اكتشاف نوع جديد تماما من بطيئات المشية

اكتشاف نوع جديد تماما من بطيئات المشية
TT
20

اكتشاف نوع جديد تماما من بطيئات المشية

اكتشاف نوع جديد تماما من بطيئات المشية

بطيئات المشية هي حيوانات صغيرة وقوية بشكل لا يصدق يمكنها تحمل مجموعة واسعة من المخاطر، بما في ذلك العديد من الكائنات التي قد تقضي على معظم الكائنات الأخرى المعروفة للعلم. فقد تكيفت أنواع بطيئات المشية المختلفة مع موائل محددة بجميع أنحاء الأرض، من الجبال إلى المحيطات إلى الصفائح الجليدية. كما يمكن لمرونتها أن تساعدها أيضًا على النجاة من مغامرات عرضية تتجاوز سلامة موائلها الأصلية.
وفي دراستين، كشف الباحثون عن نوع غير معروف سابقًا لبطيئات المشية كمثال جديد للتنوع البيولوجي يتكيف مع الكثبان الرملية، وقدموا أدلة جديدة تشير إلى أن بعض بطيئات المشية تجد موائل للاستعمار من خلال ركوبها داخل القواقع، وذلك وفق ما نشر موقع «ساينس إليرت» العلمي المتخصص، نقلا عن بحث منشور بمجلة Zoological Studies and Ecology.
وتنحدر بطيئات المشية المكتشفة حديثًا من حديقة روكوا الوطنية بمنطقة شمال أوستروبوثنيا في فنلندا، حيث وجد الباحثون أنها تعيش على الأشنة والطحلب في غابة الكثبان الرملية.
فبقيادة ماتيو فيكي عالم الأحياء بجامعة جيفاسكيلا، قام فريق من العلماء بزيارة «روكوا» لجمع الطحالب والأشنة وفضلات الأوراق والجذور العشبية من الرمال. لم يكتفوا بالعثور على بطيئات المشية فحسب، بل وجدوا نوعًا جديدًا. يصبح فقط خامس عضو معروف في مجمع Macrobiotus pseudohufelandi ، وهو مجموعة صغيرة من بطيئات المشية مع تكيفات مثل الساقين والمخالب للعيش تحت الأرض.
ولاحظ الباحثون، مثل العديد من الحيوانات الجوفية أن هذه التارديغرادات ربما تكون قد طورت أطرافًا أصغر للحصول على شكل أكثر انسيابية للزحف عبر التربة أو الرمال.
وعلى الرغم من أن جميع بطيئات المشية تحتاج إلى الماء، إلا أنها تمتلك أيضًا قوة خارقة للبقاء على قيد الحياة في فترات الجفاف الطويلة، والتي يمكن أن تكون مفيدة في البيئات الأكثر جفافاً.
وعثر الباحثون على 10 بطيئات مشية من براز القواقع البرية (Arianta arbustorum) في حديقة بفنلندا؛ خمسة منها كانت على قيد الحياة. كما قاموا بإطعام 694 بطيئًا للقواقع في المختبر واستعادوا لاحقًا 218 بطيئًا حيًا من براز القواقع. ووجدوا 78 بطيئا ميتا في البراز. وأفادوا بأن 398 أخرى «من المفترض أن يتم هضمها وتدميرها بواسطة الجهاز الهضمي للحلزون».
ووجدت الدراسة أن القواقع مرت على بطيئات المشية على مدى عدة أيام، مع ظهور الجزء الأكبر من الناجيات منها في اليوم الثاني. وعلى الرغم من أن القواقع غير معروفة بسرعتها، إلا أنها تستطيع السفر أسرع من بطيئات المشية نظرًا لحجمها.
ووفقًا للدراسات السابقة، تتحرك هذه القواقع في المتوسط ​​من 0.18 إلى 0.58 متر يوميًا، بحد أقصى حوالى 5 أمتار يوميًا. كما لاحظ الباحثون أن مرورًا لمدة يومين عبر أمعاء الحلزون يمكن أن يساعد بطيئات المشية على السفر لمسافة تصل إلى 10 أمتار في كل رحلة، وهي مسافة كبيرة للحيوانات الأصغر من 1 مليمتر.


مقالات ذات صلة

التكنولوجيا تُواجه أقدام الفيلة: نظام تنبيه يُنقذ مئات الهنود

يوميات الشرق أفيال تلهو في الهند (أ.ب)

التكنولوجيا تُواجه أقدام الفيلة: نظام تنبيه يُنقذ مئات الهنود

في غابات وسط الهند، يتتبَّع باحثون آثار أقدام الفيلة وفضلاتها ونهيمها؛ لاستخدامها في نظام تنبيه مصمَّم للحدِّ من حوادث الاصطدام التي تقضي على مئات البشر كل عام.

«الشرق الأوسط» (داوالبور (الهند))
يوميات الشرق «نملة الجحيم» (رويترز)

فكّاها يُشبهان المنجل... اكتشاف نملة مرعبة عمرها 113 مليون سنة

حدَّد العلماء تفاصيل بقايا متحجِّرة لأقدم نملة معروفة، وهي حشرة مجنّحة ذات فكين مُخيفين يُشبهان المنجل، عاشت قبل نحو 113 مليون سنة في عصر الديناصورات.

«الشرق الأوسط» (ساو باولو)
يوميات الشرق أخذ مهنته إلى آفاق جديدة (تصوير: تيسا بوني)

رجلٌ سار 53 ميلاً مرتدياً زيَّ طائر الكروان

قرَّر مات تريفليان، وهو صانع دمى سابق، أخذ مهنته إلى آفاق جديدة عندما ارتدى زيّ طائر الكروان وقطع مسافة 53 ميلاً في يومين فقط.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق أسد ضال يسقط بعد أن أطلق عليه حارس من هيئة الحياة البرية الكينية النار في منطقة إيسينيا بمقاطعة كاجيادو بعد أن هاجم وأصاب أحد السكان المحليين على مشارف العاصمة نيروبي (أرشيفية - رويترز)

في كينيا.. أسد يختطف فتاة من مجمع سكني ويفترسها

أعلنت هيئة الحياة البرية الكينية أن فتاة تبلغ من العمر 14 عاماً قُتلت على يد أسد على مشارف نيروبي.

«الشرق الأوسط» (نيروبي)
يوميات الشرق قطة صغيرة تُدعى توليب في ملجأ مايهيو للحيوانات غرب لندن (أ.ف.ب)

غلاء المعيشة يدفع البريطانيين للتخلي عن حيواناتهم الأليفة

قالت مديرة الملجأ الكائن في غرب لندن إلفيرا ميوتشي ليونز إن أصحاب هذه الحيوانات «يشعرون بالحزن والخجل والإحباط لأنهم مضطرون لاتخاذ هذه القرارات».

«الشرق الأوسط» (لندن)

هند صبري ضيفةُ شرف «بيروت الدولي لسينما المرأة»

هند صبري ضيفة شرف «بيروت لسينما المرأة» (صور المهرجان)
هند صبري ضيفة شرف «بيروت لسينما المرأة» (صور المهرجان)
TT
20

هند صبري ضيفةُ شرف «بيروت الدولي لسينما المرأة»

هند صبري ضيفة شرف «بيروت لسينما المرأة» (صور المهرجان)
هند صبري ضيفة شرف «بيروت لسينما المرأة» (صور المهرجان)

تنطلق يوم 27 أبريل (نيسان) فعاليات مهرجان «بيروت الدولي لسينما المرأة»، من تنظيم «مجتمع بيروت السينمائي». وتحت شعار «نساء من أجل القيادة»، تحلُّ الممثلة التونسية هند صبري ضيفةَ شرف. ويُكرِّم المهرجان رئيسة التجمّع الوطني للسكري الدكتورة جاكلين معلوف، ورائدة الأعمال الناجحة مايسة بو عضل.

يمتدّ الحدث حتى 3 مايو (أيار) المقبل، عارضاً نحو 100 فيلم من 45 دولة؛ تشمل شرائط متحرّكة وروائية، ووثائقية، وتجريبية، وقصيرة، علماً بأنّ الافتتاح في «كازينو لبنان»، فيما تُعرَض الأفلام في صالات «غراند سينما» بمجمّع «أ.ب.ث» بمنطقة ضبية.

وفي حديث لـ«الشرق الأوسط»، يؤكّد المُشرف على التنظيم، سام لحود، أنَّ المهرجان يحافظ على قالبه الخارجي، لكنه في الوقت عينه، تتلوَّن نسخته الثامنة لهذا العام بمحتوى مختلف. ويتابع: «هذا الاختلاف نلمسه في موضوعات الأفلام، وكذلك بـ90 في المائة من عروضها التي تجري للمرّة الأولى. وهذه السنة، أضفنا فئتَي تكريم جديدتَيْن لعالم (البزنس) والأعمال الاجتماعية».

وتتخلّل برنامج المهرجان ندوات وحلقات نقاشية، ويُختَم بحفل توزيع الجوائز لصنّاع أفلام ناجحة، تختارها لجنة تحكيم من 29 فناناً وإعلامياً من مختلف الفئات المُشاركة. كما يعدُّ الحدث منصّة بارزة للاحتفاء بإبداع المرأة في المجال السينمائي وتميّزها، فيُبرز دورها القيادي ويُكرّم إنجازاتها المُلهمة.

لجنة التحكيم تُوزِّع الجوائز على الأفلام الفائزة (صور المهرجان)
لجنة التحكيم تُوزِّع الجوائز على الأفلام الفائزة (صور المهرجان)

وعن المعايير التي يتبعها المهرجان في اختياره ضيفة الشرف الرئيسية، يوضح لحود: «نرتكز دائماً على مسيرة الضيف، بحيث تكون مُكلّلة بالمسؤولية والجدّية والحرفية. فتاريخ الشخصية يجب أن يُشكّل نموذجاً يُحتذى به».

ولا يرى أنّ الشهرة تُشكّل المعيار الأساسي في هذه الخيارات: «أصبح اليوم من السهل الوصول إليها. وبفضل عدد هائل من (الفولويرز) عبر وسائل التواصل الاجتماعي، تُتاح بسرعة. ولكن عندما نصل إلى مرحلة التكريم، يجب الأخذ في الحسبان نموذجاً يستحقّ ذلك. فتقديم الجوائز يختلف عن التكريم، وهذه القيمة تتعلّق بتاريخ الشخصية ونجاحاتها وأخلاقها وجدّيتها في مسيرتها الطويلة». وكان المهرجان في نسخاته السابقة قد كرّم وجوهاً نسائية فنّية، من بينها الممثلات يسرا، وتقلا شمعون، ورندة كعدي، ووفاء طربيه.

ولا شك في أنّ مواقع التواصل شوَّشت على مفهوم الناس لشخصيات ينبغي تكريمها، فيتابع لحود: «البعض يتّصل بالمهرجان، ويُعاتب على عدم اختياره للتكريم. لكننا، وأمام المسؤولية التي يحملها الحدث، نبحث دائماً عمَّن يُشكّل المثل الأعلى لجيل الشباب، فلا نستطيع الإساءة إلى مفهوم التكريم من خلال خيارات لا تستحقّ. فبعضهم يُوظّف الشهرة بأسلوب خاطئ، وعلينا تفادي الوقوع في هذا الفخّ».

الممثلة جوليا قصّار رئيسة لجنة التحكيم (صور المهرجان)
الممثلة جوليا قصّار رئيسة لجنة التحكيم (صور المهرجان)

من الموضوعات التي تتناولها أفلام المهرجان، تلك التي تتحدَّث عن الهجرة والعدالة والسلام، والبيئة والجندرية والهوية. وبينها ما يُقارب موضوعات اعتاد الإضاءة عليها، مثل العنف المنزلي والتحرّش والحدّ من العنف ضدّ الأطفال.

وبالنسبة إلى الأفلام اللبنانية المُشاركة، فيغلُب الوثائقي. وكذلك تُعرَض أعمال أجنبية تُشارك فيها نجمات لبنانيات، فتطلّ ريتا حايك في فيلم «البرابرة»، ووفاء حلاوي في فيلم برازيلي.

ومن الأفلام اللبنانية اللافتة للنسخة الثامنة من المهرجان، «يلّا بابا» للمخرجة أنجي عبيد. ويوضح لحود: «يتضمّن قصة مؤثّرة بين أبٍ وابنته، ويروي مشاعر المخرجة خلال عودتها إلى بلدها من بروكسل مع والدها، فنتابع هذا المشوار بعينها، والذكريات التي ولّدها لديها».

الدكتورة جاكلين معلوف مُكرَّمةً في نسخته الثامنة (صور المهرجان)
الدكتورة جاكلين معلوف مُكرَّمةً في نسخته الثامنة (صور المهرجان)

تُقدِّم حفل الافتتاح الممثلة سارة أبي كنعان، فيُعلّق سام لحود: «حتى في خيارنا للمُقدِّمة، نأخذ في الحسبان مسيرتها الفنّية. وسارة تملك ما يكفي من الجدّية والاجتهاد والمسؤولية، لتملأ هذه المكانة. فالمهرجان يُعنَى بتقديم (السينما المسؤولة)، وموضوعات أفلامه تُلائم هذه العبارة بجميع معانيها. فهو ليس مجرّد حدث يرتكز على التسلية والترفيه، وإنما أيضاً على التوعية بمجالات عدّة».

تتضمّن النسخة الثامنة من مهرجان «بيروت الدولي لسينما المرأة» 9 فئات من الأفلام المُشاركة، وتأتي بعد مخاض مرَّ به لبنان. يختم سام لحود: «يمكنني وصف الدورة لهذه السنة بـ(نسخة البداية الجديدة). فلدينا الأمل الكبير في استعادة لبنان مكانته الريادية، لا سيما في مجال السينما. وطوال السنوات الماضية، لم نُلغِ أياً من دوراتنا. فنحن نعدّها جزءاً لا يتجزّأ من لبنان الحياة والجمال والثقافة. ونهدف من خلالها إلى الحفاظ عليه، بكونه مساحةً سينمائيةً رياديةً في العالم العربي. وكذلك يُسهم المهرجان في الإضاءة على لبنان السياحة. ولدينا هذا العام نحو 25 ضيفاً أجنبياً حضروا للمشاركة فيه. فنحن متفائلون بالمستقبل، خصوصاً على صعيد الصناعة السينمائية».