واشنطن تدعم مساعي ملاحقة روسيا بـ«جرائم حرب»

السفيرة الأميركية للعدالة الجنائية بيث فان شاك (www.justsecurity.org)
السفيرة الأميركية للعدالة الجنائية بيث فان شاك (www.justsecurity.org)
TT

واشنطن تدعم مساعي ملاحقة روسيا بـ«جرائم حرب»

السفيرة الأميركية للعدالة الجنائية بيث فان شاك (www.justsecurity.org)
السفيرة الأميركية للعدالة الجنائية بيث فان شاك (www.justsecurity.org)

اتهمت السفيرة الأميركية للعدالة الجنائية بيث فان شاك، القوات الروسية بارتكاب جرائم حرب ممنهجة ضد المدنيين الأوكرانيين، وارتكاب انتهاكات في السجون بحق أسرى الحرب، والقيام بعمليات إعدام جماعية. وأشارت إلى توافر كثير من الأدلة حول ارتكاب جرائم عنف جنسي ضد النساء والأطفال والآلاف من الحوادث التي تشكّل جرائم حرب. وتوقّعت السفيرة فان شاك أن تسمح المحاكمات بمساءلة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، شخصياً وفقاً لمبدأ المسؤولية العليا وبموجب القانون الدولي.
وأوضحت السفيرة الأميركية في مؤتمر هاتفي مع الصحافيين مساء اليوم (الاثنين)، أنّ «حرب بوتين في أوكرانيا» أسفرت عن خسائر بشرية كبيرة، وقتل وجرح الآلاف من المدنيين. وأجبرت 13 مليون أوكراني على الفرار من بلادهم، إضافةً إلى تحويل المدن التاريخية الأوكرانية إلى أنقاض.
وقالت: «نتوقع تزايد الأدلة مع تحرير المناطق الأوكرانية التي تسيطر عليها روسيا، وهناك تقارير مقنعة تصف الإساءات الجسدية والنفسية، بما في ذلك عمليات الإعدام والنقل القسري والترحيل لآلاف الأطفال الأوكرانيين الذين تم اختطافهم. وما نراه في الصور ومقاطع الفيديو والتقارير وروايات الشهود، يوحي بأنّ هذه الفظائع ليست من أعمال وحدات أو أفراد، وإنّما جزء من نمط مزعج من الانتهاكات التي انخرطت فيها القوات الروسية، وتتشابه مع انتهاكات سابقة في الشيشان وسوريا وجورجيا».
وأشارت السفيرة الأميركية إلى دعم الولايات المتحدة للجهود الدولية للتحقيق في الفظائع المرتكبة في أوكرانيا من المحكمة الجنائية الدولية ومن الأمم المتحدة، وشبكة العدالة الدولية التي قام الأوروبيون بتعديل لوائحها لجمع أدلة لارتكاب جرائم دولية.
وحول مساءلة بوتين، قالت السفيرة الأميركية للعدالة الجنائية إنّ «هناك مذاهب بموجب القانون الدولي، تسمح للمحاكمات التي تصل إلى أعلى مستويات التسلسل القيادي، وبالتالي يمكن تحميل الرؤساء المسؤولية عن أفعال مرؤوسيهم، خصوصاً إذا علم الرئيس أنّ مرؤوسيه ارتكبوا انتهاكات، ولم يتخذ الإجراءات اللازمة لمنعهم أو التحقيق معهم». وأضافت أنّه عندما يشهد العالم على مثل هذه الأعمال المنهجية، فمن الصعب تخيّل كيف يمكن ارتكاب هذه الجرائم دون تحميل المسؤولية للقيادة.
وأشارت إلى إنشاء وزارة العدل الأميركية وحدة لملاحقة الجرائم الدولية بموجب قانون العقوبات الفيدرالي الذي يسمح بالمقاضاة على ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وجرائم التعذيب والإبادة الجماعية. ولا يمكن استخدام هذا القانون إلا إذا كان الجانب أو الضحية يحمل الجنسية الأميركية. وأشارت السفيرة إلى قتل مواطنين أميركيين في أوكرانيا، وإلى أنّ وزارة العدل تبحث تفعيل هذا القانون.
يُذكر أنّ المدعي العام بالمحكمة الجنائية الدولية كريم خان، زار واشنطن الأسبوع الماضي، واجتمع مع عدد من مسؤولي الإدارة الأميركية والمشرعين في الكونغرس، للتشاور حول المعلومات والأدلة والاستراتيجيات المقبلة للتعامل مع الانتهاكات الروسية.


مقالات ذات صلة

محققو الأمم المتحدة أعدوا قوائم بآلاف من مرتكبي جرائم خطيرة في سوريا

المشرق العربي تظهر الصورة زنزانة في سجن صيدنايا الذي عُرف بأنه «مسلخ بشري» في عهد نظام الأسد بينما يبحث رجال الإنقاذ السوريون عن أقبية مخفية محتملة في المنشأة في دمشق في 9 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)

محققو الأمم المتحدة أعدوا قوائم بآلاف من مرتكبي جرائم خطيرة في سوريا

وضع محققون تابعون للأمم المتحدة قوائم سرية بأربعة آلاف من مرتكبي جرائم خطيرة في سوريا، آملين مع سقوط الرئيس بشار الأسد بضمان المحاسبة.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
أوروبا الطفلة البريطانية الباكستانية الأصل سارة شريف التي قضت بفعل الضرب في أغسطس 2023 (متداولة)

القضاء البريطاني يدين بالقتل والدَي طفلة توفيت جرّاء الضرب

أدان القضاء البريطاني والدَي الطفلة الإنجليزية الباكستانية الأصل سارة شريف التي قضت بفعل الضرب في أغسطس 2023 بعد تعرضها لسوء المعاملة على مدى سنوات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية اشتباكات بين مشجعي كرة قدم إسرائيليين وشباب هولنديين بالقرب من محطة أمستردام سنترال في أمستردام بهولندا 8 نوفمبر 2024 (رويترز)

السجن 18 شهراً لشخص ضرب مشجعين إسرائيليين بعد مباراة كرة قدم في أمستردام

طلب مكتب المدعي العام في أمستردام، اليوم (الأربعاء)، السجن عامين منها 6 أشهر مع وقف التنفيذ، لرجل يشتبه في ضربه مشجعي كرة قدم إسرائيليين.

«الشرق الأوسط» (أمستردام)
أوروبا نساء أيزيديات يرفعن لافتات خلال مظاهرة تطالب بحقوقهن والإفراج عن المختطفين لدى تنظيم «داعش» المتطرف في الموصل بالعراق... 3 يونيو 2024 (رويترز)

السجن 10 سنوات لهولندية استعبدت امرأة أيزيدية في سوريا

قضت محكمة هولندية بالسجن عشر سنوات بحق امرأة هولندية أدينت بارتكاب جرائم ضد الإنسانية بإبقائها امرأة أيزيدية عبدة في سوريا.

«الشرق الأوسط» (لاهاي)
أوروبا المحامي البريطاني فيل شاينر خارج قصر وستمنستر في لندن يونيو 2007... صدر عليه اليوم حكم بالسجن مع وقف التنفيذ بعد إدانته بالاحتيال (رويترز)

محام بريطاني سابق يُدان بالاحتيال بعد دعاوى لعراقيين على جنود

صدر حكم بالسجن مع وقف التنفيذ على محام بريطاني سابق اشتهر بإقامة دعاوى قضائية نيابة عن مدنيين عراقيين يتهمون جنودا بريطانيين بسوء المعاملة...

«الشرق الأوسط» (لندن)

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».