعب في بطولتها المحلية مع فريق بروندبي: «المجموعة صعبة نوعاً ما، وسيكون الأمر صعباً؛ لكني أعتقد أن كل لاعب سيبذل قصارى جهده لتجاوز دور المجموعات».
وتراهن تونس الحالمة بالتأهل للمرة الأولى إلى الدور الثاني، على ورقة الخبرة في قطر؛ حيث يخوض وهبي الخزري وديلان برون وإلياس السخيري ونعيم السليتي مونديالهم الثاني، إضافة إلى وجوه شابة جديدة بقيادة المدرب جلال القادري.
وتطرّق لاعب الدحيل القطري فرجاني ساسي إلى مباراة الدنمارك قائلاً: «في كل بطولة، الأهم هي المباراة الأولى. قمنا بالتحضير لها كما يجب، ونعلم جيداً أن المباراة ليست سهلة، وإن شاء الله نكون حاضرين كما يجب، ونطبق تعليمات المدرب، مع أعلى مستوى من التركيز».
من ناحيتها، وصلت الدنمارك إلى قطر وفي جعبتها الكثير لترويه، بداية من قصة لاعبها كريستيان إريكسن، العائد إلى الملاعب بعد نوبة قلبية كادت تودي بحياته، نجماً لمنتخب بلاده في مونديال قطر.
وقال إريكسن للصحافيين، السبت: «أنا سعيد فقط بالعودة. مثل الجميع نعلم أن المشاركة في كأس العالم مميزة. كنت محظوظاً لأنني لعبت مرة أو اثنتين من قبل؛ لكنها تظل مميزة».
ولا تعتبر الدنمارك لقمة سائغة لمنافسيها، فقد سبق أن فازت على فرنسا مرتين في مسابقة دوري الأمم الأوروبية في نسختها الحالية، بينما قال المدرب كاسبر: «كثير من الأشياء حصلت منذ عام 2021، ليس فقط في كأس أوروبا».
وبالفعل، فقد خاض منتخب الدنمارك 18 مباراة اكتسب خلالها حب وتقدير بلده، وتطور من ناحية اللعب، وخاض تصفيات جيدة، في ظل تألق سيمون كاير (ميلان الإيطالي) والحارس كاسبر شمايكل (نيس الفرنسي) ويواكيم مايهلي (أتالانتا الإيطالي).
لكن الدنمارك تعاني من غياب لاعب هداف قادر على استغلال الفرص التي يصنعها لاعبو خط الوسط.
وأكد كاسبر هيولماند المدير الفني للمنتخب الدنماركي تقديره للمنافسة، وقال: «أُكن احتراماً كبيراً للمنتخب التونسي وكرة القدم التونسية. نعرف لاعبيهم جيداً وتابعناهم في الفترة الأخيرة... نحن متحمسون للغاية لخوض مباراة الافتتاح لنا. نأمل أن نكون الفريق الأفضل على أرضية الملعب. ندرك تماماً أنه سيكون هناك عديد من الجماهير التونسية في الاستاد».

إريكسن القلب النابض لمنتخب الدنمارك (رويترز)

ولدى سؤال هيولماند عن أهدافه في مونديال قطر، أجاب: «ما يمكن قوله هو أننا لدينا حلم، وهو الفوز بشيء ما. لدينا مجموعة من اللاعبين يتمتعون بالجودة الكافية للفوز بكل شيء، ولكن هل نحن مرشحون؟ هذا ليس صحيحاً، لدينا أشياء نريد تطويرها في الفريق عبر المباريات». وأضاف: «مع ذلك، نحن قادرون على التغلب على أي منافس، ونتمتع بحالة معنوية جيدة للغاية، وسنرى ماذا سيحدث في المباراة».
وعن عودة أريكسن ودوره القيادي، علق هيولماند قائلاً: «قبل البطولة الأوروبية (يورو 2020 التي شهدت انهيار إريكسن على أرض الملعب بسبب أزمة قلبية) وقبل ما حدث معه، قلت إنه يمثل نبض هذا المنتخب عندما يلعب، فهو لديه أسلوب رائع للغاية، ويجيد اتخاذ القرارات خلال المباريات، ويحظى برؤية جيدة للملعب... يفرض حضوره بقوة عبر التمريرات الذكية وأسلوب عمله على أرضية الميدان. إنه لاعب رائع للغاية، نحن سعداء للغاية بعودة كريستيان، وعلى الصعيد الشخصي، هو شخص متميز للغاية».


مقالات ذات صلة

الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

الرياضة الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

أصدرت محكمة في نابولي حكماً بالسجن، في حق مُدافع فريق «مونتسا» الدولي أرماندو إيتزو، لمدة 5 أعوام؛ بسبب مشاركته في التلاعب بنتيجة مباراة في كرة القدم. وقال محاموه إن إيتزو، الذي خاض 3 مباريات دولية، سيستأنف الحكم. واتُّهِم إيتزو، مع لاعبين آخرين، بالمساعدة على التلاعب في نتيجة مباراة «دوري الدرجة الثانية» بين ناديه وقتها «أفيلينو»، و«مودينا»، خلال موسم 2013 - 2014، وفقاً لوكالات الأنباء الإيطالية. ووجدت محكمة في نابولي أن اللاعب، البالغ من العمر 31 عاماً، مذنب بالتواطؤ مع «كامورا»، منظمة المافيا في المدينة، ولكن أيضاً بتهمة الاحتيال الرياضي، لموافقته على التأثير على نتيجة المباراة مقابل المال.

«الشرق الأوسط» (ميلانو)
الرياضة الدوري «الإسباني» يتعافى «مالياً» ويرفع إيراداته 23 %

الدوري «الإسباني» يتعافى «مالياً» ويرفع إيراداته 23 %

أعلنت رابطة الدوري الإسباني لكرة القدم، اليوم (الخميس)، أن الأندية قلصت حجم الخسائر في موسم 2021 - 2022 لأكثر من ستة أضعاف ليصل إلى 140 مليون يورو (155 مليون دولار)، بينما ارتفعت الإيرادات بنسبة 23 في المائة لتتعافى بشكل كبير من آثار وباء «كوفيد - 19». وأضافت الرابطة أن صافي العجز هو الأصغر في مسابقات الدوري الخمس الكبرى في أوروبا، والتي خسرت إجمالي 3.1 مليار يورو، وفقاً للبيانات المتاحة وحساباتها الخاصة، إذ يحتل الدوري الألماني المركز الثاني بخسائر بقيمة 205 ملايين يورو. وتتوقع رابطة الدوري الإسباني تحقيق صافي ربح يقل عن 30 مليون يورو في الموسم الحالي، ورأت أنه «لا يزال بعيداً عن المستويات قب

«الشرق الأوسط» (مدريد)
الرياضة التعاون يوقف قطار الاتحاد... ويمنح النصر «خدمة العمر»

التعاون يوقف قطار الاتحاد... ويمنح النصر «خدمة العمر»

منح فريق التعاون ما تبقى من منافسات دوري المحترفين السعودي بُعداً جديداً من الإثارة، وذلك بعدما أسقط ضيفه الاتحاد بنتيجة 2-1 ليلحق به الخسارة الثانية هذا الموسم، الأمر الذي حرم الاتحاد من فرصة الانفراد بالصدارة ليستمر فارق النقاط الثلاث بينه وبين الوصيف النصر. وخطف فهد الرشيدي، لاعب التعاون، نجومية المباراة بعدما سجل لفريقه «ثنائية» في شباك البرازيلي غروهي الذي لم تستقبل شباكه هذا الموسم سوى 9 أهداف قبل مواجهة التعاون. وأنعشت هذه الخسارة حظوظ فريق النصر الذي سيكون بحاجة لتعثر الاتحاد وخسارته لأربع نقاط في المباريات المقبلة مقابل انتصاره فيما تبقى من منافسات كي يصعد لصدارة الترتيب. وكان راغد ال

الرياضة هل يكرر الهلال إنجاز شقيقه الاتحاد «آسيوياً»؟

هل يكرر الهلال إنجاز شقيقه الاتحاد «آسيوياً»؟

يسعى فريق الهلال لتكرار إنجاز مواطنه فريق الاتحاد، بتتويجه بلقب دوري أبطال آسيا بنظامها الجديد لمدة عامين متتاليين، وذلك عندما يحل ضيفاً على منافسه أوراوا ريد دياموندز الياباني، السبت، على ملعب سايتاما 2022 بالعاصمة طوكيو، بعد تعادل الفريقين ذهاباً في الرياض 1 - 1. وبحسب الإحصاءات الرسمية للاتحاد الآسيوي لكرة القدم، فإن فريق سوون سامسونغ بلو وينغز الكوري الجنوبي تمكّن من تحقيق النسختين الأخيرتين من بطولة الأندية الآسيوية أبطال الدوري بالنظام القديم، بعد الفوز بالكأس مرتين متتاليتين موسمي 2000 - 2001 و2001 - 2002. وتؤكد الأرقام الرسمية أنه منذ اعتماد الاسم الجديد للبطولة «دوري أبطال آسيا» في عا

فارس الفزي (الرياض)
الرياضة رغد النعيمي: لن أنسى لحظة ترديد الجماهير اسمي على حلبة الدرعية

رغد النعيمي: لن أنسى لحظة ترديد الجماهير اسمي على حلبة الدرعية

تعد الملاكمة رغد النعيمي، أول سعودية تشارك في البطولات الرسمية، وقد دوّنت اسمها بأحرف من ذهب في سجلات الرياضة بالمملكة، عندما دشنت مسيرتها الدولية بفوز تاريخي على الأوغندية بربتشوال أوكيدا في النزال الذي احتضنته حلبة الدرعية خلال فبراير (شباط) الماضي. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط»، قالت النعيمي «كنت واثقة من فوزي في تلك المواجهة، لقد تدربت جيداً على المستوى البدني والنفسي، وعادة ما أقوم بالاستعداد ذهنياً لمثل هذه المواجهات، كانت المرة الأولى التي أنازل خلالها على حلبة دولية، وكنت مستعدة لجميع السيناريوهات وأنا سعيدة بكوني رفعت علم بلدي السعودية، وكانت هناك لحظة تخللني فيها شعور جميل حينما سمعت الج


بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
TT

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)

بدأت حقبة ليفربول تحت قيادة مديره الفني الجديد أرني سلوت، بشكل جيد للغاية بفوزه بهدفين دون رد على إيبسويتش تاون، الصاعد حديثاً إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. كان الشوط الأول محبطاً لليفربول، لكنه تمكّن من إحراز هدفين خلال الشوط الثاني في أول مباراة تنافسية يلعبها الفريق منذ رحيل المدير الفني الألماني يورغن كلوب، في نهاية الموسم الماضي.

لم يظهر ليفربول بشكل قوي خلال الشوط الأول، لكنه قدم أداءً أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وهو الأداء الذي وصفه لاعب ليفربول السابق ومنتخب إنجلترا بيتر كراوتش، في تصريحات لشبكة «تي إن تي سبورتس» بـ«المذهل». وقال كراوتش: «كان ليفربول بحاجة إلى إظهار قوته مع المدير الفني والرد على عدم التعاقد مع أي لاعب جديد. لقد فتح دفاعات إيبسويتش تاون، وبدا الأمر كأنه سيسجل كما يحلو له. هناك اختلافات طفيفة بين سلوت وكلوب، لكن الجماهير ستتقبل ذلك».

لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى أظهر سلوت الجانب القاسي من شخصيته؛ إذ لم يكن المدير الفني الهولندي سعيداً بعدد الكرات التي فقدها الفريق خلال الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل السلبي، وأشرك إبراهيما كوناتي بدلاً من جاريل كوانساه مع بداية الشوط الثاني. لم يسدد ليفربول أي تسديدة على المرمى في أول 45 دقيقة، لكنه ظهر أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وسجل هدفين من توقيع ديوغو جوتا ومحمد صلاح، ليحصل على نقاط المباراة الثلاث.

وأصبح سلوت ثاني مدرب يبدأ مشواره بفوزٍ في الدوري مع ليفربول في حقبة الدوري الإنجليزي الممتاز بعد جيرار أولييه، في أغسطس (آب) 1998 عندما تولى تدريب الفريق بالشراكة مع روي إيفانز. وقال سلوت بعد نهاية اللقاء: «لقد توليت قيادة فريق قوي للغاية ولاعبين موهوبين للغاية، لكنَّ هؤلاء اللاعبين يجب أن يفهموا أن ما قدموه خلال الشوط الأول لم يكن كافياً. لقد خسرنا كثيراً من المواجهات الثنائية خلال الشوط الأول، ولم نتعامل مع ذلك بشكل جيد بما يكفي. لم أرَ اللاعبين يقاتلون من أجل استخلاص الكرة في الشوط الأول، وفقدنا كل الكرات الطويلة تقريباً. لكنهم كانوا مستعدين خلال الشوط الثاني، وفتحنا مساحات في دفاعات المنافس، ويمكنك أن ترى أننا نستطيع لعب كرة قدم جيدة جداً. لم أعتقد أن إيبسويتش كان قادراً على مواكبة الإيقاع في الشوط الثاني».

وأصبح صلاح أكثر مَن سجَّل في الجولة الافتتاحية للدوري الإنجليزي الممتاز، وله تسعة أهداف بعدما أحرز هدف ضمان الفوز، كما يتصدر قائمة الأكثر مساهمة في الأهداف في الجولات الافتتاحية برصيد 14 هدفاً (9 أهداف، و5 تمريرات حاسمة). وسجل صلاح هدفاً وقدم تمريرة حاسمة، مما يشير إلى أنه سيؤدي دوراً محورياً مجدداً لأي آمال في فوز ليفربول باللقب. لكن سلوت لا يعتقد أن فريقه سيعتمد بشكل كبير على ثالث أفضل هداف في تاريخ النادي. وأضاف سلوت: «لا أؤمن كثيراً بالنجم الواحد. أؤمن بالفريق أكثر من الفرد. إنه قادر على تسجيل الأهداف بفضل التمريرات الجيدة والحاسمة. أعتقد أن محمد يحتاج أيضاً إلى الفريق، ولكن لدينا أيضاً مزيد من الأفراد المبدعين الذين يمكنهم حسم المباراة».

جوتا وفرحة افتتاح التسجيل لليفربول (أ.ب)

لم يمر سوى 4 أشهر فقط على دخول صلاح في مشادة قوية على الملأ مع يورغن كلوب خلال المباراة التي تعادل فيها ليفربول مع وستهام بهدفين لكل فريق. وقال لاعب المنتخب الإنجليزي السابق جو كول، لشبكة «تي إن تي سبورتس»، عن صلاح: «إنه لائق تماماً. إنه رياضي من الطراز الأول حقاً. لقد مرَّ بوقت مختلف في نهاية حقبة كلوب، لكنني أعتقد أنه سيستعيد مستواه ويسجل كثيراً من الأهداف». لقد بدا صلاح منتعشاً وحاسماً وسعيداً في فترة الاستعداد للموسم الجديد. لكنَّ الوقت يمضي بسرعة، وسينتهي عقد النجم المصري، الذي سجل 18 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، خلال الصيف المقبل. وقال سلوت، الذي رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح: «يمكنه اللعب لسنوات عديدة أخرى». ويعد صلاح واحداً من ثلاثة لاعبين بارزين في ليفربول يمكنهم الانتقال إلى أي نادٍ آخر في غضون 5 أشهر فقط، إلى جانب ترينت ألكسندر أرنولد، وفيرجيل فان دايك اللذين ينتهي عقداهما خلال الصيف المقبل أيضاً.

سيخوض ليفربول اختبارات أكثر قوة في المستقبل، ويتعيّن على سلوت أن يُثبت قدرته على المنافسة بقوة في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا. لكنَّ المدير الفني الهولندي أدى عملاً جيداً عندما قاد فريقه إلى بداية الموسم بقوة وتحقيق الفوز على إيبسويتش تاون في عقر داره في ملعب «بورتمان رود» أمام أعداد غفيرة من الجماهير المتحمسة للغاية. وقال كول: «إنه فوز مهم جداً لأرني سلوت في مباراته الأولى مع (الريدز). أعتقد أن الفريق سيتحلى بقدر أكبر من الصبر هذا الموسم وسيستمر في المنافسة على اللقب».

لكنَّ السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: هل سيدعم ليفربول صفوفه قبل نهاية فترة الانتقالات الصيفية الحالية بنهاية أغسطس؟

حاول ليفربول التعاقد مع مارتن زوبيمندي من ريال سوسيداد، لكنه فشل في إتمام الصفقة بعدما قرر لاعب خط الوسط الإسباني الاستمرار مع فريقه. وقال كول: «لم يحلّ ليفربول مشكلة مركز لاعب خط الوسط المدافع حتى الآن، ولم يتعاقد مع أي لاعب لتدعيم هذا المركز. سيعتمد كثير من خطط سلوت التكتيكية على كيفية اختراق خطوط الفريق المنافس، وعلى الأدوار التي يؤديها محور الارتكاز، ولهذا السبب قد يواجه الفريق مشكلة إذا لم يدعم هذا المركز».