مصير اليونان بأيدي مواطنيه اليوم

يصوت اليونانيون، اليوم (الاحد)، في اطار استفتاء يضع على المحك مستقبل اليونان ومصير اول حكومة لليسار الراديكالي في دول الاتحاد الاوروبي وايضا مكانة هذا البلد في اوروبا.
وقال رئيس الوزراء اليوناني الكسيس تسيبراس بعد ان صوت في اثينا "لا يمكن لأحد تجاهل رسالة تصميم شعب يتولى مصيره بيده".
ويدعو تسيبراس الى التصويت بـ"لا" في هذا الاستفتاء الذي يتناول رسميا المقترحات الأخيرة التي طرحتها الجهات الدائنة (البنك المركزي الاوروبي، الاتحاد الاوروبي وصندوق النقد الدولي) على أثينا.
وبدا تسيبراس منفرج الاسارير مرتاحا وهو يرتدي قميصا ابيض وسروالا رمادي اللون وسط هتاف العديد من الاشخاص المؤيدين له.
وبدأ نحو عشرة ملايين ناخب يوناني بالتوجه الى مراكز التصويت التي فتحت ابوابها صباح اليوم عند الساعة 7:00 بالتوقيت المحلي (4:00 بتوقيت غرينتش) للإدلاء بأصواتهم على ان تقفلها في الساعة 16:00 ت غ .
وينتظر صدور أولى النتائج مع بداية المساء.
وأمام مركز التصويت في شارع سكوفا بأثينا كان هناك اثنا عشر ناخبا ينتظرون قبل افتتاحه.
ولم تمنح الاستطلاعات الاربعة الاخيرة المنشورة تقدما واضحا لمعسكر "نعم" او لمعكسر "لا". ثلاثة منها منحت التقدم لـ"نعم" وواحد لـ"لا"، لكن الفارق لا يزيد في اقصى الحالات عن 1.4 في المائة.
ويأتي الاستفتاء بعد خمسة اشهر من المباحثات غير المثمرة بين منطقة اليورو والحكومة اليونانية التي شكلها نهاية يناير (كانون الثاني) حزب سيريزا اليساري الراديكالي بزعامة الكسيس تسيبراس مع حزب انيل "اليونانيون المستقلون" اليميني، والجهات الدائنة، وهي الاتحاد الاوروبي وصندوق النقد الدولي والبنك المركزي الاوروبي.
ومنحت هذه الجهات الدائنة منذ 2010 اليونان 240 مليار يورو من المساعدات او وعودا بقروض، لكنها لم تدفع شيئا لاثينا منذ نحو عام.
وتوقف الدفع بسبب رفض أثينا تنفيذ بعض الاصلاحات التي اعتبرتها صعبة جدا اجتماعيا.
وبعد عدة محاولات فاشلة للتوصل الى اتفاق، اعلن تسيبراس ليل 27 يونيو (حزيران) تنظيم الاستفتاء الذي يطرح الاحد سؤالا صعبا خصوصا مع توقف برنامج المساعدة مساء 30 يونيو.
وينص السؤال "هل يجب قبول خطة المساعدة التي طرحتها المفوضية الاوروبية والبنك المركزي الاوروبي وصندوق النقد الدولي اثناء اجتماع مجموعة اليورو في 25 يونيو؟".
ولم يطلع الناخبون على هذه الخطة المالية التقنية جدا إلا على مواقع الانترنت.
وكانت حكومة تسيبراس تأمل في الاساس في فوز "لا" ما سيتيح لها تعبئة نصف اليونانيين على الاقل معها لتعود قوية الجانب الى المفاوضات. لكن الدائنين اضفوا على الجدال تهويلا.
ويأمل البعض بالتأكيد كما اقر رئيس البرلمان الاوروبي مارتن شولتز، في أن يتيح الاستفتاء فرصة للتخلص من "عهد سيريزا" ومخاطر عدواه لبلدان اوروبية اخرى.
ولدفع الناخب اليوناني الى التصويت بـ"نعم"، يقدمون "لا" باعتبارها توازي تخلي اليونان عن العملة الاوروبية الموحدة (اليورو) التي يتمسك بها 74 في المائة من اليونانيين، بحسب استطلاع صدر الجمعة، مقابل 15 في المائة فقط يفضلون العودة الى الدراخما (العملة اليونانية قبل اليورو).
وكان أمس (السبت) يوم الصمت الانتخابي عشية الحسم في الصناديق. لكن ذلك لم يمنع وزير المالية الوحيد في حكومة تسيبراس الذي اعلن انه سيستقيل في حال فوز "نعم"، من اتهام الدائنين بـ"الارهاب" في مقابلة مع صحيفة "ال موندو" الاسبانية. بيد انه قال بالتوازي مع ذلك لصحيفة "فرنكفورتر" الالمانية انه "يتوقع حصول اتفاق الاثنين" بصرف النظر عن نتيجة الاستفتاء.