معلومات من داخل سوريا عن «تصفية» شقيق لرستم غزالي

شقيقان آخران لا يزالان في أحد معتقلات النظام السوري

معلومات من داخل سوريا عن «تصفية» شقيق لرستم غزالي
TT

معلومات من داخل سوريا عن «تصفية» شقيق لرستم غزالي

معلومات من داخل سوريا عن «تصفية» شقيق لرستم غزالي

تحدثت معلومات من الداخل السوري عن وفاة برهان غزالي، شقيق اللواء الراحل رستم غزالي، رئيس إدارة الأمن السياسي السوري، في أحد معتقلات النظام السوري في ظروف غامضة. و أعلن موقع «كلنا شركاء» أن «أهالي بلدة قرفا مسقط رأس رستم غزالي في محافظة درعا، فوجئوا قبل أربعة أيام بخبر مقتل برهان غزالي، شقيق رستم غزالي الذي يعدّ خزان أسراره، في ظروف غامضة داخل أحد معتقلات النظام، بعدما كان الأخير اعتقله مع شقيقيه هاني وياسر، منتصف شهر مايو (أيار) المنصرم».
ويتهم أبناء قرفا برهان غزالي بأنه المسؤول عن حملات التصفية والاعتقالات التي راح ضحيتها أكثر من مائة شخص من أبناء البلدة، ويعتبرون أن النظام اعتقله للتحقيق في عمليات التصفية التي حصلت في البلدة، بهدف امتصاص غضب الأهالي والتخلص من أهم رجال رستم وبيت أسراره. ونقل «كلنا شركاء» عن عدد من أهالي البلدة أن «النظام أفرج عن مسؤول الأمن السياسي محمد الشمالي، لأنه من الطائفة العلوية، وحمّل مسؤولية الجرائم لبرهان غزالي، ليقفل ملف المختفين من أبناء البلدة». وقال: «إن النظام كان تخلص أيضا من إسماعيل الكايد، في الشهر الماضي، وهو من المحسوبين على اللواء رستم غزالي، عن طريق زرع عبوة ناسفة بسيارته في مدينة دمشق». وأشار إلى أن «النظام السوري كان همش اللجان الشعبية وسلم بلدة قرفا إلى ميليشيات حزب الله، بزعامة أحمد الكايد، الذي كان على خلاف مع رستم غزالي».
هذا المعلومات لم ينفها أو يؤكدها أحد في المعارضة السورية، إلا أن مصدرًا عسكريًا في المعارضة أوضح لـ«الشرق الأوسط» أن «النظام السوري وكعادته لا يعلن صراحة عن وفاة أو تصفية أي من رموزه الأمنيين مباشرة، بل يسرب الخبر هكذا، وبعد أيام يعود ويكشف عن وفاة هذا المسؤول أو ذاك، وهذا ما حصل مع رستم غزالي ومحمد ناصيف وغيرهما». وأضاف المصدر: «نحن لا نستبعد تصفية برهان غزالي على يد سجانيه لأسباب كثيرة، أهمها أنه كان مدير أعمال شقيقه رستم وممسك بملفاته المالية والتجارية، ولأنه خازن أسراره ولديه كثير من الملفات التي كان يمسك بها رستم، عدا عن تورط هذا الشخص في أعمال خطف وتصفية من أبناء بلدته ومنطقته بأمر من النظام، كما أن برهان كان شاهدًا على الخلافات التي عصفت بين شقيقه رستم واللواء رفيق شحادة». وبرأي المصدر العسكري فإن «من أقدم على تصفية رستم غزالي لن يتورع عن تصفية برهان وكل أشقائه، هذه هي سياسة نظام آل الأسد». وأكد أن «رستم غزالي دفع حياته ثمنًا لعنجهيته واعتراضه على طريقة إدارة الحرس الثوري الإيراني لسوريا، وما دام الإيراني لا يتقبل من يعترض على أدائه لن يتورع عن إزاحته».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.