دمشق تغازل الدوحة بإطلاق طابع بريد تذكاري للمونديال

طابع البريد السوري الخاص بالمونديال (الشرق الأوسط)
طابع البريد السوري الخاص بالمونديال (الشرق الأوسط)
TT

دمشق تغازل الدوحة بإطلاق طابع بريد تذكاري للمونديال

طابع البريد السوري الخاص بالمونديال (الشرق الأوسط)
طابع البريد السوري الخاص بالمونديال (الشرق الأوسط)

أصدرت دمشق طابعاً بريدياً تذكارياً بمناسبة «مونديال قطر»، ما أثار استياء الموالين للنظام السوري، واضطرت «المؤسسة العامة للبريد» إلى حذف منشور خبر إصدارها الطابع من صفحتها على «فيسبوك». وقال المدير العام للمؤسسة حيان مقصود، إن «نشر الخبر تم بالخطأ، ولذلك تم حذفه».
وبرر في تصريح للتلفزيون الرسمي، رداً على الانتقادات التي وجهت للمؤسسة، بأن إصدار طابع تذكاري خاص بالمونديال هو للتوثيق «لا أكثر، وهو غير متداول ولا مطبوع أو متوفّر فيزيائياً... وأن كأس العالم هو من المواضيع التي يتم طرحها بشكلٍ دائم خلال خطة أعمال الطوابع البريدية التي تضعها المؤسسة»، وبيَّن أن «الطوابع البريدية ليست طوابع مالية، ولا تستخدم للمعاملات، كما أنها توجه للهواة، وتُرسل إلى دول العالم كما تصلنا الطوابع من هذه الدول».
وفي خطوة غير متوقعة، أصدرت «المؤسسة العامة للبريد السوري» طابعاً بريدياً تذكارياً وبطاقة بريدية بمناسبة انطلاق كأس العالم لعام 2022 الذي تستضيفه قطر. وحددت قيمة الطابع بألف ليرة سوريو، والبطاقة البريدية بـ1500 ليرة سوريو، (الدولار الأميركي الواحد يعادل 5300 ليرة).
وجاء إصدار الطابع مفاجئاً للسوريين، بسبب القطيعة التي تحكم علاقات دمشق بالدوحة منذ عام 2011، على خلفية موقف قطر المؤيد للاحتجاجات التي خرجت ضد النظام السوري، الأمر الذي اعتُبر مغازلة لقطر، بعد عقد من الحملات الإعلامية الشرسة؛ حيث يتهم النظام السوري قطر و«قناة الجزيرة» بلعب «دور مخرب أجج الحرب في سوريا»، بينما تتهم الدوحة النظام السوري بارتكاب جرائم ضد الشعب.
وقال مدير عام مؤسسة البريد أيضاً رداً على الانتقادات، إن «إصدار طابع خاص بمونديال قطر هو للتأكيد على تشاركية الوحدة المصيرية بين الدول العربية، ومشاركتها فعالياتها ونجاحها فيما بينها؛ لا سيما استضافة دولة عربية لمثل هذا الحدث العالمي». وأضاف : «إن الإصدار الجديد يتضمن شعار كأس العالم 2022، بالإضافة إلى لوحة في الخلفية تمثل نواعير حماة، وبالتأكيد اسم الجمهورية العربية السورية باللغتين»؛ لافتاً إلى أن «إضافة نواعير حماة إلى الطابع الجديد تهدف إلى التأكيد على البعد التاريخي والحضاري الذي لعبته سوريا على مر العصور، وكونها مهد الحضارات؛ حيث استضافت أحداثاً رياضية تاريخية منذ بدايات العصر الروماني، وحتى دورة ألعاب المتوسط».
وكان مدير بريد دمشق، رأفت النايف، قد برر بدوره في تصريح للإعلام المحلي إصدار طابع المونديال، بأنه جاء: «بعيداً عن السياسة والمواقف»، مؤكداً أن «قطر تبقى بلداً عربياً، مثلها مثل أي بلد عربي آخر»، كما أن المؤسسة «حريصة على إصدار الطوابع التذكارية في المناسبات والأحداث المهمة التي يذكرها التاريخ»؛ لافتاً إلى أن الطابع الصادر مشابه لأي طابع صدر بمناسبة ما، مثل: «عيد الشجرة، أو عيد الأم، أو الحركة التصحيحية، أو غيرها»، فهو للتوثيق؛ لأن لكل طابع بريدي قصة أو ذكرى، كما أن كثيراً من دول العالم أصبحت تعتمد كتابة تاريخها بإصدار طوابع خاصة في المناسبات والأحداث التي تمر بها.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.