خلافات علنية تشتعل بين برلمان ليبيا وفريقه لحوار المغرب

معارك وضربات جوية في بنغازي.. وتفجير انتحاري لـ«داعش» في درنة

سيارات محترقة في أحد شوارع مدينة بني غازي (أ.ب)
سيارات محترقة في أحد شوارع مدينة بني غازي (أ.ب)
TT

خلافات علنية تشتعل بين برلمان ليبيا وفريقه لحوار المغرب

سيارات محترقة في أحد شوارع مدينة بني غازي (أ.ب)
سيارات محترقة في أحد شوارع مدينة بني غازي (أ.ب)

أعلن مجلس النواب الليبي أنه ألزم فريقه في مفاوضات السلام، التي ترعاها بعثة الأمم المتحدة بمدنية الصخيرات المغربية، بعدم التوقيع على المسودة الأخيرة التي قدمتها البعثة الأممية، مؤكدًا أنه لا يحق لممثلي المجلس أن يوقعوا على أي اتفاق حسب القرار الصادر عنه، وأن دورهم ينحصر في نقل التوصيات وقرارات المجلس والمساهمة في الحوار، وفق ثوابت البرلمان وقراراته.
وأكد المجلس في بيان أصدره، أمس، أنه يتمسك بما أسماه بحقه الأصيل وفق الإعلان الدستوري باختيار رئيس حكومة الوفاق الوطنية المقبلة، وهو شرط انتقال صفة القائد الأعلى للجيش الليبي، وصلاحيات رئيس الدولة إلى رئاسة الحكومة. واعتبر البيان أنه لا يحق لمزدوجي الجنسية والمشاركين في الحوار المشاركة في حكومة الوفاق، حرصًا على عدم تعارض المصالح، مؤكدًا على ضرورة التمسك بمقر مؤقت للحكومة حتى استكمال الإجراءات الأمنية.
وقال مجلس النواب إنه يشترط أن تكون قرارات المجلس الأعلى للدولة غير إلزامية، وأن يكون مقره بمدينة سبها، وأن يختار المجلس نصف الأعضاء ويصادق على النصف الآخر، وأن يختص البرلمان بتنظيم لوائحه، وأوضح أنه يرغب في انتهاء دور هيئة الحوار بتوقيع الاتفاق، وأنه لا يحق لها اختيار الحكومة.
وقال فرج بوهاشم، المتحدث الرسمي لمجلس النواب، في مؤتمر صحافي عقده، أمس، أنه «يتعين على وفد المجلس إلى حوار المغرب عدم التوقيع إلا في حالة قبول التعديلات على المسودة الرابعة، التي أقرها نواب البرلمان»، مضيفًا أن «المجلس لم يطلع على كل الملحقات بالمسودة التي أقرها المجتمعون، ويجب على وفد البرلمان عدم التوقيع في حالة قبول التعديلات حتى وإن قُبلت تعديلات المسودة الرابعة التي أقرها نواب البرلمان».
في المقابل، وكتعبير على وجود خلافات بين بعض أعضاء مجلس النواب وفريقه إلى حوار المغرب، قال الدكتور أبو بكر بعيرة، عضو المجلس وفريق الحوار، إن «ما تم التوقيع عليه في جولةِ الصخيراتِ الأخيرة لم يكُن وثيقة جديدة بقدر ما كان بيانًا تطمينيًا للشعب الليبي، بأنّ أطراف الحوار قد قاربت على الوصول إلى حل ينقذ الشعب الليبي من المعاناة اليومية التي يعيشها».
واعتبر في بيان وزعه، أمس، أن ما تم الاتفاق عليه في الجولة الأخيرة هو أقصى ما يمكن لأطراف الحوار أن تقبله من ملاحظات واردة من قواعد الحوار، مشيرًا إلى أن مجلسَ النواب مجتمعًا هو صاحب الرأي النهائي فيما يتعلق بقبول هذه الوثيقة الأخيرة أو رفضها، وأنه لا وصاية عليه من أحد عن طريق تجييش وسائل الإعلام ضد قناعات الأغلبية العظمى من أعضاء المجلس.
ونفى بعيرة صدور قرار باستدعاء اللجنة، التي لفت إلى أنها منتخبة «شرعيًا عن طريق المجلس ولا سلطان لأحد عليها في سلوكها إلا قرارات المجلس». ورأى أنه يتعين على الأشخاص الذين يعملون على إفشال الحوار أن يوضحوا للشعب الليبي ما إذا كان لديهم بديل آخر لوقف معاناة الناس، وأن يبتعدوا عن الأجندات الشخصية التي سبق وأن دمرت المؤتمر الوطني السابق، وتعمل حاليًا على تدمير البرلمان.
وأضاف بعيرة إن الحل المناسب لحسم هذه الأزمة هو طرحها للنقاش والتصويت داخل قاعة المجلس، وليس الخروج بها عبر قنوات التأجيج الإعلامي.
في غضون ذلك، حذر رئيس الحكومة الانتقالية الليبية عبد الله الثني من المساس بالسيادة الليبية إذا ما أقر الاتحاد الأوروبي خطته لمواجهة مهربي البشر، تشمل اقتراب سفن حربية من السواحل الليبية خاصة خليج سرت.
وقال الثني في تصريحات قبيل مغادرته مالطا إنه بحث مع المسؤولين هناك أزمة الهجرة غير الشرعي وتداعياتها على دول حوض المتوسط، مشيرًا إلى أنه ناقش أيضًا سبل تسهيل تنقل المواطنين الليبيين، وإمكانية فتح تمثيل دبلوماسي لمالطا في شرق ليبيا.
عسكريًا، قتل 6 أشخاص وأصيب أكثر من 12 آخرين في تفجير انتحاري نفذه تنظيم داعش، مساء أول من أمس، في مدينة درنة بشرق البلاد. وقالت مصادر أمنية إن ثلاث سيارات مفخخة انفجرت، أمس، بينما سقطت عدة قذائف في بعض المناطق بشكل عشوائي في المدينة التي تعد المعقل الرئيسي للجماعات المتطرفة في شرق ليبيا.
وفى مدينة بنغازي بالمنطقة الشرقية أيضًا، واصلت قوات الجيش الليبي القتال ضد الإرهابيين في عدة مناطق بالمدينة، بينما قالت وكالة الأنباء الليبية الرسمية إن «محور الشرطة العسكرية بمنطقة بوهديمة شهد اشتباكات ضارية، منذ فجر أمس، بين قوات الجيش الليبي والقوة المساندة له من شباب بوهديمة في مواجهة الجماعات المتطرفة، مع تكثيف للضربات الجوية من قبل السلاح الجوي الليبي».
ونقلت الوكالة عن مسؤول بالشرطة العسكرية أن الجماعات الإرهابية حاولت في وقت سابق اقتحام المنطقة ومقر الشرطة العسكرية، قبل أن يتم صدهم وتكبيدهم خسائر فادحة في الأرواح والعتاد، ولفتت إلى أن سلاح الجو الليبي كثف ضرباته الجوية لمساعدة القوات البرية على التصدي للمتطرفين. كما أصيب أربعة أشخاص جراء إزالة أحد الصواريخ التي لم تنفجر خلف مصنع بمحور الليثي ببنغازي.
وتشهد ليبيا منذ سقوط نظام معمر القذافي في 2011 فوضى أمنية ونزاعًا على السلطة، تسببا بانقسام البلاد قبل عام بين سلطتين؛ حكومة وبرلمان معترف بهما دوليًا في الشرق، وحكومة وبرلمان مناهضين يديران العاصمة بمساندة تحالف جماعات مسلحة تضم إسلاميين تحت مسمى «فجر ليبيا».
وتخوض القوات الموالية للطرفين معارك يومية في مناطق عدة من ليبيا قتل فيها المئات منذ يوليو (تموز) 2014، وقد تسبب انشغال السلطتين بالتقاتل فيما بينهما بتوفير أرضية خصبة للجماعات المتشددة، وعلى رأسها تنظيم داعش الذي تبنى الهجمات الأخيرة في تونس انطلاقًا من ليبيا.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.