جواهر العامري: «عزيز هالة» يعكس تغيرات المجتمع السعودي

تحدثت عن ميلها للواقعية السحرية والكوميديا السوداء في أفلامها

المخرجة السعودية جواهر العامري (الشرق الأوسط)
المخرجة السعودية جواهر العامري (الشرق الأوسط)
TT

جواهر العامري: «عزيز هالة» يعكس تغيرات المجتمع السعودي

المخرجة السعودية جواهر العامري (الشرق الأوسط)
المخرجة السعودية جواهر العامري (الشرق الأوسط)

قالت المخرجة السعودية جواهر العامري إن مشروع فيلمها الجديد «عزيز هالة»، الذي تشارك به ضمن ملتقى القاهرة السينمائي يعد أول أفلامها الروائية الطويلة بعدما أخرجت الفيلمين القصيرين «سعدية سابت سلطان»، و«مجالسة الكون» الذي عرض ضمن خمسة أفلام لمخرجات سعوديات تحت عنوان «بلوغ»، وقالت جواهر في حوارها إلى «الشرق الأوسط» إن «الفيلم سيتم بإنتاج سعودي - مصري بمشاركة المنتج محمد حفظي، مشيرة إلى أنها «قررت تصوير أحدث أفلامها القصيرة «الحريق» بالقاهرة للاستفادة من العمل مع فريق تقني مصري، كما ستبدأ في وقت لاحق تصوير مسلسل تلفزيوني أيضاً.
وتعد جواهر العامري واحدة من جيل المخرجات الواعدات في السينما السعودية اللاتي درسن السينما، وهي تكتب أفلامها، كما خاضت تجربة الإنتاج في فيلم «من يحرقن الليل» للمخرجة سارة مسفر، ويعد «عزيز هالة» هو فيلمها الطويل الأول الذي تقول عنه: «كتبت الفيلم كفكرة ثم كسيناريو وحوار، وهو يعكس التغيير الذي حدث في السعودية وكيف يؤثر على العلاقات الاجتماعية، ويتناول أزمة تقع بين زوجين، تخوض خلالها الزوجة مغامرة وتتوه في الصحراء، وخلال رحلتها تستعيد نفسها وتعيد النظر في حياتها، والفيلم قائم على فكرة الرحلة التي يعيد فيها الإنسان اكتشاف ذاته، ويسعى لتصحيح مسار حياته، وقد قمت بعرض الفكرة أمام لجنة تحكيم الملتقى ضمن أفلام قيد التطوير الذين تساءلوا عن بعض تفاصيلها وأبدوا ملاحظات لتطويرها، وقد فاز مشروع الفيلم بجائزة نقدية قدرها مائة ألف دولار أميركي، من مهرجان البحر الأحمر السينمائي.

لقطة من فيلم «مجالسة الكون»

وشاركت جواهر العامري العام الماضي بمهرجان القاهرة السينمائي بفيلمها القصير «مجالسة الكون»، الذي عرض ضمن أفلام «بلوغ» وافتتح تظاهرة «آفاق السينما العربية» كما عرض بمهرجان البحر الأحمر في دورته الأولى الذي قام أيضاً بتمويل الفيلم، وتقول عن ذلك: فيلم «مجالسة الكون» تناول قصة فتاة في مرحلة المراهقة تصدمها خالتها بأشياء غير منطقية ونرى كيف تستقبل الفتاة ذلك وتتأثر به، وكانت الأفلام الخمسة تحمل توقيع مخرجات، وقدمتنا بشكل جيد حيث شارك في عدة مهرجانات، كما تعرضه منصة «شاهد»، وحظي باهتمام الجمهور لأن الفيلم يطرح موضوعات لم تكن تطرح في السينما السعودية، لافتة إلى ميلها للواقعية السحرية والكوميديا السوداء في أفلامها.
وبشأن تصديها لكتابة السيناريو والحوار تقول جواهر العامري: «درست الإنتاج والسيناريو إلى جانب الإخراج ضمن دراستي لفنون السينما بجامعة «عفت»، والطبيعي أن يكون المخرج على وعي تام بكافة عناصر الفيلم، وأجد في الكتابة ما يمكنني التعبير به عن نفسي وعن أفكاري، وأهتم بطرح أفكار ليس بالضرورة عن المرأة، ولكن ترتبط بالعلاقات الإنسانية إذ يشغلني ما يعكر صفوها». على حد تعبيرها.

وبحسب المخرجة الشابة فإن السينما السعودية تشهد تطوراً كبيراً وسريعاً أيضاً: «أرى أن هذا التطوير المتسارع مفيد جداً، ونحن كصانعات أفلام نحصل على فرص عادلة لا يتحصل عليها مخرجات في بلدان أخرى، مما يمثل دافعاً كبيراً لكي نجتهد فيما نقدمه».
وأتيحت للعامري الحصول على ورش تدريب في مجال كتابة السيناريو: «في العام الماضي شاركت مع (تورينو لاب) ومعمل (البحر الأحمر) وعملت على تطوير سيناريو فيلمي (عزيز هالة)، وهذا العام شاركت في برنامج (مائدة الشرق الأوسط للإعلام) لتطوير الكتابة الذي عقد على مدى ستة أسابيع بالولايات المتحدة، وقمت بتطوير مسلسلين قدمت أفكارهما، من بينهما مسلسل (مليكة وعثمان) الذي يروي علاقة بين عائلتين، سعودية ومصرية تحدث أيام الستينات، لكنني أجلت تصويره لوقت لاحق بعد تصوير (عزيز هالة) لأن العمل التلفزيوني صعب ويستلزم تراكم خبرات».
من الأشياء التي كانت تتمناها جواهر العامري، تصوير أحد أعمالها في مصر، لذلك قررت تصوير فيلمها «حريق» - وهو اسم مؤقت - بمصر، رغم أن أحداثه تدور في السعودية، وذلك لرغبتها في العمل مع فريق تقني مصري، على حد تعبيرها.



السعودية تحتفي بإبداعات الثقافة العراقية في مهرجان «بين ثقافتين»

يسعى مهرجان «بين ثقافتين» إلى إثراء المعرفة الثقافية عبر تجاربَ فنيّةٍ مبتكرة (الشرق الأوسط)
يسعى مهرجان «بين ثقافتين» إلى إثراء المعرفة الثقافية عبر تجاربَ فنيّةٍ مبتكرة (الشرق الأوسط)
TT

السعودية تحتفي بإبداعات الثقافة العراقية في مهرجان «بين ثقافتين»

يسعى مهرجان «بين ثقافتين» إلى إثراء المعرفة الثقافية عبر تجاربَ فنيّةٍ مبتكرة (الشرق الأوسط)
يسعى مهرجان «بين ثقافتين» إلى إثراء المعرفة الثقافية عبر تجاربَ فنيّةٍ مبتكرة (الشرق الأوسط)

تحتفي وزارة الثقافة السعودية بنظيرتها العراقية في النسخة الثانية من مهرجان «بين ثقافتين» خلال الفترة من 18 إلى 31 ديسمبر (كانون الأول) المقبل في «ميقا استوديو» بالرياض، لتقدم رحلة استثنائية للزوار عبر الزمن، في محطاتٍ تاريخية بارزة ومستندة إلى أبحاث موثوقة، تشمل أعمالاً فنيّةً لعمالقة الفن المعاصر والحديث من البلدين.

ويجوب مهرجان «بين ثقافتين» في دهاليز ثقافات العالم ويُعرّف بها، ويُسلّط الضوء على أوجه التشابه والاختلاف بين الثقافة السعودية وهذه الثقافات، ويستضيف في هذه النسخة ثقافة العراق ليُعرّف بها، ويُبيّن الارتباط بينها وبين الثقافة السعودية، ويعرض أوجه التشابه بينهما في قالبٍ إبداعي.

ويُقدم المهرجانُ في نسخته الحالية رحلةً ثريّة تمزج بين التجارب الحسيّة، والبصريّة، والسمعية في أجواءٍ تدفع الزائر إلى التفاعل والاستمتاع بثقافتَي المملكة والعراق، وذلك عبر أربعة أقسامٍ رئيسية؛ تبدأ من المعرض الفني الذي يُجسّد أوجه التشابه بين الثقافتين السعودية والعراقية، ويمتد إلى مختلف القطاعات الثقافية مما يعكس تنوعاً ثقافياً أنيقاً وإبداعاً في فضاءٍ مُنسجم.

كما يتضمن المهرجان قسم «المضيف»، وهو مبنى عراقي يُشيّد من القصب وتعود أصوله إلى الحضارة السومرية، ويُستخدم عادةً للضيافة، وتُعقدُ فيه الاجتماعات، إلى جانب الشخصيات الثقافية المتضمن روّاد الأدب والثقافة السعوديين والعراقيين. ويعرض مقتطفاتٍ من أعمالهم، وصوراً لمسيرتهم الأدبية، كما يضم المعرض الفني «منطقة درب زبيدة» التي تستعيد المواقع المُدرَجة ضمن قائمة اليونسكو على درب زبيدة مثل بركة بيسان، وبركة الجميمة، ومدينة فيد، ومحطة البدع، وبركة الثملية، ويُعطي المعرض الفني لمحاتٍ ثقافيةً من الموسيقى، والأزياء، والحِرف اليدوية التي تتميز بها الثقافتان السعودية والعراقية.

ويتضمن المهرجان قسم «شارع المتنبي» الذي يُجسّد القيمة الثقافية التي يُمثّلها الشاعر أبو الطيب المتنبي في العاصمة العراقية بغداد، ويعكس الأجواء الأدبية والثقافية الأصيلة عبر متاجر مليئة بالكتب؛ يعيشُ فيها الزائر تجربةً تفاعلية مباشرة مع الكُتب والبائعين، ويشارك في ورش عمل، وندواتٍ تناقش موضوعاتٍ ثقافيةً وفكرية متعلقة بتاريخ البلدين.

وتُستكمل التجربة بعزفٍ موسيقي؛ ليربط كلُّ عنصر فيها الزائرَ بتاريخٍ ثقافي عريق، وفي قسم «مقام النغم والأصالة» يستضيف مسرح المهرجان كلاً من الفنين السعودي والعراقي في صورةٍ تعكس الإبداع الفني، ويتضمن حفل الافتتاح والخِتام إلى جانب حفلةٍ مصاحبة، ليستمتع الجمهور بحفلاتٍ موسيقية كلاسيكية راقية تُناسب أجواء الحدث، وسط مشاركةٍ لأبرز الفنانين السعوديين والعراقيين.

فيما يستعرض قسم «درب الوصل» مجالاتٍ مُنوَّعةً من الثقافة السعودية والعراقية تثري تجربة الزائر، وتُعرّفه بمقوّمات الثقافتين من خلال منطقة الطفل المتّسمة بطابعٍ حيوي وإبداعي بألوان تُناسب الفئة المستهدفة، إذ يستمتع فيها الأطفال بألعاب تراثية تعكس الثقافتين، وتتنوع الأنشطة بين الفنون، والحِرف اليدوية، ورواية القصص بطريقةٍ تفاعلية مما يُعزز التعلّم والمرح.

بينما تقدم منطقة المطاعم تجربةً فريدة تجمع بين النكهات السعودية والعراقية؛ لتعكس الموروث الثقافي والمذاق الأصيل للبلدين، ويستمتع فيها الزائر بتذوق أطباقٍ تراثية تُمثّل جزءاً من هوية وثقافة كل دولة، والمقاهي التي توفر تشكيلةً واسعة من المشروبات الساخنة والباردة، بما فيها القهوة السعودية المميزة بنكهة الهيل، والشاي العراقي بنكهته التقليدية مما يُجسّد روحَ الضيافة العربية الأصيلة.

ويسعى مهرجان «بين ثقافتين» إلى إثراء المعرفة الثقافية عبر تجاربَ فنيّةٍ مبتكرة تستعرض الحضارة السعودية والعراقية، وتُبرز التراث والفنون المشتركة بين البلدين، كما يهدف إلى تعزيز العلاقات بين الشعبين السعودي والعراقي، وتقوية أواصر العلاقات الثقافية بينهما، والتركيز على ترجمة الأبعاد الثقافية المتنوعة لكل دولة بما يُسهم في تعزيز الفهم المتبادل، وإبراز التراث المشترك بأساليب مبتكرة، ويعكس المهرجان حرص وزارة الثقافة على تعزيز التبادل الثقافي الدولي بوصفه أحد أهداف الاستراتيجية الوطنية للثقافة، تحت مظلة «رؤية المملكة 2030».